أنماط المتعلمين

أنماط المتعلمين عبر الإنترنت

أضحى التعليم والتدريب عبر الإنترنت سمة من سمات العصر الحديث، و أداة مهمة من أدوات التعلم الذاتي التي لا غنى عنها في خضم التغيرات السريعة لمتطلبات المتعلمين، والتي تفرضها احتياجاتهم المتنوعة في المجالات التعليمية والعملية. وكما نلاحظ، فقد اتخذ التعلم الإلكتروني منحاً متسارعاً، فبتنا نسمع بأكاديميات تنافس الجامعات العالمية، حيث أثرت بشكل واضح في معادلة التعليم.
ولكن الملفت للانتباه أنّ المتدربين عبر الإنترنت (online training learners) يختلفون عن بعضهم في الطبائع والأنماط الشخصية، إضافةً إلى اختلاف ذكاءاتهم وأنماط تعلمهم، فلا تكون طرائقهم في تلقي العلم أو التدريب واحدة، و أهدافهم في بلوغ الاستفادة القصوى و تلبية احتياجاتهم التعليمية لا تتحقق بنفس الدرجة، لذا يتوجب على القائمين على مثل هذا النوع من التعليم مراعاة هذا التمايز بين أنماط المتعلمين.
ولفهم هذا التمايز في طرق التعلم و التدرب، إليك هذه القائمة التي تضم عشرة أنماط للمتعلمين، جرب أن تجد نفسك بينها أو ربما قد تكون مزيجاً من عدة أنماط:

1- المتعلم الواثق:

يواجه هذا النمط من المتعلمين تحدياً رئيسياً و هو إمكانية إحباطه بسهولة إذا كان البرنامج التعليمي يسير ببطء، أو إذا افتقر لأهداف محددة واضحة، أو أنّه لا يشجع على المشاركة فيه. ولمواجهة هذا التحدي، ينبغي إعطاء هذا المتعلم فرصة للتفاعل من خلال: المناقشات الجماعية و المشاركة في مشاريع الفريق، و تبادل التجارب…

2- المتعلم فائق التفوق:

من المستحيل إثارة إعجاب نمط المتعلم فائق التفوق حتى مع أكثر الدورات فعاليةً، لأنّ البرنامج التعليمي قد يعيق تعلمه بعدة أشكال. فقد تغطي الدورة الكثير من المواضيع أو قد تكون فقيرة بها، وربما يكون المحتوى عميقاً جداً أو ضحلاً جداً، أما البرنامج فربما يكون سريعاً جداً أو بطيئاً جداً، والتحدي الحقيقي هو إقناع المتعلم فائق التفوق بأهمية ونفع ما يقدمه البرنامج وإضافة مزيدٍ من المهمات والمناقشات الجوهرية وتقديم التغذية الراجعة باستمرار.

3- المتعلم العاطفي:

يتأثر المتعلم العاطفي بشكل ملحوظ بمشاعره و بحاجته للشعور بالارتباط بالفصل من خلال المدرّب أو المحتوى، ويحب أن يُدعى للمشاركة دوماً. و يشبه المتعلم فائق التفوق في الحاجة إلى تقديم التغذية الراجعة أثناء التدريب.

4- المتعلم المندمج:

يميل المتعلم من هذا النمط إلى تشكيل علاقات مع مدربيه. ويرغب بالحصول على المزيد، أكثر من مجرد تلقي المعلومات، فيعمل على استخدام المحتوى لإنجاز المهام دون الحاجة إلى التوجيه، حيث يمتلك القدرة على إدارة مهام التعلم وعلى تحويل المعرفة إلى حالات جديدة. كما أنه يضع معايير عالية لنفسه وللآخرين.

5- المتعلم غير المندفع:

يبحث دائماً عن الدورات السهلة، وغالباً ما يظن أنّ التعليم الإلكتروني أقل صعوبة من التعليم العادي.

6- المتعلم المخاطر:

دورات التعلم الإلكتروني قادرة على التعامل مع هذ المتعلم من خلال ما تطرحه من الأفكار الجديدة و مناقشات للأسئلة المعقدة. كما أنّه يستمتع ببرامج التعليم الإلكتروني التي تعلمه كيفية تمييز الأخطاء، وحل المشكلات المعقدة و دراسة الحالة المستقبلية.

7- المتعلم المندهش:

صاحب هذا النمط لا يُدرك عدم قدرته على التعلم بشكل مستقل، و غير مستعد لخوض الطرق التقليدية في التعلم، وهذا يعني أنّه سيجد صعوبة في التعلم عبر الإنترنت.

8- المتعلم المندفع المندمج:

إنّه المتعلم المجد الذي يمتلك أهدافاً معينة، مستعد للعمل بجد حتى يتغلب على أيّ معيقات، لذا على محترفي التعلم الالكتروني السماح قدر الإمكان لهذا المتعلم باختيار محتوى الدراسة و التقدم في البرنامج التعليمي أو التدريبي وفق سرعته الخاصة.

9- المتعلم غير المستقل (التابع):

يعمل هذا المتعلم بجد، ويسأل المساعدة دوماً، ويشعر بعدم الثقة بإجاباته. يمكن للمدربين عبر الإنترنت مساعدة هذا المتعلم عن طريق تشجيعه على القراءة، أو مشاهدة المحتوى قبل طلب التوجيه، و السماح له بالتحقق من عمله بدقة قبل تقديم إجابة نهائية.

10- المتعلم المُجرب:

يُحبط هذا المتعلم بسهولة، فثقته الذاتية منخفضة جداً، وفي أغلب الأحوال يقوم بإنتاج أعمال ذات جودة منخفضة تفتقر إلى الأصالة حيث يكون المتعلم المُجرب غالبا صغيراً في العمر و مبتدئاً في عالم التعلم الإلكتروني.

وفيما يلي رسم معلوماتي أو انفوجرافيك يلخص الأنماط العشرة:

 

أنماط المتعلمين عبر الإنترنت

البحث في Google:





عن أروى نادر بنيـان

مُدرسة علم أحياء و باحثة في التربية والتعليم،مشرف الفريق الوطني السوري لتصميم المناهج التفاعلية الإلكترونية سابقاً، عضو مُشارك و مُقرر في لجان تأليف المناهج الدراسية لمادة علم الأحياء في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية.مُدوِنة في مجال التربية والتعليم مُتخصصة في التصميم التعليمي الإلكتروني و إستراتيجيات التعلم الحديثة.

تعليق واحد

  1. د/ مراد حكيم بباوي

    مقالات هامة ومهمه… مع التمنيات بالتوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *