إشكالية تدريس الدين بالمدرسة العربية : ملاحظات ومداخل للنقد والاستشراف

تعتبر إشكالية تدريس الدين بالمدرسة العربية، من أهم الإشكالات المزمنة التي لا زالت تؤثر على المخرجات القيمية والثقافية في المنظومة التربوية، بل والتنموية بشكل عام، إذ كما هو متداول ومعروف لدى الباحثين أن هناك فرضية تفيد بأن منهجية تدريس الدين بالمدرسة العربية، تعتبر بشكل أو بآخر من بين أسباب تغذية التطرف والتشدد و “الردكلة”. ولعل هذه الفرضية تجد قبولا لدى صانع القرار الأمريكي، حيث تصاعدت الحملات الأخيرة  ل”تنقية” مقررات التربية والتعليم من بعض المضامين التي يعتقد أنها تكرس العنف و اللاتسامح الدينيين، وهذه الاملاءات ليست سوى صدى  لما تم تخطيطه في  وثيقة “الشرق الأوسط الجديد”، والتي كانت تلح على أن من بين الأمور التي وجب تغييرها في العالم الإسلامي وفي منطقة الشرق الأوسط، هو المناهج التعليمية وخصوصا منهجية تدريس الدين.

من جهة أخرى، تنتصب فرضية نظرية المؤامرة والتي تنظر للغرب –دائما وأبدا- أنه مصدر هزائمنا وتراجعنا وتخلفنا….؛ وما إلى ذلك من النعوت و المسميات. فإلى أي حد يمكن التماهي مع هذه الفرضيات؟

في محاولة تقديم جواب عن هذه الإشكالية الكبرى، سنحاول أن نقارب الموضوع من ثلاث زوايا: الأولى تتجلى في  الفرضية الأولى، والتي تعتقد في كون بعض مناهج التربية الدينية والإسلامية، مازالت تمتح من خلفيات “سلفية” غارقة في تحنيط النص الديني، وغير قادرة على قراءته قراءة تجديدية ومعاصرة و مقاصدية. بينما الثانية، تنحو نحو تفكيك المنهاج الديني التربوي “الترقيعي” الذي لا يستند مباشرة إلى النص الديني، بل يحاول أن يقفز عليه لإبراز الطابع “الحداثي” في الإسلام، بدون رؤية واضحة المعالم وواضحة الآفاق.  أما الثالثة، فهي التي توظف النص الديني لكي تمرر نظرية المؤامرة لدى المتعلمين. وفي اعتقادنا أن كل هذه القراءات المتضمنة في المنهاج التربوي الديني المروج في المنظومات التربوية العربية، تسقط من حيث لا تدري في اغتراب وفي ضبابية المعنى بل في غيابه. فكيف يمكن تجلية الأمر؟

أولا: في فرضية تجميد النص الديني وتقديم قراءة غير سياقية لمضمونه عبر المقررات الدراسية بالعالم العربي، وهي التي تتجلى في استمرار اجترار مجموعة من الأحكام المختلف بشأنها،  مثلا هل من المعقول في بداية القرن الواحد و العشرين أن نضمن مقررا دراسيا لتلاميذ مراهقين وفي سن حرجة، ويقبلون على الغناء والموسيقى والصور والأفلام  بشكل “هستيري” ومبالغ فيه أحيانا، مواضيع  شائكة ومختلف فيها من الناحية الفقهية قديما وحديثا:  “حكم الإسلام في الغناء؟  أو حكم الإسلام في صنع التماثيل؟ أو حكم الإسلام في التصوير الفوتوغرافي؟ أو حكم الإسلام في الذهاب إلى البحر المختلط؟ وما شاكل ذلك؟

إن تضمين بعض هذه المواضيع في المقررات الدراسية، يتغاضى عن التحولات العميقة التي حدثت في العالم العربي –خصوصا الفئة المتعلمة والشابة- ويؤكد أن العقل التربوي والإداري لا زال متخلفا عن الواقع. و هو ما يدل على كون مسألة تمرير القيم الدينية ليست مسألة تقنية أو بسيطة بل هي من أعقد المهمات على الإطلاق. ولهذا فإن الافتراض الذي نود التقدم به، هو أن المدرسة لم تعد جسر تطوير المجتمع، بل هي تعمل على إنتاج وإعادة إنتاج مسلكيات وقيم وتوجهات ومواقف مشدودة للماضي، بل أكثر من ذلك، إنها إعادة إنتاج رديئة في زمن التحولات الكبرى؟ إذ ما معنى أن ندرس مسألة خلافية في الفقه الإسلامي، دونما القدرة حتى على الانفتاح على آراء فقهية أخرى؟ أو دونما أن تكون هذه النصوص مناسبة للتحولات التي يعرفها العالم الإسلامي؟ إنها عملية “انتحار” تربوي يقوم بها القائمون على التربية في بعض هذه المجتمعات، والتي ينوء حيز هذه المساهمة للتفصيل فيها.

ثانيا: في إشكالية تمرير قيم متعارضة بين النص الديني والثقافات المحلية، دونما محاولة تبيئة هذه القيم مع السياق الذي يعيش فيه المتعلم. فمثلا في بعض المنظومات العربية، خصوصا بشمال إفريقيا، دول المغرب العربي تحديدا، نجد أن بعض الكتب المدرسية تمرر قيما مخالفة لقيم المجتمع، كالاعتقاد في الآلهة المتعددة، أو في مسألة الحريات الفردية في اللباس أو في التعري مثلا، وهو ما نجد نموذجه في الكتب باللغة الفرنسية التي تروج بالمؤسسات الخاصة والتي يدرس بها أغلبية التلاميذ المسلمين الذين يجدون تعارضا بين ما تقدمه المدرسة وما تقدمه الأسرة وما يقدمه الإعلام والشارع والثقافة العامة. هذا مع التغاضي عن مسألة إبراز هذه القيم في قالب نقاشي ونقدي وليس فقط، كمادة حرفية، والتي تؤدي إلى وجود ضبابية في التصور.

ولهذا نعتقد أنه لو كان مؤلفو الكتاب الديني أو غيره، مستحضرين لطبيعة النقاش الأكاديمي والبيداغوجي والتربوي في مسألة توطين مثل هذه القيم بالمنظومة التربوية وبالمقررات الدراسية، لكانوا اختاروا مدخلا آخر غير ذلك. و هذا المدخل –حسب ما توصلنا إليه من قراءات ومتابعات- هو مدخل التعدد الثقافي والقيمي بين سكان المعمورة. فالدراسات الأخيرة، سواء التي سهرت عليها منظمة اليونسكو للتربية والتعليم، أو بعض المنظمات العالمية والجمعيات الدولية لتقويم التعلمات (كالجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي)، بينت أن المتعلمين عندما نضعهم في سياق دروس –سواء عبر السند الورقي أو الإلكتروني أو أية وسيلة أخرى تعليمية- تعرفهم بتعدد الثقافات والديانات والعادات واللهجات والعوائد والطقوس واللباس والحفلات والكرنفالات وما إلى ذلك، فإنهم يتملكون حسا نسبيا في أحكامهم القيمية و يبدؤون في النظر إلى ثقافاتهم بنوع من التنسيب والتواضع، بدون تعال أو استعلاء. ولعل في انتهاج هذا المدخل ما يمكنه أن يجنبنا الانزلاقات التي حصلت وتحصل في نظرتنا لذواتنا وللآخر وللعالم المحيط بنا.

في هذا السياق، مثلا يمكن أن ندرج بعض الخلاصات التي توصل إليها العديد من الباحثين في الأنثروبولوجيا و سوسيولوجيا الأديان، يمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر: “دوركايم” حينما تحدث عن هذا  المنحى قائلا: ” إن الطقوس الأكثر همجية، والأساطير الأكثر إثارة للغرابة، تترجم حاجة بشرية معينة، أو بعدا معينا من أبعاد الحياة، فرديا كان أم جماعيا. يمكن للأسباب التي يعتمدها المؤمنون لتبرير تلك الأساطير والطقوس أن تكون خاطئة، وغالبا ما تكون كذلك، لكن الأسباب الحقيقية لا تتوقف عن الوجود، وترجع إلى العلم مهمة اكتشافها. في الواقع، ليست هناك ديانة خاطئة، إنها كلها صحيحة، بطريقتها الخاصة، فهي تستجيب، ولو بأساليب مختلفة لشروط معطاة للوجود البشري” (أحجيج،2015).

ثالثا: بالنسبة للفرضية الثالثة، والتي تجد لها مؤيدين عند صانع القرار التربوي بالبلاد العربية، تعتبر أن سبب تأخر المسلمين هو الغرب. ولذلك لا نفتأ نجد من يسوق لهذه الفكرة، تحت اسم نظرية المؤامرة. ولعل أكثر من يتعرض لهذا النوع من الوعي الشقي، هم فئة الشباب. لأنهم يتغذون من العديد من الوسائط الإعلامية والدينية، بالكثير من الأفكار المشحونة بالعنف الرمزي، وبشكل خطير بشيطنة الآخر، وهو الغرب سواء الأوربي أو الأمريكي. ولعل استمرار هذه الفكرة، يرجع إلى الارث التاريخي الذي طبع العلاقات المتوترة بين العالمين الإسلامي والغربي. وقد استغل هذا التوتر، العديد من الجماعات الدينية المتطرفة والجهادية، بل وحتى التي يعتبرها البعض “دعوية” “سلمية”. لذا نتساءل ما هي الأسباب العميقة لاستمرار هذه الأفكار الهدامة؟ والتي تسمم الأجواء وتشحن الشباب بالكره والكراهية للآخر؟ ما هي تداعيات هذه المسألة على تعايش المسلمين والمسيحيين بتلاوينهم في البلاد الغربية والأمريكية وغيرها؟ كيف يمكن توجيه الشباب لتجاوز مثل هذه التصورات لإقامة قيم التسامح والتفاهم والعيش المشترك؟

يمكن اعتبار أن السبب في وجود الأفكار المسبقة حول الغرب، بشيطنته، وبرد كل تخلف وتراجع وتأخر، له، هو نتيجة لسنوات من الارث التاريخي الذي طبع العلاقات المتوترة بين كلا العالمين. ورغم الجهود التي بذلت في السنوات الاخيرة، للتقريب بين وجهات النظر، فإن ظهور الفكر الديني المتطرف بتلاوينه المختلفة، سواء مع القاعدة بالأمس، أو اليوم مع داعش، والذي ساهم في انتعاش قيم الكره. ولعل الدعوى التي يقدمها هذا الطرف للتمكين لفكرته، إنما تتجلى في تسويق نظرية المؤامرة، والتي تعني إرجاع كل تراجع أو تخلف أو تدهور أو حروب للآخر، أي الغرب وأمريكا. ولهذا يتم الخلط بين الديانة اليهودية كديانة سماوية، والصيهونية كمنظمة عالمية إرهابية. وأكبر خلط يتم تسويقه هو أن هذا الغرب وأمريكا يتم السيطرة عليهم من طرف اليهود، لتدمير العالم الإسلامي، بشتى الوسائل. كالتشجيع على “الفجور”، ونشر “الرذيلة” و”الفاحشة” وإغراق المسلمين في دوامة “اللهو والرقص والخمور والعاهرات” أو من خلال الترويج لفكرة “الماسونية”.  ويتم ذلك عن طريق الإعلام، أو من خلال مناهج التعليم وفي الجامعات وفي شبكات التواصل الاجتماعي وفي العالم الأزرق. وفي مرحلة ثانية، -حسب نفس الدعاوى- يتم التأثير في صناع القرار في العالم الإسلامي، باستمالتهم وتوجيهم للتخلي “عن شرع الله” وعن “تطبيق أحكام الشريعة” وما إلى ذلك. وإذا تمت هذه العمليات مجتمعة الواحدة تلو الأخرى، فإن ذلك ما يعني أن الغرب/ أمريكا و”اليهود”، قد تمكنوا من استعمارنا بطريقة جديدة وناعمة وأكثر نفاذا.

انطلاقا من كل ذلك، فإن الترويج لفكرة المؤامرة يلقى قبولا كبيرا عند الفئات الشابة، ويجد صداه في أحاديثهم وفي المدارس وفي الجامعات والحلقيات والمنتديات وفي شبكات التواصل الاجتماعي.

نخلص مما سبق عرضه، أن أزمة تدريس الدين في المناهج في المنظومات التربوية العربية، تعد أم الأزمات، لأنها هي التي يبنى عليها كل شيء، فالمنهاج هو القطب الجوهري في العملية التعليمية. ويمكن تلخيص أهم تلك الأعطاب فيما يلي:

أولا: وجود أزمة رؤية: إذ لم يستطع العرب لحد الساعة أن يبلوروا مشروعا مجتمعيا خاصا بهم، يستجيب لمطالب مجتمعاتهم، ويكون متناغما مع تحديات العصر، ومستقلا في اتخاذ قراراته الاستراتيجية. ولهذا فالسؤال الذي يطرح في هذا السياق: أي مواطن عربي نسعى لتكوينه في الأنظمة التربوية العربية؟ ولأية أهداف وبأية رؤى؟ لا زال مطروحا. ونحن عندما نطرح هذا السؤال الوجودي، لا نريد أن نتزايد على أحد، أو نختلق بداية لا أصل لها، بل إن معطيات الواقع، وما تكشفه لنا الأبحاث الجارية، هو ضعف وتراجع المستويات التعليمية بربوع الوطن العربي، -باستثناء بعض الأنظمة- والأكثر من ذلك عدم قدرتها على بلورة نموذجها المنهاجي الخاص بها، وبرؤيتها السوسيو-حضارية وبفلسفتها، إذ المناهج لا تستورد من الآخر، بل هي غراس ينبت في التربة العربية الخاصة، خصوصا في مسألة تدريس الدين.

ثانيا: يمكن القول أن من مستتبعات الأزمة الأولى، غياب الرؤية أو ضبابيتها، إشكالية الازدواجية أو الترقيع، والتي حاولنا أن نبين بعض مزالقها في هذه المساهمة. وهي التي لا زالت ترهن ماضي وحاضر المنظومات التربوية العربية، فنحن لم نستطع لحد الساعة أن نقدم نموذجا خاصا بنا يتجاوز هذه الإشكالية المزدوجة، التي من بين مظاهرها البارزة: الاحتماء بالماضي التراثي إلى حد الانغلاق والتقوقع، أو الارتماء في القوالب الغربية والعالمية بدون رؤية نقدية متفحصة ومتأملة للذات والآخر وللحظة التاريخية، كما يقول بذلك السوسيولوجي التربوي “مصطفى محسن” (محسن،1999). و لكي نقدم الدليل على هذا الاستنتاج –الذي سيعتبره البعض تجنيا مبالغا فيه- فإننا نتساءل كيف تعامل العرب مع أزمة التعليم في السنوات الأخيرة؟ لقد عملت العديد من الدول –خصوصا الخليجية- على استجلاب الجامعات الأجنبية للبلاد العربية، بمناهجها وبخلفياتها الفلسفية ورؤاها في الكون، وكأن الأمر يذكرنا بنوع من الاستعمار المعرفي الجديد. الذي يعتقد البعض أنه الطريق لتوطين المعرفة والعلم بالمنطقة العربية، ناسين أو متناسين أن العلم والمعرفة والتنمية لا تستورد، كما تستورد المنتوجات المادية الأخرى، فالحضارة تبنى وتؤصل من الداخل.

ثالثا: تمكن الخلاصات التي أوردناها سابقا، من أن المناهج التربوية العربية –مع بعض الاستثناءات- لا زالت ترسخ الثقافة التقليدية والعتيقة، مكتفية بإعادة النقل وتجميع المعلومات وتخزينها وإعادة إنتاجها، في غياب تام للمنهج النقدي والتأملي والفكري، الذي يعتبر المؤهل لإحداث نقلة نوعية في هذا المسار. ولهذا تقول الحكمة الكنفوشيوسية: “تعليم بلا تفكير جهد ضائع، وتفكير بلا تعليم أمر محفوف بأشد المخاطر”، وهذه الحكمة تصدق على حال المناهج التعليمية بمنطقتنا العربية. ولهذا فقد وصلنا إلى حالة أشبه ما تكون “بعشوائيات التفكير” كما سماها الباحث “نبيل علي”، وذلك نظرا لغياب مقررات تدرس التفكير النقدي في القضية الدينية، لأبنائنا في ربوع الوطن العربي.

رابعا: إن واقع الهشاشة الفكرية وغياب الحس النقدي عند أغلب متعلمينا، و -ذلك بالنظر لغياب مناهج تعليمية وتربوية تساعد على بناء المفاهيم والمواقف والاتجاهات بشكل نقدي وعلمي-، هو ما يساعد على تلقي الفكر السهل والبسيط والقائم على نظرية المؤامرة، لأن أسهل شيء هو أن ترمي الآخرين بمسؤولية تأخرك، عندما تعجز عن تحقيق طموحاتك (ويمكن أن نوضح هذه الفكرة، فعندما يرسب تلميذ (ة) أو طالب (ة)، لا يحمل المسؤولية لنفسه، بل يرمي بها الأساتذة أو الإدارة أو أصدقائه أو أسرته، المهم أن يبحث عن كبش فداء). وعليه، فإن الفكر المتطرف والمنغلق، يصور العملية بهذا الشكل: الآخرون هم الجحيم، وعلينا أن نحاربهم، لكي نطهر الأرض من “رجسهم” و”تفسخهم”. والحل يكمن في بدء عملية الشحن وغسل الدماغ لآلاف بل ملايين الشباب، ممن يعيشون سواء في المنطقة الشرق أوسطية أو آسيا أو شمال إفريقيا أو في أوربا وأمريكا. وعندما يتم تصوير هذا “العدو” بأنه سبب تخلفنا وبأنه يريدنا أن “نعيش في الضلال”، فإذن عليك أيها الشاب أيتها الشابة أن تقوم بواجب “الأمانة” وهي نصرة الدين، وذلك عن طريق شيطنة الآخر، وبالتالي تكفيره و تفسيقه وتضليليه، إنه “الشيطان الأكبر” الذي إذا ترك سيملأ الأرض فاحشة وضلالا، بعدما كانت قد أضيئت “بنور الاسلام”. (2018، فرهاد خسرو خافر). بيد أن أخطر مسألة يتم بها شحن نفوس وعقول الشباب، هي تسويق بعض النماذج السيئة التي حدثت في الماضي أو الحاضر والتي تبين أن الغرب وأمريكا عدو للمسلمين، خصوصا تلك المتعلقة بالحرب على العراق أو أفغانستان، ويتم تجاهل أن هذه الحروب كانت لها أسبابا وسياقات معقدة، يتداخل فيها العامل الداخلي والخارجي، وبالتالي يصعب الاطمئنان لها كلية.

لذا يظهر من خلال هذا التحليل، أن مسألة بناء المناهج والمقررات الدراسية، في شق تدريس الدين، ليست بالأمر السهل والهين، بل هي من أعقد العمليات.  لذلك نتصور أن المسألة تحتاج إلى تعميق التفكير من طرف الفاعلين التربويين لكي يعملوا على تغيير وتجديد هذه المضامين بما يتلاءم مع التطور المعرفي والعلمي في شتى المجالات، وأيضا باستحضار مختلف التحولات القيمية التي جرت وتجري في عالمنا العربي. ولعل المسألة ملحة، نظرا لمآلاتها على مستقبل الأجيال المقبلة وعلى مجتمعنا وبقية المجتمعات بشكل أوسع.

 


 المراجع:

-مصطفى محسن، الخطاب الإصلاحي التربوي بين أسئلة الأزمة وتحديدات التحول الحضاري: رؤية سوسيولوجية نقدية . (بيروت ؛ الدار البيضاء : المركز الثقافي العربي ، ١٩٩٩) ، ص ٢٠ .

-أحجيج حسن، قراءة نقدية في كتاب الأشكال الأولية للحياة الدينية لإيميل دوركايم، مساهمة في مؤلف جماعي، تنسيق: يونس الوكيلي، عنوان الكتاب: “الدين والمجتمع ونظرية المعرفة: قراءات معاصرة في أعمال إيميل دوركهايم، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، سنة، 2015، 2018.

– Farhad Khosrokhavar, Le nouveau jihad en occident (Paris: Editions Robert Laffont, 2018).

البحث في Google:





عن د. رشيد جرموني

-أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس(جامعة مولاي إسماعيل/ المملكة المغربية)، باحث في مجالات السياسات الدينية و التربوية، مؤطر في ماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس وبجامعة ابن طفيل بالقنيطرة (المغرب)؛ متدخل في التدريس في ماستر "الدراسات السياسية والدينية" بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بجامعة مولاي إسماعيل للموسمين (2018-2020). مؤطر في تكوين الدكتوراه (الديناميات الاجتماعية وحكامة التنمية) بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس؛ متدخل في تأطير (السينمار) بمعهد الدوحة للدراسات العليا (قطر/ الدوحة)؛ محاضر بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات (فرع تونس)؛ عضو بالجمعية العالمية لعلماء الاجتماع (ISA) مدريد/ إسبانيا؛ عضو مجموعة البحث في سوسيولوجيا الأديان بالجمعية الدولية لعلماء الاجتماع؛ عضو الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم (أماكن) المغرب؛ محكم بمركز دراسات الوحدة العربية/ بيروت/ لبنان؛ محكم بمجلة (إنسانيات)، المجلة الجزائرية في الانثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية، (مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي، وهران، الجزائر. أصدر العديد من المؤلفات الفردية والجماعية، من آخرها: - المنظومات التربوية العربية والتحدي المعرفي: مداخل للنقد والاستشراف، المغرب، 2019. -الدين والإعلام: في سوسيولوجيا التحولات الديني، المملكة العربية السعودية، 2019. -الدين والإعلام: في سوسيولوجيا التحولات الديني، المملكة المغربية، (الطبعة الثانية)، الرباط،2022 . - التدين والعلوم الاجتماعية بين الاستمرارية والتغير، تنسيق، محمد اعبابو ومحمد سلام شكري، مختبر سوسيولوجيا التنمية الاجتماعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، المغرب، 2019. (كتاب جماعي). -التدين والمجتمع ونظرية المعرفة: قراءات معاصرة في أعمال إميل دوركايم (كتاب جماعي)، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2018 . -التدين بالمغرب: أسئلة الراهن و المتحول؛ تنسيق: عبد الهادي أعراب، منشورات: مختبر المجتمع المغربي : الديناميات والقيم، جامعة شعيب الدكالي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، الجديدة، المغرب، 2019. -وقد نشرت له أيضا أبحاث في عدد من الدوريات، أبرزها "عمران" و"إضافات" و"التفاهم".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *