التأمل وآلية ممارسته

الأداءات السلوكية للمعلم المثير للتفكير

مقدمة

كي يتم تعزيز التفكير وإثارته وتنميته في الموقف التعليمي لابد للمعلم من اتباع العديد من السلوكيات، والتي تتنوع ما بين إثارتها في البيئة الصفية وأسلوب المعلم في توجيه الأسئلة الصفية التي لابد أن تكون مثيرة للتفكير، كما يجب أن تكون استجاباته داعمة للتفكير، وعليه استخدام طرائق تعليم متنوعة معززة التفكير.

يرى (المالكي، 2002، ص 34 – 35) أنه انبثق من منحنى تنمية التفكير للطلبة، تحولات كبيرة في كثير من الأمور التربوية عامة وعلى أدوار المعلم خاصة، وتلك الأدوار تستدعي من المعلم سلوكيات تحفز وتثير التفكير لدى الطلبة، والتي تشتمل على ما يلي:

  1. تعريض الطلاب لمثيرات مناسبة تجعل الطالب يحاول التوصل للإجابة، مثل: الأسئلة التباعدية، والأسئلة في المستويات المعرفية العليا، وإتاحة الفرصة للطلاب للتفكير الطويل الذي يعتبر ضروريا لهم، لكي يكونوا واثقين في طرق تفكيرهم وحلولهم.
  2. بناء بيئة صفية مثيرة للتفكير الابتكاري، وتشجيع الطلاب على حب الاستطلاع، وارتياد المجازفات الفكرية، وتوليد الأفكار المتعددة، وإتاحة الفرصة للطلاب؛ للتعبير عن مشاعرهم، وتتسم أيضا باحترام آراء وأفكار الطلاب.
  3. استجابة إيجابية من المعلم تساعد على المحافظة على التفكير، وفتح الطرق المتنوعة للتفكير.
  4. نموذج عملي يقتدي به الطلاب في التعامل مع مهارات التفكير المختلفة، تتمثل في سلوك المعلم أثناء معالجة المادة موضوع التعلم في الموقف الصفي.

ولخص (ریان،2004) هذه السلوكيات في نقاط عدة يذكر منها:

  • الالتزام بالعمل والمثابرة والتصميم.
  • حب الاستطلاع والمغامرة والتسامح.
  • الاستقلال والمغامرة.
  • الثقة بالنفس والرغبة في ممارسة المهام الصعبة.
  • حث التلاميذ على التعلم الذاتي.
  • تنمية الروح التعاونية بين التلاميذ.
  • دفع التلاميذ إلى التحكم في المعرفة الواقعية.
  • حث التلاميذ على التعمق في اهتمامات معينة
  • حث التلاميذ على البحث الدائم عن حلول جديدة.
  • الاهتمام بأسئلة التلاميذ واقتراحاتهم.
  • مساعدة التلاميذ على مواجهة الإحباط والفشل.
  • تشجيع ثقافة الإبداع والابتكار لدى الطلبة.
  • جعل مادته ذات معنى تطبيقي يستفاد منه في واقع الطلبة.
  • تحرير الطلبة من الخوف من الوقوع في الخطأ أو الفشل أو الخسارة.
  • تشجيع الخيال المنتج مع مراعاة عدم الانفصال التام عن الواقع.
  • تشجيع المبادرات الفردية والعمل التعاوني بالتوازي مع تقبل الاختلاف.
  • طرح قضايا ومسائل تثير الحيرة والارتباك لدى الطلبة لحثهم على التفكير.
  • إثارة دهشة الطلبة واستغرابهم ورفع استعداداتهم للدرس لأقصى درجة.
  • تزويد الطلبة بتدريبات عقلية تثير تفكيرهم وتدربهم على مهارات التفكير.

كذلك ورد في (ریان، 2004) بعض الممارسات التي دعا إليها تورانس لتشجيع الإبداع، والتي يمكن إدراج الكثير منها تحت الممارسات المثيرة للتفكير وهي:

  1. تقدير واحترام التفكير الإبداعي.
  2. تشجيع التعامل الحر مع الأفكار والأشياء.
  3. تعليم الطلبة كيفية اختبار الأفكار ومحاكمتها.
  4. تطوير المواقف تجاه الأفكار المخالفة الجديدة والتعامل معها بانفتاح ومحاكمتها بالأدلة.
  5. تجنب الإكراه في التفكير والأسلوب.
  6. مساعدة الطلبة على التحسس والتأثر بالمنبهات المحيطة.
  7. توفير مناخ صفي مريح يتسم بالحرية والتقبل.
  8. تقدير تفكير الطالب وتثمينه.
  9. تعليم الطلبة الالتزام بقرارات أقرانهم دون التضحية بأفكاره.
  10. خلق ما يسمى (الشوكة في الجلد التي تحفز إحساس المتعلم ووعيه بالمشكلات وإشعاره بأن هناك أموراً ناقصة.
  11. توفير فرص التفاعل النشط بين التلاميذ وعناصر البيئة.
  12. توفير المصادر والموارد التعليمية التي تحفز استخراج الأفكار.
  13. إتاحة الفرص للطلبة لتحليل الأفكار والتبصر في انعكاساتها.
  14. تطوير القدرة على النقد البناء لدى الطلبة.
  15. تشجيع الحصول على المعرفة بطرائق متنوعة ومختلفة.
  16. التمتع بروح المغامرة لا المجازفة.

و ذكر مارزانو مجموعة من الأداءات التدريسية التي يقوم بها المعلم من أجل تنمية وإثارة التفكير وتتمثل فيما يلي: (الجفري، 2011)

  1. إعداد مهام صفية تناسب مستوى التلاميذ وفي حدود فهمهم.
  2. استخدام مهام صفية مفتوحة النهاية وإتاحة الفرصة لهم لإكمالها.
  3. تقديم تغذية راجعة إيجابية للمتعلمين.
  4. استثمار حب الاستطلاع لدى المتعلمين بتخطيط مهام صفية تتناول هذا الجانب.
  5. تشجيع المتعلمين على استخدام مصادر التعلم المختلفة.
  6. تشجيع المتعلمين على الاستفادة من التغذية الراجعة.
  7. توجيه المتعلمين لتقويم أعمالهم.
  8. توجيه المتعلمين ليكونوا على وعي بتفكيرهم.
  9. حث المتعلمين وتشجيعهم على مراعاة الدقة في العمل.
  10. حث المتعلمين وتشجيعهم على الدفاع عن آرائهم ومواقفهم.
  11. حث المتعلمين على احترام الآخرين وقدراتهم.
  12. تشجيع المتعلمين على التغلب على نقص المعلومات.
  13. تشجيع المتعلمين على الاندماج بعمق في أعمال ليس لها حلول جاهزة أو إجابات سريعة.
  14. تشجيع المتعلمين على وضع المعايير الخاصة بمستويات أدائهم والمحافظة على تحقيقها.
  15. تشجيع المتعلمين على الخروج عن المألوف والتعامل مع الأشياء بطرق جديدة ومغايرة.

بينما يرى جروان (2007، ص 110-119) أن السلوكيات التي تثير التفكير هي:

  1. الاستماع للطلبة للتعرف على أفكارهم عن قرب.
  2. احترام التنوع والانفتاح وعدم الانصياع أو التوافق مع الآخرين في كل شيء.
  3. تشجيع المناقشة وتعبير الطلبة عن آرائهم ووجهات نظرهم.
  4. تشجيع التعلم النشط والذي يعني ممارسة الطلبة لعمليات الملاحظة والمقارنة والتفسير.
  5. تقبل أفكار الطلبة بغض النظر عن درجة موافقته عليها.
  6. إعطاء الوقت الكافي للتفكير في المهمات والنشاطات التعليمية.
  7. تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم من خلال توفير الفرص لهم لبناء خبرات ناجحة في التفكير.
  8. إعطاء تغذية راجعة إيجابية عندما يمارس الطلبة نشاطات التفكير.
  9. تثمين أفكار الطلبة والتنويه لقيمة هذه الأفكار.
  10. الابتعاد عن الأسئلة التي يمكن أن تطور أنماط تفكير عشوائية.
  11. استخدام ألفاظ محددة وواضحة في التواصل الكتابي مع الطلبة.
  12. استخدام ألفاظ وتعبيرات مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته لترسيخ منهجية علمية في التواصل.
  13. تجنب استخدام ألفاظ کابحة للتفكير خاصة في الأسئلة المفتوحة.
  14. استخدام أساليب التعزيز المناسبة مع الطلبة مع توضيح معايير التعزيز.
  15. تهيئة الفرص العديدة للطلبة للتفكير بصوت عال لتطوير مهاراتهم في التفكير حول التفكير.
  16. عدم التركيز على الدرجات في الامتحان أو مقارنة الطلبة ببعضهم.
  17. التنويع في استراتيجيات التعليم.
  18. عرض أمثلة كافية من الحياة العملية لتوضيح المفاهيم والنظريات والقواعد.

وأورد جروان هذه السلوكيات وغيرها في تصميمه بطاقة ملاحظة سلوك المعلم المثير للتفكير التي تضمنت 35 سلوكًا موضحة في البطاقة التالية:

وبعد الاطلاع على الأدبيات التي تناولت سلوكيات المعلم المثير للتفكير؛ توصلت الباحثة إلى المحاور التالية التي يمكن أن تظهر السلوكيات المثيرة للتفكير من خلالها:

البيئة التعليمية لدى المعلم المثير للتفكير

  1. تتيح الفرصة للطلبة لتوليد الأفكار المتعددة.
  2. تتيح الفرصة للطلاب لتغيير أماكن ونمط جلوسهم بما يتناسب مع حفظ النظام.
  3. يركز على اكتساب الطلبة للمعارف والمهارات بدلًا من تحصيل الدرجات ومقارنة الطلبة ببعضهم. (جروان، 2007).
  4. توفُّر فرص التفاعل النشط بين الطلبة وعناصر البيئة. (ريان، 2004).
  5. توفُّر مناخ صفي مريح يتسم بالحرية والتقبل، مثيرة للتفكير وتشجع الطلبة على حب الاستطلاع. (دياب، 2000، ص99) و (ريان، 2004).
  6. خلق ما يسمى (الشوكة في الجلد) التي تحفز إحساس الطالب ووعيه بالمشكلات وإشعاره بأن هناك أموراً ناقصة، وعليه التفكير في إيجادها. (ريان، 2004).
  7. أن يكون المعلم نموذجا عمليا يقتدى به الطلبة في التعامل مع مهارات التفكير المختلفة، تتمثل في سلوك المعلم أثناء معالجة المادة موضوع التعلم في الموقف الصفي.

المهارات الشخصية للمعلم المثير للتفكير

  1. يحب الاطلاع والإلمام والمعرفة الواسعة وغزارة المعلومات والخبرة الواسعة.
  2. يعطي استجابة إيجابية من المعلم تساعد على المحافظة على التفكير، وفتح الطرق المتنوعة للتفكير.
  3. يهيئ الفرص للطلبة لتنمية التفكير لديهم، والطرق المناسبة للحصول على المعرفة والمعلومات.
  4. يهتم بوعي بأسئلة الطلبة واقتراحاتهم.
  5. يعلم الطلبة ضرورة احترام وتقدير الأفكار الإبداعية.
  6. يشجع الأفكار الجديدة والفريدة التي تصدر عنهم، مع العمل على تطويرها، وعدم التسرع في الحكم على الأفكار التي يُقدمونها.
  7. يُثمّن أفكار الطلبة والتنويه لقيمة هذه الأفكار.
  8. يُعزز استجابات الطلبة بتعليقات مناسبة عن رأيه على أدائهم. (غباين، 2004، ص 22)
  9. يُظهر الاحترام والتقدير لحقيقة الاختلاف والفروق الفردية بين طلبته. (جروان، 2007)
  10. يستخدم ألفاظ محددة وواضحة في التواصل الكتابي مع الطلبة. (جروان، 2007)
  11. يستخدم ألفاظ وتعبيرات مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته لترسيخ منهجية علمية في التواصل.
  12. يتجنب استخدام ألفاظ كابحة للتفكير تحول دون المزيد من التعمق في المعالجة المعرفية للمهارات المطروحة على الطلاب، خاصة في الأسئلة المفتوحة. (جروان، 2007)
  13. يُشجع المبادرات الفردية والعمل التعاوني.
  14. يُنمي التقييم الذاتي لدى الطلبة، وثقتهم بأنفسهم.

إجراءات التدريس لدى المعلم المثير للتفكير

  1. يراعي المعايير العالمية في تصنيف الأهداف المثيرة للتفكير عند التخطيط للدرس، مثل: تصنيف بلوم (المستويات العليا: تحليل، تقويم، إبداع)، وتصنيف عمق المعرفة، وتصنيف عادات العقل لكوستا، وتصنيف الأهداف وفق TIMSS في الرياضيات، ومهارات القرن الحادي والعشرين، وغيرها.
  2. يستخدم استراتيجيات التعلم النشط التي تُثير تفكير الطلبة وتُحسن من أدائهم المرتبط بالعمليات الذهنية العليا، ومنها: العصف الذهني، والاسترجاع، والملاحظة، والاختيار، وتعريف الأشياء، والمقابلة والمقارنة، والعد والترتيب. (غباين، 2004، ص 22)
  3. يُنوّع المعلم في استخدام الأسئلة المثيرة للتفكير، ويُنوّعها مثل: الأسئلة التباعدية (التوقعيّة، الربط بين فكرتين متباعدتين، تكملة الأشكال)، والأسئلة في المستويات المعرفية العليا (التحليل، التقويم، الإبداع)، الأسئلة السابرة (المباشرة، المحولة، الترابطية)، الأسئلة المفتوحة.
  4. يُعرّض الطلبة لمثيرات مناسبة تجعل الطالب يحاول التوصل للإجابة، وتحثه على البحث عن حلول أصلية.
  5. يُتيح الفرصة الكافية للطلبة للتفكير عند طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات.
  6. يُشجع الحصول على المعرفة بطرائق متنوعة ومختلفة.
  7. يُزوّد الطلبة بتدريبات عقلية تثير تفكيرهم، وتُدرّبهم على مهارات التفكير.
  8. يركّز على العروض العملية، مع الابتعاد عن المألوف. (زيتون، 1987، ص 132-136)
  9. يُثير إحساس الطلبة بالمشكلات المحيطة بهم أثناء الحصة الدراسية.
  10. يبتعد على التعميم في توضيحه للمادة التعليمية.
  11. يعرض أمثلة كافية من الحياة العملية لتوضيح المفاهيم والنظريات والقواعد.
  12. يقود الطلبة إلى التحليل والتعمق الخفي للمحتوى.
  13. يحث الطلبة على التعلّم الذاتي.
  14. يُنوّع في استخدام الوسائل التعليمية والبرامج المحوسبة والتفاعلية وبرامج المحاكاة المثيرة للتفكير، التي تُسهِّل اكتشاف الحقائق وتَعلُّمها، وتساعد في فهم بعض المواقف التعليمية.
  15. يعطي تغذية راجعة إيجابية عندما يمارس الطلبة نشاطات التفكير. (دياب، 2000، ص90)
  16. يستخدم أساليب متنوعة في تقييم تحصيل الطلبة. (جروان، 2007)

مع ضرورة إبراز دور الطالب من خلال كونه متفاعلا، ونشطا، ويُحضر للأنشطة وشارك فيها، ويبحث عن حلول للمشكلات بنفسه، ويقيّم نفسه.

 

 


المراجع والمصادر

  • جروان، فتحي عبد الرحمن. (2007). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات. ط3. عمان: دار الفكر.
  • جفري، عبد القادر. (2011). نشرة تربوية “نموذج مارزانو لأبعاد التعلم”. وزارة التربية والتعليم، المملكة العربية السعودية.
  • دياب، سهيل رزق. (2000). تعليم مهارات التفكير وتعلمها في الرياضيات. د.ن. : د.م. .
  • ريان، محمد هاشم. (2004). مهارات التفكير وسرعة البديهة. عمَّان: دار حنين.
  • زيتون، عايش محمود. (1987). تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي في تدريس العلوم. عمان: جمعية عمال المطابع.
  • غباين، عمر محمود. (2004). تطبيقات مبتكرة في تعليم التفكير. ط1. عمان: جهينة للنشر والتوزيع.
  • المالكي، عوض بن صالح. (2002). مدى امتلاك معلمي الرياضيات لبعض مهارات تنمية التفكير الابتكاري، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.

البحث في Google:





عن إيناس عبد المجيد الأغا

باحثة بدرجة الدكتوراه بقسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية الجامعة الإسلامية بغزة فلسطين

تعليق واحد

  1. فعلا اسلوب المعلم وطريقة تدريسه وسلوكياته سبب كبير في تغيبر مستوى الطلاب اما للافضل او للاسوأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *