بناء الأهداف

مهارة بناء الأهداف -الجزء الأول-

 هذا المقال هو المقال الثالث من سلسلة مقالات حول تنمية مهارات التدريس لدى المعلمين للكاتب الدكتور أحمد حسن والتي ينشرها حصريا على مدونة تعليم جديد. 
يمكنكم الاطلاع على المقال الأول السمات الأخلاقية للمعلم المثالي من هنا.
والمقال الثاني السمات المهنية والسمات الشخصية للمعلم المثالي من هنا.

مقدمة

يظن كثير من المعلمين أن مصطلح المنهج يُقتضب في الكتاب المدرسي، والحقيقة أن المنهج مفهوم يتسع ليشمل عناصر كثيرة متداخلة ومتشابكة، تبدأ بالأهداف والمحتوى مرورًا بالمناشط والوسائط التعليمية وطرائق التدريس والنظام الإداري، وانتهاءً بالتقويم.
تعد صياغة الأهداف من أولى مهارات التدريس التي يجب على المعلم أن يمتلكها، فالأهداف هي الغاية التي يسعى المعلم إلى تحقيقها من وراء العملية التعليمية. ونظرًا لأهمية الأهداف فإن علماء التربية اهتموا بها، وأطلقوا عليها مسميات كثيرة منها: “الأهداف والغايات والمخرجات والنتائج والمرامي والأغراض والنهايات والإنجازات و الفوائد والمقاصد”.
إن الهدف التعليمي هو وصف السلوك المعرفي أو المهاري أو الوجداني الذي نريد أن يقوم به المتعلم بعد دراسته لأجزاء معينة من محتوى تعليمي، أما الهدف السلوكي فيُعدُّ وصفًا لتغيير سلوكي يتوقع حدوثه في شخصية المتعلم نتيجة لمروره بخبرة تعليمية وثقافية مع موقف تدريسي، وهذا الهدف يمكن ملاحظته، ويكون المتعلم قادرًا على أدائه بعد أن تكتمل مدة تعلمه.

1- أنواع الأهداف

ميّز التربويون بين نوعين من الأهداف؛ أهداف عامة، وأهداف سلوكية.
فمن أمثلة الأهداف العامة:
– تنمية التفكير العلمي والتحليل والتخيل.
– القدرة على القراءة الصحيحة.
– تصنيف المرفوعات أو المنصوبات.
– فهمُ معنى المصطلحات الأساسية.
إن مثل هذه الأهداف لا يمكن أن تُحدِّدَ بدقة المراد حدوثه في سلوك المتعلم، بينما نجد أن أهداف الأداء السلوكية تُعْنى بهذا التحديد بكل دقة، إذ إنها تشير إلى “كيف” و”أي حد” ينبغي أن يتضح سلوك المتعلم، وهي تتضمن عدة تساؤلات. من الذي يقوم بالأداء؟ وماذا سيفعل؟ وتحت أي ظروف؟ وإلى أي مدى ينبغي أن يحقق المطلوب منه؟
ومن أمثلة أهداف الأداء السلوكي:
– أن يبين المتعلم إعراب الفاعل المفرد.
– أن يميز المتعلم الفكرة الرئيسة في النص.
– أن يستنتج معاني الكلمات الجديدة من النص.
والتساؤل الذي يطرح نفسه: لماذا نركز على الأهداف السلوكية؟
و هو أمر يرجع للأسباب الآتية:
– إنها تُعبر عن التغيرات المرغوب إحداثها في سلوك المتعلم.
– إنها تمثل النتائج المتوقعة من العملية التعليمية.
– إنها تشمل جوانب رئيسة تكون سلوك الإنسان (الجانب المعرفي – الوجداني – الحركي).
– إن تحديدها يحقق الموضوعية بين واضعي المناهج والمدرسين.
– إن تحديدها يُيسر التعامل دون غموض بين المدرسين وغيرهم من المسؤولين عن التقويم.

وتنقسم مجالات الأهداف إلى ثلاثة أقسام:
أ- المعرفية: يقصد بها العمليات العقلية الإدراكية؛ كتذكر المعلومات، أو فهمها، وتطبيقها، أو تقويمها…
ب- الوجدانية: ترتبط بكل ما يتعلق باتجاهات المتعلمين وميولهم وقيمهم واهتماماتهم، كالميل نحو قيمة النظافة أوالقراءة وغيرها.
ج– المهارية (النفسحركية): ترتبط بنواحٍ نفسية وحركية، مثل: الكتابة بخط جميل، أو رسم الخرائط أو العزف.

2- شروط صياغة الأهداف:

مثال: أن يحدد التلميذ ثلاثة من الصفات الأساسية المشتركة بين السوائل أثناء الدرس.
نلاحظ في الهدف السابق ما يلي:
– الهدف إجرائي: يبدأ بـ (أن) + يليه فعل إجرائي (يحدد) + يليه فاعل السلوك (التلميذ) + الحد الأدنى من الأداء (ثلاثة من الصفات المشتركة بين السوائل) + الزمن (أثناء الدرس)
المعادلة: (أن + فعل سلوكي مضارع + الفاعل + الحد المتوقع + الزمن)
لاحظ شروط الأهداف الإجرائية الصحيحة في الجدول التالي:
jadwal ahdafنستنتج مما سبق أن شروط الأهداف السلوكية الصحيحة هي كالتالي:
1- أن يكون الهدفُ إجرائيًّا ويتكون من: (أن+ المضارع).
2- أن يكون الهدف واضحًا محددًا.
3- أن يكون للهدف ناتج تعليمي واحد.
4- أن يكون الهدف قابلا للتقييم والقياس.
ملحوظة: هناك أفعال لا تصلح كأهداف إجرائية، لأنها غير قابلة للقياس، مثل:
تلم – تنمي – تدرك – تستوعب – تفهم – تعرف – تكسب – تزداد – تتزود – تُزود – تفكر


مهارة بناء الأهداف – لمزيد من الاطلاع:

– نخبة من أعضاء التدريس (1997): مهارات التدريس، قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة حلوان.
– جابر عبد الحميد جابر، فوزي زاهر، سليمان الخضري (1989): مهارات التدريس، القاهرة، دار النهضة العربية.
– الأهداف التعليمية http://vb.naqaae.eg/naqaae3315/

البحث في Google:





عن د. أحمد حسن محمد علي

أستاذ اللغة العربية المساعد بكلية الشريعة في تركيا، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية التربية بجامعة عين شمس- قسم المناهج وطرق التدريس، التخصص تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، جمهورية مصر العربية.

7 تعليقات

  1. عباس شريط

    الشكر كل الشكر لصاحب هذا المقال ولكل الساهرين على تبليغه للقارئ.

  2. عباس شريط

    الاهداف لاترمى في سلة المهملات بل القاعدة الاساسية لكل اسلوب تربوي حديث فاذا رميت الاهداف في سلة المهملات اصبح التعليم بدون اهداف يا سيدي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. goumidi khaoula

    الشكر وكل الشكر لهذه الإضافة

    • عباس شريط

      ** الحمد لله ان ان فتحت لنا منابع المعرفة من خلال هذا الركن وكم نحن في اشد الحاجة الى مثل هذا فالشكر للساهرين والمؤلفين والذين فتحوا لنا هذا الباب على مصراعيه الف والف شكر

  4. خياط يوسف

    نحن الجزائريين نتسرع في الرد دون أن نفهم وهذ عيبنا — القلق — افهم الجملة حيدا او اسال أساتذة اللغة العربية هذا ليس عيبا انا قلت ( ولو ان الاهداف لاترمى-بالنفي- في……)ولكن تدمج لأن هناك جيلا ثانيا من الأهداف ……

  5. د. محمود أبو فنه

    كمن أشرف على إعداد العديد من المناهج الدراسيّة
    وكتب الإرشاد للمعلّمين بودّي أن أشكر الكاتب
    د. أحمد حسن محمد علي على هذا المقال الجيّد،
    فصياغة الأهداف العمليّة -الإجرائيّة تساعد المعلّم
    في تقديم الدروس الناجحة.
    مع ذلك أضيف: يجب أن لا يكون المعلّم “عبدًا” للأهداف
    التي وضعها، فأحيانًا ما يجري داخل الصفّ يتطلّب
    المرونة وعدم التقيّد الحرفيّ بالأهداف المسبقة!

  6. ان :يلاحظ .يستنتج. يشاهد .يتعلم(تصف نشاط التعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *