التحجر اللغوي في تعليم العربية للناطقين بغيرها

1- تعريف التحجر اللغوي Interlanguage fossilization

يرتبط مصطلح التحجر اللغوي باكتساب اللغات الثانية على الإطلاق. وهو توقف النمو اللغوي في اللغة المكتسبة أو المتعلمة بحيث لا تنتمي لغة الدارس لا إلى لغته الأم ولا إلى اللغة الهدف توقفاً كلياً أو جزئياً أو مرحلياً على أصعدة المستويات اللغوية الأربعة: الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي أو بعضها، على الرغم من إبقائه أو حفاظه على كمية التعرض اللغوي للغة الهدف أو تفاعله معها أودافعيته في تعلمها.

و يعرف أيضاً بأنه العملية التي تصبح فيها الأخطاء اللغوية سلوكات غير قابلة للتصحيح بسهولة.
ومن تعريفاته أيضاً كونه زيادة الصعوبة في اكتساب اللغة الثانية أو الأجنبية إلى درجة يشعر فيها المدرس أن الدارس غير قابل لتعلم أي شيء جديد، أو بالكاد يمكن ملاحظة اكتسابه لبعض المورفيمات الصرفية أو المفردات أو التراكيب التي لا ترتقي إلى الوقت والجهد المبذولين في عملية اكتساب اللغة.

ويمكن القول بأن التحجر اللغوي هو نوع من أنواع الركود في اكتساب اللغة الثانية أو الأجنبية. وهو يعني أن بعض التراكيب أو الأبنية اللغوية تم اكتسابها بشكل جزئي أو غير كامل أو بشكل غير صحيح. ويرتبط التحجر اللغوي باللغة المرحلية ارتباطاً وثيقاً لكنه ارتباط يوحي بتوقف نمو الأنظمة اللغوية للغة الهدف، ويمكن أن يعد سمة من سماتها.

2- متى يحدث التحجر اللغوي؟

ولم تحدد الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع مستوى معيناً لحدوث ذلك، لكن بداية من المستوى المتوسط وما بعده يمكن ملاحظة التحجر اللغوي لدى بعض الدارسين. ومن الباحثين من ربط التحجر اللغوي بعمر الدارسين والفترة الحرجة في اكتساب اللغة الثانية أو الأجنبية، لكن قدرة آخرين ممن ينتمون إلى الفئة ذاتها تشكك في هذه المقولة. كما أن تحجر اللغة قد يحدث في بيئة تعلم صناعية أو حتى بيئة اللغة الهدف نفسها. ويمكن ملاحظة بعض المهاجرين الذين قضوا أعمارهم في بلد جديد دون أن يتمكنوا من اكتساب اللغة الهدف عدى بعض التعبيرات البسيطة التي تمكنهم بالكاد من التواصل حول احتياجاتهم اليومية.
ولا توجد حتى اللحظة أي أسباب مقنعة لتفسير ظاهرة التحجر اللغوي، ولكن يمكن الإشارة إلى أن نسبة الذين تصيبهم حالة التحجر هذه في بيئة اللغة الهدف أقل بكثير ممن يتعلمون في بيئات لغوية صناعية أو غير طبيعية. كما أن نسب من يٌصابون بالتحجر اللغوي من الناشئين أقل بكثير ممن تصيبهم من الراشدين.

3- أنواع التحجر اللغوي

هناك أنواع مختلفة للتحجر اللغوي نذكرمنها:

  • التحجر اللغوي الكلي: يستغرق المستويات اللغوية الأربعة بكل تمثلاتها في المعظم.
  • التحجر اللغوي الجزئي: يستغرق نمطاً أو مستوى لغوياً واحداً أو بعض تمثلاته.
  • التحجر اللغوي المرحلي: أي التحجر لنمط ما من الأبنية اللغوية ثم تجاوزه فيما بعد، كنطق الحاء هاء أو العين همزة.

4- أمثلة على التحجر اللغوي

يتمثل هذا التحجر في أبنية اللغة كلها في مستوياتها الأربعة المختلفة، فهو قد يحدث على المستوى:

  • الصوتي: كالخلط بين الهمزة والعين والحاء والهاء …إلخ.
  • الصرفي: استخدام الوزن الثاني مكان الخامس والعكس صحيح، كما في غيّر، وتغير، شكل وتشكل …إلخ.
  • النحوي: الذي قد يكون لمطابقة في التذكير والتأنيث أو الأفعال والفاعلين والتعريف والتنكير.
  • الدلالي: في استخدام كلمات في سياقات مختلفة، لا تعبر عن معناها، كأن يستخدم كذاب في سياق كلامي غير دقيق.

5- أسباب حدوث التحجر اللغوي

للتحجر اللغوي أسباب كثيرة ومتعددة أجملها اللسانيون في الآتي:

  • نقل خاطئ لأنظمة اللغة الأم إلى اللغة الهدف.
  • المبالغة في التعميم.
  • استخدام الاستراتيجيات الخاطئة في عملية التعلم.

6- طرق التغلب على التحجر اللغوي

  • تدريس الأنماط اللغوية والتراكيب.
  • الاهتمام بالمبنى والمعنى.
  • التغذية الراجعة المنتظمة.
  • تعزيز الاتجاهات الإيجابية ورفع الدافعية.
  • الاندماج المجتمعي.

البحث في Google:





عن د. خالد حسين أحمد أبو عمشة

دكتوراه الفلسفة في مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها للناطقين بغيرها، وعلى وشك الانتهاء من الدكتوراه الثانية في الدراسات اللغوية (اللسانيات). يشغل منصب المدير الأكاديمي لمعهد قاصد – عمان – الأردن، مستشار Amideast لبرامج اللغة العربية في الشرق الأوسط، والمدير التنفيذي لبرنامج الدراسات العربية بالخارج (CASA) الأردن، عمل أستاذاً زائراً في جامعة بريغام يانغ في يوتا أمريكا، و محاضراً للغة العربية للناطقين بغيرها لمدة عشرين سنة، ومدرّبا وخبيرا لها في جامعات ومعاهد ماليزيا والسعودية والأردن والولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *