القوة الناعمة

هكذا يجب أن يتعامل المدرس مع طلابه

رغم ما يجب أن تتميز به من بساطة، إلا أنها تظل واحدة من أعقد العلاقات، ألا وهي العلاقة بين المعلم وطلابه. إلى درجة تتفاوت بين التفهم والاحترام حتى التنافر والتوتر. فكيف يجب على المدرس أن يتعامل مع طلابه؟ وهل توجد وصفة سحرية يمكن اتباعها؟

1- تعرّفوا على طُلابكم

من هم؟ ماذا يشغل بالهم؟ كيف يفكرون؟ ما هي ظروف عيشهم؟ عوض الاكتفاء بنتائج الروائز والتقويمات التشخيصية. لن تستطيعوا التعرف عليهم وفهمهم عن طريق العلامات والنتائج التي يحصلون عليها أو عن طريق مستواهم المعرفي أو درجة ذكائهم فقط… لتحقيق تعلم أفضل والوصول إلى نتائج جيدة، يجب التعرف أكثر على الطلاب بمحاولة الجواب على أسئلة من قبيل: من أين ينحدرون؟ أين يسكنون؟ كيف يرون أنفسهم؟ ما هي طموحاتهم؟ كيف ينظرون لمجتمعهم؟ ماذا يحفزهم؟ كيف ينظرون للمستقبل؟

2- تقبَّلُوهم

تقبلوا طلابكم دون إصدار أحكام، واتركوا مناقشة مثل هذه التفاصيل إلى فُرص لاحقة، ركزوا على ما ستُدَرِّسون لهم واحرصوا على تجنب أي شيء من شأنه التأثير على سير الدروس، وتفهموا خصائص كل مرحلة عُمرية لطلابكم.

3- قدموا الحماية لهم

احموهم أولا من أنفسهم، من الأوهام والأفكار الهدامة التي قد تتسرب إلى أذهانهم من رفقاء السوء أو من محيطهم… جَنِّبوهم الفشل بتقديم المساعدة على الدوام.

4- تَحدَّوْهُم

لكل طالب ولكل مستوى دراسي معين اطرحوا السؤال: ما هو نوع التحدي المطلوب؟ ماذا يناسبهم أكثر؟ ما سيكون مجال التحدي؟ هل هو المجال الإبداعي؟ الأكاديمي؟ الموسيقي؟…

5- اِمنحوهم الفرص

بتنويع الإنجازات والمهام، دعوهم يُجربون أشياء جديدة، اعطوهم فرُصا للتعبير الفني وإظهار التعاطف والفضول و روح المواطنة والتعاون… دعوهم يكتشفون أنفسهم وقدراتهم، ساعدوهم على تلمس الأولويات…

6- استهدفوا فضولهم

ساعدوهم ودربوهم على طرح السؤال المناسب في الوقت المناسب: كيف؟ لماذا؟ أين؟ متى؟…لماذا تحدث الأشياء بهذه الطريقة؟ هل من الممكن الحصول على نتائج مغايرة؟ تحدوا تفكيرهم وتوقعاتهم، وأطلقوا العنان للتفكير الإبداعي والتفكير النقدي لديهم، لا تجعلوهم يكتفون بالتلقي السلبي للمعلومات. أجبروهم على مواجهة الأفكار ومناقشة وجهات النظر المتباينة…

7- ساعدوهم على معرفة أنفسهم

من هم؟ أين هم؟… ساعدوهم على تفهم المجتمع والهوية والمواطنة المشتركة. فذلك سيساعدهم على تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات.

“- أنا إنسان.
– أنا عضو في هذه الأسرة والمجتمع.
– أنا على اتصال وعلاقة مع هؤلاء الناس وهذا التاريخ وهذه الموروثات وهذه الثقافة وهذه الفرص وهذه المشاكل وهذا الواقع…
– أنا بحاجة لاكتساب هذه المهارات وفهم هذه الأفكار”
ساعدوا طلابكم على تبني مثل هذه الأفكار أعلاه.

خاتمة

الأمر إذن يتجاوز مَهمة التدريس إلى العمل على بناء الإنسان.


المصدر

البحث في Google:





عن رشيد التلواتي

مدرس ومدون و مهتم بتكنولوجيا التعليم. عضو مؤسس و محرر بموقع " تعليم جديد ". حاصل على الإجازة في الدراسات الأمازيغية، الأدب الأمازيغي. حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS: Word, Powerpoint).

4 تعليقات

  1. بو عبد الرحمن

    كلام جميل

  2. أم رضوى

    رااااائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *