شبكة التعلم الشخصية

ماهي شبكة التعلم الشخصية PLN ؟

ما أحوجنا إلى إنشاء شبكة التعلم الشخصية ، سواء كنا معلمين أو متعلمين، فبواسطتها نستطيع أن نعيش بالفعل المعنى الحقيقي لمفهوم التعلم مدى الحياة، فلا أحد يمكنه التعلم وحده على المدى الطويل، دون أن يحتاج إلى أشخاص يتبادلون معه الأفكار، يجيبونه عن كل الأسئلة، ويساعدونه عندما يتعثر في تصحيح أخطائه، ويوجهونه عندما لا يعرف كيف يختار.

الموارد المادية من كتب ومصادر معلومات وحدها لا تكفي أبدا في تحقيق تعلم جيد، بل لابد كذلك من موارد بشرية تتفاعل معها كي تصل إلى مستوى جيد من المعارف والمهارات والقدرات التي تريد تحسين مستواك فيها. وقد قال أسلافنا رحمهم الله: “من دخل في العلم وحده، خرج وحده”.

ما هو مؤسف جدا هو أن لا نطور قدراتنا في حين أننا تستطيع ذلك، بل تستطيع التعلم الآن بطريقة أسهل مما كنا تعتقد، يطريقة لها تأثير كبير على مختلف جوانب حياتنا. هذه الطريقة لم تكن متاحة لنا في التسعينات من القرن الماضي والآن أصبحت متاحة بشكل و مستوى أفضل.

هذه الطريقة هي ما يسمى بشبكة التعلم الشخصية ، فالموارد المادية والموارد البشرية أنت من يقوم بتنظيمها والتفاعل معها داخل شبكتك، فماذا نعني بشبكة التعلم الشخصية ؟

تسمى اختصارا بـ PLN و هي اختصار للعبارة الإنجليزية: “Personal Learning Network”، وهي شبكة تقوم بإنشائها باستخدام بعض الأدوات مثل الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، ومحركات البحث والمواقع الإلكترونية، من أجل التعلم عبر الإنترنت بطريقة منظمة مبنية أساسا على تطويرك المستمر لمستويات تفاعلك مع الأشخاص الذين يشاركونك نفس الإهتمام أو نفس الهدف العام للتعلم.

فهي شبكة لأنها تربط بين المتعلم الذي هو مركز ثقلها وبين أعضاء آخرين يمكن أن يكونوا متعلمين أو معلمين.
وهي شبكة تعلم لأن هدفها العام هو التعلم، طبعا ليس تعلم أي شيئ وكل شيئ، بل لابد أن تختار لك موضوع اهتمام مشترك مع أعضاء شبكتك.
وهي شبكة شخصية لأنك أنت مؤسسها بداية وأنت مديرها بما تعنيه الإدارة من مهام التنظيم والتنشيط والتطوير.

ويمكنك تصور شبكة التعلم الشخصية PLN الخاصة بك برسم تخطيط يشبه رأس زهرة الهندباء، أنت المتعلم في المركز، والبذور هم الناس من حولك المساهمين في التعلم الخاص بك.

تقوم الـ PLN على نظرية “الترابطية” إحدى نظريات التعلم الجديدة، التي وضع أسسها كل من George Siemens و Stephen Downes، وتقوم على فرضية أن المعرفة موجودة في العالم وليس في رأس الفرد بشكل مجرد، وأنها تتواجد داخل نظم يتم الوصول إليها من خلال أفراد يشاركون في أنشطة ما. لقد أطلق عليها اسم “نظرية التعلم في العصر الرقمي”، بسبب الطريقة التي استخدمت لشرح تأثير التكنولوجيا على معيشة الناس، كيفية تواصلهم وطريقة تعلمهم.

التكنولوجيات الجديدة تعطيك القدرة على تعلم أي شيء تقريبا ترغب في تعلمه في أي وقت وفي أي مكان، وأنت تركب القطار يمكنك أن تقرأ على هاتفك الذكي مدونة متخصصة في مجال عملك، أن تتفاعل مع أعضاء شبكة تعلمك على تويتر أو الفيسبوك، أن تستمع إلى محاضرة أكاديمية يلقيها أستاذ جامعي داخل جامعته وأنت تجلس على أريكة داخل منزلك .. هل كنا نستطيع فعل كل هذه الأشياء في التسعينات؟ طبعا لم نكن نستطيع .. لكننا الآن نستطيع ..

اسمحوا لي الآن بسؤال أخير: أليس من الغباء أن الكثيرين منا ما زالوا يتعلمون بطريقة التسعينات ؟

ملاحظة: سوف نتطرق إن شاء الله على موقعكم “تَعليمٌ جَديدٌ” بشكل أكثر تفصيلا في التدوينات اللاحقة إلى هذا الموضوع من جوانب متعددة أهمها الطرق العملية لتأسيس PLN وإدارتها، فتابعونا وشاركونا.

 

—————-

المصدر:  1234  الصور: 12

البحث في Google:





عن مصطفى القايد

مدرس تعليم إبتدائي و مصمم ويب، و مهتم بتقنيات التعليم الإلكتروني.

4 تعليقات

  1. Internationalacademies Groupna

    بارك الله فيك أخي الفاضل مصطفى دمت متألقا. مقالة جيدة مشكورا أخي الكريم.

  2. جزاكم الله خيرا

  3. عبدالعزيز

    شكرا لكم على هذه الٱفكار الجميلة

  4. أية صدق

    شكرا لكم على هذا المقال. هل الشبكة التعلم شخصي لابد من أتتواصل مع أشخاص تعرفهم؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *