أوراق تربوية – ج1: تحسين مستوى الأداء لدى معلمي التمهيدي​

كيف نعلم الأطفال القراءة والكتابة بطرق أفضل، ووسائل أرقى ذات جدوى مفيدة، ولها قاعدة عميقة في ترسيخ ما نهدف إليه من تثبيت المعلومات، وتحسين للمستويات؟

إن الباحث في الشأن التربوي داخل رياض الأطفال بمراحلها التمهيدية ثم التأسيسية، سيلاحظ الكثير من الأمور التي تحتاج منا أن نعمل على اكتشافها واستكشافها، كي نصل إلى طريقة ذات عمق وبعد، يجعل ذلك التلميذ الصغير يستوعب ببساطة ويكتب بسهولة وسلاسة. كل ذلك مبني على أساس متين للتعلم والاستظهار والاستيعاب والفهم.

فالقاعدة الأساسية هي:

1-   كيف أجعل تلميذي يحب ويرغب في المادة دون ملل أو عزوف؟

2-   كيف أحول مستويات الفهم إلى مستويات ذكاء ونبوغ؟

3-   كيف أبدع في المادة –الطريقة – ثم أنمي الإبداع  في نفوس تلاميذي، فبينما هم في بدايات بسيطة، يصبحون مبدعين يتعلمون بيسر ويتفوقون بإبداع؟

لدينا –إذن- منظومة مكثفة من عناصر دقيقة: أهداف وجدانية – معرفية – مهارية.

إن المنظومة التي ينتمي إليها معلم اليوم، تبدو ركيكة وسط الزخم التعليمي المليء بهوس المادة التكنولوجية، ما يجعل المعلم ملزما بأن يستعين بأنشطة معززة بالتكنولوجيا، تفيده كثيرا في إيصال واستكشاف ما يهدف إليه من خلال مواده.

وليس المعنى أن ينسلخ المعلم من شخصيته ليجعل من عالم التقنية عصا سحرية تحول بينه وبين أساليبه وطرائقه التعليمية، فهذا غير مطلوب البتة من المعلم، بل يُستحب أن يكون المعلم هو المسيِّس لما يستخدمه من وسائل، الموظِّف لكل طريقة بما يتناسب وطبيعة وهيأة فصله وتلامذته.

فبما أن المعلم سيد الموقف التعليمي، فإن حرصه أن يكون التلميذ: ذكيا، نابغة، مبدعا، سيجعله بالتالي يسعى لتقنين سياسة الأنسب بما يليق بمادته وفصله، بعيدا عن الانغماس –حدا- للتلاشي (تلاشي الشخصية وسيطرة المادة المصاحبة) وهذا يعني أنه يقول للتلميذ هذا كل شيء وحسب..

فالمعلم أستاذ قائد، يستطيع بطريقته الأخذ بأيدي تلاميذه ونقلهم من حالة كانوا عليها، إلى ما يراه براحا للتكييف والتهيئة، وحسبما يراه متمشيا مع الأسلوب والموقف والمنهج.

في بعض الزيارات الميدانية، يلاحظ أن المعلم قد يذهل عن تلاميذه نظرا لكثرة عددهم، وكذلك ضيق الوقت واتساع المنهج … لهذا دائما ما ترى المعلمين منشغلين بقضية ثابتة الأركان (عدد التلاميذ – المنهج المتسع – الوقت أو الوعاء الزمني الضيق)؛  فترى المعلم يلقي بمادته ويكتفي بجزء يسير من التلاميذ الذين يحسنون الكتابة والقراءة، بينما مجموعة أخرى تحتاج لرعايته واهتمامه، ستجدهم في خانة عدم الاهتمام بحجة تدارك الوقت وبحجة عدم تعاون الأسرة معه. وأخرى تخرجه عن نطاق (التربوية في التعامل العملي المهني داخل المؤسسة التعليمية).

فليس من الحجج الدامغة أن يرى المعلم في تلميذه ضعفا لا يستطيع تقويمه (إن العاتق على الأسرة لتعينه)، فالمعلم التربوي الفذ هو ذلك الذي يعمل ويغير من طريقته وأسلوبه، يشرح واقفا وجالسا وبين تلاميذه، يستعين بكل الممكنات: بالسبورة وبوسائل تقريبية تبسيطية، تحرك مستويات الفهم، وتقرب وتبسِّط الصورة. فالصورة تنعكس في ذهن التلميذ بطريقة وأخرى، ويستذكرها ويستطيع فهمها فيما بعد.

فالمعلم الناجح: ذلك الذي لا يبخل بكل شاردة وغاربة وواردة إلا ويوظفها في مجاله التربوي.

ومن فوائد بعض الأمور: أن يندمج -كلية- في نفس التلميذ، ويعرف سبب ضعفه وعزوفه عن المادة، منوعا في طريقة التعامل والتفاهم، فليس كل التلاميذ على خط واحد.. حتى أنك حينما تطالع وجوههم الغضّة، سترى المتحفز والمتحمس والنشيط والكسول والحزين والمنعزل والمنطوي والهادئ… وهذه كلها إشارات وأمارات على تنوع وتعدد الطبائع والأمزجة… فهل هذا يفيد المعلم في التقويم والتقدير؟

البحث في Google:





عن سعاد الورفلي

مفتشة تربوية، كاتبة وروائية وقاصة ليبية، لها عدة إسهامات في مجال التربية والإعلام... نُشِرَ لها في عدة صحف دولية مثل صحيفة القدس العربي ، وصحيفة الزمان اللندنية ، ومجلة فكر الثقافية ..وصحف ومجلات أخرى دولية و محلية متعددة ومتنوعة مثل مجلة المرأة الليبية . تخرجت من كلية التربية –قسم اللغة العربية – مدينة بني وليد - ليبيا

5 تعليقات

  1. مشكورة على ماقدمته،اريد طريقة فعالة لمعالجة التلاميذ في القراءة،من فضلكم

  2. تعليم

  3. شىء جميل متابعة مقالات ذات اهمية للمعلم و المتعلم

  4. إبراهيم العماوي

    وفقكم الله ورعاكم وسدد خطاكم

  5. جزاك الله خيراً على هذا الطرح الجيد و ان كنت مازالت مقتنعة تمام الاقتناع ان العملية التعليمية التربوية تتكون من عناصر مترابطة و متداخلة ، بداية من الأسرة و المعلم و الإداريين و نظام تعليمي ترسي قواعده الدول و هو يختلف من دولة الى أخرى و لهذا وراء كل دولة ناجحة و متقدمة نظام تعليمي مقنن هادف توفرت له سبل الرقي و التوفق اكرر وفقك الله و بارك فيك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *