مقدمة
إني أرى طريقة التدريس هي مجموعة من الإجراءات العملية منظمة ومتسلسلة تقوم على مشاركة أو تحويل المعلومات (الخبرات المعرفية أو عناصر المعرفة) إلى تغيرات مرغوبة في سلوك المتعلم وفق الأهداف المعرفية والمحددة مسبقا، ومن التعريف السابق نجد أن طريقة التدريس تقوم على تحويل أو نقل الخبرات داخل أو خارج غرفة الصف وإذا ما أصابها خطأ ما، ينعكس سلبا على تحقيق الأهداف السلوكية وبالتالي على مخرجات العملية التعليمية learning outcomes ومنها مهارات الاستذكار Study Skills، والاتجاهات نحو التعليم أو زيادة قلق الامتحانات، وعندها يمكن القول أن المتعلمين ضعفاء وهذا لا يحمد عقباه. ومن هذه الفكرة تحاول هذه الورقة وضع أسس الاختيار الصحيح لأي طريقة تدريس، نأمل منكم التفاعل معها لرفع مستوى أدائك المهني والحصول على لقب المعلم الكفؤ وهذا اللقب هو وحده أمنية كل معلم.
أسس اختيار طريقة التدريس
من الطبيعي أن كل عمل إذا ما بنيَ على أسس صحيحة علمية من المتوقع أن تكون مخرجاتها فعالة ومفيدة ومنسقة ويعني ذلك أن قوة التعليم هي الهدف العام من جودة التعليم Quality of Learning، ويمكن عدها مهارة ويمكن أن نطلق عليها ثقافة التدريس Literacy of Teaching ويفترض أن يكتسبها المعلم /المعلمة وبنفس الوقت هي من مكونات برنامج تقييم أداء المعلم Performance Assessment، وقبل أن نعرض الأسس فمن الحكمة أن نرتب تفكيرنا على النحو الآتي:
- لدي أهداف سلوكية محددة أريد أن أحققها؛
- لدي مادة دراسية لها طبيعة (إنسانية –علمية) من محتوى معرفي أريد أن أتفاعل معها مع المتعلمين في الموقف التعليمي؛
- أنا مسؤول عن المتعلمين الذين لديهم خصائص نفسية وعقلية ونفسية يفترض أخذها بعين الاعتبار عند التفاعل مع المتعلمين؛
- هناك نظام وفلسفة تربوية ورؤية محددة له؛
- هناك رؤية وأهداف المؤسسة التعليمية (المدرسة)؛
ما ذكر أعلاه يمكن عده متطلبات التفكير أو ثقافة التدريس والتي تقوم على المعرفة وتطبيق هذه المعرفة في المواقف المهنية لاختيار طريقة التدريس وبنفس الوقت تعد مدخلا أساسيا مهما ومن الجدير بالقول أن طرائق التدريس تنقسم إلى قسمين رئيسيين على النحو الآتي:
أولا: طرائق تتمحور حول المعلم: Teachers Centered Methods
هذه الطرائق تعطي المعلم موقعا مركزيا وتفترض أن يكون مصدر المعلومات ولا تفاعل بين المعلم والمتعلمين، وتفترض أن المتعلمين فارغي العقل Empty Minded والتي يجب ملؤها بالمعرفة.
طرائق تتمحور حول المتعلمين Learners Centered Methods
تقوم على افتراض أن مصدر المعلومات أو الخبرات أو ماذا يريدون أن يتعلموا من خلال الحصول على فرص التفاعل مع المعلم، ومعنى ذلك أن المعرفة السابقة تعد مهمة جدا وكأنها ينبوع معلومات والذي يمكن أن يصبح قناة واسعة للمعرفة.
وتختلف المجموعتين فيما يلي:
- الأهداف التعليمية المحددة؛
- دور المعلم؛
- توجيه الدافعية؛
- تقييم المتعلمين (Pederse,2003).
ولو رجعنا الى مقدمة الموضوع ولا سيما النقاط التمهيدية نجد من الضرورة أن نركز انتباهنا على الطريقة التي تحقق الأهداف السلوكية بدقة وبسرعة وبفاعلية مع الأخذ بعين الاعتبار أسس الاختيار التي يفترض التثقيف بها على النحو الآتي:
- الأهداف التعليمية Instructional Objectives
كما أشرنا سابقا أن الأهداف التعليمية هي وصف للإجراءات والمخرجات المتوقعة من عملية التعليم ولغرض التمكن من تحقيقها فمن الضروري اختيار طريقة التدريس المناسبة، فطريقة التدريس التي تعتمد على المحاضرة أو السرد مناسبة لتحقيق الأهداف السلوكية من مستوى الحفظ أو التذكر ومستوى الفهم والتحليل وغيرها ولكن مستوى التطبيق تناسبه الطرق التجريبية.
- قدرة المعلم المهنية Teachers Ability
بعض طرائق التدريس ولا سيما التجريبية تحتاج إلى قدرة عالية من المهارات الفنية في استخدام الأجهزة التعليمية أو وسائل وتقنيات تعليمية وإذا ما حدث ضعف تناسق بين القدرة ونوع طريقة التدريس فمن المتوقع أن يحدث ارتباك قد يؤثر على سير العملية التعلمية ومن الممكن أن ينسحب التأثير السلبي على المتعلمين وقد يشتت انتباههم مثلا.
- اعمار المتعلمين The Age of Learners
التعليمية ومنها طرائق التدريس والسبب يعود إلى عملية النمو في جوانبه المختلفة ولاسيما الجانب العقلي فضلا عن الجانب اللغوي والانفعالي فالأطفال الصغار يميلون إلى الطرق التي تعتمد على الأفلام المتحركة (cartoon) والكبار يميلون إلى الطريقة التجريبية.
- الحاجات النفسية Psychological Needs
إن الحاجة هي شعور بنقص ما ومن فوائد التعلم أن يشبع تلك الحاجات ويعتمد على دور المعلم في اختياره لطريقة تدريس مناسبة تشبع تلك الحاجات، الدافعية والاتجاهات النفسية نحو التعلم والميل العلمي والرضا عن المعلم والثقة بالنفس
والموهبة والإبداع ضمن البناء العقلي والمعرفي هي الحاجات الأساسية، وهنا تأتي ثقافة المعلم التعليمية في كيفية الكشف عن الحاجة أولا ومن ثم اختيار طريقة التدريس المناسبة.
“اسأل المتعلم عن حاجته تكسب رضاه”
- حجم الصف The Size of Class
المقصود بحجم الصف هو عدد المتعلمين فيه وليس مساحة البناء وينحصر العدد ما بين 25-45 متعلما وقد يقع عدد المتعلمين الكبير خارج إرادة المعلم وهو ملزم بالتعليم وهنا يجب الإشارة إلى قدرته على اختيار طريقة التدريس المناسبة والنقطة المهمة التي تتأثر بحجم الصف الأساسية هي التفاعل اللفظي بينه وبين المتعلمين من حيث المناقشة وطرح الأسئلة وإشراك أكبر عدد من المتعلمين، فضلا عن إجراء الامتحانات والجهد المبذول في التعليم.
- أساليب تعلم المتعلمين Student Learning Style
تشير أدبيات علم النفس المعرفي إلى أن كل متعلم له أسلوب تعليمي خاص به ويمكن الاطلاع على أنواع الأساليب في أدبيات علم النفس المعرفي، ومن الحكمة من مكان أن نبين وبصورة مختصرة ما يلي:
أسلوب التعلم المباشر Immediately Style وينقسم إلى قسمين هما الأسلوب السمعي Hearing والأسلوب البصري Seeing والذي يقوم على الاعتماد على حاسة البصر وحاسة السمع. ونجد أن المتعلم يميل إلى السماع من المعلم أو أجهزة التسجيل أو المذياع وغير ذلك وقد نجد الآخر يميل أو يتعلم بسهولة من مشاهدة الآفلام التعليمية أو الصور وغير ذلك، فطريقة المحاضرة تلائم الأسلوب المباشر، أما أسلوب التعلم المؤثر Touching Style فيقوم على إثارة المشاعر والتعاطف والتقدير ويلائم الطرق التجريبية.
- طبيعة المحتوى Nature of Content
كما هو معروف أن المناهج الدراسية تنقسم إلى أنواع مختلفة منها العلوم الإنسانية مثل اللغات الاجتماعيات والتربوية والثقافية وكذلك العلوم الصرفة أو الطبيعية، فالأولى تلائمها طرائق التدريس التي تقوم على المحاضرة أو السرد والثانية تلائمها الطرق التجريبية Experimental Methods .
ولا تقف هذه الأسس عند هذا الحد الموضوع مهم جدا، فهناك أسس أخرى لا تقل أهمية عن العوامل السابقة مثلا (أسلوب إدارة الصف- الزمن المحدد – الإمكانات المتوفرة- النظام التعليمي –وغيرها).
نقطة تفكير:
“كن واعيا ومتمكنا باختيار طريقة التدريس المناسبة وتذكر أنت سيد الموقف التعليمي.”
نقطة مضيئة:
هناك فرق ما بين طريقة التدريس وأسلوب التدريس، الأولى تحتاج إلى الثانية لأن اسلوب التدريس هو كيفية تنفيذ طريقة التدريس وقد يختلف المعلمون أو المعلمات فيه فلكل معلم أسلوبه الخاص به ويمكن أن يكون هو رؤية المعلم بالتعليم، وأنواع الأساليب نذكر منها (أسلوب التدريس القائم على ……. المدح والنقد – التغذية الراجعة – استعمال افكار المتعلمين – تنوع وتكرار الأسئلة – التنافس الفردي –الحماسي )
“فليكن لديك اسلوبك الخاص”
مع أمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح في حياتكم المهنية
المصادر:
Pedersen,S,(2003):Teachers Beliefs about Issues in the Implementation of a Student-Centered Learning Environment ,ETR&D ,51 ( 2)PP57-76,availiable at www.springerlink.com
تاريخ الاطلاع 25/6/2018
www.myfreeschooltania.blogspot.com(2014):what
are of teaching ?Explain the factors which do to determine the choice of methods to be used in teaching.
تاريخ الاطلاع 15/6/2018