تحبيب الرياضيات للطلاب

تتبع نتائج مادة الرياضيات للصف الثامن في الدول العربية المشاركة في اختبارات TIMSS وتحليلها

توطئة:

يعاني الطلبة على الصعيدين العالمي والعربي من صعوبات في تعلم مادة الرياضيات، مما ينعكس على تدني مستوى تحصيلهم العلمي فيها، وفي هذا الاتجاه اهتم المختصون بمجال تعليم وتعلم الرياضيات من خلال الدراسات البحثية، محاولين تجاوز تلك الصعوبات والرفع من مستوى تحصيل الطلبة فيها، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو تعلمها، معتمدين في ذلك على النظريات التعليمية المتعاقبة، ومن خلالها الانطلاق نحو ابتكار استراتيجيات ونماذج تعليمة مختلفة على مستوى تنويع التدريس داخل الصفوف الدراسية أو تطوير مناهج الرياضيات.  ومع نهاية الثمانينات من القرن العشرين بدأت حركة عالمية لتطوير تعليم وتعلم الرياضيات في ضوء معايير توضع مسبقا لترسم مسار عملية التطوير، حيث كان أبرزها  معايير (NCTM, 2000) والتي اعتمدت  في أساسها على معايير (NCTM, 1989, 1991, 1995 )، وبنيت عليه، وحددت ما يتوقع من التلميذ تعلمه من الرياضيات في جميع المراحل الدراسية المختلفة، وقدمت هذه التوقعات في خمسة معايير للمحتوى، وخمسة معايير للمعالجة. وقد شكلت المعايير الصادرة عن ( NCTM,2000) منعطفا تاريخيا مهما في مجال تعليم وتعلم الرياضيات، حيث تأثرت معظم الكليات الخاصة بالعلوم التربوية في مختلف الجامعات على الصعيدين العالمي والعربي بهذه المعايير من خلال اعتمادها مادة أساسية تدرس في معظم الكليات التربوية بقسم تعليم وتعلم الرياضيات. كما أنها شكلت نقلة نوعية وإطارا هاما في إعادة نظر معظم الدول على الصعيدين العالمي والعربي في مراجعة مناهج الرياضيات وتطويرها. وفتحت مجالا واسعا وخصبا أمام الباحثين في مجال تعليم وتعلم الرياضيات من خلال التسابق الملحوظ في إجراء الدراسات البحثية حولها. وتزامنا مع تلك المتغيرات جاءت الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) لتوفر عدداً من المؤشرات النوعية والكمية عن واقع أنظمة التعليم في الدول المشاركة ورصدها ومراقبتها، والذي بدوره ساهم  في تحديد مواطن الضعف وتشخيص أسبابه وعوامله والبحث عن المتغيرات المؤثرة فيه، والتي على ضوئها يتم وضع الخطط اللازمة للمنظومات التربوية لمعالجة مكامن الضعف، والتماشي مع المتغيرات العالمية المتسارعة ومواكبتها في جميع حقول المعرفة النظرية والتطبيقية. وبناءً على ما سبق  سأتناول في هذا المقال:

  • نبذه مختصرة عن دراسة (TIMSS) ومتطلباتها في رياضيات الصف الثامن:
  • تتبع وتحليل نتائج الدول العربية المشاركة في الدورات المتعاقبة ل TIMSS وفق المؤشرات: (عدد مرات المشاركة في الدورات دون انقطاع، ومدى التحسن في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) حيث تحسب وفق العلاقة ن-(ن-1)+((ن-1)-(ن-2))+((ن-2)-(ن-3))+…، والمتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها، وعدد مرات المشاركة).

أولا: نبذه مختصرة عن دراسة (TIMSS) ومتطلباتها في رياضيات الصف الثامن:

يعرف (Mullis et al,2009,7) دراسة التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS: بأنها مصطلح مختصر لدراسة عالمية تهدف إلى التركيز على السياسات والنظم التعليمية، تجري في مدارس التعليم العام حول العالم بغرض استفادة الدول من بعضها البعض في مادتي الرياضيات والعلوم، وتنظيم المناهج التي تتعلق بمستويات الإنجاز، وتشرف عليها المنظمة العالمية لتقويم التحصيل التربوي (IEA).

وتعرفها (هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية، 2021، 1) بأنها: دراسة تقويم دولية تتضمن اختبارا للتحصيل المعرفي للصفين الرابع والثامن في مادتي الرياضيات والعلوم نفذت لأول مرة عام 1995 وتتابعت دوراتها كل أربعة أعوام.

ويذكر (الشمراني وآخرون، 2016): بأن دراسة TIMSS تركز على تحصيل الطلاب في مادتي الرياضيات والعلوم للصفين الرابع والثامن من خلال الاختبار التي تعده كل أربع سنوات، وتصاحبه استبيانات لجمع معلومات شاملة عن الطالب والمعلم والبيئة المدرسية وغيرها من المتغيرات، ليتم ربطها مع التحصيل العلمي للطلاب والتعرف على أبرز الممارسات في المنظومات التربوية والمقارنة بينها والتي بدورها تساعد على تحسين مستوى التعلم لدى الطلاب في مختلف دول العالم المشاركة.

يشمل الإطار العام لدراسة TIMSS على بعدين:

البعد الأول: بُعد المحتوى ويشمل المجالات الرئيسية لمادتي الرياضيات والعلوم التي يتناولها الاختبار وفقا لأوزان نسبية محددة.

البعد الثاني: بُعد التفكير ويشمل مستويات التفكير المتوقع ممارستها من قبل الطلاب عند دراسة محتوى مادتي الرياضيات والعلوم التي يتناولها الاختبار وفقا لأوزان نسبية محددة.

وبناء على البعدين يتم بناء الاختبار حيث تبنى فقرات الاختبار في بعد المحتوى وفق مستويات بعد التفكير، أي أن كل فقرة من فقرات الاختبار تصنف ضمن أحد مجالات بُعد المحتوى، وفي نفس الوقت تصنف ضمن أحد مستويات بعد التفكير.

وقد قُسم بُعد محتوى الرياضيات للصف الثامن إلى أربعة مجالات رئيسية وهي: الأعداد، والجبر، والهندسة والقياس، والبيانات والاحتمالات. أوزانها النسبية على الترتيب (30%، 30%، 20%، 20%). وفيما يلي تفصيل مختصر لبعد محتوى رياضيات الصف الثامن. Mullis, Martin, 2017, 19-21))

  • مجال الأعداد (30%): تفرع إلى:
  • الأعداد الصحيحة (10%) وفيه يُظهر الطالب فهما لمبادئ الأعداد الصحيحة والعمليات عليها (الجمع، الطرح، الضرب، القسمة، القيمة المنزلية، التبديل، التجميع، التوزيع، وإيجاد واستخدام مضاعفات الأعداد وقواسمها، والتعرف على الأعداد الأولية، وإيجاد قوى الأعداد، وجذور المربعات الكاملة لغاية، وحل مسائل على الأعداد الصحيحة من خلال خط الأعداد أو النماذج المختلفة.
  • الكسور العادية والعشرية (10%): المقارنة والترتيب والتكافؤ، والتحويل، وإجراء العمليات الحسابية عليها باستخدام نماذج وتمثيلات مختلفة، وحل مسائل تتضمن الكسور.
  • النسبة المئوية والنسبة والتناسب (10%): التعرف على النسب المتكافئة وإيجادها، ونمذجة مواقف معطاة باستخدام النسب وتجزئة القيم في نسب معطاة، وحل مسائل على النسب المئوية والتناسبات بما في ذلك التحويل من النسب المئوية إلى كسور عادية وعشرية والعكس.
  • مجال الجبر (30%) تفرع إلى:
  • العبارات الجبرية والعمليات والمعادلات (20%): إيجاد قيمة العبارات الجبرية باستخدام قيم معطاة للمتغيرات، وتبسيط أو مقارنة عبارات جبرية بغرض تحديد فيما إذا كانت متساوية، ونمذجة مواقف باستخدام عبارات جبرية أو معادلات أو متراجحات، وحل معادلات خطية ومتباينات خطية ومعادلات خطية آنية ذات متغيرين بما في ذلك المتعلقة بالمواقف الحياتية.
  • العلاقات والأنماط (10%): تفسير وربط وتوليد تمثيلات الدوال الخطية في الجداول والرسوم البيانية و تحديد خواص الدوال الخطية، وتفسير وربط وتوليد الدوال غير الخطية (التربيعية مثلا) في الجداول والرسوم البيانية والعبارات وتعميم علاقات نمطية متسلسلة باستخدام الأعداد أو الكلمات أو العبارات الجبرية.
  • مجال الهندسة والقياس (20%): رسم زوايا ومستقيمات واستخدام العلاقات بين الزوايا والخطوط في الأشكال الهندسية لحل المسائل المتعلقة، وتعين نقاط على المستوى الإحداثي وحل مسائل عليها، العلاقة بين الأشكال ثنائية وثلاثية الأبعاد وخواصها لحل المسائل المتعلقة بالمحيط والمساحة ونظريات فيثاغورس، واستخدام التحويلات الهندسية، وتشابه المثلثات، وإيجاد وتقدير مساحات المستويات  والحجوم.
  • البيانات والاحتمالات (20%): تفرع إلى:
  • البيانات (15%): قراءة وتفسير البيانات وتحديد الإجراءات المناسبة لجمعها وتنظيمها وتمثيلها، وحساب مقاييس إحصائية (الوسط، الوسيط، المنوال، المدى) لمجموعة البيانات وتفسيرها وتأثير شكل التوزيع والقيم المتطرفة.
  • الاحتمالات (5%): استخدام البيانات في تقدير احتمال الأحداث البسيطة والمركبة، وتقدير الاحتمالات التجريبية بناء على نتائجها.

وصُنف بعد التفكير إلى 3 مستويات وهي: المعرفة، والتطبيق، والاستدلال. أوزانها النسبية على الترتيب (35%، 40%، 20%). وتشمل المعرفة (التذكر، الترتيب، التصنيف، الحساب، الاسترجاع، القياس)، ويشمل التطبيق (التحديد، التمثيل، التنفيذ)، ويشمل الاستدلال (التحليل، الدمج، التوليف، التقييم، الاستنتاج، التعميم، التبرير). Mullis, Martin, 2017, 23-24)).

وفيما يخص مستوى الأداء الطلابي فقد حدد ضمن المدى (صفر، 1000) نقطة وتم تحديد النقطة (500) كنقطة مرجعية تمثل متوسط الأداء في الاختبار بانحراف معياري مقداره (100) نقطة، ويمكن للدول المشاركة استخدام متوسط الأداء كمحك للمقارنة، وحددت دراسة ((TIMSS مستويات الأداء الطلابي وفق التصنيف (متقدم، وعال، ومتوسط، ومنخفض) حدودها على الترتيب (625 نقطة فأكثر، ومن 550 نقطة إلى أقل من 625 نقطة، ومن 475 نقطة إلى أقل من 550 نقطة، ومن 400 نقطة إلى أقل من 475 نقطة).(الشمراني وآخرون، 2016، 14)

ثانيا: تتبع وتحليل نتائج الدول العربية المشاركة في الدورات المتعاقبة ل( (TIMSS.

تم تتبع نتائج الدول العربية المشاركة في الدورات المتعاقبة ل( (TIMSS من المصادر: (سكاف، 2012؛ التقرير الوطني الأردني، 2021؛ الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، المملكة المغربية، 2018 ؛ هيئة تقويم التعليم والتدريب، السعودية، 2021؛ Mullis et al,2020). وحُسب المتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها والجدول (1)، و الشكل (1) المواليين  يوضحان ذلك. (الدول العربية التي لم تذكر في الجدول إما إنها غير مشاركة أو مشاركتها محدودة جدا)

الجدول (1):نتائج الدول العربية المشاركة في الرياضيات للصف الثامن لدورات تيمز من (1995-2019)

المتوسط 2019 2015 2011 2007 2003 1999 1995 الدولة
388 411 403 366 372       عمان
399.25 443 437 410 307       قطر
464.67 473 465 456         الإمارات
385.25 403 392   354     392 الكويت
363.4 394 368 394 329 332     السعودية
428.6 481 454 409 398 401     البحرين
377.67     380 395 358     سوريا
440.4 429 442 449 449 433     لبنان
415.17 420 386 406 427 424 428   الأردن
387     404 367 390     فلسطين
400.5 413 392   391 406     مصر
425.75     425 420 410 448   تونس
374.67 388 384 371 381 387 337   المغرب

الشكل (1) المتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها في الرياضيات للصف الثامن لدورات تيمز من (1995-2019)

من الجدول والشكل السابقين كان ترتيب الدول حسب المتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها في الرياضيات للصف الثامن كما يلي: الإمارات في المرتبة الأولى تليها لبنان تليها البحرين تليها تونس تليها الأردن تليها مصر تليها قطر تليها عمان تليها فلسطين تليها الكويت تليها سوريا يليها المغرب ثم السعودية في المرتبة الأخيرة. وهذه المتوسطات لم ترق إلى المستوى المطلوب المحدد ب (500) نقطة، كما أن بعضها في المستوى المنخفض الذي مداه (من 400 نقطة إلى أقل من 475 نقطة)، والبعض الآخر دون المستوى المنخفض.

لسنا هنا بصدد ترتيب مستوى أداء الطلبة المشاركين في الاختبارات المتعاقبة لتيمز فحسب بل ما يهم في هذا المقال هو التنبؤ بمستوى الأداء في الدورات المقبلة كون جميع الدول العربية المشاركة ما زالت بصدد وضع آليات من خلال منظوماتها التربوية لرفع مستوى الأداء من خلال دراسات المتغيرات التي من المتوقع تأثيرها على مستوى الأداء.

وتوجد مؤشرات يمكن من خلالها التنبؤ بمدى التحسن في مستوى الأداء في الدورات المقبلة ومن هذه المؤشرات كما أرى: (عدد مرات المشاركة في الدورات دون انقطاع، ومدى التحسن في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والتي تحسب وفق العلاقة ن-(ن-1)+((ن-1)-(ن-2))+((ن-2)-(ن-3))+…، والمتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها، وعدد مرات المشاركة). ومن خلال تطبيق هذه المؤشرات على النتائج في الجدول السابق تغيرت ترتيبات الدول، لنأخذ على سبيل المثال المملكة العربية السعودية: شاركت خمس مرات دون انقطاع حُسب لها (5 نقاط)، كما أن هناك تحسن في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والذي تم حسابه وفق العلاقة ن-(ن-1)+((ن-1)-(ن-2))+((ن-2)-(ن-3))+… أي (394-368)+ (368- 394) + (394- 329) + (329- 332)=(62 نقطة) وهو تحسن بسيط، وكان متوسطها العام في كل مشاركتها ( 363.4 نقطة)، وعدد مرات المشاركة خمس مرات (5 نقاط) فيكون مجموع نقاطها (5+62+363.4+5= 435.4 نقطة) لتصعد بذلك من المرتبة الأخيرة (13) إلى المرتبة السابعة، مما يعني أن هناك جهودا متواضعة لمحاولة رفع مستوى الأداء، وأن هناك احتمالا متوقعا في تحسن الأداء في الدورات المقبلة. وهكذا تم تطبيق المؤشرات على بقية الدول العربية المشاركة بغرض التنبؤ بمستوى الأداء في الدورات المقبلة والجدول (2) والشكل (2) المواليين يوضحان ذلك.

الجدول (2) متوسط الأداء وفق المؤشرات الأربعة الموضحة أفقيا

الترتيب وفق المؤشرات

الترتيب وفق المتوسط العام المتوسط وفق المعايير عدد مرات المشاركة المتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها مدى التحسن في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1). عدد مرات المشاركة في الدورات دون انقطاع  
5 8 445 4 388 49 4 عمان
1 7 543 4 399.25 136 4 قطر
3 1 488 3 464.67 17 3 الإمارات
13 10 402 4 385.25 11 2 الكويت
7 13 435 5 363.4 62 5 السعودية
2 3 518 5 428.6 80 5 البحرين
12 11 406 3 377.67 22 3 سوريا
4 2 446 5 440.4 -4 5 لبنان
8 5 423 6 415.17 -4 6 الأردن
11 9 407 3 387 14 3 فلسطين
9 6 414 4 400.5 7 2 مصر
10 4 411 4 425.75 -23 4 تونس
6 12 438 6 374.67 51 6

المغرب

الشكل (2): متوسط النقاط وفق المؤشرات الأربعة في الجدول (2)

الرياضيات للصف الثامن لدورات تيمز

من الجدول والشكل السابقين نلاحظ أن:

  • قطر، احتلت المركز الأول وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة السابعة وفق متوسط أعوام المشاركة، مما يعني أن عدد مشاركتها المستمرة، ومدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1)، والذي بلغ (136) نقطة  يعد مؤشرا إيجابيا لمستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • البحرين، احتلت المركز الثاني وفق المؤشرات الأربعة بعد أن كانت في المرتبة الثالثة وفق متوسط أعوام المشاركة، مما يعني أن عدد مشاركاتها المستمرة، ومدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والذي بلغ (80) نقطة يعد مؤشر إيجابيا لمستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • الإمارات، احتلت المركز الثالث وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة الأولى وفق متوسط أعوام المشاركة، مما يعني أن تأخرها في عدد مشاركتها المستمرة، والنمو المبطئ في مدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والذي بلغ (17) نقطة قد يجعل بالفعل تقدم مستوى الأداء لبعض الدول العربية على مستوى أدائها في الدورات المقبلة. إلا أن مشاركتها بإمارتي أبو ظبي و دبي كمقاطعات إضافية قد يجعلها في مركز الصدارة العربية.
  • لبنان، احتلت المركز الرابع  وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة الثانية  وفق متوسط أعوام المشاركة، وعلى الرغم من مشاركتها خمس مرات متتالية إلا أن مدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والذي بلغ (-4) كان في تراجع مستمر في الدورات الأربع الأخيرة، وهذا يعد مؤشرا سلبيا قد ينتج عنه عدم الرضا في  مستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • عمان، احتلت المركز الخامس وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة الثامنة وفق متوسط أعوام المشاركة. لقد تراجع مستوى أداء طلبتها المشاركين في دورة 2011 عن دورة 2007، ثم تحسن في الثلاث الدورات الأخيرة بمعدل كسب بلغ (49) نقطة، وهذا يعد مؤشر إيجابيا قد ينتج عنه تزايد بطيء في مستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • المغرب، احتلت المركز السادس وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة قبل الأخيرة  وفق متوسط أعوام المشاركة، وعلى الرغم من تراجع بسيط لمستوى الأداء في الدورتين الرابعة والخامسة إلا أنه تحسن بشكل بسيط في المشاركات الثلاثة الأخيرة، مما يعني أن عدد مشاركتها المستمرة من الدورة 2003 إلى 2019، ومدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والذي بلغ (51) نقطة  يعد مؤشرا إيجابيا لمستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • السعودية، احتلت المركز السابع وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة الأخيرة وفق متوسط أعوام المشاركة، وعلى الرغم من تذبذب مستوى الأداء من دورة لأخرى إلا أن مدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) بشكل عام  بلغ (62) نقطة وهذا  يعد مؤشرا إيجابيا لمستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • الأردن، احتلت المركز الثامن وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة الخامسة وفق متوسط أعوام المشاركة، وعلى الرغم من مشاركتها ست مرات متتالية إلا أن مدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) كان في تراجع مستمر في الدورات الأربع قبل الأخيرة مع تحسن بسيط في المشاركة الأخيرة 2019 والذي كان أقل من مستوى الأداء في دورة 2007، وقد كان مدى التحسن سالبا حيث بلغ (-4) وهذا يعد مؤشرا سلبيا قد ينتج عنه عدم الرضا في مستوى الأداء في الدورات المقبلة.
  • مصر، سوريا، وتونس: احتلت مصر المركز التاسع وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة السادسة وفق متوسط أعوام المشاركة، بينما احتلت سوريا المركز قبل الأخير وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المركز الحادي عشر وفق متوسط أعوام المشاركة، أما تونس فق احتلت المركز العاشر وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد إن كانت في المركز الرابع وفق متوسط أعوام المشاركة. بالنسبة لمصر فقد تراجع مستوى الأداء في ثاني دورة شاركت فيها عن أول دورة شاركت فيها، كما أنها انقطعت عن المشاركة في دورة 2011 ثم استمرت بقية الدورات إلا أن مدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) كان بطيئا جدا، حيث بلغ فقط (7) نقاط، ولكن تحسنها البسيط في الدورة الأخيرة 2019 قد يعد مؤشرا إيجابي بطيئا لمستوى الأداء في الدورات المقبلة. وربما يرجع سبب عدم مشاركتها في دورة 2011 إلى ما يسمى ”بثورات الربيع العربي” وما نتج عنه  من عدم استقرار الأوضاع  في عدد من البلدان العربية مثل اليمن والجزائر التي شاركت مرة واحدة فقط، وكذلك سوريا انقطعت مشاركتها في الدورتين الأخيرتين رغم مشاركتها مبكرا في دراسة تيمز وكانت في تحسن بسيط، ومثلها تونس انقطعت في مشاركتها في الدورتين الأخيرتين، حيث كان مستوى الأداء في أولى مشاركتها قويا نوعا ما مقارنة بمستوى أداء الدول العربية إلا أنه تراجع في ثاني مشاركتها، ولم يصل مستوى الأداء في آخر دورة شاركت فيها 2011 إلى مستوى الأداء في مشاركتها الأولى، كما أن مدى تحسنها كان سالبا، حيث بلغ (-23) نقطة وهذا يعد مؤشرا سلبيا قد ينتج عنه عدم الرضا في  مستوى الأداء  إذا ما شاركت في الدورات المقبلة.
  • فلسطين احتلت المركز الحادي عشر وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المرتبة التاسعة وفق متوسط أعوام المشاركة، وقد انقطعت عن المشاركة في الدورتين الأخيرتين، وكان مستوى الأداء متذبذبا من دورة لأخرى في الدورات الثلاثة التي شاركت فيها وقد كان مدى تحسنها في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) ضعيف جدا حيث بلغ فقط (3) نقاط، وهذا يعد مؤشرا قد ينتج عنه عدم الرضا في مستوى الأداء  إذا ما شاركت في الدورات المقبلة.
  • الكويت، احتلت المركز الأخير في الدول العربية وفق المؤشرات الأربعة مجتمعة بعد أن كانت في المركز العاشر وفق متوسط أعوام المشاركة، وعلى الرغم من أنها أول دولة عربية ووحيدة مشاركة في اختبارات تيمز إلا أنها انقطعت عن المشاركة في الدورتين الثانية والثالثة وعادت للمشاركة في الدورة الرابعة بتراجع بلغ (38) نقطة ثم انقطعت عن المشاركة في الدورة الخامسة، وعادت للمشاركة في الدورتين الأخيرتين حيث كان مستوى الأداء في الدورة السادسة مماثلا تماما لمستواها في أول دورة لتيمز 1995 وحققت تقدم بسيط في مستوى الأداء في الدورة الأخيرة 2019 بلغ (11) نقطة. مما يعني أن عدم الاستمرارية في المشاركة قد يكون مؤشرا مهما لمدى تحسن مستوى الأداء للدول المشاركة. كما أن التقدم البسيط الذي حققته في الدورة الأخيرة قد يكون مؤشرا بطيئا لتحسن مستوى الأداء في الدورات المقبلة.

الخلاصة: دراسة التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS)) مصطلح مختصر لدراسة تقويمية عالمية تتضمن اختبارا للتحصيل المعرفي للصفين الرابع والثامن في مادتي الرياضيات والعلوم تُنفذ كل أربع سنوات وتشرف عليها المنظمة العالمية لتقويم التحصيل التربوي (IEA). ومن خلال تتبع نتائج الدول العربية التي شاركت ثلاث مرارات على الأقل في مادة الرياضيات للصف الثامن والبالغ عدده 13 دولة، وحساب المتوسط العام لكل دولة فكان أقل من (500) محك المقارنة. كما أن متوسط أداء بعض الدول وهي: الإمارات والبحرين ولبنان والأردن ومصر وتونس كان ضمن المستوى المنخفض الذي مداه (من 400 نقطة إلى أقل من 475 نقطة)، كما أن البعض الآخر وهي: عمان وقطر والكويت والسعودية وسوريا وفلسطين والمغرب كان مستوى أداء عينتها المشاركة دون المنخفض. ومن خلال تحليل نتائج كل الدورات من خلال المؤشرات (عدد مرات المشاركة في الدورات دون انقطاع، ومدى التحسن في المشاركة (ن) عن المشاركة (ن-1) والتي تحسب وفق العلاقة ن-(ن-1)+((ن-1)-(ن-2))+((ن-2)-(ن-3))+…، والمتوسط العام لكل دولة في الدورات التي شاركت فيها، وعدد مرات المشاركة)، فإنه من المتوقع بأنه سيكون هناك تحسن ملموس في مستوى الأداء في الدورات المقبلة عن الدورات السابقة لبعض الدول وهي: قطر والبحرين والمغرب والسعودية، وتحسنا بطيئا لكلا من الإمارات وعمان ومصر والكويت. كما أن عدم استقرار الأوضاع في بعض الدول العربية له تأثير سلبي في مستوى أداء العينات الطلابية المشاركة في دورات تيمز، وأن الاستمرارية التي يصاحبها تحسن تدريجي في مستوى الأداء في الدورات السابقة لتيمز له تأثير إيجابي في تحسين مستوى أداء  العينات الطلابية المشاركة في الدورات المقبلة.

المراجع:

  • الشمراني، صالح و الشمراني، سعيد و البرصان، إسماعيل و الدرواني، بكيل، (2016). اضاءات حول نتائج دول الخليج في دراسة التوجهات الدولية في العلوم والرياضيات 2015، مركز التميز البحثي في تطوير تعلم العلوم والرياضيات، جامعة الملك سعود، السعودية.
  • التقرير الوطني الأردني عن الدراسة الدولية للرياضيات والعلوم لعام 2019، سلسلة منشورات المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، وزارة التربية والتعليم، المملكة الأردنية الهاشمية. 2021.
  • تقرير موضوعاتي، الدراسة الدولية للاتجاهات في الرياضيات والعلوم 2015) TIMSS)، نتائج التلامذة المغاربة في الرياضيات والعلوم ضمن سياق دولي، الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، المملكة المغربية 2018.
  • تقرير تيمز 2019 : نظرة أولية في تحصيل طلبة الصفين الرابع و الثاني المتوسط في الرياضيات والعلوم بالمملكة العربية السعودية في سياق دولي، هيئة تقويم التعليم والتدريب، الرياض، السعودية، 2021.
  • سكاف، أنطوان، (2012). الدراسة الدولية لتوجهات مستويات الأداء في الرياضيات والعلوم ( TIMSS)، المجلة التربوية، المركز التربوي للبحوث، لبنان، العدد 52، ص ص (5- 12).

 

  • Mullis, I. V. S ; Martin, M. O, Foy, P., Kelly, D.L., & Fishbein, B. (2020). TIMSS 2019 International results in mathematics and science. Boston College TIMSS & PIRLS International Study Center
  • Mullis, I. V. S ; Martin, M. O (2017): TIMSS 2019 Assessment Frameworks. TIMSS & PIRLS International Study Center, lynch School of Education Boston College and International Association for the (IEA).
  • Mullis, I. V. S ; Martin, O. M; Ruddock, G. R& Others (2009). TIMSS 2011 Assessment Framework. TIMSS & PIRLS International Study Center, Lynch School of Education, Boston College and International Association for the Evaluation of Educational Achievement (IEA).

البحث في Google:





عن د. عبده صالح محسن بهوث

دكتوراه في تحليل وتقييم أنظمة التربية والتكوين (تعليم الرياضيات نموذج) من كلية علوم التربية -جامعة محمد الخامس - الرباط - المغرب. باحث في مجال تعليم وتعلم الرياضيات - وزارة التربية والتعليم اليمن.مهتم بتدريب وتأهيل معلمي الرياضيات. محاضر في معاهد التدريب والتأهيل بالجمهورية اليمنية.محاضر في بعض الجامعات الخاصة بالجمهورية اليمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *