الذكاءات المتعددة و المهارات

الذكاءات المتعددة و المهارات

اليوم نكتب عن ” الذكاءات و المهارات ” كما طرحتها الأبحاث التربوية و دعمتها تجربة الكاتب الشخصية لمدة 39 عاما مع التدريس و التوجيه و التدريب.

1- الذكاءات هي القدرات العقلية الموجودة لدى المتعلم بالفطرة (أو الاكتساب) و التي تشكل أساس الفروقات الفردية بين المتعلمين في الفصل. و كأن عالم النفس هاورد غاردنر عام 1983 قد اثبت وجود العديد من الذكاءات لدي كل متعلم، وليس فقط ذكاء التواصل اللغوي و ذكاء التفكير المنطقي المعتمدأن في اختبارات الذكاء (IQ).

2- أما المهارات فهي مجموعة من السلوكيات المراد غرسها في المتعلم من أجل تجويد الحياة في سياقاتها الأربعة الرئيسة و هي : التعلم و العمل و معرفة الذات و معرفة المجتمع.

3- جاء اهتمام التربويين مع أواخر القرن العشرين بمفهوم المهارات بعد أن أثبتت الدراسات أن التركيز المنفرد على المعرفة قد أنتج خريجين غير قادرين على التعامل مع المعطيات المستجدة للقرن الحادي و العشرين، مثل الانفجار المعرفي و العولمة، و مثل الحاسوب و الأنترنيت و الاعتمادية المتبادلة القائمة على مبادئ الدولة المدنية و الديمقراطية و حقوق الإنسان.

4- لقد أثبتت الدراسات أيضا أن التعليم الفعال هو الذي تُقدم فيه للمتعلم المعرفة و المهارات على قدم المساواة. فهناك دائما 3 أشياء يحققها تعليم المهارات كأنت غائبة عن أنظمة التعليم التقليدي القائم فقط على تلقين و حفظ المعرفة.. وتعليم المهارات يربط التعليم بثلاثة أشياء:
الحياة الواقعية .. لأن المطلوب من المتعلم هو التطبيق و التحليل و الإنشاء.
احتياجات المتعلم .. لأن الاحتياجات تكوّن أفكارنا التي تشكل سلوكنا و مهاراتنا.
المعرفة السابقة للمتعلم .. لأن المعرفة الجديدة لا تتشكل و لا تثبت إلا عبر سقالة معرفة شبيهة سابقة موجودة في عقل و حياة المتعلم.

5- يوضح الجدول التالي العلاقة بين الذكاءات و المهارات، و يوضح الأدوار أو الخيارات المتاحة أمام المعلم لاستكمال عملية التعليم التي لا نريد لها أن تتوقف عند مرحلة تلقين المعرفة. و سأقوم في السطور التالية بشرح كيف يتم تفعيل الجدول بواسطة المعلم ليتسنى له الاستفادة من الذكاءات و المهارات و السياقات و الارتباطات.

الذكاءات المتعددة و المهارات

6- في البدء يقوم المعلم بتحديد الذكاءات الموجودة بين المتعلمين في فصله. وفي الغالب سيجد أن اثنين من الذكاءات يشكلان الأكثرية، مثلا (اللفظي و البصري)، و اثنان الوسطية، مثلا (الحركي و المنطقي) و اثنان الأقلية، مثلا (الذاتي و المجتمعي) . سيختار المعلم بكل تأكيد التركيز على الذكاءات الأضعف وسط متعلميه.

7- يجب أن يفهم المعلم أن الذكاءات الثلاثة الأوائل في الجدول (لفظي / بصري / حركي) هي في نفس الوقت وسائل للتعلم (بمعنى أن المتعلم يتعلم عبر اللفظ أو البصر أو الحركة).

8- و يجب أن يفهم المعلم كذلك أن الذكاءات التي تليها (منطقي أو تعليمي / ذاتي / مجتمعي) هي في نفس الوقت سياقات أو مجالات يمكن تطبيق المهارات فيها. (بمعني أن المتعلم يطبق ذكاءاته و مهاراته في سياق التعليم أو سياق الذات (النفس) أو سياق المجتمع (الآخرين).

9- كما يجب أن يفهم المعلم أن الذكاءات الثلاثة الأخيرة (موسيقي / وجودي / طبيعي) تجمع بين تمثيل السياق و الوسيلة في نفس الوقت. فنحن مثلا نستخدم الطبيعة كسياق تعمل فيه الذكاءات و تطبق فيه المهارات. و نستخدمها في نفس الوقت كوسيلة لفهم القوانين الطبيعية للحياة.

10- يقوم المعلم، بعد تحديد ذكاءات متعلميه، و بعد قراره الصائب بالتركيز على الذكاءات الأضعف، يقوم باختيار المهارة التي يحتاج إليها هؤلاء المتعلمين في الفصل أكثر، و ذلك من بين ثلاث مجموعات من المهارات: الأساسية أو الضرورية أو الحياتية.

11- و هذا يعني أن تعزيز الذكاء المعين تتوفر له في كل مرة 25 مهارة (12 حياتية تابعة لليونيسيف / 8 ضرورية تابعة للمجلس الثقافي البريطاني / 5 أساسية) يختار المعلم من بينها، كما قلنا، ما يُلبي احتياجات المتعلمين.

12- اختيار المهارة يعني تدريسها. و لتدريس المهارة بصورة فعّالة يتوجب على المعلم تقسيم تلك المهارة إلى خطوات صغيرة، ثم يقوم بتدريس الخطوة المعينة بالترتيب و بحسب الفئات العمرية للمتعلمين، بحيث لا يتحرك بهم إلى الخطوة اللاحقة قبل تجويد السابقة.

13- فمثلا، مهارة (حل المشكلات) يمكن تقسيمها إلى، على الأقل، 16 خطوة و ذلك كما يلي : (التقسيم تم وفقا لما يعرف بإطار بناء المهارات التابع للمجلس الثقافي البريطاني)
= خطوات (مهارة حل المشكلات) كما يقدمها إطار بناء المهارات المشار إليه علاه:
– أكمل الواجبات باتباع الإرشادات. (العبارات بلسان الطالب)
– أكمل الواجبات بمساعدة أحد الأشخاص عند الحاجة.
– أكمل الواجبات و عند الحاجة أشرح المشكلة لأحد الأشخاص ليقدم لي النصيحة.
– أكمل الواجبات بأن أحصل بنفسي على المعلومات التي أحتاجها.
– أستكشف المشكلة بتصور الحلول المختلفة الممكنة.
– أستكشف المشكلة بالتفكير حول سلبيات و إيجابيات الحلول الممكنة.
– أستكشف المشكلة المعقدة عندما لا توجد حلول فنية بسيطة .
– أستكشف المشكلة المعقدة بتكوين فهم لها عبر البحث.
– أستكشف المشكلة المعقدة بتحليل المسببات و المؤثرات.
– أجد حلول للمشكلة المعقدة عبر توليد مجموعة من الخيارات .
– أجد حلول للمشكلة المعقدة بتقييم المؤثرات السلبية و الإيجابية لمجموعة الخيارات.
– أحلل المشكلة المعقدة باستخدام التفكير المنطقي.
– أحلل المشكلة المعقدة بإنشاء و اختبار الافتراضات.
– أطبق خطط استراتيجية لحل المشكلات المعقدة.
– أطبق خطط استراتيجية لحل المشكلات المعقدة و أقيم نجاحاتها.
– أطبق خطط استراتيجية لحل المشكلات المعقدة، واستخلاص الدروس لتجويد الخطط عبر الزمن.

14- تدريس الخطوة يتضمن القيام بشيئين : المناقشة و التطبيق.

15- في مرحلة المناقشة يناقش المعلم مع المتعلمين المفاهيم الواردة في عبارة وصف الخطوة . مثلا، عبارة الخطوة الأولى من مهارة حل المشكلات تقول : ((أكمل الواجبات باتباع الإرشادات)) . وعليه، يقوم المعلم مع المتعلمين بمناقشة المفاهيم التالية: الواجبات / الإرشادات / إكمال الواجبات / اتباع الإرشادات . يمكن أن تشمل المناقشة الأشياء التالية:
– تأتي التعليمات بأشكال مختلفة. على سبيل المثال: الوصفة و هي مجموعة من التعليمات لإخبارك بكيفية خبز أو طهي شيء ما. والخريطة التي تحتوي على الاتجاهات .
– و تاتي التعليمات أيضا بوسائل مختلفة: بشكل لفظي أو منطوق أو مكتوب أو مرئي أو باستخدام الصور والرسوم البيانية.
– عند تنفيذ التعليمات عليك أن تنفذ في كل مرة شيئًا واحدًا فقط، ثم تنتقل لتنفيذ التالي، ثم التالي، و إذا لم تتبع ترتيب هذه التعليمات، فمن غير المرجح أن تكتمل المهمة بدقة.
– قبل أن تستعد لاتباع التعليمات، هناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتك:
تعرف على الهدف: من المفيد معرفة الهدف النهائي – سواء الوصول إلى موقع معين، أو بناء قطعة من الأثاث، أو طهي شيء ما. إذا استطعنا تخيل ما نحاول الوصول إليه، فيمكننا أن نرى بشكل أفضل ما إذا كنا على الطريق الصحيح.
وجود مساحة للتركيز: اتباع التعليمات يتطلب التركيز والتركيز. تأكد من عدم وجود أي مشتتات أولاً.
ألق نظرة على التعليمات قبل البدء: إذا استطعت، فمن الجيد إلقاء نظرة على جميع التعليمات، حتى تفهم كيف تتلاءم معًا قبل البدء.
العمل بالترتيب: خذ كل بند تعليمات على حدة، وحاول اتباع ذلك بعناية شديدة. قد ترغب في طلب تكرار سماع التعليمات إذا أتتك عبر الكلام. أما إذا كنت تقرأ التعليمات، فيمكنك قراءتها عدة مرات لتأكيد الفهم.
تحقق و راجع كلما تقدمت: أثناء تنقلك عبر التعليمات، قد يكون من الصعب التراجع عن الخطوات التي أكملتها بالفعل، لذا تأكد مِمّا قمت به قبل المضي قُدمًا.

16- و كما رأيت، فهناك الكثير مما يمكنك القيام به في مرحلة المناقشة و التي الهدف منها هو ربط خطوة المهارة بالواقع و باحتياجات المتعلم و بما لديه من معرفة سابقة.

17- في مرحلة التطبيق يقوم المعلم و المتعلمون بتنفيذ نشاطات عملية تتضمن (إكمال الواجبات و اتباع التعليمات) مسترشدين بما توصلوا إليه من قواعد أو ضوابط أو موجهات في مرحلة المناقشة.

 المراجع الأساسية:
– https://drive.google.com/file/d/16-P86_jBhDW8yXwrHk7tINUMqdV9hiM7/view?usp=sharing
– https://drive.google.com/file/d/1mRTQ5Omht0jcdi17WxI2dtYWp_uoWlIx/view?usp=sharing
– https://drive.google.com/file/d/1NgqjR7n1YsqlH1LbkKQ3uRs33N_wBMAB/view?usp=sharing

البحث في Google:





عن نوري حمدون

موجه لغة إنجليزية، مدرب معتمد لدى المجلس الثقافي البريطاني في مهارات التعلم للقرن الحادي و العشرين، ألف أكثر من (80) ثمانين مقال في مجالات التعليم والدين والسياسة والاقتصاد، حاص ل،في كينيا، على شهادة تدريبية في مهارات التعلم للقرن الحادي و العشرين من مؤسسة IMAGINE EDUCATION )) البريطانية مع المجلس الثقافي البريطاني - السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *