هجرة العقول الأردنية

هجرة العقول الأردنية الفرص والتحديات

مُلخص الدراسة

تُمثل هجرة العقول بما تحتويه من هجرة للمهارات والكفاءات التي تُمثل إحدى أهم مقومات التنمية على المَديين القصير والبعيد، فالعقول هي صانعة التنمية، والتنمية أُعدت من أجلهم.

والفرص التي تتيحها الهجرة للمُجتمع تتمثل في  تحويلات المُهاجرين المالية، فهي ليست إلا ضريبة تأخذها الدولة مُقابل التفريط في ثروات فشلت في تشغيلها التشغيل الأمثل، وجذبها للوطن، ناهيك عن التحديات التي ستواجه الدولة جراء تلك الهجرات.

وقد خلصت الدراسة إلى نتائج منها: أن هجرة الكفاءات الأردنية تؤدي إلى انخفاض مُستويات التعليم وضعف مُخرجاته، وأن هجرة الكفاءات العلمية بكافة تخصصاتها  تجعل الترابط  بين القُدرة على التطورات التعليمية ضعيفة جدا.

حيث أوصت الدراسة بتوصيات عدة منها: منح الكفاءات والعقول الأردنية مُشاركة فعلية في عمليات اتخاذ القرار المالي والاقتصادي، وزيادة ميزانية البحث العلمي في الجامعات ومراكز البحوث، بما يوفر المناخ المُناسب للكفاءات وأصحاب المواهب.

Abstract

The migration of minds, with its migration of skills and competencies, is one of the most important elements of development in the short & long term, the minds are the maker of development & development prepared for them. The opportunities offered by migration to the community are the remittances of financial migrants, it is nothing but a tax taken by the state in exchange for the waste of wealth that has failed to operate optimally, and attract it to the homeland, not to mention the challenges that the state will face as a result of these migrations. The study concluded that: The migration of Jordanian competencies leads to a decrease in the levels of education & the weakness of the outputs, & the migration of scientific competencies in all its specialization makes the correlation between the ability to develop education very weak. The study recommended several recommendations, granting Jordanian talent and minds an active participation in financial and economic decision-making processes, & increasing the budget for scientific research in universities & research centres, providing a suitable climate for talented and talented people.

 مُقدمة الدراسة وأهميتها

يُعتبر مفهوم هجرة العقول أو نزيف الأدمغة من المفاهيم الحديثة نسبياً والتي وُلدت للتعبير عن ظاهرة قديمة تُعد واحدة من أكثر المُشكلات التي تُعاني منها الدول النامية، كونها تُعتبر عقبة في وجه التنمية الاقتصادية، وتُشكل خسارة وتكلفة مزدوجة تتمثل في ضياع ما تم إنفاقه خلال سنوات طويلة من أموال على تلك العقول.

وتُعد هجرة العقول بشكل عام  ظاهرة مُجتمعية مُركبة ومُتعددة الأبعاد  فهي انتقال العقول البشرية ورأس المال الفكري المُحترف والكفء إلى دول أخرى أكثر جذباً للكفاءات وأشد حرصاً على ما تحتويه تلك العقول من إبداعات وابتكارات جمة. وما حفز تلك العقول إلا توافر العدالة وتكافؤ الفرص والحيادية وتوافر الدخول المُناسبة لكل عمل وابتكار يُقدم، ناهيك عن الاستقرار السياسي وعدم سلب الدولة لحقوقهم وحرياتهم. ولهذه الهجرات أسباب اجتماعية وسياسية وأكاديمية، وهي ليست نتاجا لعوامل محلية وإقليمية فقط، وإنما نتاج أيضا لأبعاد عالمية أثرت بشكل عام على الخريطة العالمية، حيث لعبت العولمة وما نتج عنها  من أثار جمة دوراً مُباشراً في هذه الظاهرة  سواء كان دورا إيجابياً أو سلبياً.

وقد  تفاعلت كافة الأبعاد (سواء كانت عالمية أو إقليمية) مع العوامل المحلية بشكل مُباشر لتشكل وتُحدد ملامح ظاهرة هجرة العقول بوضعها الحالي، خاصة بعد أن قامت الدول الأوروبية بوضع قواعد صارمة من أجل الحد من الهجرة  وتباعاتها، وهو الأمر الذي تقلصت معه أسواق العمل العربية، مما أدى إلى  استمرار البطالة محليا،  وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية،  ليتأثر المُجتمع تأثيرا كبيراً أدى إلى تفاقم الأوضاع في عدة مجالات (اقتصاديا و اجتماعيا، و أمنيا).

ومن هنا تمُثل هجرة العقول بما تحتويه من هجرة للمهارات والكفاءات التي تُمثل إحدى أهم مقومات التنمية على المديين القصير والبعيد، وما ينعكس جراء ذلك على المُجتمع من سلبيات. فالعقول الاحترافية هي صانعة التنمية والتنمية أُعدت من أجلهم . والإيجابيات التي تُتيحها الهجرة للمُجتمع وان كانت ليست بالمُستوى المطلوب تتمثل في  تحويلات المُهاجرين المالية، الذين غادروا رغما عنهم وليس حُباً في دول أخرى كانت وجهتم الصعبة، بل لأن الدولة لم تتمكن من احتوائهم وضمهم وتوفير الحضن الدافئ لهم من أجل خدمة المُجتمع وأفراده.

فهجرة  العقول اليوم ليست من العناصر الداعمة للدولة بل هي هدرٌ للطاقات والكفاءات، ونضوبٌ للأدمغة المُبدعة، التي اجتهدت وابتكرت. وهذا الهدر له آثارٌ  غير إيجابية على بناء المُجتمع ونمائه، وعلى صحة إنسانه وعافيته النفسية، وعلى الأمـن الاجتماعي الذي يُعتبر عاملا مُهما في بناء الدولة واستمرار سيرورة حياتها.

ففي الأردن، وجراء البطالة الهيكلية الناجمة عن زيادة كبيرة في أعداد المتخرجين، بالإضافة إلى المُهاجرين العائدين وبشكل لا ينسجم ومُتطلبات الاقتصاد القومي، توجه البعض من أصحاب العقول التي لا يمُكن أن تتواءم توجهاتها مع بعض الفرص، أو لعدم توفر فرص موائمة لتعليمهم فقد اتخذوا – بعد أن أُوصدت جميع الأبواب في وجوههم- من الهجرة مساراً لإيجاد مصدر كريم للرزق عبر الإبداع والابتكار و توظيف ما يتمتعون به من كفاءات في دول تقدر عقولهم.

مُشكلة الدراسة:

تُعتبر الهجرة من الأمور التي أصبحت تؤرق العالم أجمع، حيث أخذت كثير من العقول تُهاجر بحثاً عن الأفضل جراء ما لديها من مهارات مُميزة واحترافية في العمل، والتي رُبما لا تجد التقدير والاحترام في بلدانها.

تجد هذه العقول ضالتها في مكان آخر في هذا العالم الرحب حيث يُمكنها تقديم كل ما في وسعها من قدرات ومواهب وإبداع، بالإضافة إلى توليد أفكار نافعة حيثما تواجدت وعملت، خاصة إن لاقت التحفيز والثناء والفرص التي تجعلها  أكثر إنتاجية وأكثر دافعية في العمل. والأردن ليس بعيداً عن هذه الظاهرة، فقد أخذ الكثير من أبنائه في الهجرة إلى خارج الوطن بحثا عن الرزق والتميز والإبداع، مُبررين ذلك بعدم وجود المناخ المُناسب  لكفاءاتهم وقُدراتهم، ناهيك عن ضيق الفرص التي يسعون للحصول عليها، وتدني مُستوى الأجور مُقارنة مع دول أخرى أكثر جذباً لهذه العقول.

ومن هنا فإن السؤال الذي يُطرح هو: ما هي الأسباب التي دفعت العقول الأردنية إلى الهجرة؟ و ما التحديات التي يواجهها الأردن؟

الهدف من الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى  بيان ما يلي:

  • مفهوم هجرة العقول.
  • الأسباب والتحديات لهجرة العقول الأردنية.
  • الأثار الإيجابية والسلبية على العقول وعلى المُجتمع.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية الدراسة في أنها تلُقي الضوء على جانب مُهم من الجوانب التي تشغل بال العقول البشرية الأردنية التي باتت بين فكي كماشة، حيث تُعتبر من الدراسات غير المسبوقة في هذا المضمار، وهي تلقي الضوء على الأسباب هجرة العقول الأردنية ، بالإضافة إلى رصد النتائج التي قد تنتج عن هذه الهجرات  سواء كانت سلبية أو إيجابية، و الأثار التي ستنتُج عن ذلك، والتي يُمكن بحثها للحد من هذه الظاهرة وتوطينها لصالح الوطن.

منهجية الدراسة:

في هذه الدراسة سيعتمد الباحث على المنهج الوصفي من خلال  التحليل والعودة إلى المصادر والمراجع  والدوريات، والأبحاث والدارسات ذات العلاقة، والتي تبحث في هجرة العقول الأردنية، للبحث عن الأسباب والتحديات التي تواجهها أثناء هذه الهجرات و سلبيات وإيجابيات تلك الهجرات.

وفيما يلي الدراسة كاملة: هجرة العقول الأردنية الفرص والتحديات.

البحث في Google:





عن د.فارس محمد العمارات

مُتخصص في الدرسات الأمنية والاجتماعية، مُحاضر ومدرب غير متفرغ له عدة مؤلفات، ودراسات منشورة وغير منشورة. شارك في العديد من المؤتمرات الخارجية والداخلية - الأردن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *