دليل الأهل للتعامل مع الأبناء المصابين بالوسواس القهري

دليل الأهل للتعامل مع الأبناء المصابين بالوسواس القهري

الوسواس القهري هو اضطراب مزمن وطويل المدى يتسم بتكرار لأفكار وأحاسيس غير مرغوب فيها بصورة دخيلة مسببةً الإعاقة للحياة اليومية الخاصة بالمريض. لا يقتصر هذا الاضطراب على البالغين وحسب بل يؤثر على الأطفال كذلك، وتقدر نسبة الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري بحوالي 1-3%؛ إذا كان لديك طفل يعاني من هذا المرض فلا بد أنك تشعر بالقلق الشديد وتتساءل عما يمكنك فعله من أجل طفلك وكيف تتعامل معه، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

عرض الطفل للاستشارة

إذا لاحظت أي من أعراض اضطراب الوسواس القهري (هوس بالجراثيم – قضاء وقت طويل في تحريك الأشياء من مكان لآخر أو لمسها – التفكير في إيذاء الآخرين أو إيذاء النفس – شكوك متكررة – الهوس بالتناسق والنظام) في طفلك أكثر من مرة فإن الخطوة الأول تتمثل في عرض الطفل على اختصاصي ليشخص حالة طفلك ويحدد الخُطة الأفضل للعلاج.

الصرامة ووضع الحدود

لربما تشعر أنه عليك تنفيذ طلبات طفلك والتماشي مع طقوسه الهوسية بحجة أنه مريض وخوفًا من الانفجار العصبي الذي يشتهر به من يعانون من الوسواس القهري والذي سيحدث إن لم تساير هذه الطقوس، ولكن لا بد من أن تعلم أن الصرامة في هذه الحالة تعد في غاية الأهمية، فإن لم تضع الحدود فأعلم أنك تشجع الوسواس القهري على التطور وتترك له مجالاً للسيطرة؛ فمثلاً، إن طلب منك الطفل أن تغسل صحنه عشرة مرات، أخبره بأنك لن تفعل ذلك وأنه سيأكل في الصحن كما هو لأن من يتحدث ليس هو وإنما هو الوسواس القهري.

لا تسع إلى طمأنته

 قد يبدو هذا شنيعًا في الوهلة الأولى، فمن منا لا يرغب في أن يشعر طفله بالأمان وأن الأمور على خير ما يرام؟ ولكن الوضع يختلف بالنسبة للأطفال المصابين بالوسواس القهري، فالوسواس القهري يجعل الأسئلة من قبيل “هل سأكون بخير؟” كثيرة التكرار، ولا يهم كم من مرة تجيب على هذا النوع من الأسئلة فمهما أجبته سيعاود الظهور في صورة أخرى. إذا، فالحل الأمثل هو أن تخبر الطفل أن الجميع لديهم هذه الأفكار من حين لآخر ولكن الفرق هو أن باقي الناس يصرفونها على أنها أشياء تافهة، وأنه لا بأس إن شعر بعدم الأمان أحيانًا ففي النهاية سيزول هذا الشعور. بهذه الطريقة سيتعلم كيف يتغلب على الشعور بعدم الأمان وهو ما لن يحدث إن لم تتوقف عن طمأنته دائمًا.

لا تتأقلم مع الوسواس القهري

لا تغير نمط حياتك وحياة الأسرة بحيث يساير أو يجاري الوساوس التي يعاني منها طفلك، فبعض الأهل يغيرون في بعض الأشياء بصورة دائمة حتى تجاري ما يريده الوسواس، كمثال حاول تجنب هذه التصرفات:

  • لا تغسل الملابس أكثر من مرة.
  • لا تضع الأشياء في المكان الذي يشير إليه.
  • لا تنظف أكثر من مرة.

وغيرها من الأشياء التي قد ترغب في تبنيها بصورة دائمة لتريح نفسك وطفلك.

تجنب النقاش

 لا تحاول المناقشة بمنطقية مع طفلك فأنت في هذه الحالة تحاول النقاش مع الوسواس، والوسواس ببساطة لا يعرف ما هو المنطق، فمهما كان عدد الحجج التي تأتي بها كن على علم بأنك لن تفوز في هذا النقاش وأنها لن تكون إلا مضيعة للوقت وضياعًا للجهد، ما يجب عليك فعله هو إخباره بكل بساطة بإن الوسواس القهري هو من يتحدث الأن وأنه عليه ألا يدعه يسيطر بهذه السهولة.

 عدم اللوم والعقاب

 لا تعاقب الطفل على التصرفات التي تحدث بسبب الوسواس القهري، ومهما بدت لك تصرفاته سخيفة لا تخبره أن ما يقوله ويفعله هي مجرد أشياء تافه وسخيفة، فطفلك في النهاية هو ضحية لهذا المرض وليس هو المذنب أو المسبب لهذه الأفعال.

راقب الطقوس الجديدة

قد تضع حدًا لإحدى التصرفات الوسواسية ويؤدي هذا إلى ظهور تصرفات جديدة، لذلك ضع عينًا على طفلك وراقبه جيدًا في حالة ظهور وساوس جديدة.

تعلم وخذ دورًا في العلاج

 يجب عليك أن تتعلم بصورة وافية عن الوسواس القهري وطرق علاجه، كما يجب أن تكون على علم بأي من طرق علاج الوسواس القهري عن طريق التعرض ومنع الاستجابة ستنفع أكثر مع طفلك.

تذكر بأن التخلص من هذا المرض لن يكون سهلاً وأنه بالتأكيد ستواجهك بعض العقبات وسيأخذ العلاج وقتًا من الزمان، لذلك تحلى بالصبر من أجل طفلك ولا تفقد عزيمتك تحت الضغوطات.

البحث في Google:


عن رشيد التلواتي

مدرس ومدون و مهتم بتكنولوجيا التعليم. عضو مؤسس و محرر بموقع " تعليم جديد ". حاصل على الإجازة في الدراسات الأمازيغية، الأدب الأمازيغي. حاصل على شهادة متخصص مايكروسوفت أوفيس (MOS: Word, Powerpoint).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *