المنظمات التعليمية

المنظمات التعليمية غير الحكومية المفهوم والتأسيس

ظهر هذا المفهوم بشكل واسع في الفترة الحالية تزامنا مع الظروف التي تمر بها كثير من الدول ومدى حاجتها لتلك الخدمات، و يمكن تعريف هذه المنظمات وبشكل مبسط بأنها اتحاد مجموعة من الناس لديهم اهتمامات مشتركة ودافعية لمساعدة أناس آخرين -لديهم احتياجات لتلك الاهتمامات- بشكل مجاني وتطوعي.

أي أنها منظمات لا تخضع للحكومات أو الأحزاب أو الديانات، هدفها هو تحقيق مصلحة الإنسان وتعليميه، بغض النظر عن جنسه أو ديانته أو انتمائه العرقي والسياسي.

فهدف هذه المنظمات الأساسي هو تلبية الاحتياجات الضرورية والمهمة للمجتمعات المحرومة، أو التي تقع تحت ظروف معينة كالحرب والمجاعات والافتقار للخدمات التعليمية الأساسية والتي تساعدها على بناء المجتمعات وتطويرها والتغلب على الظروف الصعبة.

وقد ظهرت المنظمات غير الحكومية في سياق الأنظمة الاستبدادية، باعتبارها نواة المبادرات الاجتماعية، وتتمثل أهدافها الرئيسية في تعزيز المشاركة والاستقلال والتعددية. ويمكن التمييز بين المنظمات غير الحكومية استنادا إلى أنواع المشاريع التي تقوم بها أو التي تستفيد من أعمالها. ويمكن أن تصبح المنظمات غير الحكومية، في ضوء إنشائها جهات فاعلة هامة لتعزيز تنظيم المجتمع المدني وتعزيزه، في تحقيق الديمقراطية  والعدل والمساواة. وما يميز هذه المنظمات أنها لاتقع تحت تصنيف المنظمات الحكومية أو المنظمات الخاصة، ويمكن للمواطن العادي إنشاء هذه المنظمات تبعا للقوانين المعمول بها في الدول التي تكفل له حق تكوين المنظمات والجمعيات والمؤسسات الأهلية غير الربحية، على أساس خيري وديمقراطي بكيانها المستقل وممارسة النشاط بحرية تامة ما لم يتعارض هذا النشاط مع الأنظمة والقوانين في هذه البلدان أو يعرضها للخطر أو تكون ذات طابع سري أو عسكري.

ويعود أساس نشأة تلك المنظمات لعهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث تم في عهده تكوين ما يعرف بالوقف الإسلامي الذي يكون دوره توفير المصدر المالي للأعمال الخيرية في المجتمع من خلال مشاركة المجتمع بالصدقات الجارية و التي ينتفع بها المسلمون، بأعمال وطرق مختلفة تلبي حاجات المجتمعات بشكل كبير وسريع، وقد تطورت هذه الأوقاف وتم تناقلها من خلال الدول الإسلامية التي توالت، ثم نقلت وطورت في الدول الغربية وتحولت إلى ما يعرف بالمنظمات غير الحكومية، واتخذت أشكالا وأسماء مختلفة مثل: منظمات غير ربحية، منظمات حقوق الإنسان، منظمات خيرية، منظمات تطوعية، منظمات إنسانية، وغيرها من الأسماء.

وتتميز تلك المنظمات بخصائص منها:

أنها غير ربحية.

أنها منظمات مستقلة.

هدفها المصلحة العامة.

العاملون فيها مهتمون بالقضايا الإنسانية والتعليمية.

سهلة التطوير.

ما هي الأهداف الأساسية لوجود تلك المنظمات؟

تهدف هذه المنظمات بشكل أساسي إلى ما يلي:

  تخفيف حدة الفقر.

  تعزيز التعليم.

تعزيز الدين والقيم الاجتماعية.

أهداف أخرى مفيدة للمجتمع في مجال الصحة والعمل والمساواة.

ما هي الأنشطة التي تمارسها تلك المنظمات؟

تقدم هذه المنظمات بالإضافة إلى نشاطها الأساسي والمتمثل في التعليم، أنشطة أخرى لها علاقة بنشاطها الأساسي أو تساعد في القيام بنشاطها الأساسي منها: الرعاية الصحية، المساعدات الخيرية، تثقيف المجتمعات، زيادة فرص العمل وتطويره من خلال التدريب والتعليم، المساواة القانونية للأفراد، محاربة الفساد، التثقيف بالمسؤولية الاجتماعية، مراقبة عمل الحكومات، مساندة الحريات، مساندة قضايا الأقليات.

وهناك أشكال لبعض تلك المنظمات التعليمية غير الحكومية والتي ظهرت في كثير من الدول، مثل:

الجامعات والمعاهد الأهلية غير الربحية.

المدارس الأهلية.

مراكز الدراسات والبحوث المتخصصة.

مؤسسات وأكاديميات تعليمية.

دور ومراكز تعليمية.

حملات التثقيف والتعليم المجتمعية.

البرامج التعليمية المجتمعية المؤقتة.

أشهر المنظمات العالمية في هذا المجال

من أشهر المنظمات العالمية في هذا المجال نجد:

  •   برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
  •   صندوق الأمم المتحدة للطفولة.
  •   البنك الدولي.
  •   منظمة الصحة العالمية (مبادرة المدارس التي تُعنى بالصحة).
  •   برنامج الأغذية العالمي- مشروعات التغذية المدرسية.
  •   منظمة العمل الدولية لتطوير العمل.
  •   منظمة الأغذية والزراعة – مراكز الأبحاث والتدريب.
  •   اليونسكو.
  •   اليونسيف.
  •   الالكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)

ماذا تستفيد الدول الداعمة والمانحة للمنظمات التعليمية غير الحكومية؟

تقوم كثير من الدول بدعم ومساعدة وإنشاء تلك المنظمات لعدة فوائد منها:

القيام بدورها الدولي، و تقديم يد المساعدة لمن يحتاجها من الدول.

تقليل الضغوط على الدول وحل كثير من المشكلات.

فوائد أخرى غير مباشرة، مثل نشر ثقافة أو دين معين أو أهداف سياسية معينة.

كيف يتم إنشاء تلك المنظمات؟

يتم وفق خطوات واضحة ومحددة تتمثل في:

تحديد الهدف والرؤية والرسالة الواضحة والمحددة من إنشاء هذه المنظمة والأولويات والقيم لهذه المنظمة.

تحديد خطة عمل لتأسيس هذه المنظمة تكون عبارة عن خارطة طريق تحدد عملها.

تحديد وبناء القوانين والأنظمة التي تحكم عمل هذه المنظمة داخلها وخارجها وعلاقتها بالحكومات والأشخاص والمجتمعات وإدارة وتطوير هذه المنظمة.

تحديد أدوار وواجبات وحقوق الأفراد القائمين على نشاط هذه المنظمة وتوزيع الأدوار والمسؤوليات.

تحديد الهيكل التنظيمي للمنظمة ومستوياتها.

تحديد طرق واستراتيجيات عمل المنظمة.

تحديد مصادر تمويل هذه المنظمة وطرق إدارتها.

تحديد أدوات تقويم وتطوير عمل المنظمة.

دور التقنية في عمل وتطور هذه المنظمات

لعبت التقنية دورا كبيرا في تيسير إنشاء وعمل هذه المنظمات وبخاصة الإنترنت حيث سهلت كثيرا من الأمور والأعمال لتلك المنظمات منها:

سهولة إنشاءها.

سهولة تبادل الخبرات مع مثيلتها.

زيادة أعضائها وسهولة مشاركتهم.

إيصال رسالتها الى الدول التي تمنع تواجدها أو يصعب الوصول إليها.

توفير التغذية الراجعة والتقويم بشكل سهل وسريع لتلك المنظمات.

القيام بالأنشطة التعليمية بشكل كبير وسريع دون الحاجة إلى التواجد في المناطق المستهدفة من خلال التقنيات والبرامج المتوفرة على الإنترنت.

زيادة المستفيدين من خدماتها .

سهولة إدارة وتطوير تلك المنظمات في جميع أنحاء العالم.

 

 


المراجع:

Bargh, John A., Mark Chen, and Lara Burrows (1996), “Automaticity of Social Behavior: Direct Effects of Trait Construct and Stereotype Activation on Action,” Journal of Personality and Social Psychology, 71 (2), 230–44

Bedbury, S. (2002) “A Brand New World”, Viking Press

Bloise, J. (2013) “Successful Brand Development: Branding Strategies for Your Small Business”, PowerHomeBiz.com, online article

Fitzsimons, G. M., Chartrand, T. L., Fitzsimons, G. J. (2008), “Automatic Effects of Brand Exposure on Motivated Behavior: How Apple Makes You “Think Different”, JOURNAL OF CONSUMER RESEARCH, Inc.  Vol. 35

 

البحث في Google:





عن د. عبدالرحمن عويض الجعيد

دكتوراه في المناهج وتكنولوجيا تعليم العلوم – جامعة أم القرى – المملكة العربية السعودية. مهتم بتقنيات التعليم والتدريب الحديثة واستراتيجيات التعلم.

4 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته>

    مقال مهم و لكن لم أفهم لماذا لم تذكروا منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)
    هي كذلك من أشهر المنظمات العالمية في هذا المجال وتقوم بجهود كبيرة

  2. ابو عمر

    وفقكم الله لما فيه خير البلاد و العباد

  3. سعيد اليافعي

    الرجى منكم دعم الطلاب

  4. سعيد اليافعي

    السلام وعليكم هناك الكثير من الطلاب يعانون من ضروف التي تواجههم في تواصل علمهم وخاصه طلاب الذي يدرسون في الصحة طلاب يدرسون يدرسون في الطب كثير منهم من قطع الدراسة بسبب الضروف المادية والسكن ولذا الرجى تساندو الطلاب وتكونو يد لهم من اجل مواصلة علمهم

    وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *