أدوات التعلم المعكوس

تحديات التعلم المعكوس وتقنيات تفتح له آفاقا جديدة

عَهِدنا النُظم التعليمية فى بلادنا العربية على النمط التقليدي الذي يعني تلقي المحتوى الدراسي في البيئة المدرسية أو المؤسسة التعليمية ثم القيام بالواجبات والأنشطة في المنزل، إلى أن ظهر نظام ونمط جديد من أنماط التعلم عُرف بنمط التعلم المعكوس ” الصف المقلوب “، والذي يقوم على إعادة صياغة الطريقة التقليدية وإعادة ترتيب عناصرها بطريقة مختلفة تسمح باستغلال الوقت داخل الغرف الصفية وخارجها بفاعلية، فمن خلال الصف المقلوب يمكن دراسة المحتوى التعليمي للمقرر في المنزل والقيام بالواجبات والأنشطة العملية في غرفة الصف. إلا أن مسألة المحتوى فى هذا النظام لا تعتبر تحديا كبيرا لأنها لا تختلف كثيرا عن النمط التقليدي، ولكن ما يعرف تطورا وتحديات بشكل يومي في هذا النمط من أساليب التعليم، هو كيفية توصيل المحتوى التعليمي للطلاب لدراسته في المنزل.
فسرعان ما ظهر هذا النمط وسرعان ما اعتقد الكثيرون أنه يعتمد على الفيديوهات التعليمية فقط، إلا أن التطور التكنولوجي و التقدم العلمي، و ثورة الوسائط المتعددة التفاعلية ” الأنفوميديا “، أتاحت العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها وتوظيفها فى إطار نمط الصف المقلوب. فليس من الطبيعي في ظل هذا التقدم التكنولوجي أن يقتصر هذا الأسلوب على الفيديوهات التعليمية فقط، لذا نجد أنفسنا في هذا المقال أمام تحد هام جدا يواجه الصف المقلوب وهو ثورة التكنولوجيا التعليمية والأنفوميديا، والتي لابد من تفعيل دورها فى مختلف الأنماط والأساليب والاستراتيجيات التعليمية. وبالتفكير جلياً في كم وكيف التقنيات والأدوات المتوافرة حاليا يمكن توظيف الآتي في إطار استراتيجية الصف المعكوس:

1- الألعاب التعليمية الرقمية

elearning-games

فالألعاب النظامية تشهد تطورا ملحوظاً بشكل مستمر، وقد أجريت العديد من الدراسات والبحوث على فاعليتها فى التعليم، وما يضاف إليها من مميزات وإمكانيات فى الوقت الحالي يجعلها قادرة على توصيل المحتوى التعليمي للطلاب من خلال ممارسة تلك الألعاب، فبعد تزايد حجم استخدام الأجهزة اللوحية بين فئات المتعلمين المختلفة، من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، أصبح من السهل انتشار تلك الألعاب بين المتعلمين، لذا فمن الضروري العمل على إعداد ألعاب تعليمية نظامية تقدم محتوى تعليميا مقننا ومدققا. ولعل أبلغ التطورات في هذا المجال ألعاب الواقع الافتراضي والألعاب الجادة للتعليم والتعلم، والألعاب الهادفة، وقدمت العديد من الأبحاث تصورات حول معايير تصميم وإنتاج تلك الألعاب كي تؤدي مهمة تعليمية كاملة الأركان. و بالتالي علينا أن نفكر ملياً فى توظيف تلك التقنية في سياق أسلوب التعلم المعكوس.

2- الشبكات التعليمية الاجتماعية

social learning network

والتي تختلف عن الشبكات الاجتماعية الحالية التي يعد الهدف الأسمى منها التواصل الاجتماعي والاستخدامات العامة، ففي ظل عصر الجيل الثالث للويب، ظهرت من ضمن أدواته الشبكات التعليمية الاجتماعية، التي نظمت إدارة العملية التعليمية بطريقة واضحة ومحددة عبر الإنترنت من خلال التعلم التعاوني و التشاركي، بتوفيرها للعديد من الأدوات التي تعمل على ضبط سير التعليم إلكترونيا، ولعل أبلغ الأمثلة على ذلك شبكة الإدمودو Edmodo، أو كما يطلق عليها البعض منصة إدمودو التعليمية ، فلما لا توظف تلك الأدوات في استراتيجية التعلم المعكوس؟

3- التعلم الانستجرامي

Instagram

في يونيو من عام 2013 أضاف القائمون على التطبيق والشبكة الاجتماعية الانستجرام ميزة جديدة للموقع، وهي إمكانية التقاط مقاطع الفيديو ونشرها ومشاركتها عبر الشبكة نفسها أو الشبكات الأخرى، بالإضافة إلى إمكانية رفع الصور ومشاركتها و التي تعتبر المهمة الأساسية للشبكة. فتوافر محتوى تعليمي مصور وفيديو تفاعلي من خلال إحدى الشبكات الاجتماعية، وتوافرها على الأجهزة اللوحية، سيساهم في حل مشكلة تقنيات التصوير التي يعاني منها المعلم أثناء تصوير الدروس، أو عدم توافر أجهزة الحواسيب للمتعلمين، و سيغير الفكرة التقليدية التي ربطت في أذهان الكثيرين المحتوى التعليمي المصور بموقع يوتيوب فقط.

4- تكنولوجيا التعلم النقال

mobile_learning-2

والتي تشهد حاليا تقنيات متقدمة جدا سواء فى الأجهزة والأدوات أو التطبيقات والبرامج، فآخر الإحصائيات تشير أن هذا النوع من التعلم ينتشر بسرعة كبيرة جدا تزامناً مع انتشار الأجهزة اللوحية بين قطاع عريض من المتعلمين، فالتعلم المعكوس لا يقتصر بمفهومه الدقيق على تلقي المحتوى فى المنزل بل فى إطاره العام هو إدراك وتعلم المحتوى خارج وقت الحصة الدراسية، لاستغلال وقتها فى ممارسة الأنشطة والواجبات لتعميق فهم المتعلمين. لذا فمن الضروري أن نجد أبحاثا تقيس فاعلية التعلم النقال وتأثيره باستخدام نمط التعلم المعكوس.

5- المنصات التعليمية الإلكترونية

mooc-too2

والتي اعتبرها وصنفها الكثيرون ضمن أدوات الجيل الثالث للويب، وبالطبع في الفترة الأخيرة شاهدنا انتشاراً رائجاً لتلك المنصات مثل: ” رواق، إدراك، كورسيرا “، والتي تقوم على تقديم المحتوى التعليمي في شكل محاضرات مسجلة لمعلم المادة ومقسمة على مقاطع قصيرة حتى لا يشعر المتلقي بالملل، فجمعت تلك المنصات بين تقديم المحتوى خارج الصف الدراسي، وبين الفيديو إحدى أهم الركائز في التعلم المعكوس، وبين العديد من الأدوات الأخرى بجانب هذه الأمور مثل: التعليق والتفاعل و طرح التساؤلات حول تلك المحتويات المصورة وإتاحة الفرصة للمعلم للإجابة عليها.

البحث في Google:





عن تامر الملاح

باحث و مطور في مجال تكنولوجيا التعليم و التربية، ومهتم بمشكلات التعليم، كلية التربية، جمهورية مصر العربية

5 تعليقات

  1. hassina yousfi

    مبادرة موفقة ان شاء الله

  2. السلام عليكم.. مقال رائع .. نحتاج المزيد عن هذه الاستراتيجية الرائعة التي يتم فيها استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بالتعليم بشكل جيد ..

    أحتاج تزويدي بالمراجع التي تم الرجووع إليها ,

  3. د. محمود أبو فنه

    سررتُ من قراءة هذا المقال الجادّ الذي يدعو
    للتحرّر من الطرائق والأساليب التقليدية
    في عمليّة التعليم – التعلبّم، وتظلّ المشكلة
    في تأهيل المدرسين وإعدادهم لاستخدام وتطبيق
    هذه الاقتراحات، وفي توفير الأجهزة الحديثة!

    • د مصطفى الحاج استاذ تقنيات التعليم المساعد

      سررتُ من قراءة هذا المقال الجادّ الذي يدعو
      للتحرّر من الطرائق والأساليب التقليدية
      في عمليّة التعليم

  4. شكرا لك على هذه المقالة الرائعة وأرجو منك أخي الكريم أن تزودنا بأدوات الويب 3 التعليمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *