القراءة للصفوف الأولية عن بُعد

تدريس مادة القراءة للصفوف الأولية عن بُعد

من المعلوم أن لكل حصة تعليمية ثلاثة أركان رئيسة يجب العمل من خلالها وهي: (التمهيد، العرض، التقويم)، وأنه على إثر ذلك يتم تخصيص نواتج تعلُّم محددة لكل حصة على حدة.

ومن المعلوم أيضا أنه في السابق كان بعض المعلمين في أماكن متفرقة من وطننا العربي لا يعتمدون هذه الأركان لكل حصة على حدة؛ وإنما كانوا يعتمدونها لوحدة الموضوع. فكنا نجد مثلا أن درس القراءة الذي تقرر دراسته للطالب في سبع حصص؛ يتم التعامل مع هذه الحصص السبعة وكأنها جميعا حصة واحدة طويلة مستمرة كل أيام الأسبوع الدراسي؛ بحيث تكون الحصة الأولى للتمهيد؛ واثنتان في نهاية الأسبوع للتقويم، وما بينهما من حصص أربعة تكون للعرض والتنفيذ، والذي ينقسم بدوره إلى حصتين للقراءة الجهرية وحصة للمعاني وللأفكار ومناقشتهما، وحصة لاستخراج المهارات والكفايات اللغوية، وأثناء هذه الحصص المقسمة لا يقوم المعلم مطلقا بعمل شيء إلا ما استهدفه من الحصة؛ فلا تُناقش الأفكار مطلقا في حصتي القراءة الجهرية، ولا يتم فيهما تمهيد أو التعرف على المهارات، أو تقويم ختامي لهما. وقد سار الأمر بهذا الشكل فترة، وكان وما زال بالجملة يحقق نتائجا في الحقل التعليمي.

والحقيقة وبعد مداولات ومباحثات ميدانية؛ أجد أنني لا أحبذ تطبيق مبدأ التدريس بهذه الطريقة آنفة الذكر؛ حيث إن السير بها على النحو المذكور غالبا ما يصحبه سقوط تتابع أركان الحصة، وربما سقوط أحد الأركان الرئيسة منها، علاوة على سقوط كل أنواع التقويم (تشخيصي، تكويني، ختامي) في الحصة الواحدة نظرا لتركيز المعلم في الأداء المقصود، واكتفائه بما ينوي إجراءه من تقويم ختامي شامل في الحصتين الأخيرتين من الدرس، كما أن نواتج تعلُّم الطلاب المستهدف تحقيقها ربما تكون محدودة وقليلة نظرا لعدم سهولة تحديد نواتج تعلم معرفية ومهارية ووجدانية لكل حصة وهي مخصصة لشيء واحد على النحو السابق.

من أجل ذلك فإنني أُحبِّذ لمعلمي المرحلة الأولية أن يكون التعامل مع حصة القراءة أثناء تدريسها عن بُعد على النحو التالي:

1- العمل بمبدأ وحدة الحصة؛ بحيث يتم تحقيق كامل أركان الحصة في كل حصة على حدة، مع تطوير الأمر والجمع بين ميزات الرؤى المتباينة، وذلك بأن يخصص الثلث الأول من الحصة الأولى للدرس للتمهيد العام للدرس ويتخلله القراءة الصامتة لكامل الدرس بحيث يتعرف الطلاب على كل فحوى الدرس أو قصته بطريقة متكاملة ومترابطة. وتكون الحصة الأخيرة في الدرس مخصصة بالكامل لقراءة جهرية لمقاطع كبيرة من كل درس؛ فذلك أدعى لتعويد الطلاب على الاسترسال في القراءة واستشعار المعاني.

2- يكون العمل داخل كل حصة من بقية حصص الدرس الأسبوعية بدورة التعلُّم الخماسية والتي فصَّلت الأركان الثلاثة للحصة إلى خمسة مراحل، وهي: (التهيئة والتحفيز/الاستكشاف/ الشرح/ التوضيح والتعميق/ التقويم).

 

3- التزام المعلم في مكون تنفيذ عرض درس القراءة بالخطوات المتكاملة لتعلّم القراءة؛ فيتم البدء بقراءة المقطع القرائي قراءة جهرية معبرة من المعلم؛ ثم يردد الطلاب المقطع خلف المعلم؛ ثم يقرأ الطلاب جميعهم المقطع قراءة فردية معبرة بالتناوب بينهم، مع ضرورة تصويب المعلم كل خطأ في القراءة لكل طالب، ثم تتم مناقشة المعاني والوصول للأفكار، ثم تعلُّم المهارات والكفايات اللغوية في المقطع القرائي، على أن يقوم المعلم أثناء المناقشات بتوظيف أحد البرامج الإلكترونية للتعلُّم باللعب والمسابقات لإثارة حماس الطلاب.

وحتى لا يلتهم ذلك كله وقت الحصة وقد لا تكفي؛ فإنني أحبَّذ للزملاء ما يلي:

  • أن تكون المقاطع القرائية صغيرة جدا في كل حصة حتى يتم استيعاب كل الطلاب في كل حصة من الحصص المخصصة لتنفيذ الدرس طوال الأسبوع، وحينها سيكون كل طالب قد قرأ على الأقل أسبوعيا من ثلاث إلى أربع مرات ولو كان ما يقرؤه جملة واحدة في كل مرة؛ فذلك أفضل من ابتعاده المطلق عن القراءة الجهرية لفترة طويلة.
  • أن يكون في منظومة الحصص الافتراضية ترتيب رقمي متسلسل للطلاب؛ بحيث يقومون جميعا بالقراءة المتتابعة تبعا لهذا التسلسل المتفق عليه في الحصة، وبالتالي لن يستغرق المعلم وقتا في اختيار الطالب الذي سيقرأ.

 

 

المراجع:

إبراهيم محمد فوزي. دليل المعلم الناجح.. مقالات تربوية مترجمة.

جابر. د/ جابر عبد الحميد.(1999). استراتيجيات التدريس والتعلم. القاهرة: دار الفكر العربي.

استراتيجيات لتنشيط التعلم الصفي، ترجمة مدارس الظهران الأهلية، المملكة العربية السعودية، دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع.

مجموعة من المختصين. دليل المعلم للتدريس الفعال، السعودية: شركة تطوير التعليم.

مجموعة من المختصين. 2015. دليل البقاء للمعلم الفعال، السعودية: اتحاد المعرفة.

البحث في Google:





عن د. تامر طه بكر

كاتب وباحث مصري، حاصل على درجة دكتوراه دراسات المجتمع والتربية – تخصص الإرشاد الأسري- (جامعة القاهرة)، زميل غير متفرغ لعدد من المراكز البحثية والتربوية في القاهرة والرياض، له العديد من الدراسات البحثية المنشورة عبر بعض دور النشر وبعض الدوريات والمواقع الإلكترونية الرصينة.

2 تعليقات

  1. هاديه فرح

    مقال مفيد جدا نشكرك استاذ

  2. موضوع شائق ومفيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *