مشروع التعلم الموازي

مشروع التعلم الموازي (المصاحب) للتعليم التقليدي

تتمحور فكرة المشروع حول إنشاء مركز أو مؤسسة للتعلم الإلكتروني المباشر عبر الإنترنت ويكون موازيا للتعليم التقليدي، بمعنى أنه لا يتقاطع معه ولا يشوش على عمله، بل يتكامل معه حيث تتفاعل الفئة المستهدفة من الطلاب مع معلميهم خارج أوقات الدراسة الفعلية بالمدارس، كما لو كانت حصص دروس خاصة أو دروس دعم وتقوية يتم فيها استخدام السبورة الذكية الإلكترونية والبرمجيات والملفات المعدة مسبقا، بحيث يبث عبرها المعلمون دروسهم بشكل مباشر لطلاب تم تسجيلهم بالمركز وتدريبهم لعدة ساعات على التفاعل مع المعلم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم و التزامهم وأولياء أمورهم بالتفاعل.

مشروع التعلم الموازي (المصاحب) للتعليم التقليدي

1- الحاجة إلى التعلم الإلكتروني

يجتاح التعلم الإلكتروني -بنوعيه المتزامن و غير المتزامن- معظم الجامعات العالمية المتقمشروع التعلم الموازيدمة، مما أدى إلى انتشار منصات التعلم الخاصة و العامة، و المجانية و المؤدى عنها. ولبيان أهمية هذا المجال الحيوي، يكفي أن نُذكِّر أن تكلفة الاستثمار في التعلم الإلكتروني قد وصلت العام الماضي إلى أكثر من 2 مليار دولار، وأن هذا الرقم في ازدياد مستمر.
تتضاعف الأبحاث وإنتاج الأفكار والبرمجيات ومواقع التعلم الإلكتروني يوما بعد يوم، مما يجعل الدول العربية في مأزق حقيقي، لأن بعض البرمجيات تدعم عشرات اللغات ليس بينها العربية، مما يفرض على مراكز الأبحاث العربية والمراكز التعليمية الإسراع في التفاعل والبحث عن الوسائل المتاحة للانخراط فى هذه الثورة التكنولوجية العظيمة.
الهيئات والمراكز المشاركة في المشروع:
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، المركز الإقليمي للبرمجيات redsoft، وزارة التربية، مجموعة من المدارس المشاركة أو المعاهد الخاصة.

2- الفئة الأولى المستهدفة

يهدف مشروع التعلم الإلكتروني الموازي -كبداية- إلى تعليم بعض الطلاب الذين لم يستطيعوا الانخراط في المدارس التقليدية إما بسبب المرض أو التواجد بدور الرعاية أو التخلف الدراسي المثبت بتقارير من الأخصائيين الاجتماعيين.. ليتم تعميمه لاحقا على كل الفئات.

3- محاور المشروع

يرتكز المشروع على أربعة محاور أساسية باعتبار أن الإنترنت السريع متوفر بالكويت، و في متناول وزارة التربية والمعلم والطلاب وأولياء أمورهم.

• الهاردوير: أجهزة الكمبيوتر النقال أو التابلت أو الهواتف الذكية من الجيل الرابع، وهذه الأجهزة ستعمل عمل السبورة الذكية فى المدارس. وجدير بالذكر أن وزارة التربية قد أوصلت الإنترنت للسبورة الذكية، وقامت بتوفير أجهزة لوحية (تابلت) لجميع طلاب المرحلة الثانوية، علاوة على الأجهزة الذكية التي يقتنيها معظم الطلاب وأولياء أمورهم.

• السوفت وير: يوجد العديد من برمجيات الكمبيوتر على النت و التي يمكن الاختيار من بينها، و جدير بالذكر أن جامعة الكويت تستخدم منصات البلاك بورد black board ، وبعض المدارس والجامعات في السعودية والكويت ومصر تستخدم منصة المودل moodle والتي تُوظَّف فقط لربط الطالب بالمحتوى التعليمي وتنظمشروع التعلم الموازييم العملية التعليمية. وهذا ليس كل شيء، فهناك العشرات من المنصات في العالم التي تستخدم التعلم الإلكتروني أون لاين مثل منصة WizIQ على سبيل المثال لا الحصر، مع دعمها بالعديد من البرمجيات التي تدعم الصورة و الصوت.

• المادة العلمية: لقد أبدعت شركة redsoft المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات الخاصة بإنتاج الكتب والمواد العلمية التي يمكن أن يستخدمها المعلم الإلكتروني في عمله فللمركز إسهامات عديدة، من برامج ومواقع تنشر المواد التعليمية على الإنترنت، و التي يمكن للمعلم استغلالها. كما يمكن للشركة أيضا أن توفر مواد تعليمية أخرى تحت الطلب، حيث يمكن للمعلم المتمكن أن يلجأ للمركز لتحقيق أفكاره، فالمركز يملك القدرة التكنولوجية والكوادر الفنية القادرة على الإنتاج.

• الموارد البشرية: انطلاقا من معلوماتي وخبرتي بوزارة التربية، أستطيع أن أؤكد وجود العديد من رواد التعلم الإلكتروني في كافة المواد، يتعاملون معها بشكل فردي، وكل بقدر طاقته وحبه للتعليم وللمواد التي يدرسها، حيث يمكن لمؤسسة التعلم الالكتروني الاستعانة بهم بتكليف من وزارة التربية، و توظيفهم ككوادر تعليمية في هذا المشروع الكبير… هذا إلى جانب قدرة المركز الإقليمي للبرمجيات على تدريب عدد كبير من المعلمين على استخدام التكنولوجيا والبرمجيات في التعليم المباشر عبر الإنترنت.

4- مكان المشروع ( المؤسسة)

إن أماكن استضافة المشروع متوفرة في وزارة التربية ومعهد الأبحاث ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
ويفضل أن يكون مكان المشروع بمبنى وزارة التربية أو بمبنى قريب من المركز الإقليمي للبرمجيات.
و يمكن استضافة المشروع داخل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للإشراف عليه، و إجراء أبحاث على مخرجاته.

5- أسباب الاهتمام بالتعلم الموازي للتعليم التقليدي

  • مخرجات التعليم الثانوي ضعيفة بشهادة الجميع وتجعل الطلاب يواجهون الفشل أو صعوبات في الجامعة.
    الحياة الحديثة التي يعيشها الطالب تجعله لا يجد وقتا كافيا للتعلم بسبب الأجهزة الحديثة و التي تستنزف الكثير من وقته ولا يمكنه الاستغناء عنها، لذلك فمن الأفضل استغلالها في تعليمه.مشروع التعلم الموازي
  • نسبة فشل المبتعثين للجامعات الخارجية حوالي 25% من إجمالي الطلاب، وأهم الأسباب الرئيسية تكمن في الضعف التراكمي للطالب، لذلك يمكن متابعة الطلاب عن بعد ومساعدتهم وتوفير المال العام، والجهد و الحد من فشل الطلاب.
  • إن تكلفة الطالب الشهرية على الدولة تتراوح بين 1900 إلى 2600 دولار شهريا، و أن عدد الطلاب الذين يفشلون يضيعون على الدولة على الأقل 16 مليون دولار شهريا، علما أن عملية دعمهم إلكترونيا لن تحتاج إلا إلى أقل من عُشر هذا المبلغ.
  • إن جميع دول العالم المتقدم قد بدأت فعلا في التعلم المباشر على النت المصاحب للتعليم التقليدي أوالمتقاطع معه، أما الدول العربية، فلم تشهد بعد بداية فعلية في هذا المجال، باستثناء بعض المحاولات لتعلم مباشر في جامعة الكويت وبعض المراكز الأخرى.
  • أصبح من الضروري وجود مركز للتعلم الموازي، أو على الأقل معمل أبحاث للتعلم الإلكتروني المباشر يستفيد من إبداعات وإنتاجات المركز الإقليمي للبرمجيات.
  • إن الطلاب المرضى من المرحلة الثانوية والمتوسطة لا يلقون الرعاية الكاملة عندما يعودون لفصولهم الدراسية مما ينتج عنه ضعف في التحصيل، يؤدي في آخر المطاف إلى ضعف تراكمي وفشل، وهذا المشروع موجه أساسا لمساعدة هذه الفئة.
  • إن الطلاب في دور الرعاية الاجتماعية، وأيضا بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة هم أبناؤنا ويحتاجون لتعويدهم على التعلم الذاتي والتعلم عن بعد، وهذا ما حثني أكثر على التفكير في المشروع.
  • إن عوامل النجاح أصبحت متوفرة، فمنصات التعلم موجودة بكثرة، كما أن المواد التعليمية التي أنتجها المركز الإقليمي أصبحت تضاهي مثيلتها الأجنبية، إضافة إلى توفر المعلمين المتخصصين و المتحمسين للعمل ولديهم الرغبة والإرادة في التقدم العلمي، كما أن وزارة التربية تسعى جاهدة لتوظيف التكنولوجيا والمشكل المطروح الآن هو كيفية دمجها بالتربية والمناهج، و هو ما يسعى هذا المشروع لتجاوزه.

أخيرا فإنني على قناعة بأنكم ستهتمون بهذا المشروع الحيوي والذي يضاهي فكرة الجامعة الإلكترونية أو الأكاديمية الإلكترونية الذي تحاول الهيئة العامة للتعليم التطبيقي فعله.

البحث في Google:





عن د. محمد خالد

دكتوراه فى الرياضيات التطبيقية. خبرة تربوية 35 سنة وخبرة علمية بعد الدكتوراه 26 سنة فى مجال الحاسوب والبرمجة واستخدام برمجيات الرياضيات والتفاعل مع المستجدات فى مجال تكنولوجيا التعلم وخبرة تعليمية فى مجال تعليم وتدريس كل فروع الرياضيات والإحصاء وبرمجتها وبعض المقررات البسيطة في المجالات الأخرى كالاقتصاد والفيزياء وعلوم الكمبيوتر.

تعليق واحد

  1. maha Ghaliuon

    أبحث عن عمل :

    هل من الممكن للموقع اضافة خدمة جديدة و هي البحث عن عمل؟ حيث أن الموقع يتحدث عن حداثة التعليم و التعلم الابتكاري لماذا لا يكون منصة لجذب المهتمين بتحديث التعليم من الطرفين الباحث عن الوظيفة و الباحث عن الموظف .

    هذا رأي فقط و شكرا لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *