المعالجة الديداكتيكية للخطأ

طرق المعالجة الديداكتيكية للخطأ

سبق لنا في مدونة تعليم جديد أن خصصنا موضوعا كاملا للحديث عن الخطأ البيداغوجي و عن بيداغوجيا الخطأ (والتي تهتم بالدرجة الأولى بالأصول الإبستمولوجية والبيداغوجية للخطأ، وبصياغة الفرضيات حول العوامل المؤدية إلى ارتكابه)، موضوعٌ حاولنا فيه الإحاطة بجميع جوانب هذا الموضوع من تحديد المفهوم و بيان أهميته وكيفية رصد الأخطاء في ظل بيداغوجيا الخطأ و غير ذلك… ونظرا لِما لهذا الموضوع من أهمية، وجَرْياً على عادتنا في محاولة تقديم بعض الحلول العملية و التطبيقية، سنسعى في هذا الموضوع إلى تناول طريقة المعالجة الديداكتيكية للخطأ و خطواتها الإجرائية عمليا.

لكن قبل ذلك توجد إشارة غاية في الأهمية، وهي ضرورة الاعتراف بحق المتعلم في ارتكاب الخطأ، واعتباره –أي الخطأ- نقطةَ انطلاق المعرفة العلمية، لا مجرد مُعطىً ينبغي إقصاؤه و حسبُ.

1- افتراض الخطأ

تبدأ المعالجة الديداكتيكية للخطأ قبل إنجاز الدرس، حيث ينبغي على المعلم أن يصوغ مجموعة من الفرضيات أثناء إعداده للدرس، بما في ذلك توقع الأجوبة الخاطئة وتمثلات المتعلمين حول موضوع معين، بِغضّ النظر عن أصلها ومرجعيتها (اجتماعية أو بيداغوجية أو معرفية…).

2‌- مواجهة الخطأ

هي خطوة ثابتة وحاسمة وضرورية ضمن السيرورة التعليمية التعلمية. خلال هذه المرحلة يذهب المدرس بالمتعلمِ إلى اعتبار الخطأ حالة عابرة يمر بها جميع الناس.

3- تحليل الخطأ

من الأفضل أن يتم هذا التحليل من طرف المتعلم، فإن تعذر عليه ذلك، على المُدرس أن يساعده أو يُشْرِك باقي زملائه في محاولة التحليل.

4- معالجة الخطأ

وتتم بطرق متنوعة أهمها:
– المعالجة بالتغذية الراجعة: التصحيح و المقارنة.
– المعالجة بالتكرار، أو بأعمال تكميلية: إعادة شرح موضوع الدرس أو الاشتغال على عمل تكميلي بهدف ترسيخ التعلّمات السابقة ودعمها.
– المعالجة باعتماد استراتيجية تعلمية جديدة: تغيير طرق وتقنيات التدريس لتتناسب مع خصوصية المادة و المتعلمين.


بقيت الإشارة إلى أن الخطة أعلاه ليست مقدسة وليست الوحيدة في المعالجة الديداكتيكية للخطأ ، بل يمكن تبني نماذج عديدة نتصرف فيها حسب خصوصيات المتعلمين وظروف كل بيئة تعليمية، وهذا نموذج آخر:

– الكشف عن الأخطاء.
– وصف الأخطاء.
– البحث عن مصادر الأخطاء بالتشخيص والبحث عن الأسباب وفحص الفرضيات.
– تهييئ عُدَّة معالجة الخطأ.

وهذا نموذج ثالث:

– الكشف عن الأخطاء والتوقف عندها.
– وصفها وتحليلها.
– البحث عن مصادرها.
– تصنيفها.
– تقويم الأخطاء وفق المعايير الدنيا ومعايير الإتقان.
– التصحيح الذاتي والجماعي للأخطاء.
– تهيئ عُدة المعالجة.
– إغناء خطة المعالجة بدروس الدعم والتقوية والتثبيت، مع الاهتمام بالتغذية الراجعة Feed Back.
– التحقق من نجاح هذه المعالجة عبر وضع المتعلم أمام سياقات ووضعيات جديدة مشابهة لما سبق تناوله.


المصدر

new-educ.com/la-pedagogie-de-lerreur
hamdaoui.ma/files/downloads/ktab4.pdf

البحث في Google:





عن رشيد التلواتي

مدرس ومدون و مهتم بتكنولوجيا التعليم. عضو مؤسس و محرر بموقع " تعليم جديد ". حاصل على الإجازة في الدراسات الأمازيغية، الأدب الأمازيغي. حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS: Word, Powerpoint).

4 تعليقات

  1. دز ماجدة الفاضل أحمد سمساعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان البشر ليس معصومون عن الخطأ
    فهم يخطئون ويتوبون ويستغفرون كما ذكر في القرآن الكريم
    أما بالنسبة للطلاب وخاصة الصغار هم يخطؤن غالباً لجهلهم بان ما يقومون به من سلوك وتصرف أنه
    خطأ وكذلك في عملية التعلم يخطؤن في التعامل والاجابات أئناء الدرس وفي الامتحانات المدرسية والتحصيل الدراسي و
    المهم في الامر كيف يتعامل المعلم والمربي مع هذه الاخطأ وتوجيهها التوجيه الصحيح وتقويم السلوك والتصرفات بدون تجريح وزجر

  2. نرجو منكم نشر مقال عن التغذية الراجعة وجزاكم الله كل خير

  3. عبد الهادي

    السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته، من فضلك أريد بعض الدراسات الميدانية حول موضوع استراتيجيات معالجة الخطأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *