التغذية الراجعة

التغذية الراجعة المبرمجة

ردة الفعل التي تصدر من المتعلم بعد التعلم قد تكون سلوكا ما ‌أو معلومة أو مخرجا أو عملا تطبيقيا يطلق عليه تغذية راجعة (Feedback)، ومن خلالها يستطيع المعلم ‌أن يعرف ما إذا كانت طريقته في التعليم حققت أهدافها أم لا، وقيل أن ” التغذية الراجعة في الميدان التعليمي تهدف إلى إخبار المتعلم بنتائج ردوده وآلية تصحيح أخطائه. فهي تساهم في تعديل السلوك عند المتعلم من خلال تقويم نتائجه ” أي أنه من خلال التغذية الراجعة التي تصدر من الطالب يقيم المعلم العملية التعليمية ويعالجها، وتعتبر ركيزة أساسية لقياس مدى تحقق عملية التعليم وتجويدها.

تعريف التغذية الراجعة

” تُعرَّف في العملية التعليمية على أنها شكل من أشكال التّصحيح والإرشاد والتوجيه الفوريّ، وهي تعبر عن تدخُّلات المعلم التي تهدف إلى التّصحيح عند تلقي جواب من المتعلم؛ فهي عبارة عن إجراء تصحيحيّ قائم على مبدأ توضيح الرؤيا، سواءً كانت للمتعلم، أو المعلم، أو أي شخص يمارس التغذية الرّاجعة “.

لذا يجب على المعلم أن يميز بين التغذية الراجعة التي يحصل عليها من الطلاب وبين أدوات التقييم واستراتيجيته، ولا ينحصر تقديمها على المعلم فقط فقد يحصل عليها الطالب من مصادر متنوعة وبطرق عديدة ، ولذلك نظراً لتنوعها  حسب زمن تقديمها  و أثرها وكيفية تفعيلها بشريا او برمجيا…

مصادر الحصول على التغذية الراجعة

لنطرح الآن سؤالاً لمعرفة ما المقصود بمصادر التغذية الراجعة، إذا وجهه المعلم سؤال ما وأخطأ الطالب في إجابته كيف يمكن لطالب معرفة ما إذا كانت إجابته صحيحة أم خاطئة؟ يقوم المعلم غالبا بهذا الدور ويقيم إجابة الطالب بالتعزيز الإيجابي في حال صوابها أو التوجيه والإرشاد المناسب في حال عدم صحتها، لذا فإن مصدر التغذية الراجعة في هذه الحالة هو المعلم وقد يكون شخصا آخر كأن يقوم المعلم بتوجيه السؤال لأحد الطلاب لإبداء رأيه في إجابة زميله وهنا يتغير مصدر التغذية إلى أحد الأقرن (الطلاب) لذا يمكننا القول أن مصادر التغذية الراجعة تنقسم إلى مصدرين:

  • ذاتية وتعني حصول الطالب على تقييم المعلومات التي تعلمها بنفسه.
  • غير ذاتية وتعني وجود مصادر أخرى خارجية تساعد الطالب على تقييم إجابته.
الصورة من مقال الأستاذ محمد سعد حويل الدوسري
بعنوان التغذية الراجعة في التعليم

ومن المهم معرفة أنه كلما تعددت مصادر التغذية الراجعة إلا وساعد ذلك على تبادل وجهات النظر، وتعديل السلوك بشكل سريع ومؤثر، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستويات التعلم وتحسين نواتجه.

أمثلة على مصادر التغذية الراجعة الذاتية أمثلة على مصادر التغذية الغير ذاتية / خارجية
الطالب نفسه، الكتاب المدرسي

البحث والاستكشاف في المراجع العلمية أو شبكة الإنترنت.

المعلم، الأقران، الأشخاص الآخرين من المحيط الخارجي من ذوي الخبرة او الاختصاص.

ويجب على المعلم التخطيط لكيفية تقديم التغذية الراجعة والتنوع في طرقها أثناء تنفيذ الدروس وخاصة مع التعليم الإلكتروني، ففي ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم مع جائحة كورونا أصبح الأمر يستوجب التركيز على الوسائل التي تخرج عن إطار التعليم الإلكتروني الفردي للطالب والبحث عن وسائل تزيد من دافعية المتعلمين وتكسر روتين الدراسة الإلكترونية عن بعد.

تصنيف التغذية الراجعة حسب زمن تقديمها

  • فورية (مباشرة بعد إجابة الطالب)
  • مؤجلة (في اليوم التالي او في حصة لاحقة) مثل التغذية الراجعة التي تتم على المشاريع والمهمات الأدائية التي يٌطلب من الطالب إنجازها في خارج زمن الحصة.

وقد تكون أيضا:

  • متزامنة (أثناء عمل الطلاب على المشاريع أو وقت إنجازهم للمهمة داخل الصف)
  • غير متزامنة (بعد الانتهاء من المشروع وتقييمه من قبل المعلم، يدون المعلم الملاحظات ويعيدها لطلابه للتصحيح أو التحسين).

أسس التغذية الراجعة

ترتكز التغذية الراجعة على مجموعة من العناصر أهمها:

  • النتائج: ” تعني بأن الفرد قد حقق شيئاً ما” أي وجود نتائج أو ردود أفعال من الطلاب.
  • البيئة: “إن النتائج تحدث في بيئة تعكس معلومات العملية التي تحدث “أي أن يكون هناك نشاط تعليمي يستلزم وجود التغذية الراجعة عليه وتجبر الطالب على إصدار ردة فعل ما.
  • التغذية الراجعة: “تعني تقديم المعلومات المتعلقة بالنتائج بشكل مستمر بطريقة يمكن فهمها واستقبالها”.
  • التأثير: “هي أن يتم فهم واستقبال المعطيات بطريقة جيدة لتحسين النتائج”

التغذية الراجعة المبرمجة

في ظل الظروف الراهنة والمسار الجديد الذي اتخذته مؤسسات التعليم استحدث نوع اخر من التغذية الراجعة والمعتمد على التغذية الالكترونية والتي يحصل عليها الطالب اثناء تفاعله مع البرامج والتطبيقات التعليمية وتكون مبرمجة من قبل معد النشاط التفاعلي فتظهر ردة الفعل على شكل درجات او تعليقات نصية او صوتيه ومن الممكن ظهور ردة الفعل على شكل روابط لمواقع أو مصادر معلومات تساعد الطالب على تقييم إجابته وتعديل معلوماته.

وهذا النوع من التغذية الراجعة مرتبط ارتباطا وثيقا بالتعليم المبرمج وتصميم الدروس التفاعلية وفق منهجية مدروسة يتم فيها تقسيم الدرس إلى أجزاء تعليمية صغيرة متضمنة المعلومات والمعارف والأنشطة التفاعلية، سواء كانت ألعاباً إلكترونية أو مسابقات رقمية وتقديم التغذية الراجعة لهم والتي تم برمجتها وفق مسارات محددة وفق النظريات التعليمية والتربوية. وهذه الدروس المبرمجة يتم تصميمها من قبل المعلمين أنفسهم أو مبرمجين متخصصين، حيث ينتقل الطالب من مرحلة الى أخرى لحين الوصول إلى الهدف التعليمي المراد تحقيقه.

ومع الوضع الراهن في التعليم الإلكتروني عن بعد ظهرت العديد من المواقع التي تقدم خدمة تصميم الدروس التفاعلية المبرمجة ذات الواجهات البسيطة والأدوات الواضحة، التي تمكن المعلمين في كافة التخصصات من إعداد دروس مبرمجة بيسر وسهولة.

برامج وتطبيقات تعزز التغذية الراجعة الإلكترونية والفورية

  • برامج المسابقات والألعاب الإلكترونية

التغذية الراجعة

  • برامج الدروس التفاعلية بأنواعها

  • الاختبارات الإلكترونية بأنواعها

أمثلة عن تطبيق التغذية الراجعة من خلال الأقران

  • عندما يخطئ الطالب في إجابة سؤال ما يطلب منه المعلم البحث عن الإجابة في الكتاب المدرسي ويستطيع المعلم أيضا الإشارة الى رقم الصفحة التي يجب عليه دراستها ثم يعيد عليه طرح السؤال ويعيد الطالب الإجابة إما شفيها أو كتابيا (تغذية راجعة من الطالب نفسه).
  • يطلب المعلم من الطلاب البحث عن تعريف مصلح ما، ثم يدون كل طالب إجابته في السبورة الإلكترونية ويترك مساحة لزملاء أن يقرأوا الإجابات المقدمة ويقيمونها بالتصويت أو الملصقات أو حتى بإبداء رأيهم فيما كتب. (تغذية راجعة كتابية أو شفهية بين الأقران)
  • عندما يعرض المعلم مخرجات طلابه (مشاريعهم أو ملفات أعمالهم) على زملائه الآخرين ويشارك المعلمون الآخرون بذكر آرائهم في الأعمال أو يقدمون توجيهاتهم، فهذا النوع مثال على ( تغذية راجعة من خلال خبراء / خارجي ).

الخلاصة

منذ ظهر مصطلح التغذية الراجعة في التعليم في منتصف القرن العشرين وهي تتغير في الأسلوب والطرق والأدوات، وقد تشهد تطورا أكثر مع تطور تقنيات التعليم، و مهما اختلفت الأساليب أو الطرق مازالت تعتبر أحد أركان الحصة الدراسية والتي تزيد من فرص نجاح الطلاب في تحقيق التعليم أو عدمه.

 

 


المراجع

  • الكاتب حنين عديل– مقال بعنوان ماهي التغذية الراجعة السلبية ١١ مايو ٢٠١٩  ، https://2u.pw/PGhNH    
  • الكاتبد. ذوقان عبيدات، د. سهيلة أبو السميد – مقال بعنوان استراتيجيات تقديم التغذية الراجعة https://2u.pw/AYGPW 
  • الكاتب احمد محمد- مقال بعنوان تغذية راجعة ، ٢٧ يوليو ٢٠١٧ https://2u.pw/IXNm4
  • الكاتب أسماء شاكر – مقال مفهوم التغذية الراجعة في العملية التعليمية أكتوبر 2020،٢٧ https://2u.pw/lOxA5   

البحث في Google:





عن وفاء معتوق

معلمة حاسب، حاصلة على بكالوريوس علوم حاسب. مهتمة بمجال تطبيق التقنية في المجال التربوي و التعليمي واستخدامها في تطوير المهارات الفكرية. مدربة سابقة في معهد المشاعل للتدريب و سكرتيرة تنفيذية سابقة في شركة تدريب تقنية الوطن. المملكة العربية السعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *