سلوكيات المواطنة الرقمية

مقترح لتبني ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية

ورقة مقدمة إلى الملتقى التربوي الحواري الأول لمديري المدارس والمشرفين التربويين 

المقدمة

لا يخفى على أحد التسارع والإقبال الكبيرين والمتزايدين اللذان أحدثتهما جائحة “كورونا” باتجاه المنصات والتطبيقات الرقمية، فتشير التقارير الفلسطينية بزيادة الزيارات للمنصات الرقمية بنسبة 31 %، ولعل “كورونا” أسهمت بتسريع وتيرته الانتقال إلى الفضاء الرقمي بصورة غير مسبوقة، فصارت التطبيقات والمنصات الرقمية ضرورة لتلبية حاجات المجتمع في شتى المجالات.

وبناء على ما سبق كمؤسسة تعليمية لا يمكن أن نتجاهل ممارسات الأطفال الصغار والطلاب عبر المنصات الرقمية، حيث أصبح من الضروري أن نسعى لغرس قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية، فنشـر ثقافــة المواطنــة الرقميـة عبر المدرســة بـين المعلمــين والطــلاب، يعد مطلـبا ضـروريا في سـياق التطـورات العلميـة الراهنـة وتحـدياتها، وذلك للارتقاء نحو مجتمع واعٍ ومثقف تقوده ثقافة المعرفة والتعلم وفق القيم الأخلاقـية الفلسطينية.

المواطنة الرقمية

تعرف المواطنة الرقمية على أنها مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تساعد المواطن الرقمي على التمتع بالمهارات والمعرفة اللازمة للتنقل في العالم الرقمي واستخدام التقنيات الرقمية بطريقة إيجابية والتحلي بروح المسؤولية والوعي والحكمة عند استخدام التكنولوجيا، مما يساعد في جعل الفضاء الإلكتروني مكان أكثر أماناً للجميع.

العناصر الرئيسية للمواطنة الرقمية

تتمركز المواطنة الرقمية حول العديد من الجوانب والعناصر الرئيسية، وتُعد عناصر المواطنة الرقمية المذكورة أدناه من الأولويات الرئيسية لتعزيز جودة حياتنا الرقمية بشكلٍ عام:

  1. الصحة وجودة الحياة الرقمية: يعد استخدام التكنولوجيا من قبل الأطفال والشباب مصدر قلق كبير للصحة، وجودة الحياة خاصة للأجيال الأكبر سناً من أولياء الأمر الذين لم يولدوا في العصر الرقمي.
  2. محو الأمية الرقمية: وهي زيادة الوعي وتثقيف الأفراد حول التكنولوجيا وكيفية استخدامها بطريقة مسؤولة وصحيحة.
  3. فن التعامل الرقمي (الإتيكيت الرقمي): ويُقصد به مدونة قواعد السلوك التي تحدد معايير السلوك المقبول والإيجابي في المجتمع الرقمي.
  4. الأمن الرقمي: الإجراءات اللازمة لضمان مجتمع رقمي آمن.
  5. القانون الرقمي: القواعد، والقوانين، والتشريعات التي تحدد الإجراءات والسلوكيات والمسؤوليات الصحيحة، بالإضافة إلى الآثار القانونية المترتبة في المجتمع الرقمي.

الحاجة لتبني ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية:

إن الأرقام الأخيرة في التقرير السنوي لشركة إيبوك لتكنولوجيا المعلومات للعام الحالي توضح الزيادة الملحوظة في توجه المجتمع الفلسطيني نحو العالم الرقمي، وذلك يضعنا كمؤسسة تعليمية أمام مسؤولية كبيرة لمساعدة الطلبة على النمو الشامل والآمن في الفضاء الرقمي، وفيما يلي عرض لبعض تلك الإحصائيات:

عدد مشتركي أجهزة الهاتف المحمول في فلسطين

ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية

واقع العالم الرقمي خلال جائحة كورونا

ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية

الرسم البياني أعلاه، من دراسة ل ( Comscore ) الأمريكية، وتظهر فيه بوضوح القفزة التي حصلت على أرقام الزيارات للمنصات الرقمية، إذ قفزت من 43 مليار زيارة في فبراير 2020إلى ما يقرب من 64 مليار زيارة في إبريل، ثم استمرت بالصعود لتصل إلى 80 مليار زيارة في العام نفسه.

ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقميةميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية

  ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية

في ضوء السعي لتضمين المواطنة الرقمية ضمن النسيج القيمي الرقمي الفلسطيني،  طالعتُ تجربة دولة الإمارات وبنودها لقيم المواطنة الإيجابية، وتبنيتها في مقترحي مع تكييفها بما يناسب ظروف المجتمع الفلسطيني، وذلك بهدف تعزيز فكرة المجتمع الرقمي الآمن، ليصبح الميثاق مكون من البنود العشرة التالية:

  1. الإرث الفلسطيني: أن ألتزم بالولاء لديني ووطني، وأن أكون نموذجاً للقيم والعادات والتقاليد الفلسطينية والإنسانية في العالم الرقمي.
  2. السمعة الرقمية: أن أمثل وطني أفضل تمثيل، وأن أدافع عن مكتسبات وسمعة الدولة في العالم الرقمي.
  3. احترام الآخرين: أن أحترم الآخرين وخصوصياتهم وملكيتهم الفكرية، ولا أتنمر عليهم أو أتسبب في الضرر لعملهم أو هويتهم الرقمية.
  4. الاستثمار الإيجابي: أن استخدم العالم الرقمي لتطوير مهاراتي ومواكبة التطورات واستشراف المستقبل تحقيقاً لرؤية دولة فلسطين.
  5. حسن التعامل: أن أعزز قيم التضامن والتعاطف الاجتماعي والمعاملة بإيجابية، واستخدم منصات التواصل الاجتماعي بحكمة.
  6. الخصوصية الرقمية: أن أحرص على حماية المعلومات الشخصية وعدم نشرها وأحافظ على خصوصية الآخرين.
  7. مصداقية النشر: أن أتأكد من مصداقية المحتوى الذي أقوم بنشره أو الذي أتلقاه من الآخرين وأن أرجع إلى المصادر الموثوقة.
  8. المسؤولية والنظم: أن أكون مسؤولاً عن تعاملي مع العالم الرقمي، وأن أحترم القوانين والقواعد المنظمة لذلك.
  9. الأخلاقيات الرقمية: أن أكون فعالاً في الحد من المحتوى الذي يتعارض مع القيم الإسلامية الأخلاقية والإنسانية.
  10. الاستخدام المتوازن: أن أحافظ على صحتي الجسدية والنفسية من خلال الموازنة وضبط الوقت بين العالم الافتراضي والواقعي.

التوصيات:

  • رفع درجة الوعي بالمواطنة الرقمية للمعلمين والطلبة بمختلف الوسائل والطرق (إذاعة- نشرات- كتيبات تثقيفية- مقاطع فيديو- قصص رقمية).
  • تبني ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية وتضمينه في المنهاج الفلسطيني.
  • التوجه نحو غرس قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية في التعلم الإلكتروني ومتابعة ذلك من الإدارة المدرسية.
  • إجراء البحوث حول أثر التوجه نحو إدارة التعلم المبني وفق ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية على دافعية الطلبة للتعلم.
  • توجيه المعلمين نحو توعية الطلاب حول كيفية التعامل مع المنصات الرقمية وفق خصوصية المجتمع الفلسطيني وميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية.

المراجع

  • التقرير السنوي لشركة إيبوك لتكنولوجيا المعلومات 2021.

مواقع الإنترنت

  1. 24.ae
  2. digitalwellbeing.ae/ar/digital-citizenship
  3. dubaipost.ae
  4. digitalwellbeing.ae/ar/our-events/na-9
  5. ar.wikipedia.org
  6. mabarrat.org.lb/
  7. mabarrat.org.lb
  8. muqtafi.birzeit.edu/pg/getleg.asp?id=17018
  9. al-ain.com/article/digital-citizenship

البحث في Google:





عن مهند يوسف صيام

بكالوريوس علوم حاسوب وماجستير مناهج وطرق تدريس، معلم حاسوب وتكنولوجيا المعلومات، ومهتم بتعليم الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتقنيات التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *