متى يكون التقويم تكوينيا من أجل التعلم ؟؟

مقدمة :

التقويم أحد أهم المفاهيم التربوية التي لا يسع أي تربوي جهلها، حيث إن فهمه لهذا المفهوم سيؤثر على فهمه الكامل للمنظومة التعليمية. وفي هذا المقال سنجيب على الأسئلة التالية :

س: ما مفهوم التقويم التكويني ( التقويم من أجل التعلم)؟

س: ما الفرق بين مفهوم التقويم التكويني (التقويم من أجل التعلم) والتقويم الختامي (تقويم التعلم)؟

س: ما الذي يجعل التقويم تكوينيا؟

س: ما شروط رتشارد ديفور للتقويم التكويني؟

وفي نهاية المقال سنضرب مثالا لما قد يعتبر تقويما تكوينيا وهو ليس كذلك.

أولا: مفهوم التقويم التكويني (التقويم من أجل التعلم):

يعرف (James Popham, 2008) التقويم التكويني على أنه- «عملية مخططة يتم فيها استخدام الأدلة المستخرجة من التقويم حول وضع الطلاب من قِبَل المعلمين لتعديل ممارساتهم التعليمية المستمرة أو من قبل الطلاب لتعديل أساليبهم التعلّمية الحالية».

ويعرف كل من (Cowie and Ball, 1999: 101) التقويم التكويني بأنه “العملية التي تستخدم بواسطة المعلمين والطلبة ليتعرفوا على التعلم ويستجيبوا لذلك التعلم بهدف تعزيزه”

بينما يعرف كل من  (Torrance and Pryor (1998) التقويم التكويني على أنه “تفاعل اجتماعي بين المعلم والطالب من أجل التأثير على عمليتي التعليم والتعلم”..

ويتضح من التعريفات السابقة أن:

  • التقويم التكويني يجعل عملية التعليم والتعلم مبنية على نتائج وموجهة نحو سد الفجوات الحقيقية التي كشفت عنها تلك النتائج.
  • نتائج التقويم التكويني ليست مجرد بيانات يتم جمعها للمعرفة أو لكتابة تقرير وفقط، بل هي بمثابة موجهات لعمليات التعليم والتعلم وهي التي تحدد ما هي خطوة التعلم التالية.
  • التقويم التكويني يشترك فيه المعلم والمتعلم، وهو إحدى استراتيجيات جعل الطلاب يتحملون مسؤولية تعلمهم، فيجب أن يتاح للطالب تقييم تعلمه ولا تكن هذه المهمة هي مما يقوم به المعلم فقط.

(دورة التعليم/التعلم التكويني)

ثانيا : ما الفرق بين مفهوم التقويم التكويني (التقويم من أجل التعلم) والتقويم الختامي (تقويم التعلم)؟

يطلق على التقويم التكويني التقويم من أجل التعلم، فهو يقدم بيانات ومعلومات عن سؤال رئيس خلال رحلة التعلم:

هل تعلّم الطلاب هذا الناتج؟ هل أنطلق لغيره أم مازالت رحلة تعلم هذا الناتج مستمرة ؟

أما التقويم الختامي فهو تقويم للتعلم نفسه ويستخدم (2000) Doug Reeves تشبيها للوصول لتمييز قاطع بين التقويمات الختامية و التقويمات التكوينية، حيث يرى أن التقويم الختامي، مثل التشريح، يستطيع تقديم معلومات مفيدة تشرح لماذا توفي المريض، لكن المعلومات تأتي متأخرة جدا، على الأقل من وجهة نظر المريض.

أما التقويم التكويني فيرى أنه يشبه الفحص الطبي، حيث يستطيع أن يقدم لكل من الطبيب والمريض معلومات في وقت فوري فيما يتعلق بصحة المريض ويستطيع المساعدة في وصف الترياق لمساعدة المريض المعتل أو لمساعدة المريض ذي الصحة الجيدة ليصبح أقوى.

ولعل المنظم التالي يوضح الفرق بصورة أكثر تفصيلا:

التقويم

ثالثا : ما الذي يجعل التقويم تكوينيا؟

ليس محتوى التقويم ولا وقت إجرائه هو ما يجعل التقويم تقويما تكوينيا في رأي ريتشارد ديفور بل إن كيفية استخدام النتائج، أو ما يحدث بعد التقويم هو الذي يحدد ما إن كان التقويم جزءا من عملية تكوينية أم لا.

وتؤكد Susan M.Brookhrt  في كتابها كيف تصمم أسئلة ومهمات لتقويم تفكير الطلاب أنه لا تستطيع أن تعرف بمجرد النظر إلى السؤال أو المهمة ما إذا كان أي منهما تكوينيا للتعلم أم ختاميا، بل يعتمد الأمر على كيف يستعمل التقويم وفي كثير من الحالات يمكن استعمال نفس الأنواع من التقويم تكوينيا أو ختاميا.

والخلاصة أن الهدف من التقويم وكيف تستخدم النتائج هو ما يحدد فعلًا إذا كان التقويم تكوينيًا أو ختاميًا، فإذا كان التقويم يحدث أثناء عملية التعلم، والنتائج ستستخدم لمساعدة الطلاب على الاستمرار في التعلم، فإنه يعتبر تکوینیًا، وإذا لم ترجع النتائج للمعلمين في الوقت المناسب ليعدّلوا التعليم الذي قيّموه، فإنه لا يعتبر تقويمًا تكوينيًا.

رابعا: مثال لتقويم غير تكويني:

في حصة للغة العربية قام المعلم بشرح مفهوم الفاعل، ثم وزع على الطلاب أوراق عمل فيها جمل يستخرجون منها الفاعل ويعربونه ثم جمع الأوراق وصححها ثم أعادها في  نهاية الحصة، و خرج. فإذا كان المعلم يعتقد بأنه قد أنجز تقويما تكوينيا فهو يخلط بين التقويم التكويني والختامي، لأن ما يجعل هذه المهمة تكوينية هو استخدامها من طرف المعلم لتحديد مَن مِن طلابه لم يكن قادرًا على استخراج الفاعل وإعرابه، ثم يزودهم بوقت تعليم إضافي نتيجة للمعلومات التي ظهرت من التقويم.

 المراجع

1 –  ريتشارد دوفور وآخرون (2014). التعلم عن طريق العمل: دليل للمجتمعات المهنية التعليمية أثناء العمل، ترجمة مدارس الظهران الأهلية، الطبعة الأولى، دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع، الدمام، المملكة العربية السعودية.
2 – كيم بيلي، كريس جاكيسيك (2014). التقويم التكويني المشترك: أدوات عملية للمجتمعات التعليمية المهنية أثناء العمل، ترجمة مدارس الظهران الأهلية، الطبعة الأولى، دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع، الدمام، المملكة العربية السعودية.

Black, P., & Wiliam, D. (1998). Assessment And Classroom Learning Assessment in Education, 5(1)p7.
Cowin. B. and Ball, B. (1999). A model of Formative assessment in science education. Assessment in education. 6(1), pp 101 – 161.
Marzano, R. & et al (2003). Class room Management that Works Alexandria: ASCD.
Popham, J. (2008). Transformative Assessment. VA. ASCD.
Reeves, D. B. (2000). Accountability in action: A blueprint for learning organizations. Denver, CO: Advanced Learning Press.
Stiggins, R. (2004). New assessment beliefs for a new school mission. Phi Delta Kappan, 86(1), 22-27.
Torrance, H. and Pryor, J. (1998) Investigating formative assessment: teaching, learning and assessment in the classroom. Buckingham: Open University Press.

البحث في Google:





عن د.أيمن أصلان

المدير التنفيذي لمركز صناعة القيادات. مستشار وخبير تربوي متخصص في مجال الإشراف التربوي.

تعليق واحد

  1. Walid El-Gohary

    بارك الله فيك دكتور ايمن …..مقالة رائعة لتوضيح الفرق بين التقويم التكويني والتقويم الختامي …كما أن التقويم الختامي إذا كان في نهاية الحصة فإن المعلم يستطيع استخدام نتائجه كتغذية راجعة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *