مشروع تخرج: المكتبة التفاعلية الإبداعية لاكتشاف ورعاية الموهوبين في الكتابة الإبداعية

أولا- مستخلص المشروع

يهدف مشروع المكتبة التفاعلية الإبداعية إلى استحداث أساليب تربوية وتعليمية لاكتشاف وتنمية مهارات الطلاب الموهوبين ورعايتهم في الكتابة الإبداعية بطرق ابتكارية حديثة، بهدف استغلال الطلاب لمهاراتهم وسماتهم الشخصية في تحفيز الذات على الإبداع والابتكار، ويتم ذلك من خلال تصميم وسيلة ابتكارية وهي مكتبة تفاعلية تحتوي على أركان إبداعية متسلسلة من الجزء إلى الكل فتبدأ بركن الحرف، ثم ركن الكلمة، ثم ركن الجملة، ثم ركن الفكرة. فمن خلال الفكرة ينطلق الموهوب بإبداعاته الكتابية، حسب مشاعره وميوله. وهي مكتبة متعددة الاستخدام، ولأن الموهوب قارئ نهم ويعشق القراءة، فإن المكتبة تحتوي على مجموعة متنوعة من القصص، حيث يقرأ الطالب القصص المنتقاة ومن ثم يبدع، أي يشبع الموهوب حب المطالعة والتزود بالمعارف ثم يبدع بأسلوبه، بهدف صقل المواهب وتطويرها وفق خطوات معينة. وقد رُوعي في تصميم المكتبة، أنماط التعلم لدى الطلبة (السمعي، البصري، الحركي…) ، كما أنها مكتبة صديقة للبيئة تحتوي على إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك لتحقيق الاستدامة في الوسائل التعليمية المبتكرة في البيئة التعليمية.

ثانيا- فكرة المشروع

تتلخص في:

ثالثا- المقدمة

تُولي المجتمعات المتقدمة للموهبة والتفوق العقلي لدى النشء أهمية خاصة، وتجتهد في تسخير إمكاناتها لتوفير الظروف الملائمة لتنمية القدرات العقلية لدى أبنائها الموهوبين لتحافظ بذلك على تفوقها في المجالات العلمية والاقتصادية.
ونظراً لما يمتلكه هؤلاء الموهوبون من قدرات خاصة ومتميزة عن أقرانهم، فَهُمْ بحاجة إلى برامج تربوية تهدف بالدرجة الأولى إلى اكتشافهم والتعرف على سِماتهم وخصائصهم التي تميزهم عن غيرهم، ومن ثم العمل على رعايتهم وتنمية قدراتهم بما يخدم المجتمع.
لكن في الواقع، غالباً ما يتم وضع الطلاب الموهوبين في فصول دراسية مختلطة مع بقية الطلاب بما لا يتوافق مع قدراتهم العقلية والجسدية وتمايزهم عن البقية في سرعة التعلم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى بروز المشكلات لديهم وتدني مستويات تحصيلهم أو تشكل نوعٍ من الضغوط النفسية المؤثرة بدورها على دافعيتهم الذاتية للتعلم نتيجة لذلك.
و من ضمن المواهب التي من الواجب علينا اكتشافها نجدُ فئة الموهوبين في الكتابة الإبداعية بوصفها مهارة متقدمة، ويعتبر الكتّاب كنوزا مكنونة تساهم في حفظ تراث البلد من خلال تخليدها في كتاباتهم الإبداعية.
ولكن كيف لنا أن ننمي الكتابة الإبداعية لدى الموهوبين؟ وبتساؤل أكثر دقة: كيف لنا أن نضمن إتقانهم لفن القصة بما فيه من ثروة لغوية ومهارات كتابية تفوق الحصر؟ لماذا لا يوجد كتّاب في التاريخ في دولتنا؟ ما سبب قلة المؤلفين في مسرح الطفل؟ ما سبب قلة دور النشر في دولة الإمارات؟ هل هذا بسبب قلة المألفين في الدولة، أم بسبب عدم اكتشاف الموهوبين في الكتابة الإبداعية؟

للإجابة على هذه التساؤلات لابد أولا من تعريف الموهوب، و الكاتب المبدع.

أ- تعريف الموهبة:

تعريف جائزة حمدان: الطالب الموهوب هو الشخص الذي يمتلك استعدادات وإمكانيات استثنائية، أو يُظهر أداء متميزا وملحوظا، يفوق أقرانه في القدرة العقلية العامة أو التحصيل الأكاديمي أو التفكير الإبداعي.

ب- من هو الموهوب في الكتابة الإبدعية؟

– الكتابة الإبداعية هي عملية تسمح بإنتاج نص مكتوب من خلال تطوير الفكرة الأساسية ومراجعتها وتطويرها. (خصاونة، 2008)
– الموهوب في الكتابة، هو الشخص القادر على ترجمة مشاعره وأفكاره إلى منتج مكتوب بلغة قوية تصل إلى القارئ.

رابعا- أسباب اختيار المشروع

من خلال إجراء مسح ميداني «استبانة» على المعلمين وأولياء الأمور، تبين عدم وجود برامج لاكتشاف ورعاية الموهوبين بشكل عام وفي الكتابة الإبداعية بشكل خاص، مما يؤدي -بالإضافة إلى قلة توفر الوسائل المبتكرة والجاذبة التي تساهم في اكتشاف الموهوبين- إلى اندثار المواهب، كما أن الكتابة الإبداعية تعد إرثا حضاريا يساعد الإنسان على تسجيل ونقل تراثه الثقافي، وتدوين معارفه، ومعلوماته ، ومشاعره، وتصوراته عبر الخيال، و هي وسيلة أساسية وضرورة اجتماعية ونفسية لنقل الأفكار، والتواصل مع الآخرين، فضلا عن أنها تُعدّ عاملا أساسيا لإطلاق الطاقات الإبداعية والتعبيرية بصورة مكتوبة (عبد العظيم،2009.) وهي إحدى أشكال الإبداع، فلم يعد يُنظر إلى تعلم اللغة أنها عملية عقلية آلية، وإنما هي عملية تواصلية يمكن تدريب الطلبة على استخدامها دون التقيد بأشكال ثابتة للتعبير اللغوي، وذلك بإطلاق حريتهم في التعبير (قطامي واللوزي، 2010، ص 207). ومن هذا المنطلق ارتبطت مهارات الكتابة الإبداعية بمهارات التفكير الإبداعي نفسها واشتقت منها، فلا يمكن فصل الكتابة الإبداعية عن التفكير الإبداعي بأي حال من الأحوال. كما أن الإنتاج الإبداعي هو أحد مكونات الإبداع، وتؤكد تعريفات الإنتاج الإبداعي وجوب توفر الأصالة و الطلاقة و المرونة والإثراء.

خامسا- أهمية المشروع

أدركت المجتمعات المتقدمة الساعية للتنمية المستدامة النمو المتسارع للمعرفة الإنسانية بكافة أبعادها وسعت مؤسساتها التعليمية إلى تبني برامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وتنمية قدراتهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن إبداعاتهم، بما يساهم في تميز تلك المجتمعات عن نظيرتها في العالم، لما تمتلكه من ثروات فكرية متميزة من خلال أبنائها الموهوبين والذين يمكن اعتبارهم الثروة الحقيقية لتقدم وتطور المجتمعات، ولا سيما في مجال الكتابة الإبداعية، لأن الكتابة لغة التواصل بين الشعوب، ووسيلة للحفاظ على التاريخ من خلال تخليده عبر كتابات إبداعية متميزة.

سادسا- أهداف المشروع

نتوخى من هذا المشروع:
• المساهمة في اكتشاف الموهوبين وتنميتهم ورعايتهم.
• استحداث طرق ابتكارية في تنمية مهارات الطلاب الموهوبين في الكتابة الإبداعية.
• الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ البرامج التعليمية لاكتشاف ورعاية الموهبين في الكتابة الإبداعية.
• التواصل مع أولياء أمور الطلاب الموهوبين وإطلاعهم على مواهب أبنائهم وكيفية تنميتها ورعايتها خارج البيئة المدرسية.
• تحفيز العاملين في قطاع التعليم «المعلمين والمشرفين» على تبني برامج اكتشاف ورعاية وتنمية الموهوبين.
• إبراز المنتجات الإبداعية للموهوبين عبر مختلف الوسائل الإعلامية وقنوات الاتصال.
• إعداد قائمة بمهارات الكتابة الإبداعية التي يمكن تنميتها.
• إعداد قاعدة بيانات تحتوي على أهم الكتاب والمؤلفين الموهوبين في الكتابة الإبداعية.
• الاحتفاء بالمبدعين ولموهوبين في الكتابة.
• إحياء مسرح الطفل.
• تعزيز مجالات الكتابة المختلفة، مثل المقال والقصة القصيرة والمسرح.

سابعا- القيمة المضافة للمشروع

رعاية الموهبين في الكتابة الإبداعية و صقل المواهب في الكتابة الإبداعية، وتعزيز مهارات الطالب الذاتية، وبناء شخصية الكاتب الواعد، وغرس المفاهيم الإبداعية لدى النشء، بالإضافة إلى توفير الفرصة لظهور أسماء لامعة في الكتابة والتأليف.

ثامنا : ضمان الاستمرارية

و ذلك بـ:

• إدراج المشروع ضمن الخطط الاستراتيجية للمدرسة.
• الامتداد المدرسي وإطلاع أولياء الأمور على المشروع باعتبارهم شركاء فاعلين في العملية التعليمية.
• التقويم المستمر.
• التقييم الذاتي.
• إدراج الخطة ضمن الدورات التدريبية.
• تبني وزارة التربية والتعليم لمشروع المكتبات التفاعلية للصفوف الأساسية وتعميم فكرة المكتبة التفاعلية للأركان الإبداعية على كافة المدارس.
• تنظيم مسابقات و وضع مكافآت تحفيزية للكتاب المبدعين.

تاسعا- حدود تنفيذ المشروع

وهي:


عاشرا- إجراءات تنفيذ المشروع

• تم إجراء مسح ميداني «استبانة» على المعلمين حول برامج رعاية الموهوبين والكتابة الإبداعية.
• تم إجراء مسح ميداني «استبانة سابقة» لأولياء الأمور للتعرف على المستويات التحصيلية لأبنائهم، ومدى ارتباط المستوى التعليمي بالموهبة الكتابية.
• تم إعداد وتنفيذ أنشطة واختبارات صفية لتنمية مهارات الطلاب الموهوبين.
• تم استخدام التكنولوجيا في الأنشطة الصفية من خلال «المكتبة التفاعلية».
• تم إعداد وتنفيذ أنشطة وتكليفات غير صفية بالتعاون والتنسيق مع أولياء أمور الطلاب الموهوبين لضمان الاستمرارية والاستدامة (معجمي الصغير ).
• تدريب الطلبة على البرامج التي تخدم المشروع، مثل dropbox و googledrive.
• رحلات معرفية إلى معرض الكتاب وتنظيم لقاءات للتعرف على الكتاب والمؤلفين.
• زيارات الطلبة لمعرض الشارقة القرائي.
• إعداد أوراق عمل مختلفة مصاحبة للقصص المتوفرة في المكتبة.
• ورش كتابية عن التلخيص وكيفية التنقيح والإضافة على النصوص.
• توزيع مذكرات ل ″يوميات الموهوب″ تنمي الكتابة.
• زيارات إلى دور النشر.
• تم التواصل مع أولياء أمور الطلاب الموهوبين لمتابعة أبنائهم باستخدام كافة الوسائل المتاحة «زيارات منزلية/ تواصل هاتفي/ تواصل إلكتروني».
• تم إجراء مسح ميداني «استبانة لاحقة» لأولياء الأمور للاطلاع على نتائج المشروع بعد تنفيذه من خلال المستويات التحصيلية لأبنائهم.
• تم عقد وِرش عمل للمعلمين والمشرفين لحثهم وتحفيزهم على تبني برامج اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين لديهم.
• سيتم إجراء مراجعة وتقييم لنتائج المشروع من خلال استبانات المعلمين وأولياء الأمور/ اختبارات تحديد المستوى للطلاب/ مستوى التحصيل العلمي العام.
• سيتم تقويم المشروع بعد الاطلاع على النتائج وتحديد نقاط الضعف والقوة والفرص والتحديات (S.W.A.T).
• قراءة القصص المتنوعة.
• تخطيط ورقي للقصص.
• استخدام السبورة الذكية والتعبير عن القصص بطرق ابداعية مختلفة.
• توظيف مسرح خيال الظل.
• أوراق عمل متمايزة.
• تنفيذ حصص إثرائية ضمن خطط متوسطة المدى وقصيرة المدى مع التكامل مع المواد الأخرى.
• اثراء المعجم اللغوي بواسطة توظيف ″معجمي الصغير″ .
• تقديم دورة تدريبية عن رعاية الموهوبين وتفريد التعليم.
• إقامة ورش للطلاب في مهرجان الشارقة القرائي.
• استخدام الخرائط الذهنية لإنتاج النصوص.

الحادي عشر-الجهات الداعمة

و هي:


الثاني عشر- الجداول والاستبانات

1- المدرسة وبرامج رعاية الموهوبين

– عند تحليل استبانة المعلمين نرى أن 66% من المعلمين اختاروا ″المدارس تقدم الإثراء في المنهج″، بينما 25 % اختاروا ″لا تطبق المدرسة أي من برامج رعاية الموهوبين″، هذا يعني محدودية تطبيق برامج رعاية الموهوبين في المدارس والاعتماد على الإثراء في المنهج.

2- الوسيلة المفضلة للكتابة

– عند تحليل استبانة أولياء الأمور نستنتج أن 58% من أولياء الأمور اختاروا السبورة البيضاء أفضل وسيلة يستخدمها الطالب للكتابة والتعبير، لذلك حرصت على تصميم مكتبة تفاعلية تحتوي على سبورة بيضاء لترك مساحة من الحرية للطالب لممارسة هوايته في الكتابة والتعبير.

3- التقنيات الحديثة والكتابة الإبداعية

– عند تحليل استبانة أولياء الأمور نرى أن 63 % منهم أقروا أن التقنيات الحديثة تساهم في تعزيز الكتابة الإبداعية، لذلك حرصت على إضافة جهاز عرض للمكتبة التفاعلية لتسهيل الكتابة والإبداع.

4- المعوقات التي تواجه منفذي برامج رعاية الموهوبين بشكل عام

– اِتفق المعلمون بنسبة متساوية تماما في الصعوبات والمعوقات التي تظهر في تنفيذ برامج رعاية الموهوبين حيث اختار 46.9 % منهم ″موافق″، و 46.9% منهم ″غير موافق″. مما يعني وجود صعوبات عند تنفيذ برامج رعاية الموهوبين.

5- إمكانية تنفيذ المعلمين لحصص دراسية وبرامج لرعاية الموهوبين

46.9% من المدرسين غير متأكدين، و 43.8% يقرون بإمكانية تنفيذ حصص دراسية وبرامج لرعاية الموهوبين، بينما 9.4 % يرون أن ذلك غير ممكن. يتضح إذن أن المعلمين بحاجة إلى برامج تدريبية لتنفيذ حصص للموهوبين.


6- هل ابنك عضو في مركز رعاية موهوبين؟

أجاب أولياء الأمور بنسبة 92.9 ب ″لا″، بينما أجاب 7% ب″نعم″، و هذا يعني أن أولياء الأمور بحاجة إلى التعرف أكثر على مراكز رعاية الموهوبين لدعم وارشاد الموهوبين لأهميتهم في المجتمع.


7- أنسب شخص لاكتشاف الموهوب

أجاب أولياء الأمور بنسبة 53.8% بأن المعلم هو الشخص المناسب لاكتشاف ورعاية الموهوبين بينما أجاب 46.2% بأن ولي الأمر هو الأنسب.

8- صور توضيحية لتطبيق المشروع على أرض الواقع


الثالث عشر- استشراف المستقبل

ولأننا من أرض الإبتكار ولأننا أبناء زايد العطاء، فطموحنا بعلو السماء، نطمح إلى إنشاء تطبيق ذكي يحتوي على قاعدة بيانات شاملة لأعمال ومؤلفات وقصص من إبداعات الطلبة الموهوبين، لمواكبة العصر، وبذلك نضمن الخروج بالموهوبين من المحلية إلى دائرة أوسع على مستوى العالم.

الرابع عشر- الخاتمة

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي لم تغفل عن الاهتمام بجوانب الابداع والابتكار والتميز على كافة الأصعدة والمجالات، انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لقادتها. والمتابع للواقع الميداني يلاحظ الجهود المبذولة في الدولة في سبيل ذلك، من خلال المؤسسات الحكومية مثل مؤسسة محمد بن راشد للابتكار ، ومعرض الشارقة القرائي، و ″بالعلوم نفكر″ ، و معرض الخليج لمستلزمات التعليم GESS أو جمعيات النفع العام المعنية بالموهوبين أو من خلال المسابقات والبرامج والأنشطة الاجتماعية والملتقيات والمهرجانات المختصة والمعارض ذات الصلة.

التوصيات

– أن تتبنى وزارة التربية والتعليم مشروع المكتبات الصفية التفاعيلة باستبدال المكتبات الصفية التقليدية بمكتبات تفاعلية تحتوي على أركان إبداعية جاذبة يخرج منها الطلبة بمنتجات إبداعية بجودة عالية.
– تشجيع الأعمال المتميزة بإنشاء تطبيق ذكي يحتوي على إبداعات الكتاب الصغار .
– أن تتبنى وزارة التربية والتعليم مسؤولية دعم الأعمال المتميزة، من خلال نشر أعمال الكتاب المبدعين في معرض الكتاب والملتقيات الثقافية.

 

 


المراجع:

1- jarwan-center.com
2- ksatalent.org/?articles
3- kenanaonline.com/files/0100/100551/wp367.pdf

البحث في Google:





عن عائشة عبيد المازمي

معلمة في المرحلة التأسيسية، متخصصة في تدريس اللغة العربية، مهتمة برعاية الموهوبين، مشاركة في برنامج سفراء الابتكار.

تعليق واحد

  1. كيف أستطيع التواصل مع الباحثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *