التوأمة الإلكترونية

التوأمة الإلكترونية والتطوير المهني للمعلمين وفق النموذج الأوروبي eTwinning

تُعد التوأمة الإلكترونية من المفاهيم والاستراتيجيات الحديثة التي تتعدد استخداماتها في التعليم والتطوير المهني للمعلمين وذلك كما ورد في موقع وزارة التعليم (MOE ،2017) حيث أنه سبق وأن تم تطبيقها في التعليم بالمملكة كأحد البدائل التربوية لإدارة الأزمات. وقد اُعتمد أسلوب التوأمة في الحد الجنوبي لتمكين الطلبة الملتحقين بالمدارس والتي تقع في المنطقة الحمراء من استكمال تعليمهم باستخدام أدوات التقنية عن بعد، وبالتالي تجنب انقطاعهم عن التعليم بسبب الظروف المحيطة بالمنطقة. كما أشار بويل وآخرون (2005) إلى الأدبيات العالمية في التطوير المهني للمعلمين والتي أوضحت أن أنشطة وبرامج التطوير المهني التقليدية كالمشاركة في المؤتمرات أو ورش العمل لا تحقق الكفاية المطلوبة في اكتساب المهارات، ولا التغير الجذري المطلوب لما سوف يتم طرحه من قبل المعلم وكيفية طرحه للطلبة. لذا، باتت الحاجة ملحة إلى إيجاد برامج تطوير مهني تتطلب التعاون بين المعلمين على المدى الطويل بحيث يمكن من خلالها تبادل الأفكار والممارسات.

يهدف هذا المقال إلى توضيح دور التوأمة الإلكترونية في التطوير المهني للمعلمين، وسيتم تناول الموضوع من خلال محورين وهما: مفهوم التوأمة الإلكترونية ، ودور التوأمة في التطوير المهني على المعلمين.

المحور الأول: مفهوم التوأمة الإلكترونية

حسب ما ورد في دراسة بايشران وآخرون (2020) فإن منصة التوأمة الإلكترونية الأوروبية متوفرة بعدة لغات، وتهدف لتطوير فرص جديدة ومبتكرة لاستخدامات وسائل التكنولوجيا وتقنية المعلومات في المدارس الأوروبية من خلال الشراكات بين المدارس والتي تتم عبر تحفيز سبل التعاون الإلكتروني بين المعلمين والطلبة، كما أشارت الدراسة إلى أن كلمة التوأمة الإلكترونية ” eTwinning” تنقسم إلى كلمتين: الأولى “التوأمة” وتعني الشراكة المتبادلة، أما الثانية “الإلكترونية” وتعني استخدام التكنولوجيا وتقنية المعلومات. كما أضافت أن منصة التوأمة الالكترونية تُعد بيئة تعليمية تشاركية، إلا أن الأصح هو كونها شبكة تواصل اجتماعية للتعاون والعمل على المشاريع باستخدام الوسائل الإلكترونية وعن بعد، والتي يتم خلالها خلق الفرص لتطبيق ممارسات التعليم الفعالة لزيادة المهارات المطلوبة للقرن الواحد والعشرين.  وذكر كامبيليس وآخرون (2012) أن منصة التوأمة الإلكترونية مدعومة من قبل الهيئة الأوروبية للمدارس، وقد تم إنشاؤها تلبية لمبادرة المفوضة الأوروبية في دعم عملية التعلم مدى الحياة، وتعد كجسر يربط بين الفصول الدراسية الإبداعية حول أوروبا والعالم الخارجي وبالأخص مجتمع المعلمين، وأضاف أنها مثال جيد للابتكار في توظيف تقنية المعلومات والتكنولوجيا في المدارس.

المحور الثاني: دور التوأمة الإلكترونية على المعلمين

أولاً: اكتساب المهارات حيث توضح دراسة فوريكاري وآخرون (2011) أن المعلمين المشاركين في برامج التوأمة الإلكترونية قد اكتسبوا مهارات عالية في عدة مجالات والتي تمثلت في استخدام أدوات تقنية المعلومات التي تدعم التدريس والتعلم، وتعلم اللغات، ومهارة إدارة المشاريع بالإضافة إلى تطوير الذات.

ثانياً: فعالية التواصل حيث تناولت دراسة كريسان (2013) أثر التوأمة الالكترونية على المعلمين في ممارسات التدريس، ومن أبرزها تحسين التواصل بين المعلم والطالب من خلال أنشطة التعلم المقدمة في التوأمة الإلكترونية.

ثالثاً: التحفيز لاستخدام التقنية، حيث ذكر كريسان (2013) دور التوأمة الإلكترونية في تشجيع الطلاب على استخدام التقنية في المشاريع من خلال التعرف على استراتيجيات وطرق التدريس الحديثة، وخلق مواقف تعليمية مبتكرة وذات معنى لتحقيق مستوى أفضل لتعلم الطلاب.

رابعاً: زيادة المشاركة والتعاون التعليمي بين المعلمين، حيث وضحت دراسة كامبيليس وآخرون (2012) أهمية دور التوأمة الإلكترونية في نشر وتعميم الابتكار القائم على تقنية المعلومات والتكنولوجيا في التعليم من خلال إعطاء الفرصة للمعلمين لتبادل الممارسات الجيدة، والتعلم من الخبرات المتبادلة. وذكرت دراسة كريسان (2013) أثر التوأمة الإلكترونية على التطوير المهني المستمر في تحسين توجه المعلمين نحو المشاركة والتعاون في المشاريع التعليمية لتبادل الثقافات واللغات بين المعلمين في الدول المختلفة، وتقوية العلاقة بين المعلمين وذلك من خلال تبادل الخبرات التعليمية والأنشطة والتعاون في المشاريع وتطوير مهارات التكنولوجيا وتقنية المعلومات.

خامساً: تحفيز المعلمين للمشاركة في برامج التطوير المهني حيث أشار كامبيليس وآخرون (2012) إلى وجود علاقة قوية تربط التوأمة الإلكترونية والتطوير المهني لدى المعلمين من خلال الاطلاع على التجربة في ثلاث من الدول الأوروبية وهي: إستونيا، بولندا وإسبانيا. ويعود ذلك إلى إدخال التوأمة الإلكترونية ضمن برامج التطوير المهني الرسمية، واعتماده كمتطلب أساسي للتدرج الوظيفي المعتمد، كما أوضح أن المشاركة في مشاريع التوأمة الإلكترونية والاستفادة من مواردها يساهم في تحفيز المعلمين على المشاركة في دورات التدريب وورش العمل.

وأخيراً، فإنه ومن الجدير بالذكر أن مفهوم التوأمة الإلكترونية واستخداماته قياساً على النموذج الأوروبي يمكن تطبيقه في المملكة على نطاق أوسع، خاصة وأن الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام لوزارة التعليم تبنت ذلك، حيث نص الهدف التاسع للاستراتيجية على “زيادة فعالية التقنية في رفع مستوى الأداء وتحسينه” (وزارة التعليم، 2020، ص. 40). وتم تحديد عدد من السياسات لتحقيق ذلك وأهمها إنشاء وتطوير بوابة وطنية تعليمية توفر محتوى تعليميا ثريا للمعلمين والطلاب يسمح لهم بمشاركة وتبادل التجارب والخبرات (وزارة التعليم، 2020). وفي هذا الصدد فيمكن أن يكون ذلك بداية للتوسع في التوأمة الإلكترونية في مدارس المملكة.

 

 


المراجع:

مشروع الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام. (2020). في وزارة العليم. StrategyArciveGE001.pdf (moe.gov.sa)

وزارة التعليم. (19،11،2017). البدائل التعليمية في الحد الجنوبي تدخل عامها الثاني، وتوجهات مستقبلية للتعليم حال انهاء الازمة. المركز الإعلامي البدائل التعليمية في الحد الجنوبي تدخل عامها الثاني، وتوجهات مستقبلية للتعليم حال انتهاء الأزمة (moe.gov.sa)

Basaran, Mehmet, Kaya, Zehra, Akbas, Nurcan, & Yalcin, Nazan. (2020). Reflection of eTwinning activity on teachers’ professional development in project- based teaching process. Journal of Educational Theory and Practice Research,6 (3), 373-392. 1480604 (dergipark.org.tr)

Boyle, Bill, Lamprianou, lasonas, & Boyle, Trudy. (2005). A Longitudinal study of teacher change: What makes professional development effective? Report of the second year of the study. School of Education, University of Manchester, UK, 16 (1), 1-27. https://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.458.6001&rep=rep1&type=pdf

Crisan, Gabrial. (2013). The impact of teachers’ participation in eTwinning on their teaching and training. Acta Didactica Napocensia, 6 (4), 19-28. Microsoft Word – article_6_4_3.doc (ed.gov)

Kampylis, Panagiotis, Bocconi, Stefania, & Punie, Yves. (2012). Fostering innovative pedagogical practices through online networks: the case of eTwinning. University of Tampere,17-28. 0c9605151ac64b47b8000000.pdf20151010-63298-1awtidm.pdf (d1wqtxts1xzle7.cloudfront.net)

Vuorikaeri, Riina, Gilleran, Anne, & Scimeca1, Santa. (2011). ICT- based school collaboration and is opportunities for teachers’ professional development- a case study on eTwinning, Research Gate, 1-15. (PDF) Growing beyond Innovators – ICT-Based School Collaboration in eTwinning (researchgate.net)

البحث في Google:





عن سامية آل غالب

طالبة ماجستير قيادة تربوية في جامعة دار الحكمة، المملكة العربية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *