الذكاء

الذكاء الاصطناعي ومخاطره الأخلاقية – الواقع وسبل المواجهة

مقدمة:

يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم وأخطر إفرازات الثورة التكنولوجية التي توهجت في العصر الرقمي نتيجة لما انبثق عنها من تطبيقات ذكية أثرت على مختلف مناحي الحياة، وأسهمت في خدمة البشرية والارتقاء بها، من خلال علم هندسة الآلات الذكية التي تقوم على إنشاء أجهزة وبرامج حاسوبية قادرة على التفكير بالطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري، والتي مكنت الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence  من تقديم نسخة إلكترونية مشابهة للإنسان ولديها القدرة على التعلم باكتساب المعلومات والقدرة على تحليل البيانات والمعلومات والقدرة على إيجاد العلاقات، وبالتالي يكون لديها القدرة على اتخاذ القرار السليم لإظهار ردود الفعل المناسبة للمواقف التي تتعرض لها الآلة الإلكترونية، واستغلالها في تحقيق المهمة التي تُكلف بها.

وينظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه قاطرة التطور البشري نظراً لما قدمه للبشرية من خدمات جليلة على كافة المستويات الشخصية والطبية والصناعية والعسكرية والتجارية، والتي تهدف في الأساس إلى رفاهية البشر وحمايتهم والمحافظة على أرواحهم، ومن أمثلة ذلك استخدام الإنسان الآلي في الأعمال الصناعية الشاقة والخطرة وفي ميادين المعارك العسكرية، كما أنه قادر على متابعة الحالة الصحية للمرضى وتوفير المساعدة لذوي الإعاقة وتأمين المنازل والمؤسسات من عمليات السرقة والاعتداء، وغير ذلك من الاستخدامات الضرورية. إلا أنه بالرغم من كل هذه الإيجابيات التي قدمها الذكاء الاصطناعي للبشرية فإنه في المقابل توجد العديد من التداعيات الأخلاقية السلبية المترتبة على تصاعد الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن تشعيبها إلى تداعيات أمنية، واجتماعية، واقتصادية، وإنسانية، وقانونية، الأمر الذي حول أنظار العالم إلى ضرورة وضع إطار أخلاقي يحدد التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجتمع المعلوماتية الذي اتسمت أخلاقياته بإلغاء الرقابة القانونية وحولتها إلى رقابة ذاتية، مع إحلال المرجع النفسي محل المرجع الاجتماعي، وهذا ما يدفعنا إلى القول بأن عدالة مجتمع المعلومات لا تتحقق بواسطة القانون وحده ولكن من خلال الفضائل والقيم الإنسانية والأخلاقيات العامة التي تتجاوز المصالح الخاصة وهو ما يجعل قوة الإطار الأخلاقي في هذا الجانب أكبر من قوة القوانين باعتباره الأساس الذي سيوجه الضمير الإنساني ويحكم تصرفات الناس والتزامهم دون إجبار أو إلزام قانوني. ولعل هذا الأمر يدعونا إلى ضرورة الاهتمام بالجانب التربوي في معالجة المخاطر الناجمة عن الذكاء الاصطناعي باعتبار أن التربية هي المسؤولة عن تربية الضمير الإنساني وتحفيزه على الالتزام الأخلاقي الذي يحل محل الإلزام القانوني.

ويأتي البحث عن كيفية التعامل مع مخاطر الذكاء الاصطناعي كأحد الركائز الأساسية لهذه الورقة التي تحاول التنبيه للمخاطر التي تنجم عنه والتي فاقت كل التوقعات، فالذكاء الاصطناعي اليوم أصبح لديه القدرة على توليد الصوت والصورة والكلمة، الأمر الذي يسر القدرة على تزييف البصمة الصوتية لأي شخص، فبعد أن كانت البصمة الصوتية تستخدم كنوع من الحماية للهوية الشخصية، أصبح مستقبلها إلى زوال حيث أصبح من الممكن استنطاق أي شخص نريده وتقويله ما لم يقُله.

ومن ثم فإن الورقة الحالية تستهدف التنبيه لبعض المخاطر الأخلاقية المترتبة على التطور المتلاحق والمتسارع للذكاء الاصطناعي، ومحاولة التصدي لهذه المخاطر من خلال الالتزام الأخلاقي بمجموعة من القيم والمبادئ التي تنطلق من الفكر الإنساني بصفة عامة والتي يمكن للتربية أن تقوم بدورها في توعية الناس بها لتحمل مسؤولية الالتزام الأخلاقي تجاه مخاطر الذكاء الاصطناعي بعيداً عن الإلزام القانوني.

وسوف نتناول المحاور التالية لتحقيق أهدافها:

المحور الأول: يتناول مفهوم الذكاء الاصطناعي وتطوره وفلسفته وخصائصه وأنواعه وأهميته للحياة البشرية؟

المحور الثاني: يتناول الإيجابيات والسلبيات والمخاطر الأخلاقية المتعلقة بالتعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي ؟

المحور الثالث: يتناول الحاجة لإطار أخلاقي يمكن للتربية أن تسهم في توعية الناس بضرورة الالتزام به للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإنسانية.

أولاً: مفهوم الذكاء الاصطناعي

مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية غيرت، وستغير بشكل مذهل في طريقة العيش والعمل والتفاعل بين بني البشرية، ولتوضيح مفهوم الذكاء الاصطناعي نسوق تعريف جون مكارثي John McCarthy الملقب بأبي الذكاء الاصطناعي حين ذكر أن الذكاء الاصطناعي هو “علم هندسة الآلات الذكية، وبصورة خاصة برامج الكمبيوتر”، حيث إنه يقوم على إنشاء أجهزة وبرامج حاسوبية قادرة على التفكير بالطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري، وتحاكي تصرفات البشر. وبهذا المعنى، فإن الذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة الذكاء البشري عبر أنظمة الكمبيوتر، لتقليد سلوك البشر ونمط تفكيرهم وطريقة اتخاذ قراراتهم.

غير أنه لا يمكن أن يطلق هذا المفهوم على أي قطعة إلكترونية تعمل من خلال خوارزمية معينة، وتقوم بمهام محددة، فلكي نطلق هذا المصطلح على نظام إلكتروني لابد أن يكون قادراً على التعلم وجمع البيانات وتحليلها واتخاذ قرارات بشأنها بناء على عملية التحليل، بصورة تماثل طريقة تفكير الإنسان، فالذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence هو عبارة عن علم مختص في هندسة الآلات الذكية بالاعتماد على برامج الكمبيوتر وتطبيقاته فتصبح بفضل ذلك مؤهلة لمحاكاة البشر في التفكير والتصرفات على حد سواء، كما يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي أيضًا بأنه عبارة عن نسخة إلكترونية مشابهة للإنسان من حيث التفكير بالاعتماد على مجموعة من النظم الحاسوبية المعقدة، بشرط أن يتسم ببعض السمات التي تجعله قادراً على محاكاة العقل البشري والتي يمكن إجمالها في:

  • القدرة على التعلم، أي اكتساب المعلومات ووضع قواعد استخدام هذه المعلومات.
  • إمكانية جمع وتحليل هذه البيانات والمعلومات وخلق علاقات فيما بينها، ويساعد في ذلك الانتشار المتزايد للبيانات العملاقة Big Data .
  • القدرة على التفكير والإدراك.
  • القدرة على اكتشاف المعرفة وتطبيقها.
  • القدرة على التعلم والفهم من التجارب والخبرات السابقة.
  • القدرة على استخدام الخبرات القديمة وتوظيفها في مواقف جديدة.
  • القدرة على الاستجابة السريعة للمواقف والظروف الجديدة.
  • القدرة على التعامل مع المواقف الغامضة مع غياب المعلومة.
  • القدرة على التطور والإبداع وفهم الأمور المرئية وإدراكها.
  • القدرة على اتخاذ قرارات بناء على عملية تحليل المعلومات.

ولتوضيح مفهوم الذكاء الاصطناعي لابد من الإشارة إلى أنه أحد إفرازات الثورة الصناعية الرابعة التي اختلفت كثيراً عما قبلها من الثورات التي أثرت في الحياة البشرية. فالثورة الصناعية الأولى جاءت مع اختراع المحركات البخارية، والثانية مع الكهرباء والإنتاج الضخم، والثالثة مع الإلكترونيات والحواسيب والأتمتة، في حين جاءت الثورة الصناعية الرابعة مع توافر الاتصالات العالمية والرقمية، وتخزين البيانات الهائلة بتكلفة منخفضة وكثافة عالية، جنبا إلى جنب مع مزيد من الترابط والتواصل بين المستخدمين للتقنيات الرقمية، غير أن أهم ما يميز الثورة الصناعية الرابعة أنها توفِّر الأدوات والتقنيات التي تجعل الإنسان قادراً على صناعة الذكاء الاصطناعي، من خلال توظيف خدمات الإنترنت، والروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي، والبيانات الضخمة، التي أحدثت العديد من التغييرات الواسعة النطاق، والضخمة من حيث الحجم، لكنها تفتقر إلى الأطر القانونية والتشريعية التي تضبطها وتحكم علاقاتها.

نبذة تاريخية عن ظهور الذكاء الاصطناعي وتطوره:

ظهر الذكاء الاصطناعي بشكل شبه رسمي في عام 1956م، مع الاتجاه نحو استثمار التقنية الحديثة في علاج بعض مشاكل الإنسانية، وذلك حينما اجتمع مجموعة من العلماء المهتمين   ببحوث الذكاء الاصطناعي في مؤتمر عقد في كليه (دارتموث) بمدينة هانوفر بولاية نيوهامشر بالولايات المتحدة الأمريكية وأصبح هؤلاء الحضور قادة بحوث الذكاء الاصطناعي لعدة عقود، وخاصة (جون مكارثي) الملقب بأبي الذكاء الاصطناعي و (هربرت سيمون) الذي أسس مختبرات للذكاء الاصطناعي في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة كارنجي ميلون (CMU)  فقد قدموا أبحاثاً أدهشت العالم ومنها تم تقديم برامج جعلت الحاسب الآلي قادراً على حل مسائل معقدة في الجبر وإثبات النظريات المنطقية وأصبح قادراً على تحدث الإنجليزية. وبحلول منتصف الستينات أصبحت تلك البحوث تمول بسخاء من وزاره الدفاع الأمريكية، فظهر الإنسان الآلي بصورته المبسطة، ولكن هذا التقدم لم يكن كافياً لإرضاء تطلعات المستفيدين من التكنولوجيا في ذلك الوقت، فاتجهت الأبحاث العلمية إلى المزيد من التركيز حول كيفية الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا، فكان لهم ما أرادوا في منتصف الثمانينات من القرن العشرين حينما استطاع الباحثون تطوير أجهزة حاسوب قادرة على اتخاذ بعض القرارات اعتماداً على حلول لمشاكل مبرمجة مسبقاً، ولكن فشل المطوّرون في استغلال هذا الاختراع في التطبيقات العملية.

ومع التقدم التقني المستمر ظهرت حاسبات قادرة على التعلم ومعالجة المشاكل بصورة ذاتية، حتى كان عام 1997م حيث قام العلماء بتفعيل عدد هائل من المعادلات والبرمجيات على حاسب آلي  ليكون قادراً على اللعب مع أفضل لاعب شطرنج في العالم آنذاك، وبالفعل تمت المواجهة بين الإنسان الآلي وبطل العالم في لعبة الشطرنج في ذلك الوقت وهو (جاري كاسباروف) واستطاع الروبوت أن يهزم الإنسان لأول مرة في التاريخ، ومنذ ذلك الوقت توالت الاختراعات والتحسينات التي قفزت بالذكاء الاصطناعي ليصبح وسيلة فعالة لا غنى عنها في العديد من مجالات الحياة المختلفة، فظهرت  التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في مجال الألعاب، وتطبيقات التعرف على الكلام التي جعلت الإنسان الآلي قادراً على أداء بعض المهام عن طريق التحدث المباشر إليه، وتطبيقات أنظمة الرؤية التي تستخدم الصور ثنائية الأبعاد، ثم ظهرت الأنظمة التي تستطيع التعامل مع المشاهد بطريقة ثلاثية الأبعاد، ثم تطور مفهوم الذكاء الاصطناعي بظهور مفهوم جديد يدعى “ تعلم الآلة ” ليتم الاعتماد عليها في العديد من المجالات، وبدأت تطبيقات  الذكاء الاصطناعي الدخول إلى مختلف مجالات الحياة ولعل أشهرها الآن التطبيقات الخاصة بالتعرف على الوجه في الهواتف الذكية والسيارات ذاتية القيادة بالكامل إلى جانب تطبيقات أنظمة السلامة في الكثير من السيارات.

أنواع الذكاء الاصطناعي :

تنقسم أنواع الذكاء الاصطناعي إلى الأنواع الرئيسية التالية:

– الذكاء الاصطناعي الضعيف أو الضيق Weak Al or Narrow Al : 

ويعتبر هذا النوع من أنواع الذكاء الاصطناعي الأبسط على الإطلاق؛ إذ يعتمد بشكلٍ أساسي على البرمجة لغايات تأدية مجموعة من الوظائف المحددة ضمن نطاقٍ محدد وفي بيئة معينة، وتقتصر عادةً تصرفاته على إظهار ردود أفعال على مواقف معينة تحت شروطٍ معينة تتوفر في بيئة ما، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع ما جاءت به شركة IBM من رجل آلي يعرف باسم Deep Blue وتم برمجته ليتمكن من إيقاع الهزيمة ببطل العالم بالشطرنج (غاري كاسباروف).

– الذكاء الاصطناعي العام أو القوي Strong Al or General Al :

يزداد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عن النوع السابق بقدرته في تحليل البيانات واستقطابها والاستفادة من الخبرة المكتسبة، وقد ساهم ذلك في جعله مؤهلاً لاتخاذ بعض القرارات الذاتية بصفة مستقلة عن التلقين، ومن أبرز الأمثلة عليه السيارة ذاتية القيادة وروبوت المحادثة الآنية.

– الذكاء الاصطناعي السوبر الخارق Super AL :

يعّد هذا النوع أنموذجا خارقا يمكن أن يضارب وينافس العقل البشري من حيث التفكير؛ إلا أنه ما زال قيد التجارب والتحديث بشكلٍ دائم، ويحاول الذكاء الاصطناعي الخارق أن يستوعب الطبيعة البشرية في التفكير وما يظهره من انفعالات وردود أفعال، ومن أبرز ما يتسم به القدرة على التفاعل وإقامة العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.

وقد تمت الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بأنواعه المختلفة من خلال تقديم مجموعة من التطبيقات في شتى المجالات الحياتية، والتي كان لها في الغالب نتائج إيجابية حققت العديد من الفوائد للبشرية، إلا أنها لم تخلو من بعض السلبيات التي كانت لها بعض الانعكاسات غير الأخلاقية.

ثانيا- الذكاء الاصطناعي بين الإيجابيات والسلبيات

يعد الذكاء الاصطناعي قاطرة التطور البشري في الوقت الحالي ومستقبلاً، فلا يمكن لأحد أن ينكر المميزات التي يقدمها لخدمة البشرية في كافة المستويات ( الاقتصادية والطبية والصناعية والتجارية والتعليمية والشخصية ) وغيرها من المجالات الحياتية، بل أن تطويره وانتشاره في كثير من المجالات أدى إلى طفرة في حياة الرفاهية البشرية، والحفاظ على أرواحهم، مثل استخدام الإنسان الآلي في الأعمال الشاقة والخطرة وفي ميادين المعارك الحربية، كما أنه قادر على اكتشاف الأمراض ومتابعة الحالة الصحية للمرضى، وتوفير المساعدة لذوي الإعاقة ومراقبة المنازل والمؤسسات والبنوك وحمايتها من عمليات القرصنة والسرقة والاعتداء على الممتلكات، بل وفي مجال الرياضة أيضاً وفي غيرها من الاستخدامات المتعددة التي طالتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

غير أننا عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي فمن الضروري أن نتناول الجوانب الإيجابية والسلبية له، فالذكاء الاصطناعي يعد بمثابة سلاح ذو حدين، فمن بين الجوانب الإيجابية التي تصاحب الذكاء الاصطناعي زيادة إنتاجية وإنجازات البشرية بشكل سريع وتقديم أفضل خدمة للعملاء وتحسين وتيرة التوظيف واختيار العمالة. ومن المتوقع أن تظهر أنواع جديدة من الوظائف. وسينفذ الروبوت والآلات الأخرى المهام الروتينية اليومية بطريقة احترافية، مما يوفر الوقت والجهد على الموظفين. أما المستهلكون، فسوف يستفيدون من الذكاء الاصطناعي في شكل تحسين الخدمات وتقديمها بجودة وكفاءة عالية بالإضافة إلى إحداث تغييرات جوهرية وملموسة في العديد من الخدمات كالرعاية الصحية والنقل والخدمات البنكية بشكل أكثر أمانا.

وبالطبع، ستتغير حياة البشر نحو الأفضل مع تواجد السيارات ذاتية القيادة وتوسع هذه التكنولوجيا إلى وسائل نقل أخرى كالقطارات والسفن والطائرات. ومن المتوقع تقليص الشركات للكثير من النفقات بفضل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي تتزايد يوما بعد يوم، فضلا عما تجلبه هذه التكنولوجيا من ابتكارات واختراعات جديدة ستؤثر بقوة في الحياة البشرية. إلا أن الذكاء الاصطناعي شأنه شأن أي تكنولوجيا ناشئة تقابل بجدل واسع عند بداية ظهورها مثلما كان الأمر بالنسبة للسيارات والطائرات وغيرها من المخترعات. وهذا الأمر سيصيب الذكاء الاصطناعي أيضاً خاصة أن الشركات والقطاعات الصناعية والخدمية التي تستفيد من تطبيقاته تتجه نحو هذه التكنولوجيا لخفض التكاليف من خلال تقليص العمالة حيث يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام خدمة العملاء، فهناك مؤشرات، تؤكد على أنه سيتم الاستغناء عن 14% من القوة العاملة عالميا بحلول عام 2030م نتيجة للاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي .

يضاف إلى ذلك أيضاً الشكوك التي تحوم حول حماية الخصوصية الشخصية مع انتشار الذكاء الاصطناعي ، خاصة ما يتعلق بنطاق البيانات المرفوعة على الإنترنت وتداولها وتتبع السلوكيات الرقمية للبشر لحظة بلحظة، كما سيتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية مراقبة العملاء والموظفين والمستهلكين بطريقة فاعلة والتعرف على سلوكياتهم والاطلاع على أسرارهم مما يمثل خرقا لخصوصياتهم وبياناتهم، ومن بين المخاطر المتوقعة للذكاء الاصطناعي أيضا احتمالية زيادة الاحتكار في بعض الصناعات خارج القطاع التكنولوجي من خلال جذب أكبر قدر من المواهب التقنية وقتل الإبداع في العنصر البشري.

إن هذه التداعيات السلبية المترتبة على زيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، تنذر بالمزيد من التهديدات في كافة القطاعات: العسكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والشخصية، والقانونية، وهو ما يمكن توضيحه فيما يلي:

– التهديدات العسكرية :

وهي تتمثل في سباق التسلح العالمي باستخدام الذكاء الاصطناعي

وهي تعد أحد أهم التداعيات الخطرة التي تطرحها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي مخاطر تتعلق بحق البشر في الحياة، ويكمن هذا التهديد في أن تطوير مثل هذه التقنيات في المجال العسكري مصمم من أجل التدمير الشامل، فماذا يحدث إذا وقعت هذه التطبيقات في يد اشخاص غير مؤتمنين على حياة البشر؟ وماذا يحدث أيضاً إذا تم اختراقها نتيجة لقصور أو خطأ بشري في إجراءات التأمين أو تم التلاعب بالخوارزميات التي تتحكم فيها؟ بالتأكيد سوف تكون المخاطر كارثية ولا يعرف أحد ما الذي يمكن أن يحدث حينئذ، خاصة أنه لا توجد حتى الآن اتفاقات دولية تحد من استخدام هذه التقنية في الأغراض العسكرية، مما يشكل خطراً دولياً على البشرية جمعاء.

– التهديدات الاقتصادية :

سوف تؤثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على حجم ونوعية الوظائف وفرص العمل المتاحة، حيث من المتوقع أن يؤثر استخدام الروبوت في بعض الصناعات بالسلب على الوظائف في مجال الصناعات التحويلية وصناعة السيارات والأدوات الكهربائية، ومجال خدمة العملاء. وهذا الأمر يهدد بزيادة الفارق بين الأغنياء والفقراء، حيث أن فقد كثير من الموظفين لوظائفهم سينتج عنه انخفاض دخل بعض الطبقات، يقابله تحقيق أرباح طائلة للشركات التي تتبني هذه التقنيات، والنتيجة أن أرباب العمل ستزداد ثرواتهم بشكل كبير فيتحقق زيادة الفارق في الدخل income gap بين الأغنياء والفقراء مما قد يسهم في زعزعة الاستقرار وحدوث اضطرابات مما يستدعي النظر المسبق في هذه التداعيات.

– التهديدات الاجتماعية : 

إن التفاعل مع الآلات والاعتماد عليها سيؤدي إلى انفصال البشر تدريجياً عن محيطهم الاجتماعي، مما ينتج عنه جمود العلاقات الإنسانية وفقدانها لمرونتها التقليدية، فتتحول طرق التواصل والتفاعل بين البشر إلى التعقيد والتنميط وتفقدُ العلاقات الإنسانية جانبها الوجداني والعاطفي.

– تهديدات تتعلق بانعدام الخصوصية الشخصية :

إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدم الخدمات للمستخدمين تطلب من المستخدم السماح لها باستخدام البيانات الشخصية لتوفير الخدمات، وإذا لم يسمح العميل باستخدام بياناته الشخصية فلن يحصل على المميزات التي يحصل عليها العملاء الآخرين، مما يشكل ضغطاً من أجل التخلي عن الخصوصية وتزويد الشركة ببيانات الشخصية من أجل راحته. ففي عام 2018 ظهرت فضيحة سوء استخدام بيانات المستخدمين لشركة فيسبوك من قبل طرف ثالث، مما استدعى التحقيق مع مدير الشركة في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهناك بعض المحاولات من أجل وضع البيانات في محتوى آمن وتطوير ذكاء اصطناعي دون منحها للشركات مثل مبادرة Open Mined، لكن ما زالت المحاولة في مراحلها الأولية.

ثالثا- المخاطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعي 

إن الاتجاه نحو المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لتوفير رخاء البشرية وزيادة رفاهيتها، ولكن يظل الخوف قائما من سلبياتها وتهديداتها، وهنا لابد من عدم تجاهل المخاطر الناجمة عن تهديدات الذكاء الاصطناعي، لأن تجاهل سلبيات الشيء مقابل الاستمتاع بفوائده قد يقود لتداعيات غير آمنة، ولعل ذلك يبدو واضحاً من خلال تناول بعض المخاطر الأخلاقية التي قد تنجم نتيجة إتاحة بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي للعامة من الناس الذين يسيئون استخدامها خاصة مع توافر تطبيقات خلق الصورة، وخلق الصوت، وخلق الفيديو.

فقد تمكنت إحدى الشركات المنتجة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من طرح برامج توليد صور جديدة لوجوه بشر بناء على تزويده بصور لبشر آخرين، بحيث يصبح من الممكن توليد صورة لبشر حقيقيين يتم توليدها بالكامل من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي دون قص ولصق من وجوه أخرى، ولم يتوقف الأمر عند حد توليد صور الوجوه البشرية فقط، بل تم توليد صور لديكورات داخلية للمنازل، وصور لأشخاص في داخل غرف النوم علماً بأن هذه الصور كلها ليست حقيقية!

وهناك أيضاً تطبيقات للذكاء الاصطناعي لديها القدرة على خلق الصوت لتعديل الكلام، وهذا يعني أنه يمكن التلاعب بمقاطع الصوت لأي لشخص حتى صارت مقاطع الصوت عبارة عن عجين تصنع منه ما تشاء وبالنبرة التي تريدها! بل أن هناك تطبيقات متقدمة تجعلك قادراً على تعديل مخارج الحروف لتطابق الحقيقة، فهي بمثابة الفوتوشوب الصوتي الذي يمكن لأي شخص استعماله دون الحاجة لمعدات باهظة الثمن، ومن مخاطر هذه التطبيقات أنها قادرة على تزييف البصمة الصوتية لأي شخص كان، حيث أنه ولفترة قريبة كانت البصمة الصوتية تستخدم كنوع من الحماية أو التوثيق، لكن يبدو أن مستقبلها إلى زوال بعد أن أصبح من الممكن استنطاق أي شخص نريده وتقويله ما لم يقله.

وإلى جانب القدرة على خلق الصورة والصوت هناك تطبيقات لديها القدرة على خلق الفيديو من خلال تقنية جديدة تسمى Deep fake وهي طريقة يتم فيها تجميع صور وفيديوهات لشخص ما ويتم تلقيمها لذكاء اصطناعي ليتعلم منها كيف يتحرك ويتكلم ذلك الشخص ثم يبدأ في توليد ما تريد له أن يولده فتجعل ذلك الشخص يتحرك ويقول ما تريد له أن يفعل بشكل طبيعي جداً لدرجة مخيفة. ولعل أكثر الأشخاص المستهدفين من هذه التطبيقات هم المشاهير والسياسيين، حيث تم تزييف مقاطع لهم (سياسية وإباحية) نظراً لتوفر مقاطع وصور لهم على الإنترنت بشكل واضح، ومن الواضح أن الأمر يتطور بشكل سريع جداً وربما سيأتي يوم يستحيل فيه التمييز بين الحقيقة والتزييف في هذا المجال، فالصورة والصوت والفيديو صارت أشياء قابلة للتزييف.

وإلى جانب هذه التهديدات فإن هناك مخاطر أكثر تهديداً تتعلق بالجانب الأخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، وهي تتمثل في مجموعة من التطبيقات الخبيثة التي تستند إلى برمجيات الذكاء الاصطناعي والتي يمكنها القرصنة وكشف الشفرات وتهديد الحسابات الخاصة بالشركات والأفراد والبنوك، فهناك عدداً هائلاً من البرمجيات الخبيثة المتخصصة في القرصنة واختراق الحسابات تتوفر عبر آلاف المنصات المنتشرة على المواقع الإلكترونية الخاصة ببرمجيات الاختراق، بل إن غالبية هذه البرمجيات أصبح من السهل شراؤها من خلال عدة مواقع إلكترونية، تماماً كما هو الأمر بالنسبة للتسوق عبر الإنترنت لشراء الكتب أو الملابس، وتتضمن البرمجيات الخبيثة حالياً وحدات متنوعة تعتمد على الطرف الثالث والمصادر المفتوحة، وهي متخصصة في مجالات التشفير أو فك التشفير، وأنظمة المدفوعات والبنية التحتية لمراكز التحكم والسيطرة وغيرها.

وقد حذرت شخصيات عامة ورجال أعمال من مخاطر الذكاء الاصطناعي الخارج عن السيطرة، وقد جاء على لسان أحد مشاهير رجال الأعمال في ألمانيا (Musk) خلال مؤتمر للتكنولوجيا حين قال: “إن خطر الذكاء الاصطناعي أكبر من خطر الرؤوس النووية بكثير” ولذلك لابد من البحث عن منظومة أخلاقية تسهم في الحد من تلك المخاطر الأخلاقية من منطلق أنها لا تقل أهمية عن البحث في مكاسب وإيجابيات الذكاء الاصطناعي.

كل ذلك يدعونا إلى التسليم بأن الذكاء الاصطناعي نجح في التأثير السلبي على العديد من جوانب الحياة البشرية، في الوقت الذي لم نجد فيه أي ضوابط للتحكم في استخدام تطبيقات ذلك الذكاء الاصطناعي أو حتى وجود تشريعات تنظم وتحكم التعامل مع هذه التطبيقات، وهذا الأمر يتطلب ضرورة صياغة إطار أخلاقي للتعامل مع مجتمع الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن المؤسسات التي تستخدم هذه التقنية لم تناقش بعد بشكل عميق وتفصيلي المبادئ والأخلاقيات التي يجب مراعاتها أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي.

نحو إطار أخلاقي للتعامل مع مجتمع الذكاء الاصطناعي

إن الاتجاه نحو المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لتوفير رخاء البشرية وزيادة رفاهيتها، ولكن يظل الخوف قائما من سلبياتها وتهديداتها، وهنا تبدو الحاجة ماسة إلى ضرورة البحث عن آلية تنظيمية وأخلاقية تحكم عمله بحيث تحقق التوازن بين المضي في تطويره والحرص على تفادي سلبياته، وهذا يتطلب ضرورة البحث عن سبل تربوية وقانونية لوضع منظومة قيمية أخلاقية تحكم العلاقة بين الإنسان والآلة وبين الأفراد الإنسانيين الذين يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي مما قد يسهم في تحقيق الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي دون المساس بحقوق البشر الأساسية.

وللحديث عن إطار أخلاقي للتعامل مع مجتمع الذكاء الاصطناعي فعلينا بداية التسليم بالقول بأن الأخلاق في مجتمع الذكاء الاصطناعي هي فن ممارسة الحياة وإيجاد البديل الأفضل في ظل مجموعة البدائل المتاحة التي تحيط بالإنسان، وهذه الأخلاق لا يجب أن تقوم على مبدأ الإكراه أو الإلزام بالقوانين، بل يجب أن تقوم على أساس أن الضمير الإنساني هو السلطة الأخلاقية الأولى في هذا المجتمع، أي أن مصدر الإلزام الأخلاقي في مجتمع الذكاء الاصطناعي هو الإنسان نفسه ومن داخله، بحيث تركز هذه الأخلاق على مبدأ الالتزام لا الإلزام، فأخلاقيات مجتمع الذكاء الاصطناعي تختلف عن أخلاقيات عصر الثورة الصناعية الذي تمت فيه صياغة الأخلاقيات في صورة قوانين وتشريعات. ولعل ذلك يرجع إلى أن أخلاقيات مجتمع الذكاء الاصطناعي تميزت بأنها ألغت الرقابة البوليسية وحولتها إلى رقابة ذاتية مع إحلال المرجع النفسي محل المرجع الاجتماعي.

إن الإطار الأخلاقي الذي ينبغي أن يسود في مجتمع الذكاء الاصطناعي يجب أن يتسم بأنه سلطة معنوية تحكم سلوك الناس جميعا، بشرط أن تتلاءم مبادئ وقيم هذا الإطار الأخلاقي مع أفكار الحرية والمسؤولية، فالإطار الأخلاقي أكبر وأقوى من الإطار القانوني أو الشرعي، فعدالة مجتمع الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تتحقق بواسطة القانون وحده ولكنها تتحقق من خلال الفضائل والقيم والأخلاقيات التي تتجاوز المصالح الخاصة والمستمدة من أحكام الدين والقيم الاجتماعية المتعارف عليها. وهذا ما يجعل قوة الإطار الأخلاقي أكبر من قوة القوانين، لماذا؟  لأن هذا الإطار الأخلاقي سيكون هو الأساس الذي سيحدد تصرفات الناس دون إجبار أو إكراه، ودون إلزام قانوني، ومن الجدير بالذكر أن نشير هنا إلى أن التركيز على الجانب الأخلاقي لا يعني أننا ننظر إلى الأخلاق كبديل عن القانون، لأن حياة الناس ارتبطت بالنواهي والأوامر، إلا أننا نؤكد على أن المسؤولية الأخلاقية أمر ضروري كضرورة المسؤولية القانونية ولابد أن يعملا جنباً إلى جنب لأنهما متكاملان.

وبذلك يصبح الإطار الأخلاقي هو السلطة المعنوية التي نحتكم إليها للحكم على سلوكيات الناس ويضبط حركة المجتمع ويوجهها نحو الخير والعدل والصواب، إلا أن هذا الإطار الأخلاقي سيظل مجرد شعارات إذا لم يتم العمل على بثه من خلال السلطة المعنوية المتمثلة في التنشئة والتربية التي تسعى لترغيبها وغرسها في نفوس الأفراد، وهنا لابد من التأكيد على أهمية ومسؤولية التربية بمؤسساتها المختلفة النظامية وغير النظامية في إرساء ضوابط وقواعد وقيم عصر الذكاء الاصطناعي.

ولعل التركيز هنا على الجانب الأخلاقي في التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي يرجع إلى ندرة القوانين التي تضبط تأثير التقنية على الترابط الأسري أو الاجتماعي فلا توجد قوانين تضبط تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي على شخصية المستخدم حيث تحوله من العيش في العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، حيث يصبح خاضعاً للرقابة الذاتية بعيداً عن التأثيرات الاجتماعية، وهذا يعني أن القوانين لم تحل كل القضايا التقنية في مجتمع الذكاء الاصطناعي لأن بعضها يتعلق باستخدام الفرد للتقنية وهو يعمل في اطار الاعتماد على ما يسمى بالحرية الشخصية.

وبينما يتقدّم البحث العلمي بسرعة فائقة في ما يتعلّق بالجوانب التقنية للذكاء الاصطناعي، نجده مُتعثّرا عندما يتعلّق الأمر بجوانبه الأخلاقية. صحيح أن العديد من الباحثين يعبرون عن قلقهم، وأن بعض الدول شرعت في التفكير الجدّي حول هذه المسألة، لكنه لا يوجد حتى اليوم أي إطار قانوني أو مدونات أخلاقية تضبط التوجهات المستقبلية لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الاطار أكدت  “أودري أزولاي” المديرة العامة لليونسكو على «ضرورة قيام اليونسكو بإدارة حوار كوني مستنير حول استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي حتى نقتحم هذا العصر الجديد بأعين مفتوحة، دون أن نُضحّي بقِيمنا، وحتى نتيح إمكانية التوصّل إلى أرضية مشتركة من المبادئ الأخلاقية للتعامل مع تلك التقنيات».

نتيجة لهذا، وجدنا أنه لابد من التركيز على التوعية بالجانب الاخلاقي في التعامل مع الذكاء الاصطناعي انطلاقاً من المخاوف والمخاطر والتهديدات التي تم مناقشتها وتحليلها في هذه الورقة، لتوعية الأفراد من جانب ولتنبيه صناع القرار والشركات المتجه للذكاء الاصطناعي من جانب آخر. والمقصود بتوعية الأفراد هنا هو تثقيفهم وليس تخويفهم من التقنيات التي فرضها الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الإطار اهتمت بعض الشركات المنتجة للذكاء الاصطناعي بالجانب الأخلاقي لمنتجاتهم وحرصت على وضع ضوابط أخلاقية لتعامل الإنسان مع الآلة وتعامل الآلة مع الإنسان، وهذا ما فعلته شركة «جوجل» عندما عينت مجلساً للأخلاقيات للتعامل مع القضايا الخادعة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومساعدة الشركة على مواجهة الانتقادات المتعلقة بصفقاتها في هذا المجال، ولكن عندما تعرض هذا المجلس مع المكاسب التي تسعى الشركة لتحقيقها من جراء الذكاء الاصطناعي، بدأ التفكك ينتاب هذا المجلس وسط استقالات عدد من أعضائه، خاصة بعد أن أصبح هذا المجلس يشكل تهديداً لفرص حصول «جوجل» على المزيد من عقود الحوسبة السحابية العسكرية. وأعلن عدد من أعضاء المجلس من بينهم الخبير في الاقتصاد السلوكي «أليساندرو أكويستي» أنه لن يستمر في مهامه الموكلة إليه من «جوجل». وبدأ عدد من الموظفين لدى «جول» اليوم التقدم بعريضة للشركة للإطاحة بالمزيد من أعضاء هذا المجلس وسط رفض شديد لانخراط الشركة التكنولوجية في عقود عسكرية لتطوير أسلحة الدمار بالذكاء الاصطناعي.

المراجع

البحث في Google:





عن أ.د/ مجدي محمد يونس

أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة المنوفية مصر

9 تعليقات

  1. عبد السلام بوجرايد

    مقال مفيد جدا…اذا كانت هذه قمة التكنولوجيا فإن الشاعر العربي يقول:
    انما الامم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

  2. عبدالوهاب جابر

    رائع

  3. Dr. Heba Galal

    ممتاز بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

  4. د.على أحمد طه أحمد

    أحينت بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

  5. د.على أحمد طه أحمد

    أحسنت وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *