الكتابة العربية

10 وسائل تقنية لتعليم وتحسين الكتابة العربية – الجزء 1

تتطور وسائل التعليم بتطور التقنيات منذ المكانة التي تقلدها القلم بوصفه تقنية أساسية للكتابة حتى تعددت تلك التقنيات وتطورت بتطور الآلات والوسائط. فلقد سبقت القلم أدوات كالإزميل للنقش والنحت، والفرشاة للرسم والتصوير، وتبعته أدوات أكثر تعقيداً كصف المحارف في الطباعة ولوحة المفاتيح الفيزيائية في الآلات الكاتبة ثم الحاسوب ولوحة المفاتيح اللمسية على شاشات الهاتف المتنقل. اليد الكاتبة وحدها تلك التي حافظت على وجودها برغم كل تلك المتغيرات الحضارية، وهي التي ينصب عليها الاهتمام بالتدريب والتطوير على مر القرون.

لقد درج المعلمون والكتاب على نقل خبراتهم عن طريق كراسات الخطوط والإملاء لتعليم الكتابة الصحيحة وتحسين خطوط المتعلمين. ثم نقلوا ذلك إلى العروض التقديمية على الشاشات في الدورات المتخصصة للطلاب، وسُجّلت العروض المرئية (الفيديوهات) التعليمية على قنوات يوتيوب، ورُسمت عشرات المخططات والمصورات التي تختصر قواعد الكتابة والإملاء. وبقي أن ننتقل الآن إلى خطوات إضافية أكثر احترافية. وهذه عشر وسائل حديثة مساعدة لتعليم الكتابة العربية وتحسينها:

1- البرنامج القديم المتجدد “مايكروسوفت وورد” MS Word

يبدو هذا البرنامج حقا غنياً عن التعريف، فقد بدأ مع الحواسيب في العالم العربي داعماً للغة العربية قبل أكثر من عشرين عاماً. يتضمن هذا البرنامج -الذي أنتجته شركة البرمجيات الأميركية العريقة مايكروسوفت- بنسخه الحديثة قاموساً عربياً ذاتياً يمكنه من اكتشاف الأخطاء الإملائية واقتراح الصواب. ورغم بعض الأخطاء في تعرفه على الصواب/الخطأ الكتابي إلا أنه يظل أحد أفضل الطرق لتعليم الكتابة بلغات مختلفة ومنها العربية. ويمكن تفعيل ميزة اكتشاف الأخطاء الإملائية عن طريق قائمة المراجعة Review – اللغة Language – تفضيلات لغوية Language Preferences ، ومن مربع الاختيارات يمكن تحديد لغات التحرير وتثبيت قواميسها. ومن أهم ميزات هذا البرنامج أنه يعمل على منصات متعددة كالحواسيب المكتبية والمحمولة والهواتف الذكية، ويدعم أنظمة تشغيل مختلفة، بالإضافة إلى دعمه للتشغيل والحفظ السحابي باستخدام أي متصفح من أي جهاز. ويُفضّل للكاتب والمتعلم ألا يجعل خاصية “التصحيح التلقائي للأخطاء” فعالة، لأن التصحيح قد يكون في الحقيقة خاطئاً فضلاً عن أنه يذهب بأهمية التعلم من الأخطاء وتصحيحها ذاتياً.

2- الهمزة

تفيد الدراسات في الأخطاء الشائعة بين المتعلمين والمتعلمات من العرب وغيرهم وبأعمار مختلفة ومستويات تعليم متفاوتة أن مشكلة الهمزة إملائياً هي مشكلة معقدة ومزمنة. ورغم كل محاولات التقعيد والتسهيل والرسومات والجداول إلا أن كتابة الهمزة بشكل صحيح يظل هاجساً لدى الكتاب العرب وغير العرب من باب أولى. هذا التطبيق/الموقع المميز بفكرته وتنفيذه، طوره فريق قلم لتقنية المعلومات ليسهل على المتعلم التأكد من الكلمة التي تحوي الهمزة سواء كانت همزة وصل لا تحتاج إلى رسم الهمزة أو همزة قطع تحتاج وضع الهمزة، وسواء كانت في أول الكلمة أو متوسطة أو متطرفة، وسواء كانت على ألف أو واو أو ياء أو على نبرة (كرسي) أو على السطر، فإن هذا الموقع الرائد http://hamza.qalamte.co سيجد الكتابة الصحيحة لها غالباً. فوق ذلك فإنه سيخبرك بالقاعدة التي بنيت عليها الكتابة الصحيحة لتتمكن من فهم السبب أو شرحه لغيرك!

يقول أصحاب الموقع إن هذه المبادرة تهدف “إلى توفير تطبيقات على الإنترنت وعلى الأجهزة المحمولة تساعد الناس على كتابة الهمزة بالطريقة الصحيحة مع بيان سبب كتابتها بهذا الشكل. ويعمل الموقع من خلال قاعدة بيانات ضخمة تحوي أكثر من ثلاثة آلاف كلمة مهموزة وطريقة كتابتها الصحيحة. ويمكن الإضافة إلى قاعدة البيانات هذه أو التعديل عليها، إذ يقترح عليك الموقع في حال بحثت عن كلمة غير موجودة أن تضيفها إذا كنت تعرف ذلك.

3- تفقيط

هذا موقع آخر http://tafqit.com مفيد في كتابة الأرقام وتحويلها من العدد إلى الكلمات، مع مراعاة قواعد التذكير والتأنيث في النحو العربي بحسب المشهور في أبواب العدد والمعدود. الموقع يختصر مهمة الصحة الكتابية وموافقة قواعد النحو من خلال واجهة جميلة وخفيفة، خاصة لدى كتابة العقود والصكوك والشيكات لتبدو المهمة سهلة يسيرة. فما على المتعلم إلا أن يدخل إلى الموقع ويضع الرقم في المستطيل الخاص به ثم يختار العملة أو الوَحدة للوزن أو المسافة أو غيرها ليقوم الموقع بتحويل ذلك كتابة بواسطة الضغط على زر (تفقيط). ولمزيد من السهولة يتيح لك الموقع نسخ الناتج من خلال الضغط على زر (نسخ إلى الحافظة). فإذا كنت تريد كتابة الرقم 55845 مثلا، لكنك لا تعرف كيف تحول ذلك إلى الكتابة العربية أو لم تكن متأكداً من الكتابة الصحيحة، فما عليك إلا إدخال الرقم لتجد النتيجة كما في الصورة. وبالطبع يمكنك التعديل على الناتج بحذف كلمة (فقط) أو (لا غير) أو حذفهما معا، أو كتابة بديل لهما أو لأحدهما حسب المناسب لك. بالإضافة إلى ذلك فالموقع يعطي إمكانية المشاركة والطباعة من خلال أزرار خاصة على يمين الشاشة للمشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة.

إنها وسيلة سهلة وفعالة، ويمكن الوصول إليها من خلال الهواتف المتنقلة والحواسيب بيسر وسهولة. وربما تكون أكثر فائدة لمتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.

4- تشكيل

تقوم شبكة الجزيرة الإعلامية بعمل جبار في خدمة اللغة العربية وتعليمها من خلال موقعها المميز ومواردها الكبيرة واهتمامها الثقافي والتعليمي القومي. وتخصّص الجزيرة لهذه المهمة موقعاً على الشبكة العالمية تحت عنوان “تعلم العربية” بواجهة رائعة وطريقة تعليمية مرحلية محترفة، تتضمن تمرينات يومية ومتابعات أسبوعية واختبارات ذاتية… إلا أن ما يعنينا هنا هو إحدى الخدمات المميزة التي تشتمل عليها هذه الصفحة وهي الخدمة الخاصة بمعالج النصوص. فمن خلال معالج النصوص الذي يوصلك إليه هذا الرابط http://learning.aljazeera.net/TextEditor أو من خلال نافذة معالج النصوص الأنيقة على الصفحة الرئيسة لخدمة “تعَلم العربية”، يمكنك كتابة النص الذي تريد تشكيله في المربع الخاص بالكتابة ثم الضغط على أيقونة “تشكيل”. وسيظهر النص الذي كتبته بعد إضافة التشكيل بالحركات عليه في الأسفل كما يبدو في الصورة.

ورغم بعض الأخطاء التي قد تقع في نتائج الخدمة، وتنبيه الصفحة لذلك من خلال الرسالة بالخط الصغير أدنى المربع الناتج، التي تقول “هذه الخدمة الآلية قد لا تكون دقيقة تماما”، إلا أن الخدمة مفيدة جداً للمتعلمين، خاصة عند النسخ واللصق من المواقع أو الأخبار أو الكتب النصية.

بالإضافة إلى ذلك، فمعالج النصوص يقدم تحليلا نحوياً وصرفياً مع الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وقاموس الكلمات المدخلة، لكن من الواضح أن هذه الخدمات هي في النسخ الأولية لها وليست النهائية.

5- خَفِّفْ

خَفِّفْ تؤدي إلى خفف! وهي خدمة ظريفة تقوم بعكس الخدمة السابقة ونزع التشكيل بالحركات من الكلمات المدخلة، بحيث يبدو النص خفيفاً، أو كما يقول الموقع “بعض الزحمة .. ما لها لزمة”. هذه الخدمة في نسختها الأولى وهي من تطوير عبدالله العرادي، وتعمل بواسطة ثلاث خطوات سهلة: إدخال النص المشكول في المربع الأول، وتحديد الخيارات والتفضيلات في المربع الثاني، ثم الضغط على الزر (خفف) لتظهر النتيجة بالنص من غير الحركات في المربع الثالث. وتضيف هذه الخدمة إمكانية التخفيف من الرموز التعبيرية فيما لو كان النص يحوي شيئاً منها بحيث لا تضطر بنفسك إلى فعل ذلك، كما يمكنك الضغط على زر تحديد الكل لتنسخ النص الكامل إلى الحافظة.

هذه خمس تقنيات حديثة ومتوافرة على عدد من المنصات المستخدمة بشكل يومي كالحواسيب المحمولة والحواسيب اللوحية والهواتف النقالة، ومن خلال واجهات سهلة تساعد هذه الوسائل المعلمين والمتعلمين على السواء في تعليم الكتابة العربية وتحسينها والتعامل مع النصوص المكتوبة. وفي الجزء اللاحق من هذا المقال نستكمل التقنيات المتبقية بمشيئة الله.

البحث في Google:





عن د. هشام بن صالح القاضي

وكيل المعهد للتطوير والجودة، أستاذ اللغويات التطبيقية المساعد قسم تدريب المعلمين، معهد اللغويات العربية، جامعة الملك سعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *