بناء شبكة التعلم الشخصية

كيف توظف تويتر في بناء شبكة التعلم الشخصية PLN

توظيف تويتر في بناء شبكة التعلم الشخصية PLN

تطرقنا في مقالات سابقة لماهية شبكة التعلم الشخصية PLN، و الخطوات الضرورية لبناءها، حيث تحدثنا عن الدور المركزي لشبكات التواصل الاجتماعي في هذه عملية بناء شبكة التعلم الشخصية ، في ظل عالم يشهد طفرة غير مسبوقة في إمكانية الوصول للمعلومة، بطرق سهلة و غير مكلفة. كما تحدثنا في مقال آخر عن كيفية الاستفادة من تويتر في التعليم.

في هذا المقال، سنتعرف و إياكم على كيفية توظيف موقع التواصل الاجتماعي تويتر في بناء شبكة التعلم الشخصية PLN، لكن ليس قبل التعريف بتويتر، و إبراز أهميته في بناء شبكة تعلم  قوية و فعالة.

أ- لماذا تويتر؟

1- ماهو تويتر؟

تويتر عبارة عن خدمة تواصل اجتماعي تم إطلاقها في 3 يوليو 2006 و تتيح لمستخدميها إمكانية مشاركة تدوينات مصغرة – لا تتجاوز 140 حرفا – بشكل خاص مع متابعيهم أو بشكل عام في حالة استعمال الهاشتاق، مع إمكانية تضمين هذه التدوينات صورا أو مقاطع فيديو.

يشبه تويتر إلى حد كبير نهرا جاريا من المعلومات المتدفقة على مدار الساعة، والتي يرتفع صبيبها و ينخفض بالتناسب مع أوقات الذروة و عدد الأشخاص الذين قمت بمتابعتهم.

يمكن استخدام تويتر من خلال الحاسوب المكتبي، كما يمكن استعماله كذلك من خلال الأجهزة المحمولة بأنواعها المختلفة، و كذلك من خلال خدمة الرسائل القصيرة SMS.

2- أهمية تويتر

يعتبر تويتر سادس موقع للتواصل الاجتماعي على مستوى العالم بعدد مشتركين يقارب 300 مليون، و ب 500 مليون تغريدة كل يوم. بالنسبة للعاملين في ميدان التعليم، فهذه الإحصائيات تمثل فرصة جيدة للتواصل و تبادل الخبرات بين الآلاف من الأساتذة و المربين من مختلف مناطق و ثقافات العالم، ومن أنظمة تعليمية مختلفة، و تعني أيضا إمكانية بناء شبكة تعلم شخصية PLN متنوعة المصادر.

بناء شبكة التعلم الشخصية

رغم تربع فايسبوك على عرش مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تويتر يتفوق عليه من الناحية المهنية، فهو ليس مجرد أداة تواصل اجتماعي، أو مكان للقاء بين المعارف و الأصدقاء و مشاركة الأنشطة اليومية و الهوايات، بل بالدرجة الأولى مكان للانفتاح على التجارب و الإبداعات الجديدة، و وسط لتبادل الخبرات و مناقشة الأفكار، أي باختصار: أنسب مكان لبناء شبكة تعلم شخصية .

ب- 6 خطوات لتوظيف تويتر في بناء شبكة التعلم الشخصية PLN

 1- الإنضمام

للاستفادة من خدمات تويتر، يكفي إنشاء حساب جديد على الموقع، باسم مستخدم مناسب و قصير في نفس الوقت، و من الأفضل اختيار اسمك الحقيقي. أتمم سيرتك الذاتية ليتعرف عليك الآخرون، و لا تنسى إضافة صورة رمزية، و التي يفضل أن تكون صورتك الحقيقية، فالناس يثقون أكثر في الحسابات التي توحي بالواقعية و الجدية، و هذا حتما سيساعدك على بناء شبكة تعلم شخصية فعالة.

لمعلومات أكثر تفصيلا عن كيفية استعمال تويتر و تخصيص إعداداته، يمكنكم قراءة هذا المقال باللغة الإنكليزية.

 2- المتابعة

يزخر تويتر بالآلاف من العاملين و المهتمين بميدان التربية و التعليم، و للتعرف عليهم و إضافتهم لشبكتك الخاصة، يمكن اتباع إحدى الطريقتين الآتيتين:

 3- الملاحظة

في بداية تجربتي مع تويتر، تساءلت كأغلب الناس عن الجدوى من استعماله، و لماذا يستأثر باهتمام أغلب الأكاديميين و رجال الأعمال رغم أن هناك من مواقع التواصل الاجتماعي من هو أكثر منه جاذبية و سهولة في الاستعمال. لكن مع مرور الوقت و التعمق أكثر في بحر تويتر، بدأت أدرك أهمية تويتر و الدور الفعال الذي أصبح يلعبه في عملية بناء شبكة التعليم الشخصية الخاصة بي. أنت أيضا ستحتاج لقضاء بعض الوقت في ملاحظة و تتبع تدفق التغريدات، حتى تكون لديك فكرة عن كيفية التعبير عن الأفكار و إيصال الرسائل في تدوينات لا تتجاوز 140 حرفا، و كيفية توظيف الهاشتاق، و إعادة التغريد، و الرسائل المباشرة… و هكذا ستعتاد على الميكانيزمات الداخلية لتويتر، و تكتشف أسراره، و كيف يمكن أن تستفيد منه في تطوير مردوديتك المهنية.

 4- التفاعل

لا تتردد في إعادة تغريد المشاركات التي تراها مفيدة، و حاول أن تتفاعل معها بالردود و طرح أسئلة و استفسارات بشأنها، أو حتى تعقيبات إذا كنت تتوفر على معلومات أوفى عن الموضوع المناقش. لا تتردد أيضا في الإجابة على الرسائل الخاصة، و تقديم المساعدة لمن يحتاجها، و تذكر أنه كلما زاد تفاعلك مع المشاركات و الرسائل، كلما استأثرت باهتمام الآخرين، و أصبح اسمك مألوفا لديهم، مما يزيد من فرص متابعتك، و بناء شبكة تعلم شخصية قوية و فعالة.

 5- الوساطة

يوفر موقع تويتر فقط المعلومات الأساسية عن المستخدمين، كما أن طريقة عرض هذه المعلومات ليست عملية، مما يجعل تدبير الحساب صعبا و يحتاج الكثير من الوقت. لتجاوز هذا العائق، يمكن الاستعانة بتطبيقات تلعب دور الوساطة بين المستخدم و تويتر، و تقوم بمهمة تدبير حسابك على هذا الأخير بطريقة احترافية و عملية.

للقيام بعملية تدبير حساب تويتر، أقترح عليكم انطلاقا من تجربتي الشخصية، التطبيقين الآتيين:

Manageflitter

و هو تطبيق رائع لتدبير اشتراكات تويتر، يمدك بمعلومات عن الأشخاص الذين قمت بمتابعتهم، كعدد تغريداتهم و عدد متابعيهم و تاريخ آخر تغريدة و موضوعها…و العديد من المعلومات الأخرى. كما يقوم أيضا بتصنيف من تقوم بمتابعتهم حسب معايير متعددة، كنشاط الحساب، المتابعة المتبادلة following back، معدل التبليغ عن الحساب، و معدل المتابعة…

unfollowers

تطبيق آخر لتدبير حسابات تويتر و الفايسبوك و انستغرام.. يقوم بتحليل حسابك على تويتر، و يمدك بمعلومات مفصلة عن شبكة علاقاتك. يتفوق على تطبيق manageflitter في كم المعلومات و الإمكانات التي يوفرها للمستخدم فيما يخص تدبير الشبكة العلائقية على موقع تويتر. عيبه الوحيد هو محدودية العمليات المجانية التي يمكن القيام بها في 100 عملية كل يوم.

نذكر أن هذه التطبيقات التي قمنا باقتراحها عليكم هي فقط على سبيل المثال، فإذا كنتم تستعملون تطبيقات أخرى مفيدة، فلا تترددوا في مشاركتها معنا على شكل تعليق أسفل المقال.

 6- الصبر و المتابرة

عند إنشاءك لحساب جديد على تويتر، لا تنتظر المعجزات من أول يوم، كن صبورا و خصص مدة زمنية محددة كل يوم لسبر أغوار التغريدات و الهاشتاقات و الردود، و تتبع الشخاص الذين استفدت من تغريداتهم لكن بتحفظ، لأن تويتر يضع الحسابات الجديدة تحت المراقبة ليتأكد من أنها تخص أشخاصا حقيقيين و ليست حسابات وهمية أو مزعجة Spam. لذلك أنصحكم بمتابعة عدد معقول كل يوم و الفصل بين كل عملية متابعة وأخرى بمدة زمنية قصيرة، و إياك من متابعة الحسابات المغلقة و التي تتميز بوجود صورة قفل إلى جانب حساباتهم، لأن أصحاب هذه الحسابات غالبا ما سيبلغون عنك بوصفك حسابا مزعجا، مما سيؤدي حتما إلى توقيف أو حتى إغلاق حسابك.

ج- للإنجاز

  1.  إذا لم تكن مشتركا في تويتر، فقم بالتسجيل الآن، و قم بمشاركة هذا المقال بالنقر على  twitter-pln و سنقوم بمتابعتك حتى نساعدك على بناء PLN الخاصة بك.
  2. أكتب تغريدة تصف فيها شعورك و انطباعاتك حول تويتر، و الصعوبات التي صادفتك، حتى نساعدك و يساعدك الآخرون في تجاوزها.
  3. قم بتتبع الحسابات المقترحة في هذا المقال.
  4. غرد بأفكار و مقالات تراها مفيدة،و ضمنها هاشتاقات مناسبة، حتى تنال إعجاب و ثقة الآخرين فيقوموا بمتابعتك.

لقد حاولنا في هذا المقال أن نغير الانطباع النمطي الذي ينشأ في أذهان الناس عند تعاملهم لأول مرة مع تويتر، و حاولنا أن نبين لكم الأهمية المهنية لهذا الموقع و الدور الذي يمكن أن يلعبه في بناء شبكة تعلم شخصية متينة و فعالة. فإذا كنتم ممن سبق لهم الاستفادة من تويتر في بناء PLN الخاصة به، فلا تترددوا في مشاركة تجاربكم مع الآخرين على شكل تعليق أسفل المقال لتعم الفائدة.

 

المصادر: 1  2  3

 

البحث في Google:





عن د. الحسين اوباري

مستشار في التوجيه التربوي، دكتوراه الدولة في القانون العام وعلم السياسة، مدون و مهتم بالعلوم القانونية وعلم السياسة وبالتقنيات الحديثة في التوجيه والاستشارة والتعليم، عضو الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي (AMCOPE)، عضو الجمعية الأمريكية للاستشارة (ACA)، عضو مؤسس و محرر بموقع "تعليم جديد"، أستاذ معتمد من مايكروسوفت (MCE) و حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS)، و عدة شهادات في تكنولوجيا الإعلام والاتصال.

3 تعليقات

  1. شكراااااااااااا !!

  2. علي بوترعة

    اصبح اليوم لزاما على تعلم التكنولوجيا التعليمية .والولوج الى عالم التكنولوجيا الحديثة كبديل للتعليم التقليدي.وهذا ما تفرضه الاوضاع الراهنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *