الأطفال في العطلة الصيفية

أنشطة ممتعة و مفيدة للأطفال في العطلة الصيفية

العطلة الصيفية بالنسبة للمدرسين هي المناسبة الوحيدة التي تسمح بقضاء أغلب فترات اليوم رفقة الأسرة و الأبناء، لكن هل يكفي التواجد في منزل أو غرفة واحدة لكي نقول بكل فخر أننا نقضي وقتا جميلا معهم! بالتأكيد لا! فالأطفال بالخصوص، يحبون الإحساس بالاهتمام من طرف آبائهم و مشاركتهم اللعب و اللهو كيفما كانت هواياتهم. فالعلاقة مع الأبناء حساسة جدا وتتحكم فيها جزئيات بسيطة قد تبدو لنا تافهة في بعض الأحيان لكنها ذات أثر كبير على شخصيتهم و بالتالي سلوكهم.
لا يكفي إذن اصطحاب الأطفال إلى الشاطئ أو متنزه و شراء المثلجات أو غيرها لهم لكي نقول أننا نقوم بواجبنا كآباء، هناك الكثير مما يمكن القيام به للاستمتاع كأسرة واحدة و الاستفادة في الوقت نفسه و تمتين روابط الأبوة و الأمومة خارج إطار الحقوق و الواجبات التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار العوامل النفسية و الوجدانية للأطفال.
هذا المقال سيقترح العديد من الأفكار، وهي عبارة عن أنشطة متنوعة ممتعة و مفيدة للأطفال و للآباء كذلك، يمكن ممارستها طوال العطلة الصيفية للخروج من تلك النمطية التي يعرفها يوم العطلة عادة لدى أغلب الأسر في عالمنا العربي.

1- ممارسة الرياضة

الأطفال كالبالغين، يحبون ممارسة الرياضة و مزاولة الألعاب الجماعية و ألعاب التحدي الفردية، العطلة الصيفية فرصة إذن لتخصيص بعض الوقت يوميا للأنشطة الرياضية و البدنية، فإلى جانب المتعة والترفيه سيتمكن الجميع من استعادة النشاط و الحيوية بعد سنة دراسية شاقة و طويلة.

2- مشاهدة الأفلام

من الجميل أن نبحث عن أفلام راقية ومناسبة لجميع أفراد الأسرة كي نستمتع بمشاهدتها آخر النهار. فتربية ذوق الطفل منذ صغره على الفنون الجميلة و الإنتاجات الهادفة إلى جانب مناقشة محتوى الفيلم جماعة، لوسيلة ناجعة لخلق جو من التلاحم و التفاهم الأسري.

3- ألعاب الألواح Board games

الشطرنج و المونوبولي وغيرها ألعاب لها فوائد من حيث النشاط الذهني للأطفال و كذلك تنميتها لبعض المهارات الاجتماعية و الحسية، وهو ما يجعلها مناسبة جدا أثناء العطلة الصيفية خصوصا عندما تمتزج ببعض التحدي و الندية أثناء ممارستها.

4- ألعاب الفيديو

توصلت عالمة الأعصاب في جامعة «روتشستر» في نيويورك دافني بافيلير عبر دراسات وأبحاث متعمقة أن ألعاب الفيديو تؤثر إيجابا على نشاط الدماغ و تنمي التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات و إيجاد الحلول إضافة إلى العديد من المهارات الأخرى، وهذا يحثنا على اختيار ألعاب مناسبة لأطفالنا و الاستمتاع بها في جو أسري خلال أيام الصيف.

5- الرسم

يحب الأطفال الرسم كثيرا، و في هذا الصدد يمكن تخصيص مكان في المنزل ليكون ورشة متكاملة يحس فيها الطفل باستقلاليته و أهمية ما ينجزه من لوحات، وهنا يأتي دور الآباء في توفير لوازم الرسم والتشجيع و التعزيز الإيجابي و لم لا المشاركة في الرسم.

6- التسوق

لا يهتم الأطفال عادة خلال التسوق إلا بالألعاب والحلويات، بعيداً عن احتياجات الأسرة الأساسية و إكراهات الميزانية المخصصة لذلك. ولجعل التسوق مهمة سهلة لنا و ممتعة للأطفال، لابأس من إطلاعهم قبل الخروج على لائحة المشتريات بهدف تحسيسهم بالمسؤولية، حيث يمكن تشجيعهم على الانضباط و حسن السلوك بإضافة أشياء محببة لهم ضمن قائمة المشتريات ومشاركتهم في اختيار أفضل المنتوجات وتدريبهم على الاهتمام بمعايير الجودة و السعر.

7- الزراعة و التشجير

إذا كنت تملك ضيعة في الريف أو حديقة صغيرة أو فقط مكانا صغيرا في البيت، يمكنك مشاركة أطفالك في زراعة النباتات و الأزهار و غرس شتلات الأشجار، فهذه الأنشطة مهمة جدا في تعريف الطفل بأهمية حماية البيئة و الطبيعة إضافة إلى دورها في تنمية الجانب الحسي من شخصيته و إعداده للعمل التطوعي في المجال البيئي. يمكنك أيضا أن تعلم طفلك غرس بعض الخضراوات أو النباتات الطبية حتى يحب كل ماهو صحي و طبيعي.

8- الطبخ

لا بأس في ترك الأطفال يستمتعون بالطبخ من حين لآخر تحت مراقبتنا، فيقومون بتحضير وصفات بسيطة و سريعة باستخدام البيض و الجبن و الخضراوات و الفواكه مثلا، هذه الطريقة ناجعة جدا في حثهم على تناول وجبات صحية مع تنمية مهارات مختلفة لديهم.

9- الأعمال المنزلية

يحب الأطفال المساعدة في الأعمال المنزلية خصوصا الفتيات، لدى يمكن تكليفهم ببعض المهام البسيطة لتعويدهم على الاعتماد على النفس و تنمية روح التعاون لديهم.

10- صيد السمك

ربما الكثير من الآباء يتفادون اصطحاب أبنائهم إلى رحلات الصيد لأسباب مختلفة، لكن الأمر يستدعي منا إعادة النظر في ذلك لأن تجربة الصيد بالنسبة للطفل من الأهمية بمكان خصوصا عندما يصطاد سمكته الأولى و ينال بها تشجيع و استحسان الجميع.

11- التطبيقات التعليمية

لا تخلو منازلنا من الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، لذلك يعد استخدامها فيما ينفع الطفل شيئا حاسما خلال العطلة الصيفية، ودورنا كأولياء أمور يكمن في البحث عن التطبيقات المناسبة والتي تمزج بين المتعة و التعلم. ستجدون العديد من هذه التطبيقات في المقالات التالية:

البحث في Google:





عن نجيب زوحى

أستاذ و مدون مهتم بتقنيات و أفكار التعليم الحديثة، عضو مؤسس و محرر بموقع "تعليم جديد". طالب دراسات عليا متخصصة في التسيير الرياضي بالمدرسة العليا للتسيير و التجارة بمونتريال الكندية، حاصل على الإجازة في الاقتصاد والتسيير بجامعة ابن زهر المغربية، و بكالوريوس تخصص تربية رياضية و صحية بجامعة كيبيك في مونتريال الكندية، وشهادة تقنية كندية في إدارة و تسيير رياض الأطفال. أستاذ تربية بدنية و صحية، مدرب كرة قدم بنادي كاندياك الكندي.

4 تعليقات

  1. د. محمود أبو فنه

    شكرًا على هذه التوصيات/الاقتراحات لقضاء عطلة
    ممتعة ومفيدة. مع ذلك أطفالنا يحبّون السفر
    والترحال وزيارة الأماكن والحدائق العامّة مع الألعاب،
    وحتّى السفر خارج الأوطان.
    كذلك حبّذا لو كان من بين التوصيات قراءة النصوص الأدبيّة
    والعلميّة وتبادل النقاش والحوار في الأسرة.
    د. محمود أبو فنه

  2. موضوع جيد وملاحظة جميلة من الدكتور أبو فنة. فعلا العطلة مناسبة سانحة لقراءة بعض الكتب

  3. د. محمود أبو فنه

    شكرًا للأخ رشيد التلواني على تعقيبه، وأتساءل:
    لماذا لا يحظى المعقّبون بردّ الأخ نجبيب زوحى كاتب المقال؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *