إستراتيجيات تعلّم اللغة العربية لغة ثانية أو أجنبيّة

إستراتيجيات تعلّم اللغة العربية لغة ثانية أو أجنبيّة من قِبل الطلبة الناجحين والمتميزين – دراسة ميدانيّة

يختلف الدارسون في طبائع تعلمهم واكتسابهم للغة العربية لأنهم بشر، والبشر يختلفون فيما يحبون ويكرهون ويفضلون. وعندما يتعلق الأمر باللغة واكتسابها، فإنهم يختلفون في كيفية تلقي المعلومات وإجرائها وتخزينها، فبعضهم يستخدم يديه مُوظفاً القلم والورقة، وآخرون ربما يسجلون الدروس من أجل العودة فيما بعد للاستماع إليها، ولربما قام آخرون بتصويرها وعنقدتها. وبفضل التطورات في مجال علم اللغة النفسي وعلم اللغة الاجتماعي، فقد توصل اللسانيون إلى سبعة أنواعٍ من المتعلمين، ينبغي على المدرسين مراعاة أساليب تعلمهم أثناء تدريسهم وهي:
1– البصريون: الذين يفضلون استخدام العيون في النظر إلى الصور والرسوم البيانية و العروض التقديمية والرسومات والتعلّم من خلالها. ويحبون الدروس الحية والزيارات الميدانية، ويفضلون الجلوس في مقدمة الفصل للمشاركة فيه حرصاً منهم على مشاهدة كل مجريات الدرس.
2– السّمعيون: الذين يتعلمون عبر الصوت والاستماع وتوظيف الموسيقى، ويتعلمون من خلال المناقشة، والمحاضرات والتعليق عليها. يفضلون النصوص المسجلة، ويهتمون بكيفية الأداء النطقي من نبرة وتنغيم وغيرها، وتكون لديهم رغبة في تسجيل الدروس من أجل العودة إليها.
3– اللغويون: الذين يتعلمون عبر استخدام الكلمات، بغض النظر عن كيفية ورودها في صيغتها المنطوقة أو المكتوبة. ويفضل هؤلاء الحصول على كثير من الشرح والتفسير لمِا تعلموه، أكثر من رؤيته أو ممارسته. ولعل أسلوب المحاضرة هو الأفضل لمثل هؤلاء، فهم يحبون طرح الأسئلة ومساعدة الآخرين.
4– العمليّون: هم الذين يفضلون استخدام أجسادهم وأيديهم وحاسة اللمس في التعلّم واكتشاف العالم، ويعاني هؤلاء من الجلوس لوقت طويل دون أن يقوموا بعمل ما في تعلمهم للغة، ولعل الألعاب والتدريبات الحركية أفضل ما يناسب هؤلاء.
5– المنطقيّون: وهم الذين يفضلون تعلم اللغة عبر توظيف المنطق، والسببية، ويفضلون العمل في مجموعات أو بمشاركة الآخرين، ويحبون الأرقام وتفسيرها، والمشكلات وحلها، ولعل مواجهتهم لمهام تحتاج إلى الحصول على معلومات ووضعها في ترتيب منطقي مناسب لهم أكثر من إجراء المقابلات والإجابة عن الاستبانات.
6– الاجتماعيون: وهم الأشخاص الذين يرغبون في التعلّم الجماعي، ويفضلون التعلم من خلال النشاطات، التي ترفع الوعي الاجتماعي، وتتحدث عن الفروق الثقافية، وبشكل عام يحب هؤلاء الحديث كثيراً.
7– الفرديون (الوحدويون): وهم الدارسون الذين يفضلون تعلم اللغة وحدهم بأقل قدر من تدخل المعلم وتوجيهاته، يحبون الدراسة الذاتية دون مشاركة الآخرين. ولذلك قد يتحفظون على العمل الجماعي أو التعاوني.
وليس من الغريب أن تجد أحد طلبتك يتمتع بِسِمَةٍ أو سمتين أو ربما أكثر من هذه السّمات، والفكرة هي أنه كلما استطعت أن تتعرف خصائص طلبتك في تعلم اللغة كلما تمكنت من مساعدته على اكتساب اللغة وتعلمها، وذلك عبر تلبية احتياجات كل الدارسين ومراعاة أساليب تعلمهم.
ولدى سؤال عينة لا بأس بها من متعلمي اللغة العربية المتميزين، ما الاستراتيجيات التي طبقتموها وحققت لكم نجاحات لغوية في اكتساب اللغة العربية؟ كانت أبرز هذه الاستراتيجيات: كما يلي، علماً بأنها هنا غير مرتبة بحسب الشيوع والاستخدام، (وهو ما سيكون موضوع بحث خاص سيرى النور قريباً إن شاء الله تعالى.)
– يجدون طريقتهم الخاصة في التعلّم.
– يُرتبون معلوماتهم بطريقتهم الخاصة.
– يخلقون فرصاً خاصة بهم لممارسة اللغة.
– يتعايشون بما لديهم من نقص لغوي ومعرفي.
– يستخدمون طرقهم الخاصة في عمليات التذكر.
– يحرصون على استخدام الكلمات الجديدة دائماً.
– يُدوّنون ملاحظات ويُلخصون ما تعملوه ويكتبون التقارير.
– لا يخجلون من أخطائهم ويتعلمون منها.
– يعبرون عما يريدون بأكثر من طريقة.
– يطبقون ما تعلموه مباشرة.
– يكتبون القواعد في دفتر خاص، ويحفظونها ويراجعونها بشكل دوري.
– يستمعون إلى الراديو ويشاهدون التلفزيون باللغة العربية.
– يسألون أصدقاءهم العرب عن أشياء لا يفهمونها.
– يربطون الكلمات ذات الجذر الواحد ببعضها.
– يحللون الكلمات ويميزون الأصول والزوائد فيها.
– يتجاهلون الكلمات التي لا تؤثر على المعنى العام.
– يستخدمون القاموس في استخراج معاني الكلمات المهمة.
– ينتبهون إلى طريقة إنتاج العرب للغتهم في النبرة والتنغيم وغيرها.
– يحرصون على تعلّم المتلازمات والتعبيرات وحفظها.
– يطورون طرقهم الخاصة للاستمرار في الحديث.
– لديهم رغبة جامحة في التواصل مع الآخرين.
– يكونون شركاء لغويين وأصدقاء من أبناء اللغة الهدف.
– يحللون ما يستغلق عليهم.
– يوظفون السياق في الوصول إلى المعنى.
– يستغلون كل فرصة لممارسة اللغة.
– يراقبون كلامهم وتطورهم اللغوي.
– يهتمون بالمعاني والمباني.
– يستخدمون وسائل مختلفة لحفظ الكلمات، كالترديد والبطاقات.
– يتبعون نظاماً زمنياً لمراجعة ما درسوه.
– ينتبهون للعلاقة بين الصوت والشكل الكتابي.
– يفكرون باللغة الهدف.
– يحاولون ألا يترجموا من لغتهم الأم.
– يتدربون على كتابة الكلمات الجديدة أكثر من مرة.
– يُفعّلون ما تعلموه ولا يشعرون بالقلق بسهولة.
– يندمجون اجتماعياً.
– يوظفون استراتجيات التعلم، وخاصة فوق المعرفية.
– يحاولون العيش كأبناء اللغة.
– يبادرون إلى خلق حوارات مع أناس آخرين.
– يجرون مقابلات ومقارنات لما تعلموه.
– يراقبون تقدمهم في تعلم اللغة العربية.
– يشجعون أنفسهم دائماً على ممارسة العربية، و يكافئون أنفسهم أحياناً.
– عندما لا يفهمون شيئاً باللغة العربية، يسألون شخصاً ما.
– يطلبون ممن حولهم التصحيح إذا أخطأوا عندما يتحدثون.
– يحاولون تعلم الثقافة والاندماج بالمجتمع.

البحث في Google:





عن د. خالد حسين أحمد أبو عمشة

دكتوراه الفلسفة في مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها للناطقين بغيرها، وعلى وشك الانتهاء من الدكتوراه الثانية في الدراسات اللغوية (اللسانيات). يشغل منصب المدير الأكاديمي لمعهد قاصد – عمان – الأردن، مستشار Amideast لبرامج اللغة العربية في الشرق الأوسط، والمدير التنفيذي لبرنامج الدراسات العربية بالخارج (CASA) الأردن، عمل أستاذاً زائراً في جامعة بريغام يانغ في يوتا أمريكا، و محاضراً للغة العربية للناطقين بغيرها لمدة عشرين سنة، ومدرّبا وخبيرا لها في جامعات ومعاهد ماليزيا والسعودية والأردن والولايات المتحدة.

2 تعليقات

  1. خديجة الايوبي

    السلام عليكم
    أنا خديجة الايوبي من لبنان .مدرسة لغة عربية ،أرجو أن تساعدونني في تحضير درس قراءة أو قواعد مع تطبيق نظرية معالجة المعلومات ولكم مني جزيل الشكر .تمنى لموقعكم النجاح المستمر وشكرا جزيلا لكم . فأنا من المعجبين بموقعكم .
    والسلام عليكم

  2. شكرا على المعلومات القيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *