العام الدراسي الجديد

6 نصائح للمدرسين لاستقبال العام الدراسي الجديد

أَفَلَت العطلة الصيفية فاسحة المجال لعام دراسي جديد يكاد لا يشبه سابقه في شيء، خصوصا لمن غيروا المدرسة أو حتى الفصل الدراسي أو المادة المُدَرَّسَة.

هو عام دراسي جديد إذن تلتقي فيه كمدرس بطلاب ربما تراهم لأول مرة و لا تعلم عنهم شيئا سوى أنك سترافقهم خلال سنة دراسية كاملة. و لعلها تساؤلات كثيرة ستتبادر إلى ذهنك حين تفكر في هذا الأمر من قبيل:

كيف أبدأ و من أين أبدأ؟

كيف أتفادى أخطاء السنة الماضية؟

كيف أتمكن من ضبط الفصل الدراسي؟ ….

كلها تساؤلات مشروعة و غيرها يطرحها المدرسون في كل بقاع العالم، و مهمتنا اليوم محاولة الإجابة عنها على شكل نصائح، منطلقين في ذلك من تجربتنا الشخصية و تجارب الآخرين ممن سبقونا إلى ميدان التدريس، مستأنسين بإرشادات معلمين ممن اختاروا مشاركة معارفهم مع غيرهم من رواد شبكة الإنترنت.

6 نصائح للمدرسين لاستقبال العام الدراسي الجديد

1- لا تحاول أن تتقمص شخصية غيرك

العام الدراسي الجديد

كثير من المدرسين ممن يعانون صعوبات في إدارة الصف الدراسي، يمضون العطلة الصيفية في التخطيط لمواجهة طلاب العام الدراسي الجديد بوجه جديد عنوانه الحزم و عدم التساهل. لكن هذا القناع سرعان ما يسقط بل و في الحصة الأولى أحيانا؛ فالطلاب أذكياء جدا و لديهم قدرة خارقة على قراءة الشخصية الحقيقية للمدرس مهما حاول التمثيل. لذلك لا تحاول أبدا تقمص شخصية غيرك و كن طبيعيا، فلن تستطيع التمثيل طيلة السنة الدراسية، و ابحث بدلا من ذلك عن حلول أخرى لضبط و إدارة الصف الدراسي.

2- تعرف على مستوى طلابك

العام الدراسي الجديد

أن تتعامل طيلة سنة دراسية مع طلاب لا تعرف شيئا عن مكتسباتهم السابقة و حاجياتهم الحقيقية، أشبه باقتناء سيارة جديدة و السفر بواسطتها دون إجراء فحص شامل لها، لذلك كان لزاما على المدرس إجراء تقويم تشخيصي على شكل روائز Tests أو اختبارات تغطي ما تم تعلمه في السنة الماضية، و تحليل نتائج هذه الروائز قصد الخروج بتقرير و رؤية شاملة لمستوى الفصل الدراسي، و الذي ستبنى عليه بعد ذلك الأهداف التي نروم تحقيقها خلال الموسم الدراسي.

3- إرساء قواعد التعامل داخل الفصل الدراسي

العام الدراسي الجديد

الفصل الدراسي و كغيره من الجماعات الإنسانية، لا يمكن أن يُسَيَّرَ عشوائيا بدون قواعد و قوانين تنظم السلوك و تبين لكل فرد ما له و ما عليه. و حين نتحدث عن القواعد و القوانين، فإننا نعني تلك التي تسري على الجميع بمن فيهم المدرس نفسه باعتباره عضوا في جماعة الفصل، و التي يجب أن تُسَيَّر بطريقة ديموقراطية يعطي فيها قائدها ( المدرس ) القدوة و المثال على احترام القوانين و الخضوع لها. لمزيد من التفاصيل حول كيفية صياغة التعاقدات لإدارة الفصل الدراسي، ندعوكم لقراءة مقالنا السابق حول بيداغوجيا التعاقد.

4- تعرف على طلابك عن قرب

العام الدراسي الجديد

التعليم مهمة و رسالة إنسانية قبل أن تكون مهنة، و التعلم سيرورة معقدة تتداخل فيها عوامل اجتماعية و نفسية و بيداغوجية… لذلك وجب على كل مدرس مراجعة ملفات طلابه واحدا تلو الآخر لمعرفة وضعيتهم الاجتماعية و تاريخهم الدراسي، و ليتمكن من أخذ فكرة عن طلابه و ليعامل من ثم كل واحد من طلابه المعاملة اللائقة به.. و في حالة لم تتوفر المعلومات اللازمة لدى إدراة المؤسسة، فيمكن اعتماد استمارات  معدة لهذا الغرض يتم تعبئتها من طرف التلميذ أو أسرته ليتم تفريغها و استثمار معطياتها لنفس الهدف.

5- اعمل في حدود قدراتك و لاتسعى للكمال

العام الدراسي الجديد

في بداية كل سنة دراسية، يجد المدرس نفسه في مواجهة ضغط نفسي هائل مصدره رغبة داخلية في تحقيق أحسن النتائج، و ضغوطات الإدارة و أولياء الأمور.. هذه الضغوطات الداخلية و الخارجية تدفع المدرس دفعا نحو العمل فوق طاقته الحقيقية خوفا من الفشل و فقدان الوظيفة، و رغبة في تحسين وضعيته المهنية، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق نتائج عكسية متمثلة في تراجع مردوديته المهنية، كما يمكن أن يعود عليه بمضاعفات صحية خطيرة أحيانا. و لتفادي هذه النتيجة الكارثية ضع في ذهنك حقيقة مفادها أنك أنت و أنت فقط من يعرف الوضعية الحقيقية لفصلك الدراسي و التي وقفت عليها خلال التقويم التشخيصي و أنت فقط من يستطيع التخطيط على ضوء نتائجه، و وضع أهداف واقعية و قابلة للتطبيق خلال السنة الدراسية، بعيدا عن المثالية التي تسعى إليها الإدارة و الآباء.

6- حافظ على التوازن بين التزاماتك المهنية و حياتك الشخصية

العام الدراسي الجديد

التعليم و كما هو معلوم لدى منتسبيه، من أكثر الوظائف التي لا حدود فيها بين وقت العمل و الوقت الخاص، فكثير من الالتزامات المهنية التي ترتبط بوظيفة التعليم تتبعنا خارج الفصل الدراسي، كما أن من المعلمين من يعمل حتى في عطلة نهاية الأسبوع، أو خلال العطل المدرسية. لذلك أنصحك عزيزي المدرس بفرض نوع من التوازن بين حياتك المهنية و حياتك الخاصة، و هذا أمر لا يتحقق إلا إذا أسست له منذ بداية الموسم الدراسي، و إلا وجدت نفسك في دوامة لا مخرج منها.

البحث في Google:





عن د. الحسين اوباري

مستشار في التوجيه التربوي، دكتوراه الدولة في القانون العام وعلم السياسة، مدون و مهتم بالعلوم القانونية وعلم السياسة وبالتقنيات الحديثة في التوجيه والاستشارة والتعليم، عضو الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي (AMCOPE)، عضو الجمعية الأمريكية للاستشارة (ACA)، عضو مؤسس و محرر بموقع "تعليم جديد"، أستاذ معتمد من مايكروسوفت (MCE) و حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS)، و عدة شهادات في تكنولوجيا الإعلام والاتصال.

5 تعليقات

  1. شكرا لك على النصائح القيمة. أتمنى من كل من يقدم النصائح أن يرفقها بأمثلة عملية : مثلا استمارات او كيفية اعداد تقويمات تشخيصية و تفريغ نتائجها أو . لأن في نظري ما ينقص الأساتذة , خصوصا الجدد منهم, هو كيفية تطبيق النصائح. أذكر ان منذ بداياتي الأولى في الممارسة لا أحصل سوى على النصائح(التكوين الأساس جله نصائح, زيارات المفتشين كلها نصائح) لكن طريقة تطبيقها تظل مجرد محاولات مني أصيب حينا و أخطئ حينا و أتخبط أحيانا أخرى. السادة المؤطرين لا يقومون بدورهم. أنا لا أرغب في المحاولة و الخطأ و التخبط ولكنني أريد أن أتوفر على عدة علمية من روائز و استمارات و طرق استثمارها لا تدع مجالا للتخبط و العشوائية. أكيد أن هناك من سيجيبني الآن بنصائح جديدة و ببذل الجهد و البحث عن أنجع السبل لرفع مستواي في هذا المجال. أقسم بالله أنني أفعل ولكن لست راض عن ما نقدمه لأنه مجرد محاولات فردية لايستطيع الكل الوصول إليها. الأستاذ مهما قلنا عن ظرورة اتصافه بأوصاف خاصة و كفايات نوعية تجعله مبدعا و قائدا و نشطا و باحثا , إلا أنه يبقى بشرا يصيب و ييخطئ و لا يستطيع تحمل كل هذه المسؤولية بمفرده. فالعامل في المصنع لابد أن يكون كفئا إلا ان عمله محدد و وسائل عمله متوفرة و ساعات عمله محددة.

  2. فاطمة محمد

    جزاكم الله خير ووفقكم لمايحب ويرضى

  3. كتير حلو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *