أدوات القياس والتقويم في ظل توظيف التكنولوجيا الرقمية في التعليم

التقويم الإلكتروني وطرق محاربة الغش الإلكتروني

يحتل التقويم الإلكتروني مكانة عظيمة في كُل مناحي الحياة، فلا يُمكن أن يتم أي عمل دون تقويم وذلك من خلال تحديد مواطن القوة وتعزيزها، وتحديد مواطن الضعف وعلاجها، فعملية التقويم مُستمرة، ومُشتركة في كثير من الأحيان، وهكذا الحال في المجال التربوي، فوظائف التقويم فيه عديدة ومُتشعبة، كما أنها في تزايد مُستمر، وذلك من خلال التغييرات المُتلاحقة، والانفجار المعرفي والتقني أيضاً الذي لا يتوقف عند أي حد من الحُدود.

تعريف التقويم الإلكتروني

عرفه (زاهر، 2009، ص404) بأنه: العملية التي يتم فيها توظيف شبكات المعلومات، والبرمجيات التعليمية وتجهيزات الكمبيوتر، والمادة التعليمية مُتعددة المصادر باستخدام وسائل التقويم المُختلفة لتجميع وتحليل استجابات الطلبة من أجل مُساعدة أعضاء هيئة التدريس على المناقشة وتحديد تأثيرات البرامج والأنشطة بالعملية التعليمية للوُصُول إلى حكم مُقنن قائم على بيانات كمية أو كيفية تتعلق بالتحصيل الدراسي.

وعرفه (عطا الله، 2016، ص203) بأنه: يعتمد على استخدام التكنولوجيا الرقمية في جعل التقويم أكثر كفاءة بسبب اهتمامه بجميع المشاركين المتعلمين والمعلمين ومُقدمي التقويم والهيئات المانحة.

وعرفته الزين (2017، ص26): هو استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعرض البيانات وتوفير المعلومات وتسجيل الاستجابات ورصد الدرجات وتقديم التقارير عن أداء الطلبة.

أشكال التقويم التعليمي الإلكتروني

هُناك أربعة من أشكال التقويم التي يُمكن استخدامها لتقويم فعالية التعلم الإلكتروني والتي تتمثل بالآتي: التقويم القبلي، التقويم البنائي (التكويني)، التقويم التشخيصي، والتقويم النهائي.

وفيما يلي توضيح لكل منها:

  • التقويم القبلي: يهدف التقويم الإلكتروني القبلي إلى تحديد المُستوى الأولي للطلبة باستخدام الأدوات الإلكترونية وذلك تمهيداً لإصدار حُكُم على مدى قُدرة كُل منهُم على البدء في دراسة مجال مُحدد، أو توزيع الطلبة في مُستويات مُختلفة وفق مُستوياتهم.

ومثال ذلك: فإذا أردنا أن نُحدد قُبُول الطالب في برنامج تعليمي ما، فيجب علينا أن ننفذ عملية التقويم القبلي، وذلك باستخدام اختبارات القُدُرات أو الاستعدادات التعليمية والمُقابلات الشخصية، وبيانات عن تاريخ الطالب الدراسي، في ضوء هذه البيانات يُمكننا أن نصدر حُكماً بمدى صلاحيته لدراسة البرنامج الذي تُقدم إليه.

  • التقويم البنائي/ التكويني / المُستمر: فهو تقويم مُستمر على مدار عملية التعليم بالمواقف التعليمية الإلكترونية، ولكونه يحدث أثناء البناء أو التكوين التعليمي بهدف تحسين جوانب التعلم الثلاث، لذا الجُهد فيه تظهر نتائجه مُباشرة، ويُؤدي إلى تحسين العملية التعليمية كاملة.

ومثال ذلك: يستخدم التقويم البنائي في النمو التعليمي لدى الطلبة عن طريق التغذية الراجعة من نتائجه، وتنفيذ عمليات التعديل والتطوير وفقاً لها.

وهو بذلك يُحدد الدرجة التي أمكن بها تحقيق مُخرجات التعلم الخاصة بالمواقف التعليمية المُتتابعة للوحدات التعليمية ثُم المُقرر، كما يُستخدم كتقويم مُنظم في عملية بناء المُقررات الإلكترونية.

  • التقويم التشخيصي: يهدف التقويم التشخيصي إلى اكتشاف نواحي القوة والضعف في تحصيل الطلبة إلكترونياً، وتحديد أكثر للمواقف التعليمية المُناسبة للطلبة في ضوء خصائصهم التعليمية الحالية، كما يُساعدنا على معرفة مدى مُناسبة تسجيل الطلبة في صف دراسي مُعين.

وكما أن التقويم التشخيصي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقويم البنائي من ناحية وبالتقويم النهائي من ناحية أخرى، ومن أهم أهداف التقويم الشخصي تحديد أسباب صُعوبات التعلم التي يُواجهها الطلبة حتى يتمكنوا من علاجها، ومن هُنا يأتي ارتباطه بالتقويم البنائي.

  • التقويم النهائي: يتم هذا النوع من التقويم في نهاية التعلم الإلكتروني، حيثُ يكون الطلبة قد أتموا مُتطلباته في الوقت المُحدد لإتمامها، كما أن التقويم النهائي الإلكتروني هو الذي يُحدد درجة تحقيق الطلبة للمُخرجات الرئيسية لتعلُم مُقرر ما، كما يهدف التقويم النهائي إلى مُساعدة عضو هيئة التدريس على تحديد الدرجة التي أمكن بها تحصيل الطلبة لأهداف التدريس من خلال تقويم التغيرات التي تحدث في سُلُوكه في ضوء أهداف التدريس، إضافة إلى مُساعدة هيئة التدريس على فهم الطلبة كأفراد، وفيه يحصل عضو هيئة التدريس على بيانات كافية عن كُل طالب لكي يتمكن من تخطيط الخبرات التعليمية بشكل أفضل مما يساعدهُ على تحقيق أهداف التدريس، ومن خلاله يتم تقويم تعلم الطلبة واتجاهاتهم نحو البرامج، وتقويم تأثيرات برنامج التعلم الإلكتروني على الطلبة سواء كانت إيجابية أم سلبية. ويُفيد التقويم النهائي الإلكتروني في مُراجعة المواقف التعليمية واستراتيجياتها التدريسية بشكل عام، وفي تقييم المُحصلة النهائية للتعلم تمهيداً لإعطاء تقديرات نهائية للطلبة تمهيداً لانتقالهم لصُفُوف دراسية أعلى أو لدراسة مُقررات أُخرى، كما يُساعد في الحُكُم على فعالية برنامج التعلم الإلكتروني لإحداث تغيُرات حيوية وضرورية للبرنامج بما يُسهم في زيادة فعاليته.

الآليات المُقترحة للتغلب على ظاهرة الغش الإلكتروني[1]

  • تذكير المُتعلمين بشكل دائم بالأمانة الأكاديمية من خلال طلب التوقيع على نموذج خاص بالأمانة الأكاديمية قبل أخذهم الامتحان؛
  • إعطاء الامتحان الإلكتروني لجميع المُتعلمين في نفس الوقت، مما يُساعد على للحد من إمكانية نقل الأسئلة، أو الحُلول للمُتعلمين الذين يقُدمون الامتحان لاحقاً؛
  • ينبغي تحديد وقت مُناسب للامتحان بحيثُ يستطيع المُتعلمين الإجابة بدون ضغط عامل الوقت، وعدم إعطاء وقت زائد بحيثُ يسمح للمُتعلمين القيام بعمليات الغش على نطاق كبير؛
  • ينبغي استخدام أسئلة عشوائية من بنك الأسئلة بحيثُ تظهر أسئلة مُتنوعة عند كُل مُتعلم، ويتم ذلك بأخذ الأسئلة من بنك الأسئلة بحيثُ تُصنف فيه الأسئلة في فئات حسب مُستوى صُعوبتها؛
  • ينبغي استخدام نمط الأسئلة التتابعية ذات الاتجاه الواحد في مجموعات، وليس كل سُؤال على حدا، وذلك من أجل إنصاف المُتعلمين، والحد من ظاهرة الغش؛
  • وضع الأسئلة على شكل صُورة، وليس على شكل نص، وذلك للحد من إمكانية البحث عن جواب لها باستخدام مُحركات البحث على الشبكة الانترنت؛
  • اعتماد نمط الأسئلة الحسابية المُتغيرة الجواب التي تأخذ من مصفوفات القيم، وهذا يعني ظُهور أسئلة مُتشابهة بأجوبة مُختلفة عند المُتعلمين؛
  • استخدام الخاصية العشوائية سواء في ترتيب الأسئلة أو في ترتيب الإجابات؛
  • ينبغي التنوع في نمط الأسئلة بحيثُ تقيس الأسئلة مهارات ذات مُستوى عال مثل: (التحليل والتركيب والاستنباط) والتقليل من استخدام الأسئلة التي تقيس مهارات ذات مُستوى مُنخفض مثل أسئلة (التذكر، الصح والخطأ وغيرها)؛
  • ينبغي استخدام أنماط مُختلفة من التقييم بالإضافة للامتحانات مثل: المشاريع، ودراسة الحالات، والعُروض؛
  • ينبغي تشديد العُقوبة، وتطبيق مبدأ الأمانة الأكاديمية في المُؤسسة على من يثبت فعلاً قيامه بالغش.

 

الخُلاصة

يُعد التقويم الإلكتروني أحد العناصر الهامة المُكونة لمنظومة التعليم الإلكتروني، ومُكوناً رئيساَ في المنظومة التربوية المُتكاملة جميعها باعتباره مُدخلاً مهماً للتطوير من جهة، ولأهميته في تحديد درجة (ما) يتحقق من الأهداف التي يتوقع أن تنعكس إيجابياً على المُتعلم، والعملية التعليمية برمتها من جهة أُخرى.

 


المراجع:

  • زاهر، الغريب، (2009). المقررات الإلكترونية تصميمها وإنتاجها ونشرها وتطبيقها وتقويمها، القاهرة: عالم الكتب
  • الزين، حنان، (2017). فاعلية برنامج تدريبي لتنمية مهارات تصميم وإنتاج أدوات التقويم الإلكتروني لدى أعضاء هيئة التدريس ومدى رضاهم عنه، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، ع(25)، ص 21-45.
  • عطا الله، محمد، (2016). اتجاهات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمحافظة المنصورة نحو التقويم الإلكتروني ومعوقات تطبيقية، مجلة دراسات تربوية ونفسية، ع (90)،ص201-247. https://www.birzeit.edu/ar/blogs/Electronic-exams-and-fraud-reduction.

[1] https://www.birzeit.edu/ar/blogs/Electronic-exams-and-fraud-reduction.

البحث في Google:





عن نجوان ناجي ابراهيم الضبة

مشرفة تربوية لدى الجامعة الاسلامية بغزة -فلسطين، حاصلة على ماجستير مناهج وطرق تدريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *