الطريقة السمعية الشفوية

إستراتيجيات حديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها : الطريقة السمعية الشفوية The Audiolingual Method

 هذا المقال هو المقال الرابع من سلسلة مقالات حول إستراتيجيات حديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، للكاتب الدكتور أحمد حسن والتي ينشرها حصريا على مدونة تعليم جديد. المقال الأول طريقة القراءة من هنا. المقال الثاني: طريقة النحو و الترجمة Grammar Translation Method من هنا. المقال الثالث: الطريقة المباشرة من هنا.

مرجع الاقتباس: أحمد حسن محمد علي.(2020). إستراتيجيات حديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ط1. أنقرة، دار سون تشاك، ص ص87- 89.

أ- النشأة:

– يعود الفضل في ابتكار مصطلح ” السمعية الشفهية ” إلى نلسون بروكس 1964، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تجمع بين الاستماع إلى اللغة أولا، ثم إعطاء الرد الشفهي بعد ذلك مع وجود عنصر مرئي أو بدونه.([i])

– ظهرت الطريقة السمعية الشفهية نتيجة عدد من الأسباب والعوامل السياسية والعلمية كالآتي:

1- اكتشف الأمريكان أثناء الحرب العالمية الثانية أنهم عاجزون إلى حد ما عن الاتصال الفعال بحلفائهم في الحرب، وأنهم في حاجة لضباط وجنود وموظفين أكثر كفاءة في استخدام اللغة الأجنبية من أجل الاتصال المباشر مع غيرهم؛ ولذلك أنشأ الجيش الأمريكي بعض المدارس مستخدما هذه الطريقة.([ii])

2- الحاجة إلى الاتصال الشفهي بين الأمم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخاصة مع تطور وسائل الاتصال الحديثة.

3- عجز الطرائق السابقة وبخاصة طريقة القواعد والترجمة وطريقة القراءة عن تحقيق المطالب الاتصالية بالمفاهيم الجديدة.

4- التطور في الدراسات اللغوية النفسية الذي انتهى بالتكامل بين النظرية البنيوية الوصفية في علم اللغة، والنظرية الحسية السلوكية في علم النفس.([iii])

ب- مدخل الطريقة

 – نظرية اللغة:

تعتمد الطريقة في نظرتها إلى طبيعة اللغة على النظرية البنيوية في اللغات للأمريكي (ويليام ملتون) الذي صاغ شعاراتها في أن اللغة هي الكلام المنطوق لا المكتوب، وأنها مجموعة عادات، وأنه على المعلم أن يعلم اللغة ذاتها لا أن يعلم معلومات عن اللغة.([iv])

الطريقة السمعية الشفوية

– نظرية التعلم:

تسلم هذه الطريقة بالنظرية السلوكية التي تفسر عملية تعلم اللغة على أنها استقبال مثير وإصدار استجابة  شريطة التعزيز المستمر.

الطريقة السمعية الشفوية

* من أهم المبادئ السلوكية التي اعتمدت عليها الطريقة السمعية الشفوية ما يأتي:

1- تعلم اللغة الأجنبية في الأساس عبارة عن عملية تكوين عادة آلية، وأنها جزء من السلوك الإنساني الذي تشكله البيئة المحيطة، ويتأثر هذا السلوك بالمثيرات والاستجابات والمعززات، وأن الاختلافات اللغوية ليست بسبب الوراثة وإنما البيئة المتمثلة في الوالدين والإخوة والأقران والبيئة الطبيعية.

2-  يمكن تعلم مهارات اللغة على نحو فعال إذا قدمت العناصر المراد تعلمها في اللغة الهدف في شكلها المنطوق قبل أن تقدم في شكلها المكتوب.

3- يؤكد السلوكيون الأهمية القصوى لحفظ بعض العبارات والمفردات عن ظهر قلب، بل حفظ قطع كبيرة بأكملها أغلبها محادثات من سؤال وجواب.(المران يقود إلى الإتقان)

3- يقدم القياس أساسا لتعليم اللغة أفضل من التحليل، ويؤجل شرح القواعد النحوية إلى أن يتمرس المتعلمون على النمط في سياقات متنوعة.([vi])

[i] . الصديق، عمر.(2007). الأسس النفسية واللغوية والتربوية لتعليم وتعلم اللغات. بحث منشور في مجلة العربية للناطقين بغيرها. العدد الخامس. ص35.

[ii] . يونس، فتحي علي؛ الشيخ، محمد عبدالرءوف.(2003). المرجع في تعليم اللغة العربية للأجانب– من النظرية إلى التطبيق. ط1. القاهرة: مكتبة وهبة. ص78.

[iii] . العصيلي، عبدالعزيز إبراهيم.(2002). طرائق تدريس اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ص ص91-92.

[iv] . سبقت الإشارة إلى تفاصيل النظرية البنيوية في المبحث الأول تحت عنوان (أثر النظريات اللغوية في تعليم اللغات)

[v] . [v]. ريتشارد، جاك؛ روجرز، وثيودور.(1990). مذاهب وطرائق في تعليم اللغات وصف وتحليل. ترجمة محمود إسماعيل صيني، وعبدالرحمن عبدالعزيز العبدان، وعمر الصديق عبدالله، الرياض، دار عالم الكتب. ص97.

[vi] . الصديق، عمر.(2007). مرجع سابق. ص ص12-13. ص ص36-37.

البحث في Google:





عن د. أحمد حسن محمد علي

أستاذ اللغة العربية المساعد بكلية الشريعة في تركيا، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية التربية بجامعة عين شمس- قسم المناهج وطرق التدريس، التخصص تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، جمهورية مصر العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *