الأجهزة اللوحية في التعليم

التجارب الدولية في توظيف الأجهزة اللوحية في التعليم

بدأت العديد من المدارس ومؤسسات التعليم الرسمية في العديد من البلدان التركيز على القيمة المضافة في العملية التعليمية من خلال الأجهزة اللوحية، ليس لأن هذه الأجهزة تعمل بشكل فوري فقط ولكن لأنها خفيفة الوزن أيضا، وبالتالي فهي مصدر ارتياح كبير للطلاب. إضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على العديد من التطبيقات التعليمية وتطبيقات لنقل المحتوى التعليمي من خلالها، ويمكن كذلك -بفضلها- بناء منصات للتعليم الإلكتروني تحتوي على مقررات كاملة وتحقق جميع الأهداف التعليمية، وهي أيضا تنمي العديد من المهارات لجميع المواد الدراسية، كمهارة الاستماع والقراءة والتفكير وحل المشكلات وغيرها، كما يمكن تعزيز هذه المهارات ودعمها من خلال العديد من التطبيقات الموجودة على الأجهزة اللوحية.
وقد بدأت بالفعل العديد من الدول بداية جادة لإدخال الأجهزة اللوحية في العملية التعليمية،وخطت أخرى خطوات واضحة في ذلك، وحققت تقدماً ملموساً في هذا المجال. وكشف تقرير صدر مؤخراً أن معظم المدارس في الولايات المتحدة تختبر أجهزة الكمبيوتر اللوحي. وتحرص الاقتصادات الناشئة في آسيا وأوروبا الشرقية أيضا على اعتماد الأجهزة اللوحية في المدارس، بما في ذلك كوريا الجنوبية والهند وكازاخستان وتركيا، وقد أجريت العديد من التجارب بالفعل لاستكشاف الفوائد التي تعود على تعلم الأطفال من خلال استخدام الأجهزة اللوحية في فرنسا واليابان وسنغافورة وأستراليا.
وهذه خارطة توضح الدول التي تطبق تجربة التعليم بواسطة الأجهزة اللوحية :

الأجهزة اللوحية في التعليم

بريطانيا: أجريت بحوث مستقلة تابعة لمؤسسة Tablet for school على عدد من المدارس في المملكة المتحدة، بلغ عددها 41 مدرسة، وفيما يلي بعض النتائج المستقاة من أبحاث هذه المؤسسة:
6٪ من مجموع مدارس المملكة المتحدة توظف الأجهزة اللوحية بأسلوب جهاز لكل طالب (1:1) .
69٪ من مدارس المملكة المتحدة تستخدم الأجهزة اللوحية.
49٪ من المدارس التي لا تستخدم الأجهزة اللوحية تدرس إدخالها في التعليم.

البرازيل: قامت الحكومة الاتحادية بشراء أكثر من 900 ألف جهاز لـ 85 ألف مدرسة. وأعلنت حكومة ولاية ساوباولو أنها تدرس مشروعا يتضمن إدخال الأجهزة اللوحية بقيمة 2073 بليون.

كولومبيا: في فبرابر 2014 أعلنت الحكومة توزيع 335600 جهازا للمدارس العامة.

الولايات المتحدة: قامت وزارة التربية والتعليم في ولاية فيرجينيا في نوفمبر 2009 بإطلاق مشروع لاستكشاف الآثار المترتبة على إدخال بدائل الكتب المدرسية التقليدية إلى الفصول الدراسية، وكشفت عن طرق جديدة لتنظيم وتقديم محتوى عالي الجودة باستخدام مختلف المنصات كالأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وكان من أهداف المشروع :
– معرفة كيف يمكن استخدام المحتوى التعليمي الرقمي لزيادة فعالية ومشاركة الطلاب وتحسين مخرجات التعليم وممارسات المعلمين.
– حصر الآثار الاجتماعية المترتبة على السياسات الفنية لاستبدال الكتب المدرسية التقليدية بالبدائل الرقمية.

التايلاند: في عام 2012، وزعت الحكومة 107 مليون جهاز لطلاب الصف الأول. وفي يوليو 2014 تم استبدال مشروع جهاز لكل طالب، وسيتم استخدام الميزانية في تجهيز الفصول ذات الإمكانات التقنية العالية.

الهند: بدءاً من عام 2012 تم استخدام الأجهزة اللوحية، وتميزت الهند باستخدام الأجهزة رخيصة الثمن مثل (iSlates، Aakash devices)، في عدة ولايات مثل (Andhra Pradesh، Rajasthan، Maharashtra).

الصين: في عام 2012 أطلق مشروع التغطية الكاملة لمشروع التعليم الرقمي لتزويد المدارس بالأجهزة الرقمية، وقامت حكومات المدن المتعددة بشراء الأجهزة اللوحية وتوزيعها على المدارس.

كوريا الجنوبية: أعلنت الحكومة في عام 2012 أن الأجهزة اللوحية ستحل محل الكتب بحلول عام 2015، وتعد هذه المبادرة جزء من برنامج أوسع نطاقاً يتضمن فصولاً على الإنترنت ومناهج دراسية تقدم عبر السحابة الإلكترونية، ويتوقع أن يكلف المشروع بليون جنيه استرليني.

اليابان: في عام 2010 أطلق مشروع مدارس المستقبل لإدخال الأجهزة اللوحية لجميع الطلاب، وقدمت للمدارس الابتدائية بين عامي 2010 وَ 2012، وللمدارس الثانوية والخاصة بين عامي 2011 وَ 2013.

سنغافورة: في عام 2010، أطلقت سنغافورة مشروع تحديد معايير بيئة تشغيل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (SSOE)، والذي يهدف إلى “إعادة تعريف النهج التربوي” من خلال التركيز على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس. وقد تم تزويد المدارس بأكثر من 120000 جهازا لأكثر من 350 مدرسة في عام 2012.

تركيا: قامت وزارة التربية والتعليم بإطلاق مشروع الفاتح، وهو عبارة عن خطة للتغلب على الفجوة الرقمية في التعليم خلال خمس سنوات بدءاً من العام 2010 إلى العام 2014، وذلك بإدخال الأجهزة اللوحية في جميع مراحل التعليم العام، وقد قامت بتجهيز 42000 مدرسة و570000 فصلا دراسيا بأحدث تقنيات المعلومات والاتصالات وتحويلها إلى فصول ذكية.
مشروع الفاتح لديه خمسة مكونات رئيسة على النحو المنصوص عليه في الموقع الرسمي للمشروع على الإنترنت:
– إعداد البنية التحتية للمعدات والبرمجيات التي تضم شراء الأجهزة وتوزيعها وتركيب المعدات اللازمة في المدارس.
– توفير وإدارة المحتوى الرقمي والتي تشمل مواد جديدة تتفق مع التعليمات التي تدعمها تقنية المعلومات والاتصالات.
– الاستخدام الفعال لتقنية المعلومات والاتصالات بما يتماشى مع المناهج التي تهدف إلى إيجاد قنوات جديدة لدمج تقنية المعلومات والاتصالات في المناهج الدراسية.
– استخدام واٍع وموثوق وقابل للقياس لتقنية المعلومات والاتصالات.
– تدريب المعلمين أثناء الخدمة على تقنية المعلومات والاتصالات، لتمكينهم من استخدامها بشكل فعال وصحيح في بيئة الفصول الدراسية.

أستراليا: في أستراليا، قامت حكومة كوينزلاند بتقديم استراتيجية الفصول الذكية عبر خارطة طريق، لتسخير إمكانات تقنية المعلومات والاتصالات لعمليتي التعليم والتعلم في مدارس الدولة، واستخدم في هذا المشروع أجهزة الآيباد اللوحية من شركة أبل، ويهدف إلى تحديد مدى فعالية هذه الأجهزة في دعم وتوسعة تعلم الطلاب في الفصول الدراسية، وكان الغرض من هذه التجربة:
– تحديد ملاءمة الآيباد كأداة تعليمية في المدارس.
– تحديد مدى توافق الآيباد مع منصة وزارة التربية والتعليم الأسترالية.

المملكة العربية السعودية: وفي المملكة العربية السعودية تم الوقوف على عدة تجارب لمدارس خاصة تسعى لتوظيف الأجهزة اللوحية في العملية التعليمية، منها ما كانت فيه الأجهزة عبارة عن وسائل إثراء وبحث عن المعلومة، ومنها ما كانت فيه عاملا أساسيا في العملية التعليمية و وسيلة لمتابعة الدروس والتواصل بين المعلم والطالب وطريقة لتقييم ومتابعة الطلاب ومنصة متكاملة لعمليتي التعليم والتعلم وفق استراتيجيات تدريس حديثة مثل استراتيجية الصف المقلوب أو استراتيجية التعلم المتخصص أو غيرها، ولعل من أهم المدارس التي تطبق التعليم بالأجهزة اللوحية وفق رؤية تربوية عصرية ومتكاملة مدارس أكاديمية وعد، حيث قامت هذه المدارس بإنشاء أكاديمية مدارس وليست مدارس عادية فقط، وفي الحقيقة مشروعهم أكبر من كونه مشروعاً لتوظيف الأجهزة اللوحية فحسب، بل كما يحبون أن يسمونه هم (رحلة إعادة تعريف التجربة المدرسية). للمزيد عن هذه الأكاديمية تابع الفيديو التعريفي التالي:


المراجع:
– مشروع الفاتح لتوظيف الأجهزة اللوحية في العملية التعليمية في تركيا، تم استرجاعه في 25 ديسمبر 2014 على الرابط http://fatihprojesi.meb.gov.tr/tr/index.php
– موقع وزارة التربية والتعليم بولاية فيرجينيا، تم استرجاعه في 4 يناير 2015 http://www.doe.virginia.gov/support/technology/technology_initiatives/index.shtml

البحث في Google:





عن عيسى المزروعي

مدون، متخصص في تقنيات التعليم، حاصل على الماجستير في تقنيات التعليم

7 تعليقات

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    شكراً على جهودكم نسأل الله أن ينفع بكم ويبارك في أعمالكم
    أود أن أطلعكم على شريط فيديو لتجربة ناجحة
    عبر هذا الرابط باللغة الفرنسية:
    http://www.creatice.ac-versailles.fr/spip.php?article119
    حفظكم الله, في أمان الله.

  2. من خلال الريبورتاج:,نرى في الحصة الدراسية, توضيف التلاميد للاجهزة اللوحية,لفهم موضوع “الجهاز الهضمي ورحلة الهضم”,وبعد ذلك يلخص ما فهمه التلاميد بالاجابة عن اسئلة حول الموضوع, لتعزيز المعرفة وإستيعاب الدرس .

    • عيسى المزروعي

      تجربة رائعة فعلاً .. شكراً لإثرائك الموضوع أختي Najma

  3. مقال رائع بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

    • انا استخدم هذه التقنية منذ العام ٢٠١١
      ووكل يوم اكتشف شغف واسع لدى الطلاب حول هذه التقنية ، ومدى تسهيلها لكثير من الموضوعات
      راح تختصر وقت وجهد كبير جدا ، وتساعد في تطبيق استراتجيات عديدة
      ولكن مع الاسف الوزارة متاخره كثير في تطبيقها على المدارس بشكل عام

      • عيسى المزروعي

        شكراً لك أختي هبة ..

      • عيسى المزروعي

        فعلاً أخوي محمد .. من تعمق في التجربة سيجد الكثير من الفوائد والتسهيلات التي تقدمها للعملية التعليمية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *