التحدث باللغة الإنجليزية

تحديات التحدث باللغة الإنجليزية داخل الصف ، و دور المشاريع الجماعية في تطويرها

المقدمة

أصبح تعلم اللغة الإنجليزية ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر بسبب التطور العلمي وانفجار العولمة المعلوماتية وتوفر الأجهزة التقنية، وقد أكد الباحث كريستال (2003) كما في دراسة الشريف (2019) أن اللغة الإنجليزية تعتبر اللغة الأساسية والرسمية لأكثر من 85% من المنظمات العالمية، وهي لغة المؤتمرات والتجمعات السياسية وكذلك لغة التداول الدولي تكنلوجيا وتجاريا وسياحيا أيضا. و تعد اللغة الإنجليزية من اللغات الدولية، حيث تعتبر الأكثر انتشارا في كافة دول العالم كما يساعد تعلم اللغة على فهم المحتوى المنشور على شبكة الانترنت بالإضافة الى انها لغة الاعلام المستخدمة في اغلب وسائل الاعلام سواء المرئية او المسموعة او المكتوبة منها. وعلى الرغم من أهمية اللغة الإنجليزية اليوم، حيث أنها أصبحت من أهم مفاتيح وأدوات العلم. و تعد من أهم مهارات القرن الحادي والعشرين، و أصبحت المطلب الأول لمعظم المهن المستقبلية. مع ذلك نجد أن الطلاب لا يزالون يعانون ضعفا في مهارات التواصل مع الآخرين في اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، و هذا المقال سيناقش أبرز التحديات التي تواجه الطلاب عند التحدث باللغة الإنجليزية و دور المشاريع الجماعية في تطوير مهارة التحدث بالللغة الإنجليزية داخل الصف.

مهارة التحدث باللغة الإنجليزية داخل الصف و تحدياتها

عرف الربايعة (2015) مهارة التحدث أنها ” القدرات التي تؤهل الطالب للتعبير عن أفكاره في صورة صوتية صحيحة نحويا وصرفيا ولغويا، وتلوين الأداء بما يتناسب مع المعنى مستخدما الحركات الجسدية المصاحبة ” (ص631). وتعتبر مهارة التحدث من أهم المهارات التي يتعلمها الإنسان إذ أنها تساعد الفرد على بناء جسور اجتماعية وتواصلية مع الآخرين، كما أنها تساعد الفرد في التعبير والإفصاح عما بداخله من مشاعر ومشاكل ومواضيع تعبيرية أو وصفية. ويتيح تعلم اللغة الإنجليزية فرصة تكوين علاقات اجتماعية واسعة وذلك لكثرة عدد المتحدثين باللغة حول العالم. كما يساهم تعلم اللغة في التعرف على ثقافات الشعوب وعاداتهم المتنوعة.

وهذا ما أكدته دراسة علي (2012): أن مهارة التحدث تحتل المركز الثاني بعد مهارة الاستماع ولها دور فعال في الاتصال والتواصل في المجتمع. وتعد مهارة التحدث مطلبا أساسيا للنجاح في الحياة العملية والاجتماعية، ومهارة التحدث هي المهارة الأكثر صعوبة بين المهارات الأربعة ( الاستماع -القراءة – الكتابة -التحدث ) وعليها يقوم التفاعل الصفي في حصص اللغة الإنجليزية التي لا يمكن أن يتحقق الهدف الدراسي منها إلا من خلال التواصل اللفظي خاصة بين الطلاب بعضهم البعض وبين المعلم وطلابه أثناء العملية التعليمية. وفي هذا الصدد، أكد الهلالي (2005) أن الطلاب يعانون من ضعف عام في اللغة الإنجليزية على الرغم من الجهود المسخرة لتطوير اللغة الإنجليزية بالرغم من المدة التي يقضيها الطلاب في دراسة اللغة الإنجليزية، فالأغلب منهم ينهون السنوات الدراسية وهم غير قادرين على استخدام اللغة وتوظيفها بطريقة صحيحة في مواقف حياتية.

من التحديات أيضا والتي تسبب ضعف اللغة عدم قدرة الطلاب على تبسيط الأفكار والمعاني باستخدام المرادفات والمتضادات من الكلمات لأجل توضيح المعنى أو إيصال الأفكار وشرحها، ونتج ذلك عن عدم تدريب الطلاب على تلخيص الأفكار من قبل المعلمات والمعلمين القائمين على تدريس اللغة، إضافة إلى قلة المحصول اللغوي وقلة المفردات لدى الطلاب (العبيكي و السلوم ، 2020). كما تعتبر أساليب التدريس التي لا تعتمد على النقاش والحوار والأنشطة التفاعلية أحد معيقات اكتساب الطلاب للغة الإنجليزية واضعين نصب أعيننا اختلاف مهارات وقدرات الطلاب والفروق الشاسعة بين مهارات الطلاب (الحوباني، 2019).

أكدت بعض الدراسات أن سبب إحجام الطلاب للتحدث باللغة الإنجليزية داخل الصف الدراسي يرجع لأسباب سلوكية كالخوف والتردد أو القلق (الشريف، 2019)، لأن استخدام مهارة التحدث للإفصاح عن الآراء وبلورة الأفكار والمفاهيم بعبارات واضحة تفهم من الجميع تتطلب قدرا من الثقة بالنفس إضافة الى القدرة على الإقناع وشرح الأفكار، كما أن القدرة على التحدث بطلاقة واسعة تكشف اطلاع المتحدث وقدرته على الإقناع و الطلاقة اللغوية والاسترسال والقدرة على التواصل الشفهي والاجتماعي وتمكن المتحدث من استخدام التراكيب النحوية ضمن السياق تعتبر من مميزات المتحدث الناجح المتمكن.

دور المشاريع الجماعية في تطوير التحدث باللغة الإنجليزية داخل الصف

إن من متطلبات رؤية 2030 تهيئة الطلاب لسوق العمل؛ وللتعلم القائم على المشاريع الدور الرائد في صقل مهارات الطلاب المهنية وتجويد العمل وتعزيز مهارات العمل ضمن فريق (التركي وباوزير،2019). و أكدت  نفس الدراسة على أن التعلم القائم على المشاريع يمكن الطلاب من إنتاج مخرجات علمية تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم العلمية والمعرفية، كما أن لمواهب الطلاب ومهاراتهم المختلفة الدور الكبير في تعزيز مفهوم تبادل المعرفة بين الطلاب، حيث أن العمليات التي يقوم بها الطلاب للوصول الى المخرج النهائي يمكنهم من اكتساب المعرفة والبحث عن مصادرها بمهارات عالية وكفاءات متنوعة.

يرفع تعلم الأفراد في مجموعات متجانسة أو ضمن أنشطة فاعلية بشكل ملموس دافعية الطلاب للتعلم في بيئة جاذبة حماسية من خلال استخدام الأنشطة  واستراتيجيات التعلم النشط، وهذا ما أكدته دراسة مجلي (2008) في استخدام الأنشطة الترفيهية في تنمية مهارتي التحدث والاستماع لدى طلاب الصف الأول المتوسط  حيث قسم الطلاب الى مجموعتين ضابطة وتجريبية. قامت الدراسة بتطبيق الأنشطة الترفيهية على الطلاب دون الآخرين وتؤكد نتيجة الدراسة وجود فروق بين متوسطات درجات الطلاب ونتائج اختبار التحدث لصالح طلاب المجموعة التجريبية. كما أكدت دراسة الحميدان (2013) في دراسة العبيكي وسلوم (2020) تطوير مهارة التحدث من خلال المهمات التعليمية، حيث قدم (12) مهمة تعليمية في فصل تدريبي للمجموعة التجريبية وبينت النتائج التحصيلية فرقا واضحا وتحسنا ملحوظا وتفوقا في مستويات أفراد المجموعة التجريبية، كما تطورت قدراتهم في استخدام القواعد النحوية والمفردات اللغوية أثناء ممارسة اللغة الإنجليزية. كما أظهرت كذلك العديد من الدراسات السابقة قوة وفاعلية العمل ضمن فريق والمشاريع الجماعية في تحسين الأداء لدى الطلاب وتحفيز الرغبة في التعلم لديهم، وهذا ما أكدته دراسة الزعتري وخصاونة (٢٠٢١)، ودراسة السيد وغنيم (2018) وأيضا دراسة التركي وباوزير (2019). وعليه يجب علينا ألا نغفل أهمية الرفقة وتعلم الأقران وفاعلية تأثير الأقران بعضهم على بعض في اكتساب اللغة بصورة أسرع وبمتعة أكبر. وهذا ما أكده الناشف (2009): أن الأنشطة الجماعية هي المفضلة لدى الطلاب بغية تكامل المشروع وتحقيق أهدافهم بخبراتهم الفردية والتعاون فيما بينهم.

يعد التعلم الجماعي والتشاركي  أو التعاوني أحد الأدوات التي تصقل مهارة الطلاب وتحفز تعليم الأقران بطريقة سريعة وآمنة، حيث يتم تبادل المعلومات والأفكار بين مجموعات الطلاب متحملين مسؤولية التعلم التعاوني ومسؤولية البحث عن المعلومات التي يتم تداولها فيما بينهم، كما أن للتعلم القائم على المشاريع أهمية جلية في بناء العلاقات الإيجابية بين أفراد المجموعة، وهذا ما أكده  عطية (2003)، كما ورد في دراسة السيد وغنيم ( 2018) ضرورة وجود علاقات بين أفراد المجموعة تساعدهم على إتمام المتطلبات على أسس علمية لأن أعضاء الفريق يكملون بعضهم الآخر وإثارة النقاشات والاسئلة داخل المجموعة تزيد من فاعلية التعلم المتبادل بينهم. بينما ترى الحايك (2013) أن للتعلم القائم على المشاريع مزايا عديدة منها تعميق المفاهيم وتوسيع القاعدة المعرفية لدى الطلاب.

وأكد الحايك (2013) أن دمج الطلاب في مجموعات عمل تعاونية تنافسية تعمل لهدف وحيد يشحذ همم الطلاب في الاستزادة من مناهل المعرفة ويخلق الرغبة في التعلم مع الأقران. وأكدت الدراسات على ضرورة وأهمية التعلم التعاوني في تدريس اللغة الإنجليزية في جميع المراحل لما لها من الأثر الكبير في رفع مستوى مهارة التحدث لدى الطلاب، كما أن المشاريع الجماعية تولد لدى الطلاب القدرة على التحدث والتأمل في الأنشطة والمشاريع التعليمية والاستفادة من التغذية الراجعة الفورية من الأقران ومن المعلم (البدوي، 2019).

من خلال ما سبق، تم استعراض أبرز التحديات كضعف اللغة وعدم قدرة الطلاب على تبسيط الأفكار والمعاني باستخدام المرادفات والمتضادات من الكلمات لأجل توضيح المعنى أو إيصال الأفكار وشرحها، أو الخوف والقلق والتردد الذي يواجه الطلاب عند التحدث باللغة الإنجليزية.  وبينا دور المشاريع الجماعية في مادة اللغة الإنجليزية والعمل من خلال الأقران و النقاشات الجماعية و تبادل المعلومات و الأفكار لتطوير مشروعاتهم، مما يساعدهم بالتالي في تطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية داخل الصف.

 


المراجع:

  • ابراهيم حسن الرباعية. (2015). اثر استخدام الدراما التعليمية في تنمية مهارات التحدث (التعبير الشفهي )وتحسين التحصيل لدى طلبة اللغة العربية للناطقين بغيرها . الاردن: مجلة دراسات في العلوم التربوية والاجتماعية.
  • الاء احمد محمد الزعتري، و امل عبد الله خصاونة . (2022). اثر توظيف التعلم القائم على المشروع في القدرة الرياضية لدى طالبات الصف التاسع الاساسي في الاردن. مركز رفادة للدراسات والابحاث.
  • العنود التركي، وزيرة باوزير . (2019). مدى تطبيق التعلم القائم على المشاريع كإستراتيجية تقويم واقعي. جدة: مجلة البحث العلمي في التربية.
  • ايمان شعبان ابراهيم السيد، و ايمان جمال غنيم. (2018). التفاعل داخل بين المجموعات في بيئة التعلم التشاركي القائمة على تطبيقات جوجل وأثره على تنمية مهارات تصميم مشاريع التخرج لدى طلاب تكنولوجيا التعليم والاتجاه نحوها وفاعلية الذات لديهم. دار المنظومة.
  • شيرين جابر الحوباني. (2019). اسباب ضعف الطلاب في محادثة اللغة الانجليزية. تم الاسترداد من اجيب: https://ujeeb.com/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%B6%D8%B9%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%
  • صفاء محمود عبد الحليم علي. (2012). اثر استخدام الدراما في تنمية مهارة التحدث باللغة الانجليزية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية . مصر: مجلة دراسات تربوية واجتماعية .
  • عطية الهلالي. (2011). واقع الاتصال اللغوي الشفهي في التدريس بين معلمي اللغة الانجليزية وطلاب المرحلة المتوسطة في محافظة الليث التعليمية . مكة المكرمة : جامعة ام القرى .
  • فهد ماجد الفعر الشريف. (2019). فاعلية استخدام استراتيجية الدراما التعليمية في تنمية مهارات التحدث باللغة الانجليزية لدى طلاب الصف الاول المتوسط . ام القرى: جامعة ام القرى للعلوم التربوية والنفسية.
  • محمد حسن علي البدوي. (2019). بناء برنامج تعليمي قائم على الاستراتيجيات فوق المعرفية وقياس فاعليته في تنمية مهارات التحدث في اللغة الانجليزية لدى طلاب الصف السادس الاساسي . الاردن: وزارة التربية والتعليم.
  • محمد شنو عطية الجبوري. (2019). الخصائص الفنية في رسوم الموهوبين للفئات العمرية المختلفة . مجلة الاراك للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية .
  • هيام الحايك. (2013). التعليم القائم على المشاريع قصص التطبيق في المؤسسات التعليمية . مدونة نسيج.
  • وليد ابراهيم العبيكي، و وليد ابراهيم السلوم . (2020). تقويم مهارات التحدث باللغة الانجليزية لدى طالبات الصف الاول الثانوي بمنطقة القصيم. جامعة المنصورة -كلية التربية.

البحث في Google:





عن فاطمة عيسى محمد سليمان

بكالوريوس لغة انجليزية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة. تعمل معلمة في متوسطة وثانوية الموهوبات في جدة. كوتش ومدرب شخصي معتمد. حاصلة على لقب معلم مايكروسوفت الخبير، ومعلم خبير في إدارة الفصول الافتراضية. مدرب معتمد لمقياس هيرمان لأنماط التفكير واسكامبر للخيال والتغكير الإبداعي - المملكة العربية السعودية

تعليق واحد

  1. امل الحموي

    بالفعل ان معظم المؤتمرات العلمية والثقافية تكون باللغة الانكليزية واذا لم تكن باللغة الانكليزية تكون مترجمة للغة الانكليزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *