القصة القصيرة

توظيف القصة القصيرة في العملية التعليمية

المقدمة

تعد القصة القصيرة من الأساليب التربوية القديمة الحديثة المؤثرة في عملية التعليم والتعلم، فهي فن أدبي عالمي استخدمت في عملية التدريس منذ قديم الزمن، وجدت لدى الحضارات وخصوصا الفرس والروم والفراعنة الذين دونوا في كتبهم ونقشوا على الجدران مئات القصص التي تروي مسيرة حضاراتهم بأبدع الأساليب والتي مازالت خالدة حتى عصرنا الحالي. واحتوى القرآن الكريم على العديد من القصص التي تنوعت في طياتها ما بين الطويلة والقصيرة والتي كان لها أهداف محددة وواضحة. قال الله تعالى “نحن نقص عليك أحسن القصص”. (سورة يوسف آية 3)

ولا يخفى على أحد دور القصة في التعليم وأهميتها في دافعية المتعلمين وتشويقهم. فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع جذب المتعلمين من خلال سرد القصة المناسبة وكيفية توظيفها في العملية التعليمية، ولايقتصر على القصص المدمجة بالمناهج الدراسية إنما يتخطى ما بين عالم الخيال والواقع.

مفهوم القصة بشكل عام

هي عبارة عن حكاية قصيرة أو طويلة يتم كتابتها بتسلسل الأحداث التي تتضمنها، ولابد أن تكون تلك القصة مشوقة حتى يقرأها أو يشاهدها الشخص إما من خلال تغيير الأحداث التي تشهدها القصة أو من خلال تصوير العادات والتقاليد التي اعتاد عليها الشخص. (ميرفت عبد المنعم )

مميزات القصة القصيرة

1- سهولة السرد والتشويق.

2- لا تحتاج إلى جهد للبحث عنها.

3- مناسبة للمتعلمين وخاصة المراحل الأولى من التعليم.

4- تحول الخيال لدى المتعلمين إلى واقع.

5- مناسبة لجميع المعلمين باختلاف التخصصات.

6- تُعلم المهارات وتساهم في اكتساب معارف جديدة.

7- تعزز التعلم الذاتي وتنمي مهارات التفكير بكافة أنواعه الإبداعي والنقدي….

8- تقوي المفردات اللغوية ولاسيما في المراحل المبكرة.

9- انتشارها على مستوى العالم للغتها السهلة وبساطتها وحجمها الصغير.

10- الوصف الدقيق للبيئة المحيطة بالمتعلم.

الأسئلة التي يجب الإجابة عليها قبل سرد القصة

1- ماهي القصة الأنسب للمتعلمين؟

2- كيف يمكن للمعلمين دمج القصة في العملية التعليمية؟

تعتبر القصة القصيرة أو الأقصوصة الأنسب للمتعلمين، والتي هي “عرض لمجموعة من الأحداث الواقعة في مرحلة معينة من مراحل الحياة، وعادة ما تكون هذه الأحداث قصيرة وصغيرة يدور حولها محور القصة، وليس من الضروري أن يكون محور القصة شخصية حقيقية أو شخصية معينة، فمن الممكن أن تكون من خيال الكاتب لتناسب الجمهور والبيئة التي يتم من خلالها طرح القصة”. وهي كذلك فن سرد قصصي مكتمل العناصر، تتميز بالإيجاز الشديد والرمزية.

ويزخر عالم القصص بما يسمى القصة القصيرة “الاسكتش” كقصة اللفتة الكبيرة وليلى والذئب وغيرها من قصص الخيال والتي تروى على ألسنة الحيوانات كحكايات كليلة ودمنة التي أصبحت من أشهر القصص على مر الزمن.

وقبل دمج القصة في العملية التعليمية لابد للمعلم أن يتبع عدة أمور وهي كآلاتي:

1- الاطلاع على القصة المناسبة للمرحلة العمرية.

2- تحديد الهدف من سرد القصة.

3- تحديد الوقت المناسب لسرد القصة.

4- ترك فرصة للمتعلمين ووضع حلول مبتكرة لنهاية القصة.

5- مناسبة القصة لموضوع الدرس المطروح.

6- تقدم وفقاً للحاجة الفعلية وبناءً عليها.

7- مناسبة القصة لمجتمع وبيئة المتعلمين.

ويمكن دمج القصص في العملية التعليمية من خلال:

1- بداية الحصة الدراسية كتشويق لدرس جديد.

2- نهاية الحصة الدراسية كتقييم ختامي من خلال وضع أسئلة معينة.

3- كنشاط للتقويم الختامي.

4- خلال ساعات النشاط المدرسي لعمل مشاريع قصصية.

طرق سرد القصة القصيرة

  • أن تكون شفهية من خلال السرد القصصي.
  • مكتوبة على شكل عروض تقديمية.
  • ورقية يتم توزيعها على مجموعات بهدف إنجاز تقييم جماعي أو فردي.
  • سمعية من خلال الاستماع لها وعرض مجموعة أسئلة حولها.
  • مرئية وسمعية من خلال مقاطع اليوتيوب وغيرها.
  • وكذلك من خلال التمثيل بالدمى والخشب.

العناصر الرئيسة للقصة القصيرة

الشخصيات: ويقصد بها العناصر التي تحرك الأحداث.

الحدث: وهو السبب الرئيس لسير القصة والذي تدور حوله القصة.

المكان: وهو الموقع الذي تدور فيه أحداث القصة.

الزمان: وهو الوقت الذي تجري فيه أحداث القصة.

الحبكة: وهي نقطة الذروة التي تتأزم فيها الأحداث.

النهاية: هي النهاية التي يعلن فيها الكاتب عن تحلل العقدة والإشراف على نهاية القصة.

مثال لقصة قصيرة ممكن تطبيقها نهاية الدرس

يختار المعلم قصة قصيرة من أحد المراجع وتكون القصة مكتملة الأحداث ويترك لها نهاية مفتوحة:

مازال الألم معلما من نوع آخر

حُكي عن بعض الملوك أنه ركب سفينة وبصحبته غلام أعجمي لم ير البحر أصلاً ولم يجرب محنة السفينة، فبدأ يصرخ ويئن وقد تهافت على نفسه وهو يرتعد خوفا من الغرق، وبمقدار ما لاطفه الـــناس لم يستقر له قرار، فتنغص عيش الملك حيث أعيته به الحيلة، وصادف أن كان في تلك السفينة حكيم فـــقال للملك: إذا أمرت فإنني سأسكته، فأجابه الملك: تكون بذلك قد بلغت غاية اللطف……… (باسل شيخو)

يطلب من المتعلمين ما يلي:

-تحديد شخصيات القصة.

-تحديد زمان ومكان القصة.

-ابتكار نهاية للقصة تناسب واقعها… وهكذا في باقي القصص.

ختاماً

المعلم المبدع هو الذي يستطيع أن يجذب انتباه المتعلمين من خلال السرد القصصي، فالقصة في الوقت الحاضر تنوعت وأعطت مساحة واسعة للمعلمين للانطلاق في عالم الإبداع، فلم تعد القصص تقتصر على السرد، بل أصبحت لدينا القصص الملونة، والقصص المصورة، والقصص الورقية المتحركة والثابتة، وكذلك القصص الرقمية التي بفضل التكنولوجيا غزت جميع الأجهزة الإلكترونية وأصبح إنتاجها سهلا وبسيطا، كما يمكن مشاركتها مع الآخرين في كافة بقاع العالم بهدف توظيفها في العملية التعليمية.

 


المراجع

  • https://www.novelengineering.org/book/wesla ndia/
  • حمدان ،ربحي خليل أحمد (2017) أثر القصة المصورة في رفع التحصيل في مادة اللغة العربية .
  • شيخو ،باسل (2013) هل فات الأوان لتبدأ من جديد ،دار القاسم ،دمشق.

البحث في Google:





عن ضحى خضر سبيه

مشرفة تربوية بإدارة تعليم ينبع بكالوريوس لغة عربية وعلوم اجتماعية، خبيرة بشبكة الموارد السعودية شمس، مشاركة في العديد من لجان التحكيم، مدرب معتمد للعديد من البرامج التدريبية، المملكة العربية السعودية.

3 تعليقات

  1. osama abdelaal

    ممتاز

  2. عايدة حمزة

    رائع

  3. مي أبو صالحة

    مقال رائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *