خطة التدريس

المعلم و تطبيق الذكاءات المتعددة

قبل تطبيق الذكاءات المتعددة :

عندما يقف المعلم بين طلابه متأملاً اختلاف البيئات والاتجاهات، وعلى ذلك اختلاف القدرات التي يمتلكها كل طالب منهم -سواء استدل على هذه القدرات باختبارات استطلاعية أو بالملاحظة- عندها حتماً سيؤمن المعلم بالفروق الفردية في التحصيل والتفكير وان لكل منهم طريقة ذكائه التي بها يتناول المعارف.

تعرف الذكاءات المتعددة بأنها: “نظرية وضعها هوارد جاردنر تمكن المربين من إيجاد طرق تعليم تساعد المتعلمين على إتقان المواد الدراسية، وإيجاد بيئة صفية مثيرة تتضمن أنشطة وأدوات تقييم تستجيب لثمانية أنماط للذكاء: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء المكاني، الذكاء الإيقاعي، الذكاء الجسمي الحركي، الذكاء البين شخصي (الاجتماعي)، الذكاء الضمن شخصي، الذكاء الطبيعي البيئي”. كما نصت النظرية على أنه لا توجد استراتيجية أو نشاط تدريسي يحقق أفضل ما يمكن لجميع الطلاب وفي جميع الأوقات،وقد تحقق استراتيجية معينة نجاحا كبيرا مع مجموعة من الطلاب في حين لا تحقق ذات الاستراتيجية النجاح مع مجموعة أخرى، فالأفضل للمعلم التنويع في استخدام الاستراتيجيات والأنشطة التدريسية بما يتناسب مع الذكاءات المتوفرة لدى الطلاب …

ولكي يحقق المعلم التنوع في التدريس لابد له من النظر إلى كلاً من:

1- المنهج 

في بداية عملية التدريس لابد من الاتجاه إلى المنهج أولاً. فإن كان المنهج في تخطيطه يحقق التعلم بالذكاءات المتعددة ويحوي الأنشطة المتنوعة المطلوبة، وطرق التقويم البديلة التي تراعي الفروق الفردية فالمنهج بذلك يسهّل دور المعلم بشكل كبير، أما أن كان المنهج منهجا تقليديا أو منهجا لا تتنوع فيه الذكاءات فستكون مهمة المعلم صعبة نوعا ما، فيتجه لبناء أنشطة مختلفة على الذكاءات المتعددة المتوفرة لدى طلابه ويكون متنوعاً في طرح الأسئلة الصفية وإعطاء المهام المتنوعة.

2- الطالب 

عرف جارندنر الذكاء في كتابه أطر العقل “بأنه  قدرة الطالب حل المشكلات أو ابتكار منتجات ذات قيمة داخل كيان ثقافي أو أكثر”، و من المسلمات في نظرية الذكاءات المتعددة أن كل الطلاب يمتلكون الذكاءات الثمانية ولكن بنسب متفاوتة فيما بينهم، والذكاءات نفسها توجد في الطالب نفسه بنسب متفاوتة، ثم أن هذه الذكاءات في مقدورها النماء والتطور والاختفاء.

وعلى هذا فالمعلم لابد أن يتفهم أن لكل طالب طريقته في التفكير وأن له أكثر من وسيلة ليعبر عن طريقة ذكائه وفهمه للمعرفة، و هنا نقطة يجب استغلالها وهي دفع المتعلم للمعرفة عن طريقة معرفة نوع ذكائه، فالطالب ينمو ذكاؤه إذا وجد الدافع المناسب ووجد التدريب والتشجيع، كما أن المعلم بمقدوره عن طريق المران رفع كفاءة الذكاءات المنخفضة لديه.

ويبقى الآن دور المعلم بعد فحص الطالب والمنهج بأن يسلك عدة خطوات ليحقق هدفه في تطبيق الذكاءات المتعددة في تدريسه بطريقة ناجحة يمكن تلخيصها وفق ما يلي:

  • يصنف طلابه حسب أنواع الذكاءات المتعددة ودرجتها لديهم، وللمعلم أسلوبه في التصنيف: فمعلم يصنف عن طريق الملاحظة ومعلم يصنف عن طريق التكليف بمهمات أدائية ومعلم يصنف عن طريق اختبارات.
  • يوضح الأهداف المراد تحقيقها أو الموضوع المراد تدريسه بدقه.
  • حصر أنواع الذكاءات المناسبة لتدريس الموضوع المراد، آخذاً بالحسبان الذكاء المتعدد لطلابه.
  • بناء أسئلة صفية وفقاً للذكاءات المتعددة المحددة، وتُحقق أهداف الدرس.
  • تكوين أنشطة مختلفة تدعم الأسئلة في الموضوع وتركز على تنمية الذكاءات المتوفرة لدى الطلاب.
  • تصميم الخطة لهذا الدرس ومراعاة التتابع في الدروس اللاحقة لتعميق الهدف وتنمية الذكاء المتوفر.
  • ينفذ المعلم خطته، ويقوم أخطاءها، ويتدارك القصور الذي قد يعتريها.

يمكن لما سبق من خطوات أن يتناغم مع معلم الصفوف الأولية أو من يدّرس الطلاب لعام كامل في تخصص معين أو من يستمر بالتنقل مع طلابه من مرحلة لأخرى. أما إذا كان المعلم متنقلا بين الصفوف، أو كان عدد طلابه كبير فيمكنه تطبيق تدريسه بالذكاءات المتعددة بطريقة مرنة، بحيث يقسم الذكاءات المتعددة على الدروس المختلفة بحيث يشمل المنهج جميع الذكاءات، ولابد أن يخص الدروس المهمة منها بعدد أكبر من الذكاءات، ويمكنه تدارك النقص بوضع ذكاءات متعددة أكثر في حصص المراجعة الأسبوعية وتقاويم نهاية الوحدات.

ثم أن تطبيق الذكاءات المتعددة في التدريس له عدة ايجابيات على المعلم فهو يثري حصيلة المعلم في معرفة الاستراتيجيات وطريقة تصنيفها حسب كل ذكاء، كما يكسبه معرفة مؤشرات الذكاءات المتعددة عند الطلاب وعليه يكتسب التعامل المرن مع الفروق الفردية في الصف الدراسي، ومع التدرب على التطبيق في كل مره يميز المعلم التداخلات بين الذكاءات المتعددة وكيف يمكن أن ينمي ذكاء بذكاء آخر.

وللتطبيق الإجرائي  يمكن للمعلم تصنيف طلابه في قائمة بحيث يحدد ذكاء كل طالب من بداية العام الدراسي، وقائمة أخرى دائمة تصنف فيها الذكاءات وطرق التدريس أو الاستراتيجيات المناسبة، ويبقى عليه أن يحدد الاستراتيجيات المناسبة للدرس، ثم يوافق بين القوائم، وبذلك يمكن توفير جهد ووقت المعلم بشكل كبير، بحيث يتم تغير قائمة الطلاب في كل عام دراسي وبقاء قائمة الاستراتيجيات للإضافة والتعديل المتجدد.

وهذا مثال على ذلك:

ويمكن أن تكون الذكاءات المتعددة مدخلا من مداخل التدريس فيصنف المعلم مثلا الأنشطة حسب ذكاءات طلابه في الصف الدراسي، فيكون هناك نشاط بصري وآخر لغوي وثالث تطبيقي ورابع حركي… ثم يضع في داخل كل تصنيف نشاطا يحقق أهداف الدرس، ويمكن تطبيق هذه الطريقة في نهاية الوحدة الدراسية فتكون بمثابة التغذية الراجعة للطلاب.

المراجع :

الأنصاري. مؤيد خالد.(2018م).الذكاءات المتعددة في تدريس الرياضيات أنشطة وتطبيقات عملية. القاهرة .دار لوتس للنشر.
إيناس المدهون.(2018م).مؤشرات الذكاءات المتعددة المتضمنة في أنشطة وتدريبات كتاب التربية الإسلامية للصف التاسع الأساسي ومدى اكتساب الطلبة لها .رسالة ماجستير. كلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة.

البحث في Google:





عن منيرة السبيعي

باحثة ماجستير مناهج وطرق تدريس، معلمة مدربة معتمدة، عضوة جمعية جستن للعلوم النفسية والتربوية، المملكة العربية السعودية.

2 تعليقات

  1. محمد طه بصل

    استغلال الذكاءات بمثابة استخدام المفاتيح السرية لخزائن ألمعية العقل وقدرات النفس ومهارات الجوارح . ولعلنا ندرك معنى أن نخلي بين هذه الإمكانات – عند الناشئة – وبين الانطلاق في مناشط تعليمية تجريبية.. إنه الرقي بقدرات المتعلم وبالمناشط وبالعملية التعليمية نفسها.
    شكرا جزيلا أستاذة منيرة السبيعي

  2. الحمد لله حبيبي رب العالمينة☝️ أنه جعل تنوعا ف الذكاءات بين الأفراد وبعضها إنها نعمة كبيرة حقا فهناك العديد منها ولكل منها درجات مختلفة عند كل مخلوق وليس فقط الحيوانات
    عذرا إن كان تعليقي ليس بفائدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *