كيف تُنشئ فصولاً لتعلم إلكتروني أكثر جاذبية: الاندماج و الانعزال

تمهيد:

لطالما كان انجذاب المتعلمين نحو المادة التعليمية الإلكترونية هدفاً رئيساً لدى خبراء التعلم، لكنّ التحديات التي تتعلق بالأثر الذي يُحدثه تغيير بيئات التعلم على المتعلم يزيد العقبات في طريق تصميم المنهج الإلكتروني. حيث تدور معظم الإشكالات في فلك:

  • قلة التفاعل الشخصي بين المدرب والمتعلم.
  • ضعف التفاعل بين المتعلم ومادة التعلم الإلكتروني.
  • ضعف تواصل الطلبة مع بعضهم البعض.

مما يجعل بيئة التعلم الإلكتروني تعمل على عزل المتعلم وجعله عرضة لتشتت الانتباه.
وفي إطار السعي نحو معاجلة هذه الإشكاليات اعتمدنا على بعض تجاربنا في هذا الميدان، وبالاستفادة من الكتاب الإلكتروني:

Engage the Unengaged
How to Create More Engaging eLearning Courses

engage

سيكون هذا المقال أول حلقات سلسلة مقالات بعنوان:

“كيف تنشئ فصولاً لتعلم إلكتروني أكثر جاذبية؟”

فنرجو أن نوفق في نقلها إليكم بالشكل الذي يمكنكم من الاستفادة منها بأفضل صورة في فصولكم الدراسية الإلكترونية.

مقدمة:

ينبغي على محترفي التعلم الإلكتروني ألّا يقضوا وقتاً أكثر من اللازم في التفكير بشأن ما يجب أن يحصل عليه المتعلم من معلومات، بل إنّ عليهم معرفة الكيفية التي يحصلون من خلالها على متعلمين محفَّزِين، مندمجين، نشطين، فهذا هو المفتاح الصحيح للدمج الناجح للمتعلم.
ففي عصر يعج بالمعلومات وبالأدوات الإلكترونية، نجد أن الأهداف التعليمية تضيع في أغلب الأحيان، وتتحول الفصول إلى كتب إلكترونية (e Books)، ويكون التركيز على إيصال الرسائل فقط، بينما تُنسى الأهمية الحقيقية للاندماج الفعلي للمتعلم.

إذن: كيف نميز بين المتعلم الاندماجي والمتعلم الانعزالي؟

أولاً: ما المقصود بالاندماج؟

يُعرّف الاندماج عموماً بمستوى ما يُقدم للمتعلم في بيئة التعلم من محاولات الاشتراك والتحفيز الذاتي وإثارة الدافعية، وخلق البيئة التي تتحدى تفكيره وتخلق لديه مجموعة من التساؤلات تجعله يستجيب للمهمة الموكلة إليه، حتى يبحث عن العناصر الأكثر أهمية ضمن كمٍّ من المعلومات، فيبدأ يُحلل ويُصنّف ويُطلق أحكاماً ثمَّ يتخذ قراراً يوصله في النهاية إلى النجاح.
فعندما يتعلق الأمر باندماج المتعلم فذلك يتضمن كلاً من:

  • السلوك (مثل: المثابرة، الجهد، الانتباه).
  • المواقف (مثل: الحافز، الحماس، الاهتمام).

ويتفق الباحثون أنّ المتعلم الأكثر اندماجاً هو الأقدر على الاحتفاظ بالمعرفة والأفضل من ناحية التعلم.

ثانياً: ما المقصود بالانعزال؟

ليس سراً ما يجده المربون والمدربون من صعوبات مع الطلاب المنعزلين، فهم يعتبرونها واحدة من أكثر القضايا صعوبة في مهنتهم. ففي كل فصل دراسي هناك طلاب منعزلون بما يُقارب 25% إلى 50% و ربما أكثر، وهم سريعو الضجر من المواد والمحاضرات.
انتبه: توقع أن يبقى المتعلمون على مقاعدهم منتبهين لمدة ساعتين يومياً، يستمعون لمحتوىً يعتبرونه غير مهم، فإعطاؤهم مهاما لا تمت بصلة للواقع الذي يعيشونه، هو وصفة للفشل المحتم. فعندما يجد المتعلمون صعوبة في المشاركة في أي نشاط ضمن برنامجك الإلكتروني، وإذا لم يلمسوا أي غرض أو ارتباط بين المواد التعليمية، فمن المرجح أن يصبحوا انعزاليين.
تأمل الملصق أدناه، والذي يوضح صفات المتعلم المندمج: (الاندماجي) وصفات المتعلم المنعزل: (الانعزالي)، واكتشف أيّ النوعين ينتمي إليه متعلمو الفصول لديك.

الفرق بين الانعزالي والاندماجي

3 مفاتيح رئيسية لضمان اندماج ناجح … يخبرنا بها خبراء التعلم الإلكتروني:

  • يرفض Clark Quinn بناء الفصول الإلكترونية التي تقدم المحتوى فقط، إذ يجب تصميم تعلم يحتوي على التجارب، والسعي نحو جعل التجربة ممتعة وجذابة.
  • تقول Julie Dirksen: في الدروس الإلكترونية قد تكون قادراً على التأثير على متعلميك لكنَّك لا تستطيع السيطرة عليهم.
  • بينما يؤكد David Armano: بأن الفصول الإلكترونية عادة تهتم بالمنطق وتهمل العاطفة، في حين أن أكثر الفصول نجاحاً هي تلك التي تصحح عملية التعلم وتجعلها تمزج بين المنطق والعاطفة. فعندما تُستدعى العاطفة، يستجيب الدماغ.

أخيراً:

هل سألت نفسك إلامَ ترجع جاذبية الكثير من الألعاب الإلكترونية؟ ولماذا يقضي الأفراد وقتاً مطولاً في تحدٍ مستمر لإنهاء المراحل التي تتضمنها تلك الألعاب؟ سنترك لك مجالاً للتفكير حول هذا التساؤل، ولكن ضع في اعتبارك أنه قد لوحظ من خلال التجارب:
أنّ الاندماج في التعلم لا يحدث بشكل فوري أو آني، بل إنّه يستغرق وقتاً قبل أن يُدرك المتعلم مقدار ما تقدمه بيئات التعلم من فرص للاكتشاف… وعليك تذكر بأنّك لا تستطيع إجبار المتعلمين على الانتباه، بل ينبغي عليك القيام بحثهم للتعرف على الخطوات المناسبة لإنجاز أهداف تعلمهم. وتمكينهم من الغوص في أعماق المعلومة بما يُمهِّد لنقل خبراتهم من أسوار (المدرسة والكتاب) إلى نطاق أوسع أي: إلى الحياة.
كيف تُحقق ذلك؟ وما هي الوصفة المناسبة لهذه القضية؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال القادم إن شاء الله.

البحث في Google:





عن أروى نادر بنيـان

مُدرسة علم أحياء و باحثة في التربية والتعليم،مشرف الفريق الوطني السوري لتصميم المناهج التفاعلية الإلكترونية سابقاً، عضو مُشارك و مُقرر في لجان تأليف المناهج الدراسية لمادة علم الأحياء في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية.مُدوِنة في مجال التربية والتعليم مُتخصصة في التصميم التعليمي الإلكتروني و إستراتيجيات التعلم الحديثة.

4 تعليقات

  1. ما شاء الله , مقالة رائعة , أحسنتي , جزاك الله عنا خيرا , في انتظار المقالة القادمة.

  2. أيمن صابر

    شكررررررا جزيلا على الافادة

  3. مقال رائع

  4. مبدعة ….
    اسلوب جذاب
    تسلسل منطقي
    حبكه فنية
    استمري بارك الله جودك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *