تدريب أطفال الصفوف الأولى على تحليل سوات SWOT أثناء رؤية المشاهد السينمائية

دور السينما في التنشئة الاجتماعية للأطفال:

يرى كل من علي أسعد وطفة (2011) و سامية بن عمر (2018)  أن التربية الحقيقية هي التي تتناغم مع متطلبات هذا العصر واحتياجاته، وتتمثل في بناء الروح، وتشكيل الضمير، وصقل الإنسان بالقيمة الأخلاقية وغسل القلوب بماء المحبة، تطهير العقل بنور المعرفة الإنسانية، أي أن المعرفة توضع في خدمة الإنسان، لا في مواجهة طموحاته وأحلامه. ولوسائل الإعلام تأثير في التنشئة الاجتماعية لقدرتها على نقل أسمى الأفكار والمشاعر الإنسانية إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، فالتقدم الذي حدث في وسائل الإعلام جعل العالم كله بمثابة قرية صغيرة.

ترى منى محمد على (2007 ،40) أن الفيلم وسيلة اتصال تربوية وثقافية ذات إمكانات هائلة للطفل، فهو معتمد أساساً على المرئيات ويعبر عن كافة أبعادها فيزود الطفل ببديل للخبرات التى يفتقر إليها. والأفلام علاوة على هذا تستعين باللغة المسموعة فى شرح وتفسير ما تعرضه من مرئيات ومؤثرات بصرية؛ كي تزيد من أثره على النفس فهي تستعين بحركات الإنسان وتعبيرات الوجه فى نقل المعاني والأحاسيس.

وتشير هنية بنت سراج (2015، 65) إلى أن الهدف من تقديم الفيلم قد يكون هو تعليم الأطفال ممارسة الألعاب الجماعية، فيرى الطفل أن الأطفال يلعبون معا في سعادة ونشاط مما يولد الرغبة لدى الطفل المعزول اجتماعيا والمنطوي في مشاركة زملائه اللعب الجماعي أو قد ترى طفلة فيلما عن مساعدة البنت لأمها في المنزل وكيفية المحافظة على نظافة المكان وترتيبه وإعادة الملابس، و يمكن أن يعرض من خلال الفيلم التعليمي صور متحركة لمناظر صغيرة مثل عملية الإنبات في النبات أو خروج حشرة من شرنقتها؛ فالفيلم التعليمي يتميز بأنه يبرز عناصر رئيسة عن طريق اختصار واستبعاد العناصر الأقل أهمية، فهو يمثل الواقع مركزا ويقرب المكان و يبرز الزمان مما يجعل الموضوعات المصورة أقرب إلى ذهن الطفل وأكثر توضيحا للواقع مما يساهم في جعل الفيلم على درجة عالية من الكفاءة في توصيل الأفكار إلى الطفل.

تحليل سوات SWOT في المؤسسات التعليمية:

يرى محمد حسين العجمى (2013، 458) أنه يمكن حصر الأنشطة المرتبطة بتطبيق مدخل التخطيط الاستراتيجي في مؤسسات التعليم فيما يلي: (تحديد جوانب القوة والضعف فى المؤسسة، فحص البيئة الخارجية، وضع أهداف واضحة، تطوير عدة سيناريوهات تمثل عدة بدائل للمستقبل يمكن اختبارها، الاستفادة بالبيانات والبحث الميداني فى تحليل وصناعة القرار، تضمين عملية التخطيط أعضاء من كل قطاعات المؤسسة، تسهيل التفكير الاستراتيجي في كل قطاعات المؤسسة، وجود مساحة بعملية التخطيط لإجراء التعديلات المطلوبة، وجود قناعة لدى مدير المؤسسة بضرورة تنفيذ التخطيط الاستراتيجي، تقويم الأهداف والنتائج، والتغذية الراجعة لعملية التخطيط وتنفيذها).

يرى زكريا محمد هيبة ومحمود علي أحمد (2016) أن المنظمة تقوم باجراء تحليل SWOT وفقاً للمعلومات التي تحصل عليها من التحليل البيئي لتحديد استراتيجية تحقق المواءمة بين موارد المنظمة وقدراتها الداخلية من جهة، ومتطلبات البيئة الخارجية من جهة أخرى؛ فتحاول المنظمة بذلك تحفيز نقاط القوة لاستغلال الفرص والتقليل أو السيطرة على جوانب الضعف ومواجهة التهديدات المحتملة، وقد أوصت دراسة محمد عبد الجليل ناجي وفهد يحيى محمد (2019) بنشر ثقافة استخدام أدوات التحليل البيئي الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية.

ويوضح عبدالله أمبو سعيدي وعزة البريدية وهدى الحوسنية (2018 ، 333) أن فكرة تحليل SWOT تقوم على تحليل الظاهرة العلمية من جوانب متعددة، وهي: معرفة نقاط القوة فيها ثم تحديد نقاط الضعف، ثم تحديد الفرص المتاحة وأخيرا المهددات. وتعد كل من الفرص المتاحة والتهديدات أشياء مستقبلية ويمكن أن تكون خارجية وتهدف إلى اكساب مهارات العمل الجماعي، كما تنمي مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار، وهي مناسبة للموضوعات التى تتطلب دراسة من جوانب متعددة.

العلاقة بين تحليل سوات SWOT ورؤية المشاهد السينمائية: 

توصلت دراسة  حسام عبد علي الجمل (2009) إلى أن كاتب الأطفال بإمكانه بناء شخصية رصينة واضحة المعالم ذات أفكار مستقيمة وقويمة السلوك والتصرف وهو بذلك يخاطب عقول الأطفال بعمق وموضوعية، وقد أوصت دراسة اليامنة بو خروبة (2016) بأن تكون آليات التفكير التصوري والتجريبي متضمنة في البرنامج التربوي لتعليم الأطفال، وليست مجرد أساليب وطرق بيداغوجية ينقل من خلالها المحتوى المعرفي من المعّلم إلى الطفل المتعلم.

ويرى عماري علال (2017) أنّ الرهان الذي یواجه السینما كبیر جدا، سيكون من خلال معالجة الحادثة التاریخیة باعتبارها تمثل ذاكرة من الماضي البعید أو القریب، ولعل ما یجب الخوض فیه أولا هو تحدید الإطار الزماني والمكاني للقصة التاریخیة و تحلیل الشخصیات الرئیسیة والثانویة في جوانبها الاجتماعیة والثقافیة والسیاسیة والدینیة.

أوصت دراسة غيداء على أحمد (2018 ) بأنه على إدارة الروضة أن تعد خطة بحيث تتضمن آراء ومقترحات الأطفال في حل بعض المشكلات التي تواجههم ومشاركة الأطفال في إعداد بعض الخطط واتخاذ بعض القرارات الخاصة بهم كما تحرص على التواصل مع أطفال الروضة مما يؤدي إلى تدريب الأطفال على عملية القيادة. وعلى معلمة الروضة عدم الاكتفاء بتقديم الحلول للمشكلات التى تواجه الأطفال وأن تشركهم فى حل هذه المشكلات، وعرض البدائل في مواقف اتخاذ القرار لإبداء الرأي واتخاذ القرار المناسب والملائم، وإشراك الأطفال في الإعداد للنشاط وتنفيذه وتقييمه وممارسة ذلك في جو من الحب والتعاون والألفة مما يقوي العلاقة بين المعلمة والأطفال وبين الأطفال وبعضهم البعض.

وقد أوصت دراسة  ماجدة حرب وخديجة الحميد (2019) إلى أهمية أن يلتفت صانعو السياسات التربوية والباحثون التربويون إلى أهمية التحليلات السينمائية، من منطلق أنَّ فيلم اليوم سيكون ممارسة ثقافية غداً تحمل الكثير من التمثيلات التى تحتاج إلى المزيد من التامل والدراسة، ويجب تدريب المعلمين في الوطن العربي قبل الخدمة على آليات التحليل السينمائي، وعلى تأمل القضايا التربوية التي تبسطها الأفلام السينمائية، فهذا مما يُعين على ربط النظرية بالممارسة، وعلى فهم السياقات الثقافية التي تكتنف العمل التربوي.

تدريب أطفال الروضة على تحليل سوات SWOT أثناء رؤية المشاهد السينمائية:

من خلال ما سبق يمكن اقتراح تصور لتدريب أطفال الروضة على تحليل سوات SWOT أثناء رؤية المشاهد السينمائية من خلال :

  • استخدام تحليل سوات SWOT في الأنشظة المقدمة لهم.
  • اختيار المشاهد السينمائية المرتبطة بأنشطة أطفال الروضة، ويمكن انتقاء مشاهد سينمائية مرتبطة بشخصيات تاريخية أو بمواقف اجتماعية يتعرضون لها.
  • توزيع أوراق على الأطفال موضح عليها تحليل سوات SWOT.
  • نناقش الأطفال فى المشاهد السينمائية التى شاهدوها.
  • نطلب من الأطفال استخدام تحليل سوات SWOT للمشاهد السينمائية التى شاهدوها.
  • نطلب من التلاميذ الحلول البديلة التى يمكن تقديمها للتقليل من نقاط الضعف والتهديدات التي تظهر فى المشهد السينمائي.
  • نطلب من التلاميذ أيضاً المقترحات التى يمكن بها الحفاظ على نقاط القوة والفرص المتاحة.

على سبيل المثال :عند عرض فيلم عن قصص الأنبياء ومنها قصة سيدنا نوح عليه السلام يمكن تصميم  تحليل سوات SWAT كالتالي:

نقاط القوة :

الإيمان بالله

نقاط الضعف :

عصيان الزوجة والابن

الفرص:

الشجر لبناء السفينة

التهديدات:

طبيعة العراق فى وجود جبال

يمكن استخدام الصور في تحليل سوات SWOT ويمكن استخدام الحروف أو الصلصال بما يتناسب مع بيئة الروضة وامكانياتها، وعند عرض المشاهد السينمائية يمكن استخدام شاشات العرض أو استخدام اللاب توب.

 

ختاما، إن طفل اليوم هو رجل الغد والعالم في تغير مستمر ولكن القيم الأخلاقية ثابتة، ومع تغير الأحداث تتغير الأساليب التي نتعامل بها، فاستغلال القدرات المعرفية للأطفال أصبح ضرورياً واشراكهم في وضع الأنشطة التربوية كما يمكن تدريبهم على تحليل الوضع الراهن والاستفادة منه ووضع المقترحات لتحسينه. وبما أن السينما تحاول نقل المواقف والقضايا الاجتماعية للمشاهد من خلال معالجة سينمائية وبما أن الطفل يتأثر بما تقدمه السينما، فعليه أن يقوم بتحليل المشاهد التي يشاهدها وكيفية الاستفادة منها من خلال أنشطة تعليمية تقدم له في الروضة لنساهم في إعداد جيل واعٍ مبدع يسهم في تقدم الوطن ورقيه.

 

 


المراجع:

اليامنة بو خروبة (2016).  أهمية التربية  العقلية والنفسية لتعليم الطفل. عالم التربية. 17(54).243-256

حسام عبد على الجمل (2009). البطل في قصص الأطفال. مجلة كلية التربية الأساسية.1 .5-15

زكريا محمد هيبة ومحمود علي أحمد  (2016). التحليل البيئي باستخدام نموذج سوات SOWT في التعليم: مفهومه وآليات تطبيقه .مجلة  العلوم التربوية. 24 (4).119-136

سامية بن عمر (2018). مراحل التنشئة الاجتماعية للطفل ومؤسساتها. المجلة العربية للآداب والدراسات الانسانية.3 . 34 -47

علي أسعد وطفة (2011). مرتكزات التربية الأخلاقية في عصر متغير. مجلة الطفولة العربية. 13(49).87 -105

عماري علال (2017). السينما والتاريخ: صراع بين الزيف والحقيقة. مجلة دراسات وأبحاث -جامعة الجلفة-29. 122-133

ماجدة حرب وخديجة الحميد (2019). المعلم وقضايا التعليم في السينما المصرية: تحليل نقدي. دراسات-العلوم الإنسانية والاجتماعية.46 (2).417 -427

محمد عبد الجليل ناجي وفهد يحيى محمد (2019). أدوار التحليل البيئي الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية: دراسة تحليلية. مجلة القلم – جامعة القلم للعلوم الإنسانية والتطبيقية .12 .310 -340

محمد حسين العجمى (2013). الإدارة والتخطيط التربوي: النظرية والتطبيق.عمان. دار المسيرة للنشر والتوزيع.

منى محمد علي (2007).التربية البيئية في الطفولة المبكرة وتطبيقاتها. عمان. دار المسيرة للنشر والتوزيع.

هنية بنت عبدالله بن سراج (2015). تصميم وإنتاج وسائل تعليمية لرياض الأطفال. الرياض. مكتب الرشد ناشرون.

البحث في Google:





عن د. شيماء سراج

دكتوراة علم النفس التربوي، كلية التربية، جامعة الإسكندرية. مدرب مدربين معتمد، ممارس كوتشينج معتمد، ماجستير مهني في التدريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *