العباقرة

” العباقرة ” استراتيجية تدريس من الـ TV إلى المدرسة

في وسط العتمة دائماً ما يوجد شعاع نور يضيء لنا الطريق، ويمنحنا القدرة والطاقة على مواصلة المسيرة، هكذا فعل برنامج يسمى “العباقرة” في نفوس جميع الطلاب المصريين، وفي كافة المراحل الدراسية، بل وحتى في أولياء الأمور، إضافة إلى ترسيخ قيم تعليمية لم تستطع النظم التعليمية طوال سنوات زرعها في نفوس الطلاب.

” العباقرة ” تجربة مصرية فريدة من نوعها تقوم على تمثيل فريق من الطلاب والطالبات لكل مدرسة في ربوع جمهورية مصر العربية، والتنافس في جو علمي رائع بين تلك المدارس للفوز بالكأس، والتتويج بالعديد من الجوائز، وهي فكرة لصاحبها “أ/ عصام يوسف”، وبدعم مباشر وواضح ومساهمة في النجاح الباهر من البنك الأهلي المصري.

يتم عمل القرعة بين المدارس لتحديد المواجهات في الأدوار التمهيدية ثم دور الـ 32، ودور الـ 16، ودور الـ 8، وقبل النهائي والنهائي، ومباراة أفضل لاعب، وكل إجابة صحيحة في كل المباريات يتم تحويلها إلى عدد من النقاط وكل نقطة يتم تحويلها إلى مبلغ مالي، يتم تجميعه في نهاية البطولة لدعم المؤسسات التعليمية والتربوية في المجتمع المصري.

من هنا تكمن أهمية الحديث عن هذه التجربة، ومحاولة استغلالها أفضل استغلال لإحداث طفرة في دافعية ونفسية الطلاب والطالبات نحو التعليم، وفي هذه المقالة سواف نوضح الآتي:

  • مفهوم استراتيجية العباقرة للتدريس

هي عبارة عن استراتيجية لإعداد الدروس التعليمية في شكل أسئلة اختبارية، وتقسيم الطلاب إلى مجموعات متساوية ومتنافسة، ومواجهة كل مجموعة للأخرى، ثم تحويل كل إجابة صحيحة إلى عدد من النقاط، ومن ثم ينتصر الفريق الفائز. فيتكون بنهاية الأمر بنك من الأسئلة في كل درس تعليمي لكل مادة أو مقرر يدرسه الطلاب والطالبات، وهذا يساعدهم بمنتهى السهولة في التحضير للاختبارات النهائية، وذلك نتيجة تغطية المقررات كاملة بكمية لا محدودة من الأسئلة والإجابات، والتي يكتسبونها في مواقف تساهم في بقاء أثر التعلم لفترة طويلة في أذهانهم، حيث يتم خلق موقف تعليمي بين المدرس وفريقي المباراة لكل سؤال يتم طرحه من قبل المعلم عليهم، هذا الموقف سوف يرسخ في أذهان جميع الطلاب، وبالتالي لا يمكن نسيان المعلومة على الإطلاق. فهي طريقة إذا ما أحسن تطبيقها وتنفيذها بشكل مثالي سوف نجني منها ثماراً كثيرة على العديد من الجوانب كالآتي:

  • مميزات استراتيجية العباقرة للتدريس

تحقق هذه الطريقة العديد من المميزات للمعلم والمتعلم والمدرسة على النحو الآتي:

بالنسبة للمعلم:

  • تجاوز طرق الشرح والتدريس التقليدية.
  • خلق جو ديناميكي وتفاعلي بينه وبين الطلاب.
  • زيادة الترابط بين المعلم وطلابه.
  • توفير بنك من الأسئلة يساعده في وضع الاختبارات الشهرية وغيرها.
  • المساعدة في ضبط وإدارة الصف بخلق جو تنافسي شريف بين الطلاب.
  • سهولة الإعداد للدروس والتخطيط لها.

بالنسبة للمتعلم:

  • المذاكرة بصورة نقدية وبتركيز عال.
  • توفير بنك من الأسئلة يمكن الاعتماد عليه في المراجعات النهائية.
  • اكتساب المعلومة في موقف تعليمي يساعد على بقاء أثر تعلمها لفترة طويلة.
  • ترسيخ قيم التنافس الشريف بين الطلاب.
  • تكوين صداقات وزيادة الترابط بين الطلاب سواء اجتماعياً أو عملية الاستذكار.
  • ترسيخ قيمة البحث عن الهدف والوصول إليه لدى الطلاب.
  • شغل أوقات الطلاب خارج الدراسة بتجميع أكبر قدر من المعلومات حول المقررات الدراسية.

بالنسبة للمدرسة:

  • تعويد الطلاب على النظام داخل المدرسة.
  • تخصيص جانب من المنافسة للمحافظة على المدرسة ونظافتها.
  • تطوير العملية التعليمية بشكل ملحوظ سواء للمعلم أو المتعلم.
  • سهولة المتابعة والحكم على أداء المعلمين والطلاب.
  • خطوات تنفيذ الاستراتيجية

تكمن خطواتها حسب أدوار القائمين بها على النحو التالي:

دور المعلم:

  • إعداد الدروس التعليمية في شكل أسئلة سواء موضوعية أو شفهية.
  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات متنافسة ومتساوية.
  • إعداد جدول بالمباريات التي تلتقي فيها جميع الفرق المتنافسة.
  • إعداد غرفة الصف وفقاً للاستراتيجية المتبعة.
  • إلقاء الأسئلة على الطلاب وحساب الدرجات الخاصة بكل فرقة على حدة.
  • تكريم الفريق الفائز أسبوعياً أو شهرياً.
  • وضع لائحة وقواعد وشروط للمنافسة مثل ما يوجد استراتيجية التعاقد.

دور المتعلم:

  • المذاكرة والقراءة بشكل متعمق عن موضوع الدرس.
  • العمل ضمن الفريق والتعاون في الإجابة.
  • تقسيم المجالات بين الطلاب للإجابة على الأسئلة.
  • الالتزام بالنظام الموضوع للمنافسة.
  • الإجابة على الأسئلة بشكل تعاوني.
  • معايير تطبيق الاستراتيجية

لابد من تحقيق الآتي لكي تكون الاستراتيجية ذات فاعلية كبيرة:

  • إعداد الأسئلة بما يتناسب مع المرحلة العمرية والدراسية للطلاب.
  • تقسيم المجموعات بمعايير ثابتة وبشكل متوازن، حتى لا تكون مجموعة أقوى من الأخرى فتشعر المجموعة الضعيفة بالملل والإحباط.
  • إعداد بنك أسئلة لجميع موضوعات المقرر للاستعانة به.
  • وضع لوائح ومعايير وشروط خاصة يلتزم بها الطلاب أثناء المنافسة.
  • إعداد إرشادات وتوجيهات للطلاب ووضعها على جوانب غرفة الصف الدراسي.
  • إعداد عدة جوائز ومكافآت يتم منحها للطلاب المتفوقين والفرق الفائزة لتشجيعهم على مواصلة الانتصار.

إن استراتيجية تدريس العباقرة يمكن أن تكون انطلاقة وفكرة إبداعية إذا ما تم تحويلها من مجرد برنامج تليفزيوني إلى استراتيجية يمكن تنفيذها داخل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية بل وحتى جامعاتنا، حيث يمكن أن تحدث تغييرا ملحوظا حتى في الجوانب النفسية للطلاب والطالبات، فالأمر لا يحتاج إلى إمكانيات وإمكانات كبيرة، بل لا يحتاج سوى لعقل مدبر ويد منفذة وقرار تستطيع من خلاله أن تمتلك القدرة على التغيير والتطوير.

نضع بين أيديكم معلمينا الأجلاء أفكار يمكنها أن تساعدكم على تطوير الأداء وبلوغ الغاية، وتحقيق الهدف مع طلابكم، وفي النهاية أود توجيه الشكر لصاحب الفكرة التليفزيونية “أ/ عصام يوسف” وإلى البنك الأهلي المصري لدعمه المادي للفكرة، وإتاحة الفرصة لنا للتعبير عنها واستغلالها تعليمياً وتربوياً.

البحث في Google:





عن تامر الملاح

باحث و مطور في مجال تكنولوجيا التعليم و التربية، ومهتم بمشكلات التعليم، كلية التربية، جمهورية مصر العربية

2 تعليقات

  1. إبراهيم

    عفوا اي عبقرية في اسئلة عن المسلسلات والافلام؟؟
    شاهدت جزء من هذا البرنامج غير التربوي وكان السؤال :ما اسم الفنانة كريمة مختار في مسرحية العيال كبرت؟؟
    بالله عليك ما أهمية معرفة اسمها ثقافيا او تربويا او اخلاقيا؟؟؟

  2. أبو المختار

    ياليت لو كان إسلامي وثقافيا وعلميا وتاربخيا بدل الاغاني والفنون التي لا تسمن ولا تغني من جوع وفيها فساد عظيم والله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *