تطبيقات ايباد لذوي الاحتياجات الدمج التعليمي

اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور والطلاب نحو الدمج التعليمي

مقدمة

يعتبر الدمج التعليمي من أهم قضايا التربية الخاصة في العصر الحديث لما تمثله مسألة الدمج من أهمية شغلت كافة المجتمعات التي تسعى لتحقيق العدالة بين أفرادها (سارة مبارك، 2021). ولقد أصبحت فكرة شمولية التعليم العادي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر تقبلا وتنفيذًا على مر الأيام والسنين، وأصبح إبراز الفروق الفردية لدى هذه الفئات هدفًا لتحديد احتياجاتهم داخل الفصول العادية بعد أن كان مصدرًا مهما لعزلهم، إذ صار بالإمكان توظيف تلك الفروق لصالح مشاركة الأطفال لأقرانهم العاديين جنباً إلى جنب في الفصول العادية (سو بريجز، 2019، ص 42).

إضافة إلى ذلك فإن فرص الطفل ذي الحاجات الخاصة لاكتساب مهارات اجتماعية ولغوية ملائمة تبقى أفضل ضمن المدرسة العادية، حيث يتوافر النموذج المناسب والذي يمكن تقليده في تلك المهارات وغيرها بين مجمل الأطفال العاديين الذين يشاركونه تلك المدرسة. فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن احتمالية تحسن الأداء الأكاديمي مرتبطة بشكل أو بآخر بالتغيرات الانفعالية والنفسية الإيجابية التي تحدث للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من جراء تحسن مفهوم الذات لديهم، والذي غالبا يعمل على تطويره لديهم التحسن في مستوى اللغة والمهارات الاجتماعية (هلا السعيد،2009، 54)

كما أن هذين الجانبين يساهمان بشكل واضح في تحسين التفاعل الاجتماعي والقدرة على إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين مما يتيح فرصاً أفضل لهؤلاء الأطفال لاكتساب المهارات التعليمية، وبناءً على ذلك فإن بيئة الإدماج يجب أن تعد بشكل مناسب وكاف بحيث تساهم بدورها في إجراء التحسن المطلوب لدى الأطفال المدمجين. وقد يتطلب ذلك الإعداد التخطيط المسبق لكافة العناصر المشاركة في عملية الدمج التعليمي، حيث تتعاون أطراف متعددة لتنفيذ البرنامج، كما قد تقحم بعض التعديلات في تفاصيل وملامح البيئة التعليمية؛ لكيلا تغدو عقبة بدورها أمام إحداث التقدم المطلوب.

ونجاح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام يتطلب تعاوناً مشتركاً بين كافة الأطراف ذات الأفراد ذوي العلاقة من معلمين وإداريين واختصاصيين وأقران عاديين وأسر لهؤلاء الأطفال؛ لكي يسهل تقديم دمج حقيقي وخبرات تعليمية مناسبة لهؤلاء الأطفال.

وتتناول الدراسة الحالية اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور نحو نظام الدمج التعليمي المطبق بمعظم دول العالم وفق الاتجاهات الحديثة لدمج ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم.

مشكلة البحث

يعد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من معايير قياس حضارة وتقدم الأمم، وقد طبقت العديد من دول العالم نظام الدمج التعليمي ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بشتى صوره (الجزئي- الكلي- المدارس المتخصصة)، ونظرًا لتطلب الدمج توفر تفهم وتعاون كافة العاملين بالمدارس لسياسة ومتطلبات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة فإن فئات المعلمين والإداريين بالمدارس يتفاوتون في تقبلهم لنظام الدمج وينعكس ذلك على ممارساتهم. كذلك فإن الطلاب العاديين الذين يدمج معهم ذوو الاحتياجات الخاصة تتفاوت وتتباين اتجاهاتهم نحو الدمج وينعكس ذلك على أولياء الأمور، وتتبلور مشكلة البحث في معرفة اتجاهات المعلمين والطلاب وأولياء الأمور تجاه نظام الدمج المطبق في المدارس بدول العالم، ويمكننا بلورة مشكلة البحث في الأسئلة التالية:

  • ما اتجاهات المعلمين بالمدارس التي تطبق نظام الدمج التعليمي تجاه دمج الطلاب ذوي الإعاقة بالمدارس العادية؟
  • ما اتجاهات الطلاب بالمدارس التي تطبق نظام الدمج التعليمي تجاه دمج الطلاب ذوي الإعاقة بالمدارس العادية؟
  • ما اتجاهات أولياء أمور الطلاب بالمدارس التي تطبق نظام الدمج التعليمي تجاه دمج الطلاب ذوي الإعاقة بالمدارس العادية؟

أهمية البحث

أهمية أكاديمية

دراسة وتحديد أنظمة الدمج التعليمي بشتى صورها المطبقة بدول العالم عامة وبدولة قطر خاصة.

أهمية تطبيقية

بحث اتجاهات المعلمين وأولياء الأمور والطلاب تجاه نظام الدمج ووضع التوصيات اللازمة لتفعيله.

أهداف البحث

  • تحديد اتجاهات المعلمين بمدارس الدمج تجاه نظام الدمج.
  • تحديد اتجاهات أولياء الأمور تجاه نظام الدمج.
  • تحديد اتجاهات الطلاب نحو الدمج التعليمي.
  • وضع وتقديم التوصيات اللازمة لتفعيل نظام الدمج بالمدارس.

الإطار النظري

يتناول الباحث في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالبحث والإطار النظري لها وفق التالي:

الدمج التعليمي

يقصد بالدمج وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية مع الأطفال العاديين داخل الفصل العادي أو في فصول خاصة ملحقة لبعض الوقت أو طوال الوقت حسب ما تستدعيه حاجة الطفل، مع تقديم الخدمات المساندة من خلال فريق متعدد التخصصات و إجراء التعديلات الضرورية المادية والبشرية لتسهيل فرص نجاحهم وتقدمهم.

والدمج هو تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية مع أقرانهم العاديين وإعدادهم للعمل في المجتمع مع الأشخاص العاديين. ومصطلح الدمج في أمريكا ظهر بظهور القانون الأمريكي رقم (94_142) لسنة 1975م الذي نص على ضرورة توفير أفضل أساليب الرعاية التربوية والمهنية لذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين.

والدمج هو إتاحة الفرص للأطفال المعوقين للانخراط في نظام التعليم الخاص كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافئ الفرص في التعليم و يهدف الدمج التعليمي بشكل عام إلى مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة للطفل المعوق ضمن إطار المدرسة العادية ووفقا لأساليب ومناهج ووسائل دراسية تعليمية يشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص إضافة إلى كادر التعليم في المدرسة العامة .
تلك العملية التي تقتضي جمع الطلاب في فصول ومدارس التعليم العام بغض النظر عن الذكاء أو الموهبة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي أو الخلفية الثقافية للطالب
ووضع الأطفال ذوي القدرات والإعاقات المختلفة في صفوف تعليم عادية وتقديم الخدمات التربوية لهم مع توفير دعم صفي كامل.

وهو إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييداً، وهذا يعني أن يوضع الطفل مع أقرانه العاديين، وأن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية، وأن يتفاعل بشكل متواصل مع أقران عاديين في أقل البيئات تقييداً. (سهام علي طه، 2021)

أنواع الدمج التلعيمي بدولة قطر

توفر وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة، عناية تربوية خاصة تحت إشراف إدارة التربية الخاصة ورعاية الموهوبين، وفقا للاحتياجات الفردية لكل طالب، وعبر كوادر متخصصة. وتعمل الوزارة في هذا السياق على تزويدهم بفرص تعليم متنوعة تتماشى مع قدراتهم وإمكانياتهم من جهة، وتدفعهم للمساهمة الفعالة في بناء وتطوير المجتمع من جهة أخرى. كما تقدم خدمات التقييم التربوي والنفسي لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تحديد المدرسة التي تلبي احتياجاتهم، ومن ثم توفير أفضل الخدمات والبدائل التعليمية لفئة الطلبة من ذوي الإعاقة باختلاف أنواعها.

دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة

يتم إلحاق الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس التعليم العام حسب نوع الخدمات المقدمة ووفقا لشدة ومستوى الحالة، فهناك المدارس التي تقدم خدمات الدعم وهي جميع مدارس التعليم العام التي تدعم احتياجات الطلبة من خلال متابعة الخطط العلاجية والترتيبات والتسهيلات سواء على مستوى التقييم أو البيئة المدرسية أو الأنشطة الصفية. والمدارس التي تقدم خدمات الدمج وهي مدارس حكومية يدرس فيها الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد والإعاقة الذهنية، وتتوفر فيها غرف المصادر والبرامج والخدمات والكوادر المتخصصة التي تخدمهم وتعزز قدراتهم الأكاديمية والاستقلالية كل حسب أهداف خطته الفردية، إلى جانب المدارس المتخصصة وهي معنية بتقديم الخدمات المكثفة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتكون هذه المدارس من:

سلسلة مدارس الهداية

وهي مدارس متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة المتخصصة من الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية وذوي اضطراب التوحد، ويتم تقديم الخدمات المتكاملة عبر فريق متعدد التخصصات لتلبية جميع احتياجاتهم.

مجمع التربية السمعية

وهي مدارس مصممة لخدمة الطلبة من ذوي الإعاقة السمعية لتوفير الخدمات التعليمية المناسبة لهم ومساعدتهم على اكتساب المهارات والمعارف التي تخدمهم في الجوانب الأكاديمية وهي مدرسة التربية السمعية للبنين ومدرسة التربية السمعية للبنات.

معهد النور

وهو معهد متخصص لطلاب الإعاقة الذهنية، ويتم دمج بعض حالاته بالمدارس العادية عن طريق الالتحاق بمدرسة خليفة الثانوية واليرموك الإعدادية، وكذلك بعض المدارس الخاصة بالفتيات طبقًا لشدة الإعاقة. (وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، 2021)

الدراسات السابقة

دراسة مايسة خليفة النيادي(2018): اتجاهات أولياء الأمور نحو دمج طالب ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف التعليم العام

تهدف هذه الدراسة بشكل عام إلى معرفة اتجاهات أولياء الأمور نحو دمج الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف التعليم العام. أهداف هذه الدراسة على النحو التالي: أ) معرفة اتجاهات أولياء الأمور نحو دمج الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف التعليم العام، ب) فحص ما إذا كان هناك اختلاف في الاتجاهات ما بين آباء الأطفال المعاقين وغير المعاقين، ج) فحص أثر مستوى شدة الإعاقة على مواقف الآباء تجاه الدمج. عينة الدراسة هي 100 ولي أمر، 50 منهم أولياء أمور أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة و50 ولي أمر لطلاب عاديين في مدارس التعليم العام. استخدم الباحث التحليل الكمي للإجابة على أسئلة البحث. أشارت نتائج هذه الدراسة أن اتجاهات أولياء الأمور إيجابية نحو دمج الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف التعليم العام، وبالإضافة إلى ذلك أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن هناك بعض الاختلافات في الاتجاهات ما بين آباء الأطفال المعاقين وغير المعاقين نحو الدمج. كما بينت نتائج الدراسة أن شدة الإعاقة كان لها أثر على اتجاهات الوالدين نحو الدمج. لهذه الدراسة بعض التوصيات يمكن إدراجها في المدرسة والدراسات المستقبلية والبحوث. بالنسبة للأبحاث، يمكن تكرار هذه الدراسة الحالية مع التركيز على اتجاهات المعلمين والطلاب والإدارة نحو برامج الدمج في مدارس مجلس أبوظبي للتعليم.

دراسة رحاب أحمد (2017): فعالية برنامج تدريبي لتنمية اتجاهات المعلمين نحو دمج التلاميذ ذوي الاعاقات بمدارس التعليم العام.

استهدف البحث التعرف على اتجاهات المعلمين نحو عملية دمج التلاميذ ذوي الإعاقة في المدارس الابتدائية الحكومية، ودراسة الفروق في اتجاهات المعلمين نحو عملية الدمج وفق متغير نوع المعلم (ذكور، إناث)، والفروق بين المعلمين في القياس البعدي بين المجموعتين التجريبية والضابطة في اتجاهاتهم نحو عملية الدمج، والفروق في اتجاهات المعلمين بين القياسين القبلي والبعدي، وکذلك بين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية في اتجاهاتهم نحو عملية الدمج. بلغت العينة (48) معلما، وقامت الباحثة ببناء وتطوير مقياس الاتجاهات نحو الدمج، إضافة إلى بناء البرنامج التدريبي لتنمية الاتجاهات نحو دمج ذوي الإعاقة بمدارس العاديين، وباستخدام المتوسطات والانحرافات المعيارية واختبار (ت)، جاءت النتائج أن اتجاهات المعلمين نحو دمج التلاميذ ذوي الإعاقة في المدارس الابتدائية الحکومية کان متوسطا، وعدم وجود فروق دالة احصائيا في أبعاد مقياس الاتجاهات نحو الدمج والدرجة الکلية بين المعلمين والمعلمات، وتوجد فروق دالة إحصائيا بين معلمي المجموعة التجريبية ومعلمي المجموعة الضابطة في القياس البعدي لأبعاد مقياس الاتجاهات نحو عملية الدمج والدرجة الکلية لصالح معلمي المجموعة التجريبية، وتوجد فروق دالة احصائيا بين القياسين القبلي والبعدي لأبعاد مقياس الاتجاهات نحو الدمج والدرجة الکلية بالمجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي، وعدم وجود فروق دالة احصائيا بين القياسين البعدي والتتبعي في أبعاد مقياس الاتجاهات نحو عملية الدمج والدرجة الکلية.

دراسة مهدية توفيق (2017): اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصريا بالثانويات العادية.

تهدف هذه الدراسة للتعرف على اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصریًا بثانويات ولایة الوادي خلال الموسم الدراسي2017/2016، ونعني الأساتذة الذين يدرسون تلاميذا ذوي إعاقات بصریة مدمجین بالوسط الثانوي العادي، وقد حاولت الدراسة الإجابة على التساؤل التالي: ماهي مستویات اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصریًا في الثانويات العادیة؟ نقصد بمستوى الاتجاه (منخفض، متوسط، مرتفع). وقد شملت الدراسة على الفرضيات التالية: 1- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصریا في الثانويات العادیة تعزى لمتغير الجنس (ذكر، أنثى) 2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصریا في الثانويات العادیة بین أساتذة المواد الأدبية وأساتذة المواد العلمية. 3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصریا في الثانويات العادیة تعزى لمتغير الخبرة في التدريس (أقل من 05 سنوات، من 06 إلى 10سنوات، 11سنة فما فوق). استخدمنا في التحليل الإحصائي برنامج الحزمة الإحصائية SPSS لاستخراج النتائج، وقد توصلنا إلى النتائج التالية: – بالنسبة لتساؤل الدراسة توصلنا إلى أن مستویات الأساتذة كانت اتجاهاتهم مقبولة ایجابیا نحو دمج المعاقين بصریا في الثانويات العادیة بنسبة % 81.74 – دلت النتائج إلى أنه لیست هناك فروق بین اتجاهات الأساتذة تعزى لمتغير الجنس – دلت النتائج أيضا إلى أنه لیس هناك فرق بین أساتذة المواد الأدبية وأساتذة المواد العلمية في اتجاهاتهم نحو دمج المعاقين بصریا في الثانويات العادیة . – دلت النتائج كذلك بأنه لا توجد فروق في اتجاهات الأساتذة حسب خبرتهم المهنية.

دراسة رفيدة حمد محمود الحروب(2017): اتجاهات مدراء المدارس العامة نحو عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة في محافظة معان في ضوء بعض المتغيرات.

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات مدراء المدارس العامة نحو عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة في محافظة معان، والتعرف إذا ما کان لمتغيرات الخبرة العملية: أقل من عشر سنوات، عشر سنوات فأكثر، الجنس: ذکور، إناث، مجال التخصص: تخصصات تربوية، تخصصات أخرى ومستوى المدرسة: أساسية، ثانوية تأثير على اتجاهات مدراء المدارس العامة نحو عملية الدمج، وللتحقق من أغراض الدراسة تم تصميم استبانة تحققت فيها دلالات الصدق والثبات لقياس تلك الاتجاهات ومعرفة علاقتها بالمتغيرات السابقة. تكونت عينة الدراسة من 73 مديرا ومديرة يمثلون 73 مدرسة من جميع مناطق محافظة معان.
أظهرت نتائج الدراسة وجود اتجاهات إيجابية نحو عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة لدى مدراء المدارس العامة، وأظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات مدراء المدارس العامة نحو عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة تعزى لکل من متغيرات: الخبرة، الجنس، مجال التخصص ومستوى المدرسة.
وانتهت الدراسة بمجموعة من التوصيات: توصي هذه الدراسة بتفعيل عملية الدمج الأكاديمي بشکل فعلي ومدروس في المدارس العامة، ضرورة إيجاد حلقة وصل بين أولياء أمور الطلبة ذوي الإعاقة ومدراء المدارس من أجل توعيتهم بضرورة إلحاق أبنائهم بالمدارس القريبة من مکان سکنهم، وإجراء المزيد من الدراسات التي يمکن الوصول من خلال نتائجها إلى الأسباب الحقيقية التي تقفُ وراء تدني مستوى التعليم لدى الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة معان.

دراسة سعيد عبدالرحمن محمد (2013): اتجاهات طلاب کلية التربية نحو دمج أقرانهم الصم في التعليم العالي وعلاقتها ببعض المتغيرات.

هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة اتجاهات طلاب کلية التربية بجامعة الملك سعود نحو دمج أقرانهم الصم في التعليم العالي، وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات (النوع- التخصص العام – المستوى الدراسي- وجود فرد أصم في الأسرة- إجادة التواصل مع الصم)، واستخدم الباحث مقياس الاتجاهات نحو دمج الصم في التعليم العالي (إعداد الباحث)، حيث تم تطبيقه على عينة قوامها (373) طالباً وطالبة من طلاب کلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، وباستخدام المنهج الوصفي، ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي:
1- من أکثر الاتجاهات إيجابية الاتجاهات التي ترکزت في العبارات التي تناقش قدرة الصم على مواصلة مرحلة البكالوريوس والماجستير، والدكتوراه، والحق في الارتقاء بالوظائف الإدارية العليا، وأن دمج الطلاب الصم في التعليم العالي يسهم في تقبل أقرانهم السامعين لهم، ويشترط تقديم الخدمات المساندة لضمان نجاح عملية الدمج. وأن إجادة لغة الإشارة من الطلاب السامعين يسعد الطلاب الصم، ويکون علاقة صداقة قوية معهم.
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات طلاب کلية التربية في البعد الأول “الاتجاه نحو خصائص الصم”، والبعد الخامس” الاتجاه نحو قدرات / إمكانات الصم”، من أبعاد مقياس الاتجاهات نحو دمج الصم في التعليم العالي، والدرجة الکلية للمقياس، وفقاً لمتغير النوع (ذکر – أنثى)، وذلك لصالح الذکور.
3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات طلاب کلية التربية في البعد الثاني “الاتجاه نحو ثقافة الصم” من أبعاد مقياس الاتجاهات نحو دمج الصم في التعليم العالي، وفقاً لمتغير التخصص الدراسي، وذلك لصالح طلاب کلية التربية تخصص تربية خاصة.
4- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات درجات طلاب کلية التربية في البعد الثاني “الاتجاه نحو ثقافة الصم”، والبعد الخامس” الاتجاه نحو قدرات/إمكانات الصم” من مقياس الاتجاهات نحو دمج الصم في التعليم العالي ، وفقاً لمتغير المستوى الدراسي. وذلك لصالح طلاب کلية التربية في المستوى الدراسي الثامن.
5- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات طلاب کلية التربية في البعد الثاني”الاتجاه نحو ثقافة الصم” ، والبعد الخامس”الاتجاه نحو قدرات/إمكانات الصم” من مقياس الاتجاهات نحو دمج الصم في التعليم العالي، وفقاً لمتغير وجود أصم في الأسرة، وذلك لصالح طلاب کلية التربية الذين لديهم أصم في الأسرة.
6- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسط درجات طلاب کلية التربية في البعد الثاني” الاتجاه نحو ثقافة الصم”، والبعد الثالث “الاتجاه نحو التواصل مع الصم”، والبعد الخامس “الاتجاه نحو قدرات/إمكانات الصم” من أبعاد مقياس الاتجاهات نحو دمج الصم في التعليم العالي ، وکذلك الدرجة الکلية، وفقاً لمتغير إجادة التواصل مع الصم، وذلك لصالح طلاب کلية التربية الذين يجيدون التواصل مع الصم.

دراسة Anke de Boer, Sip Jan Pijl, Wendy Post & Alexander Minnaert (2012) بعنوان ما هي المتغيرات المتعلقة باتجاهات المعلمين وأولياء الأمور والأقران تجاه الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة في التعليم العادي؟

في حين أن هناك اهتمامًا متزايدًا بوصف مواقف المعلمين وأولياء الأمور والأقران تجاه الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة في التعليم العادي، إلا أن هناك نقصًا في المعرفة حول المتغيرات المختلفة المتعلقة باتجاهات هذه المجموعات الثلاث. أهداف هذه الدراسة هي: (1) دراسة المتغيرات التي تتعلق باتجاهات المعلمين، العدد  = 44) والآباء ( العدد  = 508) والأقران ( ن = 44). = 1113) تجاه الطلاب الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط أو متلازمة طيف التوحد أو الإعاقة المعرفية في التعليم الابتدائي العادي و (2) لفحص ما إذا كانت مواقف المعلمين وأولياء الأمور تؤثر على مواقف الأقران. تم استخدام مسح المواقف لتقييم المواقف وتم تحليل البيانات عن طريق التحليلات متعددة المستويات. يمكن استخدام المتغيرات الموجودة في هذه الدراسة والمتعلقة بالمواقف كأساس لتطوير تدخلات لتغيير المواقف.

دراسة أسماء أوقاسي(2011): اتجاهات المعلمين نحو الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة: دراسة ميدانية بولاية الجزائر العاصمة و البليدة والمدية.

تتناول الدراسة الحالية اتجاهات المعلمين نحو الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة، انطلقت هذه الرسالة من التساؤلات الهامة مفادها: ماهي اتجاهات المعلمين نحو الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة؟ ما أثر بعض العوامل ذات العلاقة باتجاهات المعلمين نحو الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة؟ فافترضنا ما يلي: اتجاهات المعلمين إيجابية نحو الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة، كذلك هناك أثر لكل من عامل الجنس، المستوى التعليمي، طبيعة الإعاقة، عمر المعاق على اتجاهات المعلمين نحو الدمج الأكاديمي. تتناول هذه الدراسة جانبين: الجانب النظري بثلاث فصول: الاتجاهات النفسية، الدمج الأكاديمي، ذوي الاحتياجات الخاصة، أما الجانب الميداني فتناول الدراسة الاستطلاعية بابتدائية أولا لمعرفة مدى ملائمة مقياس الدكتورة زينب محمود شقير سنة 2003 بمصر، توصلت بعد إجراء هذه الدراسة إلى قبول الفرضية القائلة اتجاهات المعلمين إيجابية ورفض الفرضيات القائلة لبعض العوامل الغير إيجابية لاتجاهات المعلمين تجاه الدمج.

دراسة ناجي السعايدة ويعقوب فريد الفرح(2008): اتجاهات أولياء أمور الطلبة ذوي صعوبات التعلم نحو أبنائهم في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية.

هدفت هذه الدراسة إلى التّعرف على اتجاهات أولياء أمور الطلبة نحو أبنائهم ذوي صعوبات التعلم، في ضوء المتغيرات الديموغرافية التالية:
1- المستوى التعليمي للأب.
2- المستوى التعليمي للأم.
3- جنس الطالب ذو صعوبة التعلم.
4- نوع صعوبة التعلم لدى الطالب.
5- شدة صعوبة التعلم لدى الطالب.
وقد تکون مجتمع الدراسة من مجموعة من أولياء أمور الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم في مدارس عمان العاصمة والملتحقين في غرفة مصادر التعلم. أما عينة الدراسة فقد تكونت من (100) أب يوجد لديه ابن من ذوي صعوبات تعلم في مدارس عمان/العاصمة، وتم اختيارهم بالطريقة القصدية، حيث اشترط في الأب المشارك في العينة أن يکون لديه ابن من ذوي صعوبات تعلم ويکون الأب قادرا على القراءة والكتابة کحد أدنى.
أما فيما يتعلق بأداة الدراسة، فقد تم استخدام مقياس الاتجاهات التي قامت “خريس” بتطويره عام (2002) على عينة من أولياء الأمور.
هذا وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن هناك اتجاهات إيجابية لدى أولياء أمور الطلبة نحو أبنائهم الذين يعانون من صعوبات التعلم.

التعليق على الدراسات السابقة

من خلال العرض السابق للدراسات السابقة التي تناولت اتجاهات أولياء الأمور والمعلمين والطلاب تجاه الدمج التعليمي بشتى صوره يتضح لنا تقبل أولياء الأمور لفكرة الدمج، كما كانت اتجاهات المعلمين مؤيدة بشدة للدمج على اختلاف تخصصاتهم وخبراتهم، وكان لمدراء المدارس اتجاهات إيجابية نحو الدمج التعليمي وتقبلهم له، وقد أكدت الدراسات السابقة أن الطلاب يؤيدون فكرة الدمج، وجاءت اتجاهات الطلاب عامة مؤيدة للدمج، وكان طلاب أقسام التربية الخاصة أكثرهم وأشدهم تأييدًا لفكرة الدمج.

نتائج الدراسة

  • يوجد اتجاه إيجابي نحو أفكار الدمج ونظمه لدى أولياء الأمور والمعلمين والطلاب.
  • الدمج مقبول اجتماعيًا، ويتقبله المجتمع المدرسي بشتى كوادره وتخصصاته.
  • يتقبل الطلاب العاديون دمج زملائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويساعدونهم ويوفرون لهم ما يستطيعون من ترتيبات وتسهيلات تعليمية.

توصيات الدراسة

  • توفير متطلبات الدمج بشتى صوره داخل المدارس والمؤسسات التعليمية.
  • التوعية بفكرة الدمج التعليمي لدى أفراد المجتمع بشتى قطاعاته وشرائحه المجتمعية.
  • استثمار قدرات وطاقات ذوي الاحتياجات الخاصة بما يؤهلهم للمشاركة في مجتمعهم وفقًا لقدراتهم.

 

 


المراجع

  • أوقاسي، أسماء .(2011). إتجاهات المعلمين نحو الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة: دراسة ميدانية بولاية الجزائر العاصمة و البليدة والمدية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الجزائر 2، كلية العلم الإنسانية والاجتماعية.
  • توفيق، مهدية. (2017). اتجاهات أساتذة التعليم الثانوي نحو دمج المعاقين بصريا بالثانويات العادية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي.
  • الحروب، رفيدة حمد محمود (2017). اتجاهات مدراء المدارس العامة نحو عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة في محافظة معان في ضوء بعض المتغيرات، مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد 471 الجزء الثاني يوليو لسنة 2017م، ص ص 689-742.
  • راغب، رحاب أحمد .(2017). فعالية برنامج تدريبي لتنمية اتجاهات المعلمين نحو دمج التلاميذ ذوي الاعاقات بمدارس التعليم العام، مجلة التربية الخاصة، العدد 18، ج 1، ص ص 146-148.
  • السعايدة، ناجي والفرح، ويعقوب فريد .(2008). اتجاهات أولياء أمور الطلبة ذوي صعوبات التعلم نحو أبنائهم في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية، مجلة بحوث التربية النوعية– جامعة المنصورة، العدد 12، ص ص 212-235.
  • السعيد، هلا نعيم(2009). الدمج بين جدية التطبيق والواقع، مكتبة الانجلو المصرية.
  • سو بريجز.(2019).تلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة في الفصول الدراسية للمرحلة الثانوية- الدمج وكيفية القيام به،رولتيدج للنشر.
  • مبارك، سارة مبارك جمعة محبوب(2021). الدمج التعليمي والمجتمعي للأفراد ذوي الإعاقة، المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة، المجلد الخامس، عدد 16، ص ص 75-96.
  • محمد، سعيد عبدالرحمن. (2013). اتجاهات طلاب کلية التربية نحو دمج أقرانهم الصم التعليم العالي وعلاقتها ببعض المتغيرات،مجلة التربية الخاصة والتأهيل، العدد 1، المجلد 1، 2013، ص ص 253-310.
  • النيادي، مايسة خليفة .(2018). اتجاهات أولياء الأمور نحو دمج طالب ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف التعليم العام، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الامارات العربية المتحدة، كلية التربية.

المراجع الأجنبية

  • Anke de Boer, Sip Jan Pijl, Wendy Post & Alexander Minnaert(2012)Which variables relate to the attitudes of teachers, parents and peers towards students with special educational needs in regular education?,Educational Studies, 38:4, 433-448, DOI: 1080/03055698.2011.643109

مواقع الانترنت

  • طه، سهام علي.(2021). دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية، متاح على https://www.al-isbaahcenter.com/%D8%AF%D9%85%D8%AC-%D8%B0%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7/
  • وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بقطر .(2021).تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين، متاح على https://www.edu.gov.qa/ar/Pages/pubschoolsdefault.aspx

البحث في Google:





عن د. طارق عبد المجيد

حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية – تخصص علم النفس التربوي- تربية خاصة (جامعة كفر الشيخ- جمهورية مصر العربية)، له العديد من الأبحاث العلمية المنشورة بالمجلات العلمية المحكمة والمؤتمرات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *