أساليب القيادة و الإدارة

الأهداف:

للقيادة دور كبير في فعالية النظام التعليمي، و هذا الأمر يحتم على التربويين تطوير أدائهم من حيث الإدارة أو القيادة. ومن خلال هذا المقال سنتعرف على اساليب القيادة و أثرها على المخرجات التعليمية، كما سنتطرق إلى العلاقة بين القيادة و الإدارة من حيث التباين أو التكامل.

القيادة و الإدارة:

تتصف المبادئ شديدة الفاعلية عادة بأنها: تضع قيادة التدريس و التعلم في قلب الأعمال حيث تدار المدارس و غيرها من الوحدات الإدارية التربوية بصورة مؤثرة و فاعلة. كما تتصف بأنها واضحة فيما يتعلق بتوجه و مستقبل و أولويات المدرسة. و عليه، فالقيادة التي نريدها في النظام التعليمي التي تتصف بكل ما ذُكر.

الفروقات بين القيادة و الإدارة:

لكن، ماذا تقول البحوث عن العلاقة بين القيادة و الإدارة؟ لقد أثبتت الأبحاث أن الإدارة و القيادة كنظامين للعمل في المؤسسات متباينان وفي نفس الوقت متكاملان، و لكن عند الحديث عن الفروقات فإننا نلاحظ مايلي:

  • القيادة تتعلق بالتعامل مع التغيير… بينما الإدارة تتعلق بالتعامل مع التعقيد.
  • الإدارة هي أن تفعل الأشياء بصورة صحيحة… و القيادة هي ان تفعل الأشياء الصحيحة.
  • القيادة ذات التأثير هي  عملية وضع الأول أولا… الإدارة ذات الأثر هي الانضباط الذي ينفذ تلك العملية.
  • الإدارة هي تحقيق الرؤية و ضبط المسار إضافة الى التنسيق و جلب القوة العاملة و متابعة المشاكل اليومية التي تطرأ. بينما القيادة هي تحديد تلك الرؤية و تبيان ذلك المسار.

التكامل بين القيادة و الإدارة:

من المهم جدا أن نعرف أنه ليست هناك مدرسة تتطور بواسطة الإدارة الجيدة فقط، فلابد من وجود قيادة أيضا. فالقيادة هي النشاط المتميز الأعلى رتبة والذي يوفر السياق و الاتجاه للإدارة. و رغم التباين الذي أشرنا اليه، فالقيادة و الإدارة تتعايشان معا و كل واحدة لا تعوض الأخرى. و لتوضيح هذا الأمر، من الجيد تبيان مجموعات المهارات الخاصة بكل من القيادة و الإدارة.

مهارات القيادة و الإدارة:

1-مهارات القيادة Leadership skills

وتضم مجموعتين:

مهارات التأثير في الآخرين Influencing skills مثل:

  • التحفيز  motivating   
  • التفاوض negotiating   
  • التنبؤ  anticipating
  • الإبداع  creating

مهارات التنمية Developing skills وتشمل:  

  • المشاورة  consulting
  • التدريب  coaching
  • التيسير  facilitating
  • معالجة المعلومات و الأدلة processing information/evidence

2- مهارات الإدارة Management skills

وتضم مجموعتين أيضا:

مهارات التنظيم  Organising skills وتشمل:

  • التفويض  delegating
  • إدارة الوقت managing time
  • إدارة الاجتماعات conducting meetings
  • كتابة التقارير  writing reports

مهارات التوجيه Directing skills وتشمل:

  • إصدار القرارات making decisions
  • المتابعة mentoring
  • متابعة الأداء managing performance
  • جلب المعينات allocating resources

لماذ أصبحت القيادة مهمة؟

يتضح لنا بجلاء العلاقة الحميمة بين القيادة و الإدارة، و أن الإدارة المنعزلة عن القيادة لا تؤدي الى النجاح المطلوب. و من المفيد أن نذكر في هذا السياق أن القيادة المدرسية بالتحديد ليست فقط قضية موارد بشرية بل هي مسألة استراتيجية. و رغم ذلك، فإن الكثير من القادة التربويين يركزون على الأدوار و المهارات الخاصة بالإدارة و يهملون أدوار القيادة. و هذا بلا شك يفقد المدرسة و النظام التعليمي برمته فرصة الوصول الى الأهداف المنشودة..

أساليب القيادة:

تشير الأبحاث إلى أن هناك ستة أنواع من أساليب القيادة تنتشر بين القادة في المهن المختلفة و ليس فقط في مجال التربية و التعليم، و تأتي هذه الأساليب على الشكل التالي:

  • المدرب Coaching 
  • القدوة  Pacesetting
  • المشاور Participatory
  • الآمر Directive
  • صاحب الرؤية  Visionary
  • الوحدوي  Affiliative

و فيما يلي محاولة لرسم الملامح العامة لكل أسلوب.

1- الآمر:

الهدف من تبني هذا الأسلوب هو تحقيق الالتزام الفوري، و نجد أن القائد الآمر يقوم بما يلي:

  • يعطي الأوامر القسرية و يبين للناس ما يجب عمله.
  • يتوقع  الانصياع الفوري.
  • يسيطر بأحكام عبر المتابعة اللصيقة.
  • يعتمد على الإشارة الى الأخطاء و السلبيات.
  • يحفز عبر التخويف بالنتائج غير الجيدة لعدم الانصياع.

2- صاحب الرؤية:

الهدف الرئيس من تبني هذا الأسلوب هو تزويد المدرسين برؤية و وجهة طويلة الأمد. و بناء عليه، فإن صاحب الرؤية يقوم بما يلي:

  • يضع رؤية و اضحة للمدرسة.
  • يطلب العمل بالرؤية بدون إلزام.
  • يرى أن التعريف بالرؤية من الأدوار الأساسية للمدير.
  • يقنع المدرسين بشرح الأسباب وراء الرؤية.
  • لتحقيق الرؤية، يضع الضوابط و يراقب الأداء.
  • يوازن بين المراجعة السلبية و المراجعة الإيجابية.

3- الوحدوي:

الهدف الرئيس من القيادة ب هذا الأسلوب هو جلب التناغم و الانسجام بين المدرسين و المدير. لذا يحرص الوحدوي على أن:

  • يخلق تفاعلا وديا بين المدرسين.
  • لا يركز على الأوامر و الأهداف و المعايير قدر تركيزه على الجانب الوجداني للمدرسين.
  • يهتم بالشخصية و يؤكد على ما يجعل الناس سعداء .
  • يقوم بالمراجعة الإيجابية و لكنه يتجنب ملاحظات الأداء المسببة للمواجهات الحادة.
  • يثمن الخصائص الشخصية و الأداء الفعال.

4- المدرب:

الهدف الرئيس من اتخاذ أسلوب (المدرب) كوسيلة للقيادة هو تدريب المعلم و ترقيته، فالمدرب هو الذي:

  • يبصر المدرسين بنقاط القوة و الضعف لديهم بحسب تطلعاتهم.
  • يشجع المدرسين ليضعوا أهداف بعيدة المدى و يطوروا قدراتهم.
  • يوفر دعما و مراجعة مستديمة للمدرسين.
  • قد يتنازل عن معايير الأداء الآنية من أجل رفع الكفاءة طويلة الأمد.

5- القدوة:

الهدف الرئيس من أن يتخذ القائد من نفسه قدوة للآخرين هو إنجاز المهام بأعلى معايير الكفاءة. فالقائد (القدوة):

  • يقود بتقديم النموذج.
  • يتبنى معايير عالية و يتوقع تفهم الآخرين لها.
  • لا يحبذ تفويض المهام.
  • ينزع المسؤولية من الذي يفشل في إظهار الأداء عالي الجودة.
  • ليس لديه أي تعاطف مع ذوي الأداء الضعيف.
  • عندما تواجه المدرسين الصعوبات فإنه يقدم توجيهات مفصلة بما يجب عمله.

6- المشاور:

اذا اخترت أسلوب (المشاور) في القيادة فهدفك الرئيس حتما هو بناء الالتزام و توليد الأفكار. لأن المشاور:

  • يثق في أن المدرسين يملكون القدرة على توجيه أنفسهم.
  • يدعو المدرسين إلى اتخاذ القرارات في عملهم بأنفسهم.
  • يصل للقرارات عبر التوافق الديمقراطي.
  • يعقد العديد من الاجتماعات و يستمع لهموم المدرسين.
  • يكافئ الأداء الصالح و نادرا ما يقوم بالمراجعة السالبة.

ما هو أفضل أسلوب من أساليب القيادة؟

إن بعض القادة يركزون تركيزا كبيرا على أسلوب واحد فقط لا غير، لكن الحقيقة هي أن ليس ثمة أسلوب أفضل من آخر، فكلها أساليب ناجعة للقيادة. المطلوب من كل القادة إذن استخدام الأسلوب المناسب لتحقيق أفضل النتائج في الوقت المناسب. و هذا يعني أن المدير الجيد يتنقل في العام الواحد أو الشهر الواحد و ربما في اليوم الواحد بين أكثر من أسلوب لتحقيق الهدف المعين في الوقت المعين. و هذا الاستخدام الفعال لأساليب القيادة هو الذي جعل مساهمتها في بيئة التعلم تفوق مساهمات كل المكونات الأخرى مجتمعة. فالأبحاث تشير الى أن اساليب القيادة تساهم بنحو 70% في تكوين بيئة التعلم الفعال و بالتالي في جودة مخرجات التعليم.

أهمية السياق:

و عليه، فالسؤال: ما الذي ينفع؟ ليس بالسؤال الصحيح في مجال التعليم. في الواقع،  كل شيء ينفع في سياق معين، و ليس هناك شيء واحد ينفع في كل السياقات. فالسؤال الصحيح في مجال التعليم إذن هو: ما هي شروط نجاح الشيء المعين؟
لقد مر وقت طويل على التربويين و هم يركزون على أدوار الإدارة بينما أهملوا أدوار القيادة. و اليوم نريد للصورة أن تستقيم بأن يهتم التربويون بكفتي الميزان: القيادة و الإدارة و أن لا يخسروا الميزان.

البحث في Google:





عن نوري حمدون

موجه لغة إنجليزية، مدرب معتمد لدى المجلس الثقافي البريطاني في مهارات التعلم للقرن الحادي و العشرين، ألف أكثر من (80) ثمانين مقال في مجالات التعليم والدين والسياسة والاقتصاد، حاص ل،في كينيا، على شهادة تدريبية في مهارات التعلم للقرن الحادي و العشرين من مؤسسة IMAGINE EDUCATION )) البريطانية مع المجلس الثقافي البريطاني - السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *