أهمية الدوافع في تعلم اللغة العربية وآليات استثارتها لدى الطلاب الأتراك

أولاً: دوافع تعلم اللغة وأهميتها في تعلم اللغة العربية

إن المراقبين لعملية تعليم اللغة العربية وتعلمها يهولهم الإقبال على تعلم اللغة العربية من كافة الشرائح، خاصة الشباب. يا ترى، ما الدوافع التي تكون وراء هؤلاء المقبِلين على تعلم العربية في البلدان كافة سيما البلدان المسلمة منها؟

إن تعلم اللغة يعد مهمة عقلية معقدة، تختلط فيها المشاعر والأهداف والدوافع، والدوافع هي المحركة للمشاعر والاتجاهات، والمشاعر والاتجاهات هي المحركة لعملية التعلم؛ لأن وراء كل تحرك دافعاً، وتعلم اللغة يعد تحركاً. من هنا تأتي أهمية الدوافع في تعلم اللغات لأنها هي القوة الدافعية لتعلم اللغة.

وبعد التأمل في الدوافع التي تكمن وراء الطلاب الأتراك المقبلين على تعلم العربية نجد أن هذه الدوافع تنقسم إلى عدة أقسام منها:

الدوافع الاندماجية أو الانتمائية: وهي الدوافع التي نجدها عند الذين يريدون الاندماج الكامل في المجتمع بكل حَيْثِيَّاتِهِ، وتكون غالباً بسبب الهجرة إلى بلد اللغة والعيش فيه، أو تكون بسبب الزواج؛ فالزواج سبب أساس من أسباب الاندماج الكامل في مجتمع اللغة، أو تكون بسبب الولادة في هذا البلد؛ فالأولاد الذين رأوا النور في بلد أجنبي مثلا يكون تعلمهم للغة بدافع الاندماج الكامل في أهل اللغة، وليس أدل على الدوافع الاندماجية في تعلم اللغة مثالاً – من أولادنا الذين اندمجوا في المجتمع التركي بروضاته ومدارسه وجامعاته المختلفة، وإن الدافع الذي يكمن وراء تعلم أولادنا اللغة التركية هي دوافع بلا شك اندماجية. والدوافع الاندماجية هي أقوى الدوافع من حيث قوة التأثير في تعلم اللغات.

الدوافع الدينية: تأتي في المرحلة الثانية من حيث قوة التأثير؛ فالدين الإسلامي ذو تأثير قوي في تعلم اللغة العربية؛ لأن العربية هي لغة القرآن الكريم. وقد جرت العادة أن يَسأل مدرس العربية للناطقين بغيرها الطالب سؤالا عن دافعه أو هدفه من تعلم العربية، والإجابة تكاد تكون واحدة وهي فهم القرآن الكريم، وأنا لا أتذكر أنني حين أسأل مثل هذا السؤال أن يجيبني الطالب إجابة مختلفة إلا نادراً.

فهم القرآن الكريم كان يدفع – وما زال – كثيرا من الطلاب لتعلم اللغة العربية، من هنا ينبغي أن نؤسس لـمَدْخَل جديد، وهو المدخل القرآني في تعلم اللغة العربية، وأن نؤلف منهاجا يخدم هذا الغرض، فإذا كان عدد كلمات القرآن الكريم 17458 كلمة فيجب علينا النظر فيها، وتصنيفها حسب السهولة والشيوع والاستخدام، ثم توظيفها في نصوص مناسبة للمستوى في منهج يلبي احتياجات الطلاب، ويشبع دافعيتهم.

الدوافع التكاملية: هذا النوع من الدوافع يأتي في المرحلة الثالثة من حيث قوة التأثير. ومعنى الدوافع التكاملية هو: الاشتراك الفعّال في حياة المجتمع الذي يتكلم اللغة الثانية؛ ولا تصل درجة الاشتراك إلى درجة الاندماج أو الانتماء ولكن تكون هذه الدوافع عند الأشخاص الذين يعيشون في بلد اللغة، ويقضون حوائجهم باللغة الهدف، كأولئك المهاجرين التاركين بلادهم ليعيشوا في بلد آخر؛ لأسباب مختلفة، مثل الأتراك الذين هاجروا إلى ألمانيا في نهاية القرن العشرين، فهؤلاء يتكلمون اللغة الألمانية بدافع الاشتراك في الحياة وقضاء الحاجات، ولكن لا يستطيع المناقشة العلمية مثلا باللغة الألمانية، وكذلك نجد كثيرا من الشبان العرب الذين قدموا إلى تركيا قد تعلموا اللغة التركية للحاجة إليها، فقد تعلموا في كل موقف ما يحتاجون إليه، تعلموا لغة الشراء ولغة الفندق ولغة المطعم والتسوق وغيرها من المواقف الاتصالية… فهذه يمكن تسميتها بالدوافع التكاملية.

الدوافع النفعية أو الوظيفية: وتكون هذه الدوافع أضعف الدوافع من حيث قوة التأثير، فالإنسان الذي يؤدي وظيفة ما في بلد عربي في مدة محدودة ومكان محدود يتعلم اللغة بهدف الوصول إلى مبتغاه، فتعلمه يكون ضعيفا وأداؤه يكون ضعيفا، والتاجر الذي يتعلم اللغة بهدف التجارة مع البلاد العربية يتعلم لغة الزبائن وإذا ما انتهى من شأنه ينسى هذه اللغة، فهذه الدوافع تكون في العادة مؤقتة، تنتهي بانتهاء الغرض.

ومن الدوافع النفعية عند الطلاب الأتراك النجاح في السنة التحضيرية، وهذا الدافع مرتبط بوقت محدد ومكان محدد وهدف محدد، فإن تحقق الهدف ترك الجمل بما حمل، فمثل هذا الدافع ضعيف جدا، ونجد بعض الطلاب ممن لديهم مثل هذا الهدف بالكاد ينجحون، وبعد دراسة سنة كاملة من اللغة العربية بمهاراتها كافة، تصبح ذكرى جميلة وأحيانا تكون ذكرى مؤلمة بعد اجتيازه سنته التحضيرية.

ومعرفة الدوافع عند الطلاب تفيد القائمين على تعليم اللغات في وضع المنهاج المناسب لهم، وترسم لهم طرائق مناسبة للأهداف، وتختصر عليهم طرقا في إيلاجها الكثير من المخاطرة والمجازفة، ومن أجل ألا ينطبق علينا المثل القائل العرس بدوما والطبل بحرستا علينا أن نعرف دوافع الطلاب أولاً.

ثانياً: الآليات العشر لاستثارة الدافعية لدى الطلاب الناطقين بغير العربية

إن تعلم أي لغة يعد مهمة معقدة، وحتى تتم هذه المهمة وتتحقق لا بد من توافر متغيِّرَين اثنين، فأما الأول فيتعلق بالطالب وما ينطوي عليه من ذكاء واستعداد ودافعية. وأما المتغير الآخر فيتعلق بالبيئة الدراسية، ولا بد هنا من توافر الجودة في التقديم والعرض وتوافر الوقت المخصص للتعلم.

كيف أستثير الدافعية عند الطالب الأجنبي ليستمتع بتعلمه اللغة ويبدع، وكيف أنشطها؟

يشير مصطلح الدافعية إلى القوى التي تحرك الأفراد في اتجاه معين، للقيام بعمل معين أو لتحقيق هدف ما. وفي الحقيقة هناك كثير من الوسائل التي أستطيع أن أستثير بها الطلاب لكي يشدوا وَثاقهم لتعلم اللغة العربية:

  • تبصير الطلاب بالأهداف الكامنة وراء تعلم اللغة العربية.

ويكون ذلك من خلال الحديث عن أهمية اللغة العربية في فهم القرآن الكريم، وأهميتها في قراءة التراث الإسلامي من مصادره العربية، وأهميتها في نقل التراث المخطوطاتي من الظلام إلى النور، فعدد المخطوطات في إسطنبول فقط يتجاوز المليونين. كما يكون ذلك أيضا بإظهار أهمية العربية في حصول المتقِن لها على وظيفة مهمة في البلاد، وهذا ما يحصل فعلا؛ فكثير من المؤسسات التركية صارت تطلب موظفين يجيدون اللغة العربية، وهذه المؤسسات اتسعت لتشمل المؤسسات الأمنية والطبية والعسكرية فضلا عن مؤسسات التعليم والاتصالات وغيرها…

وعن أهمية الهدف في التحريك والشغل تروى القصة الآتية: كان هناك شابان ينقلان الحجارة من مكان إلى آخر، وكان أداء الأول ممتازا، يعمل بنشاط وعزم وصبر ورضا، وأما أداء الآخر فكان سيئا جدا، غير راض بما يعمل، يحس الرائي أنه يعمل مكرها. ثم إن حكيما رآهما، فلاحظ الفرق في الأداء، فسأل الحكيم الشاب الأول: لماذا تنقل الحجارة من هنا إلى هناك؟ قال: سنبني بها مَعْبَداً جميلا هناك. ثم إن الحكيم قد سأل الشاب الآخر السؤال نفسه، فأجاب: أنا أنقل هذه الحجارة اللعينة من هنا إلى هناك. فَهِمَ الحكيم عند ذلك ذاك الاختلاف في الأداء. من هنا نتبين أهمية الهدف في تحريك الإنسان وتنشيطه ودفعه نحو الأمام، فالطالب الذي يريد من دراسته للسنة التحضيرية ورقة عبور للسنة الأولى يفرق _بلا شك – عن ذاك الطالب الذي يدرس العربية لِيَلْتَهِمَ تراثها.

  • تقديم اللغة في سياقها:

اللغة الميّتة هي تلك اللغة التي تُقتَطَع من سياقاتها، وتقدم للطالب جملاً مبتورة لا حياة فيها. والهدف من تلك الجُمل تدريب الطالب على قاعدة محددة، مثلاً للتدريب على المبتدأ والخبر يطرح المثال الآتي: الصف جميل. في هذا المثال المقتطع لا يشعر الطالب بقيمة الحامل ولا المحمول، ولا يحس بقيمة الوسيلة ولا الغاية، فما معنى الصف جميل؟ ولماذا نقول ذلك؟ كل هذه الأسئلة لا جواب لها في ذهن الطالب، وبالتالي يُخَزَّن في اللاوعي عنده أن المبتدأ والخبر ليسا بمهمين، وهذا الشعور يدفعه لترك التعلم. فواجبنا نحن تجاه تعليم هذه اللغة المباركة أن نقدمها في سياقاتها الجميلة التي وردت فيها، وذلك لاستثارة الدافعية لدى الطالب في تعلم اللغة العربية.

  • تقديم المحتوى ذي القيمة في حياة الطالب:

إن محتويات معظم كتب تعليم اللغة العربية _ مع كل الأسف – تكاد تخلو من محتوى قِيَمِيٍّ لدى الطالب التركي، والطالب يغني في وادٍ والمنهاج في واد آخر، ونحن – المعلمين – مصرون على موقفنا، مؤمنون بمحتوى مناهجنا.  وأنا أقول: ماذا يستفيد الطالب من درس الاتصالات والمواصلات والطعام والشراب؟؟ وما الفائدة التي يحصدها من هذه الموضوعات؟ ثم إن طالبنا (التركي) لا يعيش في بلد عربي حتى تكون مثل هذه الموضوعات ذات قيمة، فلا بد أن نعيد النظر في مناهجنا، ولا بد أن نقدم كتبا تقوم على منهج الفكرة، وليس على المنهج الاتصالي المتبع، لأن طالبنا لا يشعر بقيمة ما يتعلمه، ولن يشعر بقيمة ذلك حتى نؤلف نصوصا تلبي احتياجاته، فمثلا: بدل أن نقدم عنوان في المطعم، فلنقدم موضوع: كيف كان يأكل النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكن أن نقدم موضوع معجزته صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق حينما دعا الناس لتناول الشويهة التي جهزها جابر، وأراد أن يكرم بها النبي صلى الله عليه وسلم فقط… فمثل هذا الموضوع يغطي موضوع الطعام، وهو موضوع ذو قيمة بالنسبة للطالب التركي.

  • إظهار الاهتمام بالطالب وتشجيعه المتواصل على تعلم اللغة العربية:

إظهار الاهتمام لا يكون بتقديم الطعام والشراب إليه، ولا بتعريفه بالخطة الزمنية لإنهاء البرنامج، ولا يكون بتعريفه بالخطة السنوية للسنة التحضيرية فحسب بل بالدخول إلى أعماق الطالب، والحديث معه عن آماله وطموحاته وأهدافه، وإشعاره بأن الهدف عظيم، ويحتاج إلى إخلاص لتحقيقه، وإشعاره أنه على قَدِّ الحِمل وزيادة. والحمل يختلف من شخص إلى آخر، كل حسب طاقته ودورِه في هذه الحياة، فالأنبياء أشد الناس حملا ومسؤولية، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ويكون التشجيع بضرب الأمثلة عن العلماء الأجانب الذين خاضوا بحار العربية، ووصلوا إلى لآلائها كالبخاري وسيبويه وأبي الحسن الندوي وغيرهم كثير.

وإننا إذ نشجع الطالب على تعلم اللغة فذلك لا يعني أنه يجب أن نقدم له درجات أعلى مما يستحق، فالتشجيع شيء والدرجة المستحقة شيء آخر، فلا بد أن يكون لدى الطالب خوف ما، وهذا الخوف هو ما يسمى بالخوف الدافع، والخوف الدافع هو الخوف الذي يدفع الطالب لتحسين أدائه.

  • المشاركة الإيجابية للطلاب:

في الطرائق القديمة يكون الطالب سلبيا، بمعنى أنه يكون متلقيا مستمعا للمعلم، وأما في الطرائق الحديثة فيجب أن يكون الطالب إيجابيا، بمعنى: جَعْلُ الطلاب مشاركين فعّالين في التعلم، يتعلم الطلاب عن طريق العمل والشغل والكتابة والتصميم والإبداع والتحليل.

عزيزي المعلم، إن السلبية تكبح دافعية الطلاب وفضولهم، فاطرح أسئلة عليهم، واتركهم فليجيبوا عنها، وعليك أن تستمع إليهم، وإلى حلولهم وأجوبتهم ولو أخذوا من وقت الدرس معظمه، واستخدمْ مجموعات عمل صغيرة، وطبق المناقشة الهادفة والتعلم التعاوني. في مثل هذه الأجواء يمر وقت الدرس سريعا، فلا يشعر الطالب بالملل، بل يشعر بالمتعة لأنه يمارس اللغة، ويستخدمها، وبالتالي: تثار الدافعية لديه.

  • التنوع في الأنشطة:

تعني الأنشطة: وضع الطالب في موقف لغوي منشِّط، فيُثيره على ممارسة اللغة، منها أنشطة فصلية تقدم في الفصل، مثل: تحدث الطالب عن مدينته بالصور، وتحدثه عن جامع من الجوامع، أو مكان من الأمكنة. ومنها أنشطة لاصفية، مثل: الذهاب مع الطلاب إلى مكان من الأمكنة، والتعرف عليه والحديث عنه باللغة الهدف بعد تحضير المعلومات اللازمة له قبلاً، حيث يتم ربط الأسماء بمسمياتها، وهذا أسلوب مهم من أساليب تعلم اللغة.

لكن للأنشطة الطلابية الثقافية في تركيا مشكلات لغوية كثيرة، منها: أن الطلاب من جنسية واحدة، وهذا يدفعهم إلى استخدام اللغة الأم في الحديث، إضافة إلى ذلك فإن المكان المستهدف ليس عربي الأهل، فلا تؤدي النشاطات اللاصفية هدفها تماما. يمكن حل هذه المشكلة باستبدال هذه الأنشطة التقليدية بأنشطة أخرى تماثلها ولكن تختلف عنها في البيئة، فيمكن أن تكون البيئة عربية في هذا السياق الزمني الاستثنائي، بحيث يؤخذ الطلاب إلى مخيم عربي أو تنظيم لقاءات بينهم و بين طلاب عرب، كما يمكن الاستغناء عن ذينك النشاطين بنشاط آخر: وهو صنع بيئة عربية من بابها إلى محرابها، ووضع الشروط والقوانين لها، وهناك عدة تجارب قام بها ناشطون في تركيا وماليزيا وأندونيسيا وغيرها من البلاد، فكان للبيئة الاصطناعية أثر عجيب في تعلم اللغة الهدف. وبالطبع مثل هذه الأنشطة تستثير دافعية الطلاب نحو تعلم اللغة العربية.

  • التعزيز خلال دراسة الطالب:

معنى التعزيز: هو قول أو فعل أو تقرير يصدر من المعلم بغرض تعريف الطالب بمدى التقدم الذي أحرزه أو مدى نجاحه في تعلم اللغة، وهذا يسمى تعزيزا إيجابيا، أو تعريفه بالأخطاء التي يرتكبها وإشعاره بعدم الرضا عن أشكال الإهمال التي تبدو على أدائه. وهذا يسمى تعزيزا سلبيا.

ومن باب كل شيء زاد على حده انقلب إلى ضده فينبغي الحذر عند كَيْلِ عبارات الثناء والمدح في غير محلها، لأنها تُشْعِرُ الطالب أن هذه العبارات ليس لها أي قيمة، فلا تؤدي غايتها. والتوسط في التعزيز ووضعه في مكانه المناسب شرطان لا بد منهما لاستثارة دافعية الطلاب.

  • الترويح في الفصل:

قالوا قديما: رَوِّحْ القلوب ساعة بعد ساعة إن القلوب إذا كلَّتْ عَمِيَتْ. الترويح عن النفس ضرورة لأن النفس تمل الرتابة والإيقاع الواحد، فلا بد من التغيير بين الفينة والأخرى في الإيقاع، ويمكن أن يكون التغيير هذا بطرفة جميلة أو قصة مضحكة، أو لعبة رياضية قصيرة، أو غير ذلك حسب الموقف الذي يكون فيه الطلاب، فالمعلم الذي لا يصنع ابتسامة على وجوه الطلاب يرفضه اللاوعي عند الطالب، وبالتالي يمله، ولا تكون هناك استجابة للتعلم. وفي هذا السياق أنصح نفسي وكل معلم يمارس تعليم اللغة للأجانب وخاصة المعلم الذي ليس لديه روح مرحة أو فكاهة – أنصحه أن يقرأ كتابا في النكات والقصص الطريفة لروايتها للطلاب حسب سياقها.

  • العلاقات الإنسانية في الفصل:

إن التعامل مع الكبير يختلف عن التعامل مع الصغير، فالتعامل مع الكبير حساس؛ ولذلك يجب على المعلمين أن يحافظوا على جو ودي بينهم وبين الطلاب، لأن التعلم عند الكبار شعوري فكري سلوكي، فمن المستحيل أن يستفيد الطالب من معلم لا يحبه، لأن الكبير يبدأ في عملية تعلمه بشعوره، فَفِكْرِه فَسُلوكِه، يعني: لا يمكن أن يتغير سلوك الطالب اللغوي إلا بعد أن يتغير فكره، ولا يتغير فكره إلا إن تغير شعوره، وإن تغيير الشعور أمر حَرِج لدى الكبير، ولذلك حتى نستثير الدافعية لدى الطلاب علينا أن نحافظ على العلاقات الودية في الفصل.

  • كن متحمساً لموضوعك صديقي المعلم:

حماس المعلم عامل حاسم في دافعية الطلاب، والحماس عدوى، إن أصبحت متبرماً أو فاتراً، فإن طلابك سيكونون كذلك أيضاً. وإن حماس المعلم يأتي من الثقة بالنفس وبالطلاب، ومن السعادة الحقيقية في التعليم. بعض المعلمين يدخل الصف مالّا يائسا، فمثل هذا المعلم يؤثر سلبا على نفسية الطلاب وعلى دافعيتهم في التعلم. وأما ذاك المعلم الذي يدخل وهو مستبشر متفائل متحمّس فسوف يؤثر إيجابا على نفسية الطلاب وعلى دافعيتهم في التعلم.

البحث في Google:





عن حسان سيد يوسف

أستاذ اللغة العربية بكلية الشريعة في إسطانبول، حاصل على درجة الماجستير من معهد الخرطوم الدولي، (قسم المناهج وطرق التدريس)، متخصص في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى. للباحث تجربة رائدة في مجال تبسيط الكتب حسب المستويات، وفي مجال تأليف المناهج للطلاب الاجانب الناطقين بغير اللغة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *