التقييم في التعلم عن بعد

التدريب الإلكتروني للمعلم في ظل التعليم عن بعد

التدريب الإلكتروني للمعلم في ظل التعليم عن بعد – إشراف ومتابعة د. وزيرة باوزير – جامعة دار الحكمة – جدة، المملكة العربية السعودية

نعيش هذه الأيام تطورا هائلا في تقنية المعلومات، والتي أسهمت بدورها وساعدت على تيسير أساليب حديثة وجديدة في التعليم والتعلم والتدريب؛ وبرزت بمعية هذا الاستخدام مصطلحات جديدة كالتعلم والتدريب الإلكتروني، والتي تُعنى بتوظيف تقنية المعلومات في تعليم الأفراد وتدريبهم عن بعد، مع تخطي قيود الزمان والمكان، بما يجعل تقدمهم في التعلم والتدرب مبنياً على سرعتهم في الفهم والاستيعاب والتطبيق، بحيث تستجيب هذه التقنية للفروق الفردية والاجتماعية والثقافية بين المتعلمين والمتدربين. ويمكن القول بأن هذه التطبيقات المبتكرة في تقديم المعلومات قد أسهمت في نقل التكنولوجيا في مجال التعليم والتدريب إلى مستوى تتكامل فيه التطبيقات الأربعة مثل: تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا الاتصال والتكنولوجيا الرقمية (يونس، 2016).

ونجد هناك تسابقا لدول العالم في إجراء إصلاحات شاملة للنظام التربوي، تشمل أبعاد العملية التعليمية التربوية، والنهوض بنوعية التعليم بسبب التغيرات المتسارعة التي تجتاح العالم مما يتطلب استحقاقات كثيرة، من أهمها إعداد المعلمين وتطويرهم على نحو ملائم لتنعكس هذه الاتجاهات الإصلاحية على ممارستهم التعليمية، وهذا لا يتحقق إلا بالتدريب والتأهيل وبذل الجهود لجعل المتدربين ينخرطون بإيجابية في برامج التدريب من أجل التطوير المهني، ليمتلكوا الكفايات اللازمة التي تجعلهم يؤدون دورهم الريادي بكفاءة وتميز (الموسوي، 2010). ويعرف التدريب الإلكتروني بأنه تدريب يتم استخدام شبكة الإنترنت بيئة للتدريب، ويتم من خلاله التفاعل بين والمتدربين والمدرب، ويعتمد على البرامج التدريبة المحوسبة (يونس،2016).

ويعد التدريب استثمار رأس المال البشري لتطوير كفاءة العاملين في مختلف المجالات الحياتية في مجال شؤون الأفراد، ويأتي قبل وبعد التعيين، ويعتبر مكملا لسياسة الاختيار ويدعم الأفراد حديثي التعيين في المؤسسة أو تدريب شاغلي المراكز الجديدة في المنشاة، أو لمقابلة أي تغييرات حدثت في طرق العمل، نتيجة لتطورات تقنية أو تنظيمية. وتُعرف العملية التدريبية بأنها التنمية المستمرة والمنظمة لمعارف ومهارات العاملين في المنظمة على اختلاف مستوياتهم الإدارية، وتحسين سلوكهم واتجاهاتهم بقصد رفع مستوى الأداء والكفاءة الإنتاجية بما يعود بالنفع على المنظمة الإدارية بصفتين أساسيتين هما الاستمرار والانتظام، ولا يتحقق الإعداد السليم إلا بالتدريب المستمر ومن هذا المنطلق تكمن أهمية

التدريب للوصول لأعلى درجات الأداء وتحقيق الأهداف المنشودة. ويعد التدريب الإلكتروني أحد المقومات الرئيسية لتنمية الموارد البشرية وأحد عناصر الإدارة الناجحة فهو نشاط يستهدف رفع معدلات الأداء وتحسين طرق وأساليب العمل (إبراهيم، 2002).

وإذا كان التدريب ضرورة في كافة القطاعات ومختلف الميادين والحقول، فإنه يعتبر أكثر ضرورة وأهمية في المجال المدرسي على وجه الخصوص. وفي ظل هذه الجائحة (Cvid19) والتي بدورها أدت إلى تفاقم الأزمة كان ولابد من الاهتمام بتناول التدريب الإلكتروني عن بعد من أجل الإسهام في دف العملية التعليمية وسوف أتناول في هذا المقال البحثي بعض من الدراسات التي تناولت موضوع التدريب الإلكتروني وآثاره وهي كالتالي:

أشارت دراسة (سالبوك، 2002) إلى أن البحوث لم تجد فرقاً كبيراً بين التدريب الإلكتروني والتدريب التقليدي؛ حيث اتضح أن ما يميز بينهما هو الأسلوب والقلق الذي يمثل عاملاً مهماً في بناء الثقة والطمأنينة في نوعية إيصال المعرفة وفي سرعة المتعلم. وتشير دراسة (كامل، 2000) إلى أن مرونة الوقت والمكان وتوفير الوقت والتكلفة والتدريب حسب سرعة المتدرب والاستخدام غير المحدود من المواد التعليمية ينظر إليه كمزايا رئيسة للتدريب على الإنترنت.

و نجد هناك اهتماما توليه وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بمجال التدريب وذلك بوضع البرامج التدريبية الملائمة على مختلف المستويات و التي تستهدف كافة التخصصات للمتدربين (وزارة التعليم، 1441). ومن أجل تحقيق ذلك تُجرى البحوث والدراسات من أجل التعرف على دور التدريب على منسوبي وزارة التعليم، بحيث أن نجاح العنصر البشري مرهون بالتدريب المستمر وتوفير بيئة تدريبية تلائم التطلعات التي تكفل رفع مستوى الأداء لمنسوبي الوزارة والمحافظة عليه ومواكبة كل تغيير وتطوير وتجديد يحدث في مجتمعنا التعليمي (وزارة التعليم، 1441).  كما يعد الحصول على المعلومة من المنصات الإلكترونية أمراً مهماً وجوهرياً، حيث يمكن عن طريق ذلك تسهيل العملية التعليمية في مدارسنا في ظل جائحة كورونا المستجد ويبرز موضوع ” التدريب الإلكتروني عن بعد ” وتطوره على مستوى العالم، وأثره الثقافي في الإنسان أينما كان. فإذا كان عالمنا الفعلي هو “الفضاء المادي” الذي يحتوينا جميعاً، فإن التقنيات المستخدمة في ظل جائحة كورونا المستجد بما لديه من ربط شبكي، وتقنية رقمية وتطبيقات متقدمة، يقوم عبر خدماته العديدة وانتشار

استخدامها والاستفادة منها “بحوكمة” الفضاء المادي و”الإسهام في تطويره” (المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي، 2018).

لقد أثار نظام التدريب الإلكتروني كثيراً من الجدل في ظل التعليم عن بعد، مما يخفي حقيقة أنه تطوير لنظام قائم بالفعل فبالإمكان توفير فرص التدريب من خلال أجهزة الكمبيوتر المكتبية الخاصة بجميع الإدارات التربوية، ولم يعد هذا قاصراً فقط على ما كان يشار إليه بالتدريب القائم على الكمبيوتر أو التدريب باستخدام الوسائط المتعددة، وإنما يشمل العديد من الوسائل الأخرى. فيمكن للمتدربين الاتصال بالمدربين أو غيرهم من الخبراء عن طريق البريد الإلكتروني. كما تتيح برامج المشاركة للمتدربين الاشتراك في برامج تدريبية أشبه بتلك المعتمدة على نظام الفصول الدراسية وهم جالسون أمام شاشات الكمبيوتر، والتواصل مع غيرهم سواء بأصواتهم أو من خلال استخدام لوحة المفاتيح (الموسوي، 2010).

وفي ظل جائحة كورونا المستجد كان لابد من تفعيل دور التدريب الإلكتروني لكي يحاكي نظم التعليم الحديث، وعلى الرغم من فوائد التدريب الإلكتروني نجد هنا بعض العقبات متمثلة في:

أولهم: العقبات الفنية: يجب التحقق من مدى توافق هذا النظام مع أجهزة الكمبيوتر والبرامج المتوفرة وفيما يتعلق بالأجهزة، و تجب معرفة ما إذا كانت شبكة الإنترنت الخاصة بإدارة التدريب تتمتع بمعدل السرعة المطلوب لنقل البيانات، وذلك من أجل تحقيق الإمكانيات الوظيفية المأمولة، وكذلك التحقق من توفر المساحة التخزينية المطلوبة بوحدات الخدمة القائمة.

وأيضاً يجب التأكد من قدرة النظام الجديد على الدخول إلى البيانات الحالية، إذا ما كانت تستخدم نظم معلومات تقليدية خاصة وينبغي أن يأخذ مديرو المدارس وجهات التدريب في اعتبارهم مستوى المهارات التكنولوجية والفنية المتاحة، فيجب تحديد ما إذا كانت الإدارات تمتلك طاقم العمل المؤهل لتنفيذ مثل هذا النظام وصيانته أم لا؛ فإذا لم تكن مؤهلة لذلك، فيتحتم عليها الاستعانة بخبرات مزودي خدمات التطبيقات لتنفيذ هذا النظام (بدر، 2004).

ثانياً: العقبات الخاصة بالعمل: ينبغي معرفة ما إذا كان تنفيذ نظام التدريب الإلكتروني سيؤثر على العمليات والإجراءات الحاسمة والحيوية في العمل وفي تلك الحالة، ستصعب الموافقة المباشرة على تنفيذ النظام. ومن ناحية أخرى، سيتحتم تنفيذ النظام إذا ما كانت نظم العمل الحيوية تحتاج بشدة لمثل هذا النظام (بدر، 2004).

ثالثاً: تنفيذ نظم تكنولوجيا المعلومات: أهم ما يجمع بين الأنواع المختلفة من نظم الكمبيوتر، مهما اختلفت وظائفها، هو عملية التنفيذ: وتتمثل في كيفية التحقق من إدخال النظام وتشغيله بالشكل المأمول، ويمكن تطبيق محتواه على أي من الحلول البرمجية الخاصة بنظام الإدارة الإلكترونية للجهات ذات الصلة الذي وقع الاختيار عليه (بدر، 2004).

وعلى ضوء ذلك فإن التدريب الإلكتروني عن بعد، يعد من أساليب التدريب الحديثة، التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في التواصل مع المدربين والمتدربين باستخدام وسائط تقنية متعددة، وعلى الرغم من وجود عقبات في تطبيقها إلا أنها تلبي حاجات المتدربين وتتناسب مع قدراتهم وأفكارهم.

المراجع

المراجع العربية:

  • خان، بدر. (2004). استراتيجية التعلم الإلكتروني. دار شعاع للنشر والتوزيع دمشق.
  • المركز الوطني للتطوير المهني. (2018). أدوار ومسئوليات ومهام المركز. https://cutt.us/CmoCA
  • الموسوي، علي بن شرف. (2010، أبريل12-14). التدريب الالكتروني وتطبيقاته في تطوير الموارد البشرية في قطاع التعليم في دول الخليج العربي. تطبيقات تقنية المعلومات والاتصال في التعليم والتدريب [ندوة]. كلية التربية قسم تقنيات التعليم، جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية.
  • وزارة التعليم. (1441). المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي يطلق منصة للدريب عن بُعد وشراكات مع جامعات المملكة. https://cutt.us/N4Tl5
  • يونس، مجدي محمد. (2016، مايو27). كيف تتم التنمية المهنية الالكترونية للمعلمين في ضوء معطيات العصر الرقمي. تعليم جديد. https://cutt.us/gjPMr

المراجع الأجنبية:

  • Salopek, J.J (2002) Synchronous e-learning defies bandwidth barriers. Available: elearningmag.com
  • Kamel, S. (2000) the Web as a learning Environment for Kids. Distance Learning Technologies: Issues, Trends and Opportunities. Edited by Linda Lau. Idea Group Publishing, Neilson (2002).
  • Ibrahim, M.and Kamel, S. (2002). Effectiveness and Applicability of Internet – Based Training in the Cooperation – Case of Egypt.

البحث في Google:





عن سحر صالح الهاجري

طالبة ماجستير

تعليق واحد

  1. اماني الغزاوي باحثة تربوية و منسقة مادة رياضيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *