التدوير الوظيفي

العلاج المتمركز حول الحل بين النظرية والتطبيق

يعرف العلاج المتمركز حول الحل بأنه أسلوب علاجي لا يستغرق في البحث عن الأعراض المرضية ولا عن العوامل التي ساهمت في نشأتها بقدر ما يتوجه مباشرة إلى الحلول التي تساهم في القضاء على المشكلة أو التخفيف من حدتها أو التكيف مع افرازاتها، ومن هنا فإنه علاج موجه ومباشر نحو الهدف النهائي الذي يسعى له العميل وهو الوصول إلى التوافق النفسي والاجتماعي مع الذات ومع البيئة المحيطة، وكما يوحي الاسم، يعرف العلاج المتمركز حول الحل بتركيزه على بناء وإيجاد الحلول بدلا من حل المشكلات، وتكون المهمة العلاجية الرئيسية هي مساعدة العميل على تخيل كيف يرغب في أن تكون الأشياء مختلفة وما يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك، ويمنح اهتمام لا يذكر للتشخيص والتاريخ المرضي ولاستكشاف المشكلة، ويعد العلاج المتمركز حول الحل مدخلا علاجيا جديدا جاري استخدامه بشكل متزايد، حيث يركز على مساعدة العملاء على بناء حلول بدلا من حل المشكلات. وقد تطور المنهج في سياق عيادي وسط تقارير عديدة تفيد بنجاحه من جانب المعالجين والعملاء على حد سواء.

ويعرف العلاج المتمركز حول الحل إجرائيا بأنه:

  • أحد الأساليب العلاجية المختصرة والحديثة؛
  • له مفاهيم وتكتيكات متعددة؛
  • يركز على الحلول بدلا من التركيز على المشكلات وأعراضها؛
  • يركز على المستقبل بدلا من التركيز على الماضي والاستغراق فيه؛
  • يركز الاهتمام على قدرات العميل بدلا من التركيز على مواطن الضعف؛

العوامل التي تساهم في قوة النتائج العلاجية، وهي عوامل مشتركة ومترابطة

  • خصائص العميل: عملاء لهم أهداف واضحة وباستطاعتهم استخدام نقاط القوة والموارد اللازمة لتحقيق التغيير واتخاذ إجراءات أو تغيير وجهات نظرهم حول المواقف التي تساعد في ابتكار الحلول؛
  • المعالج: لابد أن تكون مشاعر المعالج حاضرة وأحاسيسه دافئة وأكثر احتمالا لاستخدام وتكييف الأساليب العلاجية المعتمدة تجريبيا لدعم العملاء والاستماع إليهم ومراعاة ملاحظات العملاء
  • التحالف العلاجي: شعور بالعمل الجماعي والتماثل في الأهداف العلاجية والمسار الذي تحقق فيه تلك الأهداف؛
  • الآمال والتوقعات: التي ستحدث تحسنا والحفاظ عليها؛
  • النموذج العلاجي: منهج لتنظيم الجهود بين المعالج والعميل على حد سواء والتي تؤدي لتوجيه العملية العلاجية إلى نتيجة ناجحة.

المسلمات التي يقوم عليها العلاج المتمركز حول الحل

  • العملاء هم الذين يحددون أهدافهم العلاجية ولا يجب أن تفرض عليهم تلك الأهداف من قبل المعالج؛
  • إذا عرفت ما الذي يحقق التغيير فالتزم به وساعد العميل على عمل المزيد منه ومعنى ذلك أن التغيير مهما كان بسيطا هو الهدف المنشود والوصول إليه وشعور العميل بما يحدث في حياته هو لب العلاج، ويجب أن يستمر العمل من خلاله حتى يتحقق التغيير الكامل وهو زوال المشكلة أو على الأقل الحد من آثارها على العميل؛
  • إذا كان العلاج غير فعال ولم يحدث التغيير فلا تعاود محاولته مرة ثانية ومعنى ذلك أنه على المعالج محاولة استخدام اسلوب آخر أو حل آخر غير الذي ثبت فشله، وفي هذا خروج من الاحباطات التي يشعر بها العميل واستثارة لقدراته وإمكانياته في البحث عن حلول أخرى أكثر فاعلية في التصدي لمشكلته.

تصنيف العملاء حسب نظر العلاج المتمركز حول الحل

  • العميل الزائر: وهو العميل الذي لا يرغب في العلاج ولا يفعل شيئا تجاه المشكلة التي يعاني منها؛
  • العميل كثير الشكوى: وهو العميل الذي يعترف بوجود المشكلة وتأثيرها عليه، ولكن لا يرغب في عمل أي شيء لمواجهتها أو التصدي لها؛
  • العميل الزبون: وهو العميل الذي يعترف بوجود المشكلة ويرغب في حلها ولديه الاستعداد الكامل للتعاون مع الأخصائي الاجتماعي لحلها.

مفاهيم العلاج المتمركز حول الحلول

  • قدم ” كوتلر 1997 ” خمسة مفاهيم أساسية يقوم عليها العلاج المتمركز حول الحل وهي:
  1. المفهوم الأول: العلاج المتمركز حول الحل يتمحور حول التركيز على ما يمكن تحقيقة وفقا لمعطيات شخصية العميل والبيئة المحيطة، وعلى هذا فالممارس العام تقع عليه مسؤولية توجيه العميل نحو ما يمكن تحقيقه؛
  2. المفهوم الثاني: يدور حول التأكد من أن كل مشكلة لها استثناءات، فإذا كانت كل النماذج العلاجية الأخرى تهتم بالمشكلة فإن نموذج العلاج المبني على الحل يهتم بوقت اللامشكلة وهي الأوقات التي لا تظهر فيها المشكلة، ويمكن تحويلها والتعامل معها على أنها حلول للمشكلة؛
  3. المفهوه الثالث: الذي يرتكز عليه العلاج المتمركز حول الحل يقوم على فكرة ” كرة الثلج ” بمعنى ان التغيير البسيط في حياة العميل يؤدي إلى نجاح أكبر وصولا إلى الهدف النهائي وهو التوافق النفسي والاجتماعي؛
  4. المفهوم الرابع: يدور حول أهمية الاعتراف بأن لكل عميل قدرات يستطيع استخدامها للتغلب على ما يواجهه من صعوبات، وعلى هذا يجب على الممارس أن يعطي اهتماما كبيرا نحو اكتشاف قدرات العميل وتجنب التركيز على مواطن الضعف فيه؛
  5. المفهوم الخامس: يدور حول ضرورة صياغة أهداف العميل بصورة إيجابية بدلا من صياغتها بصورة سلبية.

كما نظر ” بيلر و ولتر ” للعلاج المتمركز حول الحل كنموذج يفسر كيف يتغير الناس وكيف يحققون أهدافهم من خلال الآتي:

  • أن الأفراد الذين يأتون طلبا للعلاج يتمتعون بإمكانية السلوك الفعال، حتى ولو أن هذه الفعالية قد تخمد مؤقتا بسبب ظروف سلبية؛
  • هناك فوائد موجودة في التركيز الإيجابي على الحلول وعلى المستقبل، وإذا استطاع العملاء إعادة تأهيلهم أو تثقيفهم تجاه مواطن قوتهم باستعمال الحديث نحو الحل، فهناك فرصة جيدة لأن يكون العلاج مختصرا؛
  • هناك استثناءات لكل مشكلة، وعند الحديث عن هذه الاستثناءات يتمكن العملاء من السيطرة على ما كان يؤدي إلى الاعتقاد بأن المشكلة لا يمكن علاجها؛
  • يتحدث العملاء في العادة عن جانب واحد، يقوم المعالجون في مقاربة التركيز حول الحل بدعوة العملاء لفحص الجانب الآخر من القصة التي يطرحونها؛
  • إن التغيرات الصغيرة تمهد الطريق لتغيرات أكبر، وفي أغلب الأحيان تكون التغيرات الصغيرة هي كل ما يحتاج إليه لحل المشكلة التي يأتي بها العملاء إلى العلاج.

الأهداف العلاجية في العلاج المتمركز حول الحل

  • إن المعالجين الذين يركزون على الحل يهتمون بالتغيرات الصغيرة الواقعة والممكنة التي تقود إلى الحل، كما أن الأهداف البسيطة ينظر إليها كبداية للتغيير، والممارسين فى العلاج المتمركز نحو الحل يستعملون اللغة التي يستعملها العملاء حيث نلاحظ نفس المفردات، ويستخدم المعالجون أسئلة مفتوحة تفترض التغيير مسبقا، وتفتح الآفاق لأجوبة متعددة وتحافظ على اتجاه الهدف والتوجه نحو المستقبل. وقد أشار ” بيلر و والتر ” إلى أن تحديد الأهداف يحدث في وقت مبكر جدا في العلاج المتمركز حول الحل، وهذه الأهداف لها عدة خصائص وهي:
  1. الأهداف يحددها العميل: الأهداف لابد أن تنبع من العميل وتعكس الغايات المنشودة من عملية المساعدة، ويجب على المعالج ألا يظهر للعميل الأهداف من تحليلاته، أن تحديد العميل للأهداف يقلل من احتمال المقاومة ويضمن المشاركة الفعالة ونجاح تقديم المشورة؛
  2. صياغة الأهداف بشكل ايجابي: في بعض الأحيان يصف العملاء أهدافهم بطريقة سلبية؛
  3. تصاغ الأهداف بشكل فعال نحو الأداء والعمل؛
  4. تشكل الأهداف بعبارات محددة وتكون ملموسة وقابلة للتحقيق؛
  5. تصاغ الأهداف نحو الحاضر.

التكتيكات العلاجية في العلاج المتمركز حول الحل

إن التكتيكات التي يقدمها العلاج المتمركز حول الحل هي وسائل تعتمد بدرجة كبيرة على مهارة الأخصائي الاجتماعي وعلى مدى استجابة العميل أثناء عملية المساعدة، ومن هذه التكتيكات ما يلي:

  1. إعادة التشكيل: وهو أسلوب يستخدم من أجل مساعدة العملاء على تفهم مواقفهم وصياغة أهداف العميل العلاجية؛
  2. السؤال المعجزة: إن الهدف الرئيسي من هذا التكتيك هو البحث عن الاستثناءات التي يمكن أن تقود العميل إلى عملية المساعدة ولقد قدم ” دي شازر 1988 ” صيغة لهذا التكتيك كما يلي:
  • الأخصائي: تخيل أنك قمت من النوم في الصباح وقد انتهت المشكلة التي تواجهك، ما الذي يمكن أن يتغير في حياتك؟
  • ذكر ” دى شازر “أن السؤال المعجزة هو في الواقع سؤال من سلسلة الأسئلة التي صممت للحصول على وصف لسلوكيات معينة يمكن أن تكون بمثابة أهداف مفيدة للعلاج وعن طريق استخدام السؤال المعجزة لاحظ ” دى شازر ” أن المعالج والعميل قادرون على إيجاد أوضح صورة ممكنة لما سيبدو عليه ( الحل ) حتى عندما تكون المشكلة غامضة؛
  1. اسئلة ماذا بعد؟: إن الهدف من هذه الأسئلة هو زيادة وتعزيز فرصة للعملاء فى أن يجدوا طرق الحل الممكنة للمشكلات التي يواجهونها؛
  2. خريطة العقل: إن هذا التكتيك العلاجي ما هو إلا رسم خريطة للأفكار التي تقود وتوجه العملاء وتصيغ سلوكهم ومشاعرهم، ولكي يستخدمه الأخصائي الاجتماعي فإن عليه أن يقوم باستدعاء سلوك العميل الإيجابي مهما كان صغيرا وتعزيز ذلك السلوك في حياة العميل ومطالبته بعمل المزيد منه، هذا السلوك سوف يعمل بمثابة الخارطة التي تقود العميل وترشده للوصول إلى النجاح في العملية العلاجية وفيما يحقق أهدافها؛
  3. توجيه النجاح: يعرف ” كولر 1997 ” هذا التكتيك بأنه مساندة وتشجيع نجاح العميل من خلال إسماع العميل كلمات المدح والثناء، فالعملاء يحبون من يثني على ما يقدمون أو ما يقومون به من أفعال، وذلك إزاء أي حدث يمنحهم الثقة بالنفس ويعتبر بمثابة الوقود الذي يدفعهم للمشاركة الفعالة في عملية المساعدة.

ويمكن للأخصائي الاجتماعي أن يظهر هذا التكتيك من خلال

  • رفع مستوى الصدق أثناء الحوار ليرى العميل كيف تقدم عملية المساعدة؛
  • التعبير للعميل عن السرور عندما يقوم بمحاولة جادة للوصول إلى حل للمشكلة؛
  • إظهار الإعجاب بما يقدمه العميل من تفكير بنّاء ورشيد وناضج في المشكلة التي يواجهها.

وصممت المجاملة والثناء لتنقل رسائل عدة عن طريق ذكر الآتي للعميل:

  • لديه مواطن قوة خفية؛
  • هذه القوة تتجلى وتظهر عندما تبدو الأمور في أسوأ حالاتها؛
  • يمكننا أن نبني على هذه القوة لتحقيق الأهداف.
  1. المقياس: هذا التكتيك يهدف إلى مراقبة التحسن الذي يطرأ على الحالة من مقابلة إلى أخرى أثناء العملية العلاجية، ويتم ذلك من خلال الطلب من العميل أن يحدد على مقياس يبدأ من ( 0 ) إلى

( 10 ) بحيث أن ( 0 ) يعني لا يوجد تقدم أو تحسن في حل المشكلة بينما يعني رقم ( 10 ) أن المشكلة انتهت تماما. وتم التوصل إلى حل لها وعندما يختار العميل رقما بين طرفي المقياس يقوم الأخصائي الاجتماعي بسؤاله عن سبب اختيار الرقم وعن مقدار التحسن الذي طرأ على الحالة.

العلاج المتمركز حول الحل
تتغير بنود المقياس حسب احتياجات دراسة الحالة ونوعية المشكلة

كما حدده ” آلسن جارت ” بسبع تقنيات محددة تميز العلاج المتمركز حول الحل كطريقة في التدخل العلاجي وذلك بدءا من البحث عن التغيير قبل الجلسة الأولى وتحديد الأهداف واستخدام السؤال المعجزة واستخدام أسئلة القياس والبحث عن الاستثناءات واستراحة استشارية وخاتمة محملة بالتحيات والثناء، وتشمل هذه المعايير خارطة الطريق للتغيير.

والمقصود بالتغيير قبل الجلسة الأولى هو أن المعالجين في العلاج المتمركز حول الحل عادة ما يسألون العملاء خلال الجلسة الأولى عن التحسنات المسبقة لعملية العلاج، ث ما التحسنات التي قد حدثت في هذه المشكلة منذ قررتم حضور الجلسات في هذا الموضوع؟ إذا كان العميل يذكر أي تحسن فيجب على المعالج والعميل استكشاف ما تم تنفيذه لتحقيق هذا التحسن، كما أن استكشاف هذه التحسنات المسبقة تساعد أيضا العملاء في تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لمواصلة تحسين أوضاعهم، وقد يؤدي تحديد التغييرات المسبقة إلى شعور ايجابي للعملاء بانهم يدركون أن وضعهم يمكن أن يتحسن ويعطيهم الدعم اللازم للاستمرار في العملية العلاجية.

ووجدت إحدى الدراسات التي قام بها كل من: ” جونسون و الجوود و نيلسون ” أن العملاء الذين يحدثون تغييرا مسبقا للجلسة الأولى هم أكثر تفاؤلا حول إنجاز أهدافهم وأكثر احتمالا لإكمال العلاج من العملاء الذين لا يذكرون أي محاولات أو تحسنات مسبقة للجلسة الأولى. وبالنسبة للاستراحة الاستشارية فالمعالجون في العلاج المتمركز حول الحل لابد ان يأخذوا استراحة قصيرة للتشاور خلال النصف الثاني من كل جلسة علاج، ويركز المعالج بدقة على ما حدث في الجلسة، وأحيانا تكون الاستراحة قبل نهاية الجلسة، ويقوم بسؤال العميل هل هناك أي شيء لم تطلعني عليه وتعتقد أنه سيكون من المهم بالنسبة لي أن أعرفه؟ وخلال الاستراحة يقوم المعالج بالتفكير مليا في كل ما حدث في الجلسة وفي أثر ذلك، عادة ما يقدم رسالة علاجية استنادا إلى الهدف المذكور من العميل وهذا يأخذ عادة شكل دعوة للعميل لمراقبة وتجربة السلوكيات التي تؤدي إلى تحرك إيجابي في تجاه الأهداف والمحددة للعميل.

دور المعالج في العلاج المتمركز حول الحل

  • إن أهم ما في العملية العلاجية هو اهتمامها بتفكير العميل حول مستقبله، وما الذي يرغب به أن يتغير في حياته، والمعالجون في هذه المقاربات يضعون أنفسهم في موقف من ” لا يعرف ” ليساعدوا العميل بأن يأخذ دور الخبير فيما يتعلق بشؤون حياته، ولا يرى المعالجون أنفسهم كخبراء في معرفة اهمية ما يقوم به العملاء من أفعال أو خبرات يعيشونها، وعلى المعالجين إيجاد ما يسوده الاحترام المتبادل، والتأكيد على الجوانب التي يكون فيها العملاء أحرارا فيما يريدون فعله والكشف عنه والاشتراك مع من يريدون تأليف سيرهم الذاتية.
  • إن المهمة الرئيسية للعلاج تتجسد في مساعدة العملاء بتخيل ما يرغبون في تغييره مما يزعجهم، وما هي الاجراءات التي يجب القيام بها حتى يحدث هذا التغيير، ومن الأسئلة التي يطرحها كل من ” بيلر و والتر ” ويجدان فيها الفائدة: ماذا تريد عندما جئت إلى العلاج؟ ما الذي سوف يتغير ويصبح مختلفا بالنسبة لك؟ وما هي الدلائل بالنسبة إليك التي تشير إلى حدوث التغيير الذي تريده؟

ومن المهارات التي يجب على المعالج أن يكتسبها في علاقته مع العملاء ما يلي:

  • التعاطف والمشاركة الوجدانية: وفيها يظهر اهتمام المعالج بالعميل من خلال فهمه لمشكلته تقديره لمشاعره والمعاناة التي يشعر بها؛
  • الاستعداد لمناقشة كل شيء وأي شيء يود العميل مناقشته: ولكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن المعالج يستطيع أن يعالج كل مشكلات العميل أو أن لديه اجابة لكل سؤال أو استفسار يطرحه العميل بل يعني أن المعالج لديه استعدادا لبذل الجهد في محاولة مساعدة العميل؛
  • الهدوء وربط الجأش: وتعني أن يكون المعالج مرتاحا من علاقته بالعميل بغض النظر عن اعتقاداته وآراءه الشخصية وبغض النظر عن الفوارق الاجتماعية أو الاقتصادية، والهدوء هو من يجعل المعالج قادرا على التركيز في كل ما يقوله أو يشعر به العميل؛
  • التشجيع: وهو الإيمان الكامل بأن لكل عميل قدرات وإمكانيات يستطيع استثمارها إلى أقصى حد من التغلب على المشكلات التي تعوق تكيفه النفسي والاجتماعي؛
  • الهدفية: وتعني أن يكون الأخصائي الاجتماعي هادفا في عمله فلكل نشاط يقوم به هدف وغاية يسعى إلى تحقيقها وتخدم مصالح عملاءه، كما يجب عليه أن يسعى إلى توضيح ذلك للعملاء الذين يتعامل معهم وكلما كانت تلك الأهداف واضحة لدى الاخصائي والعميل كلما كان ذلك أدعى لأن تصبح عملية المساعدة أكثر كفاءة وفعالية.

العلاقة العلاجية ومراحل العلاج المتمركز حول الحل

إن نوع العلاقة بين الأخصائي والعميل تعتبر عاملا مصيريا في نتائج التدخل باستخدام العلاج المتمركز حول الحل وكذلك اتجاهات المعالج مهمة جدا لمصلحة العملية العلاجية ومن الضروري ايجاد الشعور بالثقة لكي يكمل العملاء العلاج والمتابعة، عن طريق أداء الواجبات المنزلية. ومن الطرق الفعالة لإيجاد علاقة فعالة مشتركة بين المعالج والعميل هى ان يقوم المعالج بشرح كيفية استخدام جوانب القوة لديهم والمصادر التي بحوزتهم ليقوموا بأنفسهم بايجاد الحلول، ويشجع العملاء على عمل شيء مختلف وأن يكونوا مبدعين في تفكيرهم في كل ما يتعلق باهتماماتهم الحاضرة والمستقبلية.

وكمثل أي علاقة علاجية مع العملاء فإن التدخل باستخدام العلاج المتمركز حول الحل له مراحل يمر بها ويمكن تلخيصها بثلاث مراحل تتحدد فيما يلي:

  • معرفة واكتشاف ما يريده العميل؛
  • تحديد الوضع الذي يتماشى مع العميل والإكثار منه؛
  • القيام بشيء مختلف.

 

 


المراجع:

  1. عبدالمنصف حسن رشوان: فعالية العلاج المتمركز حول الحل في تحقيق المساندة الاجتماعية لطلاب الجامعة، جامعة ام القرى، 2007
  2. مسعد الغنامي: فعالية العلاج المتمركز حول الحل في تنمية الدافعية للتعلم لدى الاحداث المنحرفين، رسالة ماجستير، جامعة الامام محمد بن سعود 2011
  3. اسماعيل مصطفى سالم: مقومات الاعداد المهني للاخصائي الاجتماعي الذي يعمل مع المشكلات الاسرية، المؤتمر السنوي الحادي عشر، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة القاهرة ، مايو 2000
  4. ابتسام رفعت محمد: واقع استخدام الاخصائيين الاجتماعيين للمهارات المهنية لطريقة خدمة الفرد ، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الانسانية ، كلية الخدمة الاجتماعية ، جامعة حلوان ، مارس 2011

البحث في Google:





عن الأمير عبد المنعم الأمير

باحث في العلوم الاجتماعية، عضو الجمعية الأمريكية لمستشاري المدارس ASCA، من المؤلفات والخواطر: - التنشئة الاجتماعية من منظور ثقافة المجتمع وممارساته السلبية؛ - اسلوب التعزيز بالمكافآت بين الرشوة والتدليل؛ -الطباع الادرينالية في المجتمعات القبلية.

2 تعليقات

  1. مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية

    مقال رائع ومفيد،، بارك الله في جهودكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *