المحفزات التعليمية Gamification ما بين الإقبال والنقد

لكل تقنية إذا ما استُخدمت في التعليم بصفة خاصة أو الحياة بصفة عامة إيجابيات وسلبيات، ولعل الاستخدام في التعليم على وجه التحديد أجدر بتحديد تلك الجوانب. من هذا المنطلق إذن، سنحاول في هذا المقال مقاربة المحفزات التعليمية Gamification بين المؤيدين لها و المعارضين لاستخدامها.
لماذا ينظر إليها البعض على أنها الحل الأمثل لخلق جو من التنافس في العملية التعليمية؟ بينما يُصر البعض الآخر على تعداد سلبياتها.
فما بين الإقبال على تقنيات الألعاب التعليمية عموماً، والمحفزات التعليمية على وجه الخصوص في العملية التعليمية، والنقد الموجه لها، تُوجد أمور تتعلق بالحرفية في الاستخدام، والبراعة في التطبيق، والحذر أثناء تنفيذ الإجراءات. فلا يعني مجرد الإقبال عليها أنها بالفعل تحقق مكاسب جيدة للعملية التعليمية، فالإقبال قد يتعلق بالأهواء. وعند الدمج في التعليم، لابد أن تخضع لشروط وقواعد منطقية ومُراعية لمنطقيات النظم التعليمية في البلدان المختلفة.
لذا فنحن هنا نبحث عن تفسير حول إقبال المتعلمين تحديداً على الألعاب التعليمية واستخدامها في التعليم، وكذلك وجهات نظر منتقدي المحفزات التعليمية واستخدامها في العملية التعليمية وذلك من خلال الآتي:

الإقبال على اللعب، سؤال وتفسير

لماذا يقضي الأفراد وقتا طويلا جداً في اللعب؟ سؤال يحاول الكثير من الباحثين الإجابة عليه. وهكذا فقد حاولت Gane McGonigal 2010 الإجابة على السؤال: لماذا يغمر عدد كبير من الأفراد حول العالم أنفسهم داخل الألعاب؟ وما الذي يقودهم للابتعاد عن الحياة الواقعية؟ لتخلص إلى وصف اللاعبين بأنهم الأفراد الأكثر أملاً وتمكنا، ويتضح ذلك من خلال أربع صفات سلوكية مميزة هي:
1- التفاؤل العاجل: أي الرغبة في الفعل والإيمان بتحقيق النجاح.
2- البنية الاجتماعية: وهي القدرة على الثقة وتكوين روابط اجتماعية قوية من خلال لعب الألعاب.
3- الإنتاج بسعادة: أي الإيمان بأن المهمة الطلوب تنفيذها ذات معنى، وبالتالي الإخلاص في القيام بمهمة اللعبة نفسها.
4- المعنى البطولي: أي الرابط القوي للقصة ذات المعنى، وهي أنهم ينغمسون فيها شخصياً ويسعون لإثبات أنفسهم فيها، ويشعرون بتحقيق البطولات والإنجازات.

ناقدو المحفزات التعليمية في التعليم

قد تكون المحفزات التعليمية صعبة التوظيف بفاعلية، والأمثلة على التجارب الفاشلة كثيرة، فعلى سبيل المثال: المكافأة بالنقاط للطلاب الذين جمعت أعمالهم أكبر عدد من الاستجابات قد يشجع بعض المدونين لدعوة أصدقائهم للتعليق بغض النظر عن الجودة، فمحرك هؤلاء كان المكافآت الخارجية بدلاً من جودة العمل المقدم.
كما أننا لابد وأن نفكر بتأنِ في التفاصيل التنفيذية للمحفزات التعليمية، خشية أن يكون المعلمون منغمسين في أعباء العمل من تتبع تقدم الطلاب من خلال النقاط والشارات وعناصر الألعاب الأخرى.
ويرى كثير من الناقدين أن شهرة المحفزات التعليمية وظهورها كمدخل سهل دعا كل شخص لتطبيق استراتيجية المحفزات التعليمية في برامجه، لكن هذا لا يعني أنهم يفعلون ذلك بشكل صحيح، فميكانيكية الألعاب وحدها لا تصنع من شيء ممل شيئاً أكثر إثارة، وبتعبير آخر، فإن ناقدي المحفزات التعليمية يؤمنون بأن عناصر الألعاب مجرد واجهة عرض تُصمم لتجعل، مثلا، تصميم منهج لفقير يبدو أكثر متعة وغنى.
بينما يرى ناقدون آخرون أن المدرسة لابد وأن تبقى مكانا للعمل وليس للعب. وأي لعبة تحاول توصيل الأهداف التعليمية ستفشل في دورها، ولابد أن لا تستخدم الألعاب لمحاولة تحفيز المتعلم أو مكافأة الطلاب على معرفتهم بالمقرر، فهذه الألعاب وعناصرها سوف تفقد جاذبيتها سريعا.
ولمزيد من المعلومات يمكن الإطلاع على كتاب الألعاب التعليمية الرقمية والتنافسية، لمؤلفيه تامر المغاوري الملاح ونور الهدى محمد فهيم، الصادر عن دار السحاب للنشر والتوزيع بالقاهرة، مصر، لعام 2016.

البحث في Google:





عن تامر الملاح

باحث و مطور في مجال تكنولوجيا التعليم و التربية، ومهتم بمشكلات التعليم، كلية التربية، جمهورية مصر العربية

4 تعليقات

  1. لم يمضي على انظمامي لمنبركم هذا كثيرا الا انني ممتن كثيرا لكم على ما تقدمونه خدمة للمهتمين بمجال التعليم, احييكم تحية اكبار و اجلال تستحقون كل التقدير دمتم ذخرا للامة و ارجو ان يوفقكم الله الى ما فيه نفعا للعباد و للبلاد و جعل الله ما تقدمونه في ميزان حسناتكم,
    انرتم لنا طريقا في الدنيا, نرجوا ان ينير الله لكم به طريقا الى الجنة.
    مشكورون

    • كلامك فخر لنا…مرحبا بك

      • زهراء الانصاري

        السلام عليكم اسال الله ان يجعل ماتفدموه من علم في ميزان حسناتكم
        اتمني ان تزودونا بماهو هو جديد عن البرامج الحاسوبية المستخدمة في برمجة المسائل الرياضيه مثل الماتلاب والماثيماتيكا
        ولكم منا جزيل الشكر والتقدير

  2. د. محمود أبو فنه

    أتّفق مع الكاتب تامر الملاح حول ضرورة
    التنويع بطرائق التدريس وبالوسائل المساعدة
    لزيادة الحافز والتشويق لدى الطلاب، ولكن شريطة
    أن تكون تلك الطرائق والوسائل نابعة وناتجة
    عن معرفة طبيعة المتعلّمين ونفسيّاتهم، وأن تكون
    حصيلة تخطيط منهجيّ مدروس!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *