10 من أفضل استراتيجيات التقويم التكويني ينصح بها المدرسون

يُعتبر التقويم التربوي العمود الفقري لكل نظام تعليمي فعال، فبفضله يتم تشخيص نقاط قوة و نقاط ضعف النظام التعليمي، مما يسمح بتحسين مردوديته، و الارتقاء بمناهجه. و على مستوى الفصل الدراسي، أصغر وحدة من وحدات النظام التعليمي و أهم مكوناته، يلعب التقويم التربوي دورا محوريا في التعرف على مدى تحقق الأهداف المسطرة، و يمكن من تقييم فعالية التعليم والممارسات التعليمية ودرجة إنجاز الطالب، و مدى تحكمه في الكفايات التعليمية، فالتقويم سيرورة لا متناهية من العمليات التربوية التي تواكب جميع مراحل العملية التعليمية التعلمية، و لا تقتصر فقط على المراقبة المستمرة أو التقويم المرحلي أو الإجمالي الذي ينتهي بمنح الطالب نقطة عددية تعبر عن مدى تحكمه في الكفايات المسطرة.

إن التقويم بمفهومه الحديث لم يعد مرادفا للاختبار أو الامتحان، فالتقويم يحمل في مفهومه اللغوي إشارة إلى العلاج و التهذيب و الإصلاح و إزالة العوج، مما يستدعي إدراجه كنشاط أساسي في الممارسات اليومية، ليؤدي وظيفته العلاجية و لا يقف فقط عند حدود التقييم الذي يعني الحكم على الشيء.

سبق لنا في مدونة تعليم جديد أن تطرقنا لموضوع التقويم في مقالات مفصلة، و من زوايا مختلفة، و نحيلكم في هذا الصدد إلى بعضها من خلال الرابط التالي: مقالات عن التقويم التربوي ، و في هذا المقال، سنتحدث عن استراتيجيات التقويم التكويني التي يمكن توظيفها في الممارسة اليومية، قصد التعرف بشكل فوري على درجة تحقق الأهداف، و تقييم ممارساتكم التعليمية، و التعرف على الطلاب المتعثرين، و معالجة تعثراتهم بشكل فوري، حتى لا تتحول هذه التعثرات بفعل التراكم إلى عوائق للتحصيل و التعلم، و تصبح مع مرور الزمن سببا من الأسباب الخفية للشغب و السلوكات السلبية التي تصدر عن بعض الطلاب الذين يجدون صعوبة في مواكبة إقاعات التعلم.

 10 استراتيجيات للتقويم التكويني ينصح بها المدرسون

1. استراتيجية السؤال المفتوح

خلال حصص التقويم التكويني، التي تتخلل الممارسات اليومية و تهدف للتحقق من فهم الدرس، ينصح بتجنّب طرح أسئلة مغلقة تقتصر الإجابة عليها بنعم أو لا. فالأسئلة والعبارات من قبيل “هل هذا معقول؟” “هل تتفق معه؟” ، عادةً ما يجيب الطلاب عنها بعبارة “نعم” أو “لا”. و لا تمكن من التعرف على مدى فهم و استيعاب الدرس.

لذلك و لمساعدة الطلاب على فهم أمثل للدرس، اطرح أسئلة مفتوحة تتطلب الإجابة عنها التحليل و التركيب، لتتمكن من اكتشاف مستوى فهم و استيعاب الطلاب للدرس.

2. استراتيجية التفكير

خلال الدقائق الخمس الأخيرة من الحصة الدراسية، اطلب من الطلاب التفكير فيما تعلموه خلال الحصة الدراسية، وكتابة أهم الأفكار التي بقيت عالقة بأذهانهم، ثم اطلب منهم التفكير في كيفية تطبيق هذا المفهوم أو المهارة في بيئة عملية، و ناقشهم في الأمر حتى تُكَوِّنَ صورة واضحة عن مدى فهمهم للدرس.

3. استراتيجية المسابقات

تعتبر المسابقات استراتيجية فعالة للتحقق من فهم الطلاب للدرس، ففي نهاية الحصة الدراسية، و لتحقيق هذا الهدف، يمكن اعتماد اختبار قصير على شكل مسابقة يسمح استثمار أجوبتها و تفاعل الطلاب مع أسئلتها بالتعرف على مستوى فهم الدرس.

4. استرتيجية التلخيص

في نهاية الحصة الدراسية، اطلب من الطلاب تلخيص أو إعادة صياغة المفاهيم التي تمت دراستها خلال الحصة، حسب الإمكانيات المتاحة، يمكن الاكتفاء فقط بالتلخيص الشفوي، أو اعتماد ملخصات مكتوبة تحمل أسماء المتعلمين، لكن و لتخفيف الأعباء على المدرس، و ربح الوقت، ينصح باعتماد الطريقة الشفوية.

5. استراتيجية الإشارات

يمكن استخدام إشارات اليد لتقويم درجة فهم الطلاب للدرس. و لهذا الغرض، يتم الاتفاق مسبقا على رموز بحركات اليد، يدل كل منها على درجة معينة للفهم، و على سبيل المثال، يمكن الاتفاق على أن يشير رفع أصبع واحد لدرجة متدنية من الفهم، و أصبعان لدرجة ضعيفة، و ثلاث لدرجة متوسطة…

تتطلب هذه الاستراتيجية مشاركة جميع الطلاب وتسمح للمدرس بالتحقق من الفهم ضمن مجموعة كبيرة من الطلاب، و بشكل فوري.

6. استراتيجية الأركان الأربعة

تعتبر هذه الاستراتيجية من الطرق الفعالة لإجراء تقويم تكويني سريع و فعال، و  تتمثل في استغلال الزوايا الأربع للفصل لتصنيف الطلاب حسب درجة استيعاب الدرس، حيث يطرح المدرس سؤالا حول الدرس، و يطلب من المتعلمين الاصطفاف في إحدى زوايا الفصل التي تحمل البطاقة المناسبة لدرجة فهمهم للدرس، فعلى سبيل المثال، قد تتضمن خيارات الزوايا: “أوافق بشدة” ، و “أنا أختلف بشدة” ، و “أوافق إلى حد ما” ، و “لست متأكدًا”.

7. استراتيجية الندوة

في نهاية الحصة الدراسية، يطلب المدرس من طلابه طرح أسئلة على بعضهم البعض، تتعلق أساسا بما تعلموه خلال الحصة، و تسمح هذه الأسئلة كما الأجوبة عنها للمدرس بتكوين فكرة عن مدى فهم المتعلمين للدرس.

8. استراتيجية 1-2-3

في نهاية الدرس، يقوم المتعلمون بالإجابة بشكل فردي عن الأسئلة الثلاثة التالية:

1- ماذا استفدت من الدرس؟

2- ما هي الأشياء التي تود معرفة المزيد عنها؟

3-  هل لديك أسئلة أخرى؟ ما هي؟

يسمح تحليل إجابات الطلاب عن هذه الأسئلة الثلاثة بإجراء تقويم شامل لمستوى فهم الدرس، و نقاط الضعف و القوة في المنهجية المتبعة.

9. استراتيجية تذكرة الخروج

يكتب الطلاب إجابتهم المقتضبة على سؤال يوجه إليهم في نهاية الحصة، بعدها يقف المدرس عند باب الفصل، و يقوم باستلام بطاقة الجواب بمثابة تذكرة للخروج من الفصل. يولد هذا التمرين بشكل سريع أفكارًا متعددة يسمح استثمارها بالتعرف على مدى فهم الطلاب للدرس، و تسمح بتطوير استراتيجية للدعم و التدخل العلاجي في وقت لاحق.

10. استراتيجية الخطأ المقصود

للتحقق من مدى استيعاب المتعلمين للدرس، يمكن اللجوء في آخر الحصة لعرض مفاهيم و خلاصات خاطئة حول الدرس، و من تم مراقبة رد فعل الطلاب، و مناقشة ردودهم و الأسباب التي جعلتهم يعترضون على ما تم ذكره.

كانت هذه أهم استراتيجيات التقويم التكويني التي يمكن توظيفها في الفصل الدراسي، قصد التحقق من مدى فهم الدرس و تفادي تراكم التعثرات لدى الطلاب، لكنها ليست كل الاستراتيجيات المتاحة، فمجال التقويم، مجال واسع للإبداع و الابتكار، و إعمال الخيال، فإذا كنتم تستخدمون طرقا أخرى غير التي تطرقنا لها في هذا المقال، فلا تنسوا مشاركتها معنا عبر التعليقات أدناه.

البحث في Google:





عن د. الحسين اوباري

مستشار في التوجيه التربوي، دكتوراه الدولة في القانون العام وعلم السياسة، مدون و مهتم بالعلوم القانونية وعلم السياسة وبالتقنيات الحديثة في التوجيه والاستشارة والتعليم، عضو الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي (AMCOPE)، عضو الجمعية الأمريكية للاستشارة (ACA)، عضو مؤسس و محرر بموقع "تعليم جديد"، أستاذ معتمد من مايكروسوفت (MCE) و حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS)، و عدة شهادات في تكنولوجيا الإعلام والاتصال.

20 تعليقات

  1. أفكار جيدة ونيرة جزاكم الله خيرا

  2. أم رضوى

    الجميل في الاستراتيجيات المذكورة أنها تحقق أهدافا أخرى تربوية إلى جانب التقويم أهمها خلق ديناميكية صفية، إقحام جميع المتعلمين وإشراكهم في العملية التعليمية التعلمية، تنويعها يقضي على الرتابة والنمطية .
    .أفكار ملهمة جدا، جزيتم خيرا، وننتظر منكم المزيد.

    • طرائق التدريس الحديثة ترمي إلى إشراك المتعلمين في بناء تعلماتهم، و تجاوز نظرية المعلم المالك للمعرفة. شكرا لمرورك و تعليقك.

  3. اسمهان عبد الرحمن

    استراتيجيات فعالة ويمكن لكل معلم اختيار المناسب منها لتقويم درسه ، شكرا جزيلا

  4. يوسف خياط

    شكرا سيدي الكريم على عملك القبم…
    ولكن فهم المصطلح هو مفتاح الموضوع ككل …ما هو التقويم التكويني اولا ……évaluation formative ….;نحدد الفرق بينه وبين التقويم التحصيلي او النهائي …..évaluation sommative……
    وما هي اوجه التمصل بينه بين التقويم المتعدد الذكاءات ؟
    دمتم في خدمة التربية

  5. هبه أبوالعلا

    موقع راااااائع ،، حياكم الله و زادكم علم و رفعه ،، المزيد من المقالات الحديثه المفيده ،، شكرا جزيلا.

  6. استراتيجيات فعالة حقا من أجل التفكير في التعلم

  7. مواضيع ممتازة ومفيدة

  8. محمّد خير الدين

    أفكار جيّدة، تساعد على جعل العملية التعليمية حيّة ومشوّقة. بارك الله فيك أستاذنا على هذا المقال!

  9. ذ أغبالو أحمد

    شكرآ على العرض القيم الذي يحتوي على مشروع تربوي يهدف إلى طرق التدريس حديثة تتمثل بعدة استراتجيات في إطار التقويم التربوي والتكويني مما يسهل مأمورية المدرس في العملية التعليمية التربوية قصد نجاح الدرس التربوي …

  10. جزاكم الله خيرا على المعلومات القيمية لكن هناك ملاحظة بسيطة أظن أن جل الاستراتيجيات المذكورة فهي خاصة بالتقويم الختامي وليس التكويني الذي يكون بوسط الاعطاء للمادة العلمية ….

  11. محمد عمر

    شكرا لك على هذه الأفكار.
    لكن ألا ترى أن جزء كبير منها يختص بالتقييم الختامي وليس التكويني الذي يهدف إلى الوقوف على مدى تحقق كل نتاج أثناء الحصة وهو الاصل أو يهدف إلى التحقق من مدى تكوّن وبناء المفاهيم والمهارات ولذلك سمي بالتكويني.
    مع الإشارة هنا إلى أن التقويم الختامي يمكن أن يكون تقويم تكويني للحصة التي تليها في حال أن الطلبة في نهاية الحصة لم يحققوا النتاجات المطلوبة. رغم أن المعلم يجب ألا يكون قد وصل إلى نهاية الحصة دون التحقق من تكون النتاجات أثناء الحصة.
    ودمتم بخير

  12. الاستاذ محمد براحلية

    استراتيجيات مفتاحية بنائية تقويمية تقييمية..مجهوداتكم تذكر فتشكر

  13. الاستاذ محمد براحلية

    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم أستاذتنا الأفاضل

  14. شكرا

  15. دمتم في تجويد التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *