التدريس عن بعد في الطوارئ

الفاقد التعلمي مشكة خطيرة تواجه التعليم وتحتاج لتدخلات ملائمة وناجعة

مقدمة

تعتبر ظاهرة الفاقد التعلمي (أو ما يعرف بالخسارة التعليمية أو الهدر المدرسي) واحدة من المشكلات الخطيرة التي تواجه القطاع التعليمي في مختلف مناطق العالم، وهي تظهر بوضوح وبمعدل أكبر في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة، وبرزت ظاهرة الفاقد التعليمي بقوة في معظم أنحاء العالم خلال جائحة كورونا وما رافقها من إغلاق طويل للمدارس والجامعات، وما تخللها من تحول من التعليم الوجاهي إلى التعليم عن بعد دون استعداد وجاهزية مسبقين في بداية هذا التحول.

إن خطورة الفاقد التعلمي تستدعي من المسؤولين عن قطاع التعليم والتربويين التفكير بعناية لإيجاد أدوات فعالة لقياس نسبة الفاقد التعليمي لدى المتعلمين، وكيفية العمل على الحد منها، مع الأخذ بالاعتبار أن للفاقد التعلمي أسبابا مختلفة، وأضرار وانعكسات سلبية كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع على كل من المديين القريب والبعيد.

1-  مفهوم الفاقد التعلمي 

عندما يفقد الطلبة وقتًا تعليميًا كبيرًا؛ فهذا يؤدي بدوره إلى خسائر فادحة في التعلم، يمكن التعبير عنه بمصطلح “الفاقد التعلمي” أو “فقدان التعلم”(Learning loss)، وعند عودتهم إلى المدرسة، علينا ألا نفترض أنهم سينخرطون في العملية التعليمية بسرعة، وأن المعلمين يجب أن يبادروا إلى استكمال تعليم ما تبقى من مفاهيم ومهارات، على اعتبار أن الطلبة ما زلوا متمكنين من التعلم الذي يتم قبل الانقطاع عن المدرسة.

يشير البعض إلى الفاقد التعلمي من خلال التحدث عن مقدار الوقت والجهد والأموال، التي تم تخصيصها وإنفاقها على العملية التعليمية دون الوصول إلى الحد الأدنى من النتائج المطلوبة؛ فيتم التركيز على ما تم فقدانه أو إهداره من موارد مادية و/أو بشرية مخصصة للعملية التعليمية دون أن يؤدي ذلك إلى حدوث التعلم المرجو، بل قد ينتهي الأمر بالطالب إلى واحدة أو أكثر من التالية: التأخر الدراسي، الغياب المتكرر عن المدرسة، الرسوب، التسرب (عبد الودود، 2020: عيسى، 2020).

وتعرف الرمحي (2021) الفاقد التعلمي بأنه مصطلح يعبر عن الخسارة العامة أو المحددة في المعرفة والمهارات التعليمية وما لها من انعكاسات في التقدم الأكاديمي اللاحق لدى الطلبة، ويعود السبب الرئيس في ذلك للانقطاع المؤقت أو الممتد في تعليم وتعلم الطلبة.

ومن جهتي أفضل تعريف الفاقد التعلمي على نحو أكثر تحديد ومباشرة كما يلي:

  • هو النتائج التعلمية التي كان مخططا لها ولم تتحقق رغم ما تم تخصيصه من موارد (الوقت، والجهد البشري، والمال) لتسهيل العملية التعليمية.
  • هو الفجوة التي حدثت في التعلم أي ما تم فقدانه أو خسارته في تعلم الطلبة؛ وبالتالي عدم تحقق النتائج التعلمية التي كان مخططا لها، أي الفجوة بين واقع ما تعلمه وتملكه الطالب، وبين ما يجب أن يكون متمكنا منه في صفه الحالي، وذلك لأسباب مختلفة مثل عدم حدوث التعليم، أو حدوثه بطريقة غير فعالة، أو التسرب، أو التأخر الدراسي، أو عدم الذهاب إلى المدرسة، أو النسيان؛ مما يعني أنه حدث هدر في الموارد المالية والبشرية.

ومن سمات الفاقد التعلمي أنه يتراكم ويتفاقم بسرعة، ويختلف من متعلم لآخر، ومن مرحلة دراسية لأخرى، ولا ينتج فقط عن التوقف عن التعلم، بل ينتج أيضا عن نسيان ما تم تعلمه، وكذلك يحتاج إلى بعض الوقت لكي نكوّن صورة كاملة عنه، ويكون أكثر وضوحا لدى طلبة الصفوف الأساسية الأولى، وطلبة الفئات المهمشة. أما المؤشرات على الفاقد التعلمي لدى المتعلم فيمكن واحدة أو أكثر من التالية:

  • تدني التحصيل، وبخاصة إتقان المعارف والمهارات الأساسية.
  • تدني الدافعية للتعلم والاستمرار فيه.
  • التعثر في التعليم، والتأخير الدراسي.
  • الرسوب في الصف وعدم الانتقال إلى الصف الذي يليه.
  • التسرب من المدرسة وعدم العودة إليها.

2- استعادة الفاقد التعلمي

نظرا لأهمية الحد من الفاقد التعلمي، في ظل جائحة كورونا، وضرورة تعويضه، فقد أطلقت اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي مهمة مشتركة، أسمتها مهمة: استعادة التعليم 2021، وركزت على ثلاث أولويات، تلتزم هذه الأطراف بالعمل معًا لدعم البلدان بشكل مباشر في جهودها لإعادة الأطفال إلى المدرسة وإعادتهم إلى مسار التعلم. وهذه الأولويات هي (Giannini et al., 2021):

  • الأولوية الأولى: عودة جميع الطلبة إلى مدرسة آمنة وداعمة: بحيث يحصلون فيها على تعليم شخصي سواء كان كاملا أو جزئيا قبل نهاية عام 2021، ويتم توفير دعم شامل لإعادة تعليمهم وصحتهم ورفاههم العام إلى المسار الصحيح.
  • الأولوية الثانية: استعادة فقدان التعلم: وذلك من خلال برامج التعليم العلاجي والتعليم التكيفي، وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الطلبة.
  • الأولوية الثالثة: إعداد المعلمين وتمكينهم: فالمعلمون في الصفوف الأمامية لإخماد الحريق، ويحتاجون للدعم لكي يتمكنوا من مساعدة الأطفال، من خلال تعليمهم ما كان ينبغي عليهم تعلمه في العام الدراسي الماضي بالإضافة إلى تدريس منهج العام الحالي. سيحتاجون إلى التدريب والدعم الإضافي المحتمل لتنفيذ التعليم العلاجي والتعلم الاجتماعي العاطفي.

3- الفاقد التعلمي وفقر التعلم

يخلط البعض بين مصطلحي الفاقد التعلمي وفقر التعلم (Learning Poverty ) ، نظرا للأثر السلبي المتبادل لوجود كل منهما على الآخر. لقد قدم البنك الدولي المفهوم الجديد له، بالاعتماد على البيانات الجديدة التي تم تطويرها بالتنسيق مع معهد اليونسكو للإحصاء. حيث يعني فقر التعلم النسبة المئوية للأطفال الذين لا يقدرون على قراءة نص بسيط وفهمه في سن العاشرة. يجمع هذا المؤشر بين مؤشرات التعليم والتعلم: يبدأ بنسبة الأطفال الذين لم يحققوا الحد الأدنى من إتقان القراءة (كما تم قياسه في المدارس) ويقوم بتعديلها حسب نسبة الأطفال المتسربين من التعليم (ويفترض عدم إتقانهم للقراءة) (البنك الدولي أ، 2019).

لقد كان معدل فقر التعلم – نسبة الأطفال في سن 10 سنوات غير القادرين على قراءة نص قصير ومناسب للعمر – 53٪ في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل قبل COVID-19. أما في البلدان الفقيرة، فإن هذه النسبة تصل إلى 80%، مقارنة بـ 9٪ فقط في البلدان ذات الدخل المرتفع. ومن المرجح أن يؤدي إغلاق المدارس المرتبط بفيروس كورونا COVID-19  إلى زيادة فقر التعلم إلى ما يصل إلى 63٪  في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وتعد المستويات العالية من ”فقر التعلم” علامة إنذار مبكر على أن جميع الأهداف التعليمية العالمية وأهداف التنمية المستدامة الأخرى ذات الصلة في خطر (البنك الدول أ، 2019؛ البنك الدولي ب، 2019).

لقد حدد البنك الدولي ثلاث ركائز في مساعدة البلدان على تحقيق الهدف الإنمائي الأساسي المتمثل في القضاء على فقر التعلم – التأكد من أن جميع الأطفال قادرون على القراءة  وتحسين نتائج رأس المال البشري لشعوبها (البنك الدولي ب، 2019)، هذه الركائز هي:

  • حزمة سياسات لتعلم القراءة: تتألف هذه الحزمة من إجراءات تدخلية قُطرية أثبتت فعاليتها في تعزيز إتقان القراءة على نطاق واسع، وضمان الالتزام السياسي والتقني بتعلم القراءة والكتابة على أساس خطط مُمولة تمويلاً كافياً؛ وضمان التدريس الفعال لتعليم مبادئ القراءة والكتابة من خلال التعليم الفعال؛ وإعداد المعلمين للتدريس في المستوى الصحيح، وتوفير التدريب العملي للمدرسين في المدرسة؛ وتعليم الأطفال بلغتهم الأم.
  • نهج تعليمي متطور: يحتاج النظام التعليمي نهجا متطورا لكي يمكنه مواصلة التحسينات في تعليم القراءة والكتابة، وتوسيع نطاقها، وتحقيق جميع نتائج التعليم الأخرى. يتألف هذا النهج من خمس مكونات: (1) متعلمون مستعدون ومتحمسون؛ (2) معلمون مؤثرون وأكفاء؛ (3) فصول دراسية مجهزة للتعلم؛ (4) مدارس آمنة وشاملة؛ (5) نظام تعليمي جيد الإدارة.
  • أجندة طموحة للقياس والبحث: تشمل هذه الأجندة قياس كل من مخرجات التعلم ومحركاتها، بالإضافة إلى مواصلة البحث والابتكار الموجهين نحو العمل، بما في ذلك الاستخدام الذكي للتكنولوجيات الجديدة في بناء المهارات الأساسية.

4- العوامل المؤدية إلى الفاقد التعلمي

هناك العديد من العوامل التي يمكنها أن تسهم في ارتفاع نسب الفاقد التعلمي في أي من الدول (عبد الودود، 2020؛ عيسى، 2020)، ويمكن تصنيف هذه العوامل حسب ما تعزى إليه كما يأتي:

  • عوامل تعزى إلى المتعلم: تدني الوعي/ القناعة بقيمة التعليم وأهميته، تدني الدافعية للتعلم، النفور من المدرسة، الغياب المتكرر، التغيرات النفسية، عدم القدرة على التكيف
  • عوامل تعزى إلى الأسرة: ضعف الوعي أو القناعة بأهمية التعليم وقيمته، تدني الدخل، الجهل، عدم الاهتمام بالمتعلمين، انتشار فكرة عدم ضرورة تعليم الإناث، عدم متابعة الأولاد.
  • عوامل تعزى إلى النظام التعليمي والمدرسة: تدني جودة العملية التعليمية المقدمة لأسباب عدة منها: عدم ملاءمة المناهج التعليمية، وعدم توافقها مع اهتمامات واحتياجات الطلبة وخصائصهم، وضعف فعالية أساليب التعليم، أو تدني مهارات المعلمين واتجاهاتهم السلبية نحو التعليم وتحو المتعلمين، غياب البيئة التعليمية الآمنة والمحفزة، إهمال الفجوات التعليمية، ضعف ملاءمة البدائل التعليمية مثل التعليم عن بعد، إهمال ظروف الطالب واحتياجاته، ضعف العلاقة مع الطلبة.
  • عوامل تعزى إلى المجتمع: تدني المستوى الاقتصادي للدولة وما يرافقه من ضعف الدخل، والفقر، وانتشار البطالة، وارتفاع تكاليف المدرسة، وعدم توفير التعليم المجاني.
  • عوامل تعزى إلى الطوارىء: تشمل هذه الطوارىء الاضطرابات، وانتشار الأمراض، وحدوث كوارث سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، وكذلك أزمات، ويرافقها غياب عن المدرسة وتوقف العملية التعليمية لفترات طويلة، ونسيان ما تم تعلمه قبل حدوثها.

وفيما يتعلق بالفاقد التعلمي في ظل جائحة كورونا، فقط ركزت الرمحي (2021) على ثلاثة من أبرز الأسباب التي تعتقد أنها ساهمت  في زيادة نسبة هذا الفاقد لدى الطلبة، وهي في رأيي لا تنحصر على جائحة كورونا أيضا. هذه الأسباب هي:

أولا: الانقطاع المطول عن التعليم: يحدث هذا الانقطاع عند إغلاق المؤسسات التعليمية لفترات طويلة، أو خروج الطلبة في إجازات طويلة كما في العطلة الصيفية، ما يترتب عليه  توقف التعلم، ونسيان ما تم تعلمه، وفقدان المهارات التي تعلمها أو إعاقة تحسينها،  وعدم تعلم المفاهيم والمهارات الجديدة، وزيادة نسبة التفاوت في التعلم بين المتعلمين، وانخفاض مستويات التعلم لدى الطلبة.

ثانيا: التسرب المدرسي: إذ قد يؤدي إغلاق المدارس، والغياب المطول عن الحصص الصفية الوجاهية إلى تسرب الطلبة كليا من المدرسة أو التسرب من حصص التعليم عن بعد (التسرب الافتراضي).

ثالثا: الفجوة الرقمية بين الطلبة: تظهر هذه الفجوة عند التوجه نحو التعليم الالكتروني أو التعليم عن بعد، ما يؤدي إلى مستويات التعلم غير المتكافئة وغير العادلة،  ويوسع مساحة “عدم العدالة”، ويفاقم فجوات التعلم بين مختلف شرائح نفس الأفواج الطلابية داخل البلد الواحد.

وأكدت المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي على أثر إغلاق المدارس لفترة طويلة على الفاقد التعلمي، كما حدث في ظل جائحة كورونا، بقولها “يزيد الإغلاق الطويل والمتكرر للمؤسسات التعليمية من إلحاق الأضرار النفسية والاجتماعية بالطلبة؛ مما يزيد من فقدان فرص التعلّم واحتمال التسرب من التعليم، ويكون تأثيره أكبر في الفئات الأضعف. لذلك يجب أن يكون الإغلاق الكامل للمدارس ملاذاً أخيراً، وأن تولى الأولوية لإعادة افتتاحها بأمان” (UNESCO, 2021).

5- أضرار الفاقد التعلمي

يتسبب الفاقد التعلمي في حدوث العديد من الأضرار سواء كانت على مستوى الدولة أو الأسرة أو المتعلم كما يظهر فيما يأتي (عبد الودود، 2020؛ عيسى، 2020):

على مستوى الدولة على مستوى الأسرة
  • إهدار كبير للموارد المادية والبشرية.
  • زيادة نسبة التسرب، ونسبة الطلبة خارج المدرسة، ومعدل الأمية.
  • ارتفاع نسب الرسوب في العملية التعليمية.
  • انتشار معدل البطالة.
  • انخفاض النمو الاقتصادي للدول.
  • عدم وجود تطور ومواكبة للعصر الحالي.
  • زيادة الجرائم بسبب قلة الوعي لدى الأشخاص.
·       انخفاض معدل الاهتمام بالعملية التعليمية.

·       انخفاض الثقة في قدرة التعليم

على مستوى المتعلم
·       التسرب من المدرسة.

·       الغياب المتكرر.

·       فقدان الاهتمام بالتعلم.

·       التأخر الدراسي وتراجع التحصيل.

·        الرسوب.

·       فقدان الثقة بالتعليم وقيمته.

وإضافة للأضرار التي تم ذكرها أعلاه، من المرجح أن يؤدي الفاقد التعلمي وانخفاض الالتحاق بالمدارس إلى تأخير كبيرفي تحقيق هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتمثل في ضمان تعميم التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2030 – ناهيك عن ارتفاع التكاليف في محاولة تزويد الطلبة بالمساعدة التي يحتاجون إليها لتعويض ما فاتهم. ومن المرجح أن يستمر التأثير الكامل لهذا التحول العالمي غير المسبوق إلى التعلم عن بعد لسنوات قادمة. بالنسبة للطلبة الذين يفتقرون إلى الأدوات والمعلمين الذين يحتاجونهم لتحقيق النجاح الأكاديمي، قد تكون النتائج مدمرة. قد يترك البعض المدرسة في وقت مبكر؛ قد يفتقر الآخرون إلى المهارات التي يحتاجونها للتقدم إلى المستوى التالي من التعلم. على الرغم من أن التحصيل التعليمي الرسمي ليس سوى عنصر واحد من عناصر النجاح في الحياة ، إلا أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمكاسب أعلى ونتائج حياة أفضل. علاوة على ذلك، فإن الطلب على المهارات والدرجات المتقدمة آخذ في الازدياد (Chen et al., 2021).

ويمكن تصنيف أضرار الفاقد التعلمي وآثاره السلبية إلى أربعة مجالات هي الآتية:

الفاقد التعلمي

6- كيفية تقليل الفاقد التعلمي

يجدر الانتباه إلى أن عملية إعادة بناء المعارف والمهارات الأساسية التي لم يتم تعلمها، ويمكن النظر إليها على انها فقدت، تحتاج أولا، وقبل كل شيء، إلى تحديد نسبة الفاقد التعلمي لدى المتعلمين بناءً على ما يفقدونه أو لا يتعلمونه من المعارف والمفاهيم الأساسية بسبب عدم اكتمال الدورة التعليمية المعرفية لأي سبب كان، وتوظيف أدوات قياس تربوية فعالة، والاستناد إلى جهد بحثي موجّه لدراسة معمقّة، وهذا يتطلب أيضا وقتا كافيا للقياس والتقييم (الرمحي، 2021). وتتطلب هذه العملية كذلك تخطيطا تربويا تشاركيا ومدروسا، وتزويد المتعلمين الذين حدث لديهم الفاقد التعلمي بدعم تعلمي إضافي، وكذلك تدريب المعلمين وتزويدهم بمصادر تعلم تسهل عملهم وتجعل نجاحهم ممكنا. ومن جهة ثانية، لا بد من دراسة كافة العوامل التي أدت إلى هذا الفاقد أو أسهمت في حدوثه.

وللنجاح في تقليل الفاقد التعلمي يجب على المؤسسات التي تواجه هذه المشكلة أن تحدد أسبابها بدقة لتتمكن من توظيف أنجح الطرق في التغلب عليها وتحقيق النتائج المرجوة في أسرع وقت وبأقل تكلفة في الموارد البشرية والمادية. و في هذا الصدد  يقترح عبد الودود (2020) التركيز على الأمور الآتية:

  • تنمية وعي الطلبة وأولياء الأمور بأهمية التعليم: إن تنمية وعي الطلبة وأهاليهم بأهمية التعليم ودوره في تحسين جودة حياة الأفراد يساعد في زيادة معدلات جعل الأسر التعليم ضمن أولوياتها وزيادة جهودها المبذولة في توفير التعليم لأبنائها حتى في المراحل الأساسية منه.
  • جعل التعليم على قائمة أولويات الدول: لا تستطيع أي دولة النهوض دون جعل التعليم محور جهود التطوير، ودون أن تتوافر في التعليم الجودة بمعناها الحقيقي والشمولي؛ فقيمة التعليم تكمن في جودته قبل كل شيء، وأن يكون متوافقا مع احتياجات سوق العمل، فالتعليم ليس هدفه نجاح الطلبة في الحصول على شهادات تعليمية، وإنما إثراء عقولهم وخبراتهم بالمعرفة والمهارات وتمكينهم من توظيفها للنهوض بحياتهم، والمساهمة في رقي وطنهم.
  • معالجة العوامل التي تؤدي إلى التسرب والرسوب: تتباين العوامل المؤدية إلى التسرب أو الرسوب، لذك يجب تحديد هذه العوامل بالنسبة لكل طالب مرشح والتخلص منها قدر الإمكان، آخذين بالاعتبار أنها قد تعود إلى واحدة أو أكثر من العوامل التالية: عدم الانتظام في الحضور إلى المدرسة، أو عدم تخصيص الوقت الكافي للدراسة والمتابعة، أو مواجهة صعوبات في التعلم أو معيقات في التحصيل الدراسي لأي من الأسباب، أو وجود خلل في النظام التعليمي يجعله فائق الصعوبة على الكثير من الطلبة. ويمكن أن يفيد في حالة تدني التحصيل تنظيم برامج خاصة للتعافي تتضمن دروسا للتقوية.

ومن الأمور التي تفيد أيضا في تقليل الفاقد التعلمي الآتية (عبد الودود، 2020؛ عيسى، 2020):

  • وضع برامج تعويضية أو علاجية لمساعدة الطلبة الذين يحتاجون إلى دعم تعلم إضافي.
  • توفير بيئات تعليمية مناسبة للطلبة قدر الإمكان، وتقليل تكدس الطلبة داخل الصفوف وحل صعوبات التعليم لديهم.
  • توفير فريق تعليمي مناسب وكافٍ لسد الفجوة التعليمية.
  • تحفيز الطلبة وتعزيز دافعيتهم للتعلم، ومكافحة العنف والتنمر المدرسي في المدرسة.
  • تعزيز وعي العاملين في التعليم بأهمية رسالتهم التعليمية وتحفيزهم.

وعند العمل على تقليل الفاقد التعلمي، يجب التركيز على المعارف والمهارات الأساسية للتعلم الجديد من خلال الأنشطة التعلمية داخل الصف وخارجه، وربط المفاهيم العلمية بالحياة العملية، والتركيز على طلبة الصفوف الأساسية الأولى، ويمكن أيضا استثمار جزء من العطلة الصيفية بتنظيم ما يسمى المدرسة الصيفية Summer School لترسيخ المعارف والمهارات الاساسية بطريقة فعالة (الرمحي، 2021)

من جهة أخرى، لا بد من توظيف التكنولوجيا على نحو فاعل في العملية التعليمية على نحو عام، وفي معالجة الفاقد التعلمي على نحو خاص. إذ رغم ما أحدثته الثورة الصناعية الرابعة من تطورات في القطاعات المختلفة، فإن التعليم يعد أقل القطاعات تأثرا بالتكنولوجيا الرقمية، وما زلنا نشاهد في التعليم، بالنسبة لمعظم الأطفال والشباب حول العالم، مجموعة من الطلبة يجلسون في غرفة يتلقون تعليمات من معلم في مقدمة الصف. علينا جعل سد فجوات التعلم لدى الطلبة أولوية، وعلينا العمل على جعل استخدام التكنولوجيا لدعم التعلم هي النقطة التي تجد فيها التكنولوجيا نفسها في صدارة الصف (Fleming, 2021).

بناء على ما سبق، يمكننا تخليص العوامل التي تساعد في الحد من الفاقد التعلمي في اربعة مجموعات، هي:

الفاقد التعلمي

  • تعزيز التوعية: تطوير برامج توعية حول أهمية التعليم موجهة لكل من الطلبة وأهاليهم.
  • تحسين الجودة: تحسين جودة التعليم في مجالات المناهج، والبرامج التدريبية، والبيئة التعليمية، وأساليب التعليم، واستخدام التكنولوجيا، وتوفير المصادر التعلمية.
  • حل المشكلات: تطوير حلول إبداعية لمشكلات العنف والتنمر المدرسي، وتدني الدافعية للتعلم، والتسرب، والرسوب، وعمالة الأطفال، والفجوات التعليمية، والاتجاهات السلبية نحو التعليم، وإهدار الموارد، وصعوبات التعلم.
  • دعم التعليم: توفير التمويل المناسب لتطوير التعليم والاستثمار فيه، وتطوير برامج تعويضية للطلبة المتأخرين دراسيا، وتوفير وقت إضافي للتعلم، وتعيين معلمين إضافيين.

7- الحد من الفاقد التعلمي الناتج عن جائحة كورونا

أدت جائحة كورونا التي ابتلي بها العالم في السنتين الأخيرتين إلى أن يفقد الطلبة، في المتوسط​​، ثلثي العام الدراسي بسبب إغلاق المدارس؛ وبالتالي كانت هناك خسارة هائلة في التعلم.

ويُعد العمل على الحد من الفاقد التعلمي في ظل هذه الجائحة مسؤولية جماعية يجب أن تتشارك في تحملها أربعة أطراف مجتمعة، هي: الأسرة بما في ذلك الطلبة وأهاليهم، والمدرسة أو الجامعة بما في ذلك الإدارة، والمرشد الأكاديمي أو التربوي، وأعضاء الهيئة التدريسية، والوزارات المعنية وتضم وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني التربوية. ويمكن إضافة طرف خامس في حالة اللجوء إلى التعليم عن بعد، بما في ذلك التعليم الالكتروني في معالجة الفاقد التعلمي، يتمثل في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع الخاص العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات. وتتوزع هذه المسؤولية الجماعية على نحو تكاملي بين هذه الأطراف بحيث يقوم كل طرف بجانب محدد (الرمحي، 2021).

وللتخفيف من الضرر التعلمي الذي أحدثته  جائحة كورونا ومعالجته، فإن الخطوة الأولى الحاسمة تتمثل في تحسين جودة التعلم عن بُعد لأولئك الطلبة الذين ما زالوا يتعلمون افتراضيًا، وتقديم المساعدة للطلبة الذين يحتاجون إليها لتعويض الخسائر التي حدثت بالفعل. إلى جانب تقديم المزيد من الدعم للطلبة المتأخرين  من خلال الدروس الخصوصية عالية الكثافة أو البرامج الأكثر تخصيصًا والقائمة على الإتقان، و قد يحتاج الطلبة إلى قضاء وقت إضافي في الفصل الدراسي، وهذا قد يعني أيامًا دراسية أطول أو أكاديميات إجازة أثناء الإجازات. أما فيما يتعلق بالمعلمين ودورهم في التعامل مع الفاقد التعلمي، فمن الضروري تدريبهم جيدا على ذلك آخذين بالاعتبار أنه قد تكون الأنظمة المدرسية التي استثمرت في توظيف معلمين موهوبين ومساعدتهم على النجاح قبل الأزمة هي الأكثر فاعلية في تقليل الفاقد التعلمي ( Chen et al., 2021).

إذا ما تساءلنا: كيف نساعد الطلبة الذين تخلفوا عن اللحاق بركب التعلم نتيجة هذه الجائحة؟ وكيف تصرفت دول العالم المختلفة إزاء ذلك؟ نجد أن هناك خمس طرق تَركز العمل وفقها واللجوء إليها في أنحاء العالم، وهذ تتطلب زيادة الاستثمار في التعليم. وهي الطرق التالية (GEM Report, 2021):

  • إعادة العام الدراسي بأكمله: فمثلا قررت الحكومة في كينيا إعادة العام الدراسي لجميع الطلبة معتقدة أن جعل الطلاب يعيدون العام بأكمله يضعهم جميعًا على قدم المساواة.
  • التخفيف من المناهج الدراسية: وذلك لكي يتمكن الطلبة من التركيز على بعض الموضوعات وتعلمها جيدا، كما فعلت أوديشا، الهند، وأونتاريو في كندا. فأعلنت بنغلاديش عن برنامجها للتعافي، والذي يتضمن منهجًا موجزًا ​​للعامين المقبلين، مع التركيز على الموضوعات الرئيسية مثل الرياضيات والبنغالية والإنجليزية والعلوم في المدارس الثانوية.
  • إتاحة مزيد من الوقت للتعلم: يمكن أن يتم ذلك من خلال الفصول الصيفية أو عطلة نهاية الأسبوع أو إضافة وقت إضافي في نهاية اليوم، فمثلا نظمت المدارس في الفلبين فصولًا صيفية في عام 2020 لاستعادة الوقت الضائع
  • توجيه اهتمام مخصص لبعض المتعلمين: يمكن عمل ذلك من خلال مجموعات فرعية صغيرة أو دروس خاصة فردية للمتعلمين الأكثر حرمانًا، فمثلا خصصت بريطانيا 350 مليون جنيه إسترليني لبرنامج يوفر تداركًا مكثفًا للطلبة الأكثر تهميشًا، وقامت غانا باستخدام برنامج المدرسة من أجل الحياة لتقديم دروسًا خصوصية لزيادة تقدم الطلبة، وكذلك نفذت إيطاليا برنامجًا في المدارس حيث يتطوع طلبة الجامعات لتعليم الطلبة المحرومين واحدًا لواحد.
  • تنظيم برامج التعليم المعجل: تختصر هذه البرامج عدة سنوات من الدراسة في بضعة أشهر. تم وضعها للأطفال الذين توقف تعليمهم أو لم يبدأ بسبب الصراع والفقر والتهميش. فمثلا في إثيوبيا، يختصر نموذج مدرسة السرعة السنوات الثلاث الأولى من مناهج المدارس الابتدائية في تسعة إلى عشرة أشهر، وفي نيبال، تشارك الفتيات المهمشات في برنامج تعليمي سريع مدته تسعة أشهر يساعدهن على اللحاق بالركب.

من جانب آخر، هناك عدد من الاعتبارات الرئيسية التي قد تكون مهمة لصانعي السياسات التعليمية لتوظيف كل المساعي الإبداعية المتاحة لتجنب أسوأ الآثار الناتجة عن اضطرابات التعليم، مثل تلك التي نتجت عن جائحة كورونا، من أجل إحداث التعليم الفعال، والحد من الفاقد التعلمي أو خفضه. ومن هذه الاعتبارات ما يأتي (حطاب، 2020):

  • توظيف تقنيات التعليم والتطبيقات التعليمية الإلكترونية على نحو فعال ومثمر، وتسخير التكنولوجيا لدعم الفئات الأكثر ضعفًا والمتعلمين ذوي الاحتياجات الإضافية.
  • تمديد الفصل الدراسي الثاني، أو تأخير بدء العام الدراسي القادم مبكرا، أو الاستفادة من العطل الصيفية والشتوية لتنفيذ برنامج معالجة الفاقد التعلمي.
  • تحفيز المعلمين، وتزويدهم بفرص التطوير المهني عن بعد لدعمهم.
  • التركيز على المتعلمين الأكثر حاجة للدعم والمساندة والمتعلمين ذوي الحاجات التعليمية، والاهتمام بالطلبة الأكثر حاجة أو تهميشا، مثل الفتيات غير الملتحقات بالمدرسة، أو أولئك الذين يجبرون على العمل بسبب الوضع الاقتصادي، أو الطلبة ذوي الإعاقة، أو أولئك الذين يعيشون في بيئات منزلية مسيئة والذين يمكن أن تكون المدرسة ملاذًا لهم، وتخصيص موارد إضافية لدعمهم، مثل حزم الدعم التكميلية وتوزيع الأجهزة المستهدفة والمساحات الآمنة والمتطوعين المجتمعيين ضرورية.
  • توفير مناهج مرنة تتيح المجال لاستخدام أكثر فاعلية للتكنولوجيا في تحقيق التمايز والتخصيص حسب احتياجات الطلبة.
  • وضع نظام وبرنامج واضحين لتعويض الطلبة عن الفاقد التعلمي الذي حدث.
  • ربط التعلم السابق بالتعلم اللاحق، والتأكد من حدوث التعلم السابق قبل الانتقال إلى التعلم الجديد.

وفيما يأتي يختص بطلبة المدارس بالتحديد، (مجموعة أخرى من هذه الاعتبارات):

  • إعطاء اهتمام عال للمراحل الأساسية الدنيا (أول وثاني وثالث) والتوجيهي، وذلك لأهمية هذه المراحل لأن بعضها تأسيسي والبعض الآخر مصيري.
  • التركيز على المفاهيم والمهارات الأساسية في المواد التعليمية (العلوم والرياضيات واللغتين العربية والانجليزية).
  • تجنب الجمع بين الفاقد التعلمي القديم، نتيجة انقطاع الطلبة عن المدرسة، والتعلم الجديد، لأن هذا الجمع يمكن أن يربك الطلبة والمعلمون.
  • الأخذ بالاعتبار أن الفاقد التعلمي يمكن أن يكون مختلفا من طالب لآخر، لذلك لا يجوز تطبيق ذات الآلية على جميع الطلبة.
  • يمكن تقسيم الطلبة على فترات زمنية بنفس اليوم الدراسي لغايات تنفيذ برنامج المفاهيم والمهارات الحرجة في المواد التعليمية الاساسية.

8- تعقب التعافي

لقياس الاستجابة العالمية الجارية لجائحة كورونا التي أدت إلى تعطيل تعليم 1.6 مليار طفل في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي، دخلت جامعة جونز هوبكنز والبنك الدولي واليونيسف في شراكة لتطوير برنامج تعقب تعافي التعليم العالمي (COVID-19 – Global Education Recovery Tracker )، لكي يساعد أكثر من 200 دولة وإقليم في اتخاذ القرار، من خلال تتبع جهود إعادة فتح المدارس والتخطيط للتعافي، وتقديم أدلة تساعد صانعي السياسات والباحثين العاملين على الاستجابة ل COVID-19. تم تصميم البرنامج بحيث يتمتع بالمرونة لدمج القضايا الناشئة مع تقديم اتجاه زمني للإجراءات في الأشهر الماضية. يقوم البرنامج بجمع بيانات عالية الجودة عن حالات COVID-19  والاختبار واللقاحات، جنبًا إلى جنب مع الأدوار الاستراتيجية التي يلعبها البنك الدولي واليونيسف في الدعم التشغيلي والسياسي للبلدان خلال الجائحة.

و بالإضافة إلى تتبع الحالة التشغيلية للمدارس، يقوم برنامج تعقب تعافي التعليم العالمي أيضًا بمراقبة كيفية دعم الطلبة، ويتضمن ذلك التغييرات في جدول العام الدراسي، والدروس الخصوصية، والمعالجة، خاصة لصفوف المدارس الابتدائية. ويقوم أيضا، في البلدان التي يتوفر فيها لقاح COVID-19 ، بتتبع ما إذا كان المعلمون مؤهلين كمجموعة ذات أولوية لتلقي اللقاح. ويركز البرنامج على تتبع وعرض المعلومات عبر أربعة مجالات رئيسة Tracker, 2021)):

الفاقد التعلمي

9- التحديات التي تواجه الحد من الفاقد التعلمي

إن العمل للحد من الفاقد التعلمي والنجاح في تحقيق ذلك، ليس بالأمر السهل، أو الذي يتم بسرعة، فهو يواجه مجموعة من التحديات التي لا بد من الانتباه إليها وأخذها بالاعتبار، والسعي إلى التعامل معها بحكمة وصبر ومثابرة. ويمكن تحديد هذه التحديات في مجموعة الأسئلة الآتية:

  • كيف يمكن التخفيف من تأثير الفاقد التعلمي على الفئات المهمشة والطلبة الأكثر احتياجا؟
  • كيف يمكن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة، خاصة التكنولوجيا والحلول التقنية المتوافرة لتقليل الفاد التعلمي؟ وكيف يمكن تطوير طرق أكثر إبداعية لتعزيز دافعية المتعلم ومشاركته؟
  • تعزيز قدرة النظام التعليمي على استعادة عافيته والنهوض من جديد عند مواجهة النظام التعليمي للأزمات، وعلى التعامل مع الفجوات والتفاوتات التعليمية؟
  • كيف يمكن إدارة بيئة التعليم في المنزل، وتعزير الدور الإيجابي للأسرة في مساعدة أطفالها على تجاوز الفاقد التعلمي؟ وكيف يمكن الاتصال والتنسيق المستمرين بين أولياء الأمور والمدارس، ومناقشة جميع المشكلات التي يعاني منها الطلبة ومتابعتها ومعالجتها قبل أن تستفحل؟
  • كيف يمكن تحفيز المعلمين العاملين على خفض الفاقد التعلمي، ورفع معنوياتهم، وتطوير قدراتهم والاستفادة من خبراتهم؟
  • كيف يمكن إعادة تصميم المناهج التعليمية، وتوفير المحتوى التعليمي الأكثر ملاءمة، وتنظيم برامج تعليمية تعويضية وخطط علاجية ملائمة؟
  • كيف يمكن إحداث التكامل الحقيقي والدمج الجوهري بين التعلم الوجاهي داخل الصف، والتعلم عن بعد خارج الصف في معالجة الفاقد التعلمي؟
  • كيف يمكن إعطاء الأولوية لما يفترض أن يكون قد تعلمه الطلبة من معارف ومهارات أساسية في الصف السابق أو الفترة السابقة قبل الخوض في تعليم معارف ومهارات جديدة؟
  • كيف يمكن مراعاة الفجوات التعليمية بين الفئات المختلفة من الطلبة، فهناك من انتظم في التعليم عن بعد، وهناك من انقطع عنه، هناك من أخذ الأمربجدية، وهناك من تعامل معه بشكلية وسطحية؟
  • كيف يمكن توفير موارد إضافية لتعويض الفاقد من التعليم ؟ فيما يتعلق بالموارد البشرية هل يمكن: تعيين معلمين مساندين أو إضافيين، الاستعانة بطلبة الجامعات بعد تدريبهم، الاستعانة بمتطوعين من المجتمع المحلي بعد تدريبهم، الاستعانة بالمعلمين المتقاعدين؟ وفيما يتعلق فيما يتعلق بمورد الوقت، هل تمديد اليوم الدراسي والعام الدراسي، تنظيم برامج التعافي في العطل الصيفية والشتوية، أو تقليص العطلة الصيفية وبدء العام الدراسي القادم على نحو مبكر؟
  • كيف يمكن دراسة مشكلات الرسوب والتسرب والغياب المتكرر لبعض الطلبة وكيفية معالجتها، والتعرف على مؤشرات واتجاهات الرسوب والتسرب من سنة إلى أخرى؟ مما يسهل عملية اتخاذ القرار على أسس سليمة ومعلومات موثقة.
  • كيف يمكن التعرف على الطلبة الذين يعيشون في أسر ذات مستوى اقتصادي منخفض والعمل على مساعدتهم لتجاوز أزماتهم المادية؟ حيث اتضح أن انخفاض المستوى الاقتصادي لأسر بعض الطلاب من العوامل المؤثرة في إخفاق الطلبة، مما أدى إلى رسوبهم أو تسربهم.
  • كيف يمكن أن يصبح النظام التعليمي أكثر قدرة على تفريد التعليم Individualized Instruction ، وتوفير تعلم تعويضي Compensatory Learning لكي ينجح في استعادة ما تم فقده من تعلم نتيجة إغلاق المدرسة، والانقطاع عن التعلم، والتسرب من المدرسة؟
  • كيف يمكن أن تشكل الخبرات والجهود والمساعي والاستثمارات الجارية في التعليم عن بعد منصة انطلاق لطرق أكثر فاعلية في توفير التعليم الشخصي الملائم للأطفال على اختلاف قدراتهم واحتياجاتهم (تشمل هذه الخبارت والجهود تطوير قدرات المعلمين وتمكينهم، وتطوير المحتوى التعليمي، وتطوير أساليب تقييم التعلم؟)

10- إجراءات عملية لتقليل فقدان التعلم

يمكن العمل على تقليل نسبة فقدان التعلم على مستوى الدولة أو المدرسة باتباع الإجراءات العملية الآتية بالترتيب.

الفاقد التعلمي

وتهدف الخطوة قبل الأخيرة إلى تمكين الطلبة من المفاهيم والمهارات السابقة قبل البدء في مرحلة التعليم التالية، والإجابة عن استفسارات الطلبة وتقديم الدعم المناسب لهم بالاستعانة بالمصادر التعلمية المتنوعة، والأنشطة التعليمية المختلفة، والمسارات التعلمية، ودروس التقوية، والمناقشات الإلكترونية، وبنك الأسئلة، وتقديم التغذية الراجعة، مع تفعيل دليل المعلم وكتاب الطالب.

11- نموذج لخطة معالجة الفاقد التعلمي

أولا: المعلومات الأساسية

الصف عدد الطلبة المعلم
المادة عدد الحصص فترة التنفيذ

 ثانيا: تعويض/ معالجة الفاقد التعلمي

الوحدة

الدرس

المعارف الأساسية  
المهارات الأساسية  
الإجراءات التعليمية (ما الذي سيقوم به المعلم/ة؟ ما الذي سيقوم به المتعلم؟ مصادر تعلمية أدوات التقويم
       
       
       

ملاحظة: يمكن أن تتضمن الإجراءت والتعليمية والتعلمية ما يأتي:

شرح وتوضيح مناقشة وعرض أمثلة تدريبات فردية تعلم في مجموعات تعلم مقلوب عرض فيديو تعلم ذاتي

المراجع

  • البنك الدولي (2019 أ). القضاء على فقر التعلم: هدف لحفز العمل على محو الأمية. متاح في:

https://www.albankaldawli.org/ar/news/immersive-story/2019/11/06/a-learning-target-for-a-learning-revolution

  • البنك الدولي (2019 ب). هدف جديد: خفض فقر التعلم إلى النصف على الأقل بحلول عام 2030. متاح في: https://www.albankaldawli.org/ar/news/press-release/2019/10/17/new-target-cut-learning-poverty-by-at-least-half-by-2030
  • حطاب، ابراهيم (2020). تقليل الفاقد التعلمي في التعليم عن بعد. متاح في: https://bit.ly/3bYc153
  • الرمحي، رفاء (2021). الفاقد التعليمي…وجائحة كورونا. متاح في: https://www.maannews.net/articles/2037587.html
  • عيسى، أحمد (2020). ما الفاقد التعليمي. متاح في: https://bit.ly/3oRO7NB
  • عبد الودود، مها (2020). مفهوم الفاقد التعليمي وأسبابه…ما الفاقد التعليمي. الموسوعة العربية الشاملة. متاح في: https://www.mosoah.com/career-and-education/education/educational-wastage/

المراجع الأجنبية

  • Chen, Li-Kai, Dorn, Emma, Sarakatsannis, Jimmy and Wiesinger, Anna (2021). Teacher survey: Learning loss is global—and significant. Available at: https://www.mckinsey.com/industries/public-and-social-sectaor/our-insights/teacher-survey-learning-loss-is-global-and-significant
  • Fleming, Sean (2021). Kids learn better in class than when studying from home, finds teacher survey. Available at: https://www.weforum.org/agenda/2021/03/classroom-teaching-better-than-remote-learning-education/
  • GEM Report (2021). How will countries make up for lost learning during the pandemic? World Education Blog 23 March 2021. Available at: https://gemreportunesco-wordpress-com.cdn.ampproject.org/c/s/gemreportunesco.wordpress.com/2021/03/25/how-will-countries-make-up-for-lost-learning-during-the-pandemic/amp/
  • Giannini, Stefania, Jenkins, Robert and Saavedra, Jaime (2021): Mission: Recovering Education 2021- GEM Report. Available at: https://gemreportunesco.wordpress.com/2021/03/30/mission-recovering-education-2021/

البحث في Google:





عن د. وحيد جبران

استشاري تربوي ومدرب مستشار معتمد، دكتوراة في التطوير الإداري، والماجستير في التربية. يعمل حاليا في الاستسشارات والتدريب في مجالات التطوير التربوي والقيادة والتطوير الإداري. رئيس مجلس الإدارة في جمعية المدربين الفلسطينيين، وأحد مؤسسيها. ومدرب معتمد من جمعية المدربين الأردنيين، ومدرب مستشار معتمد من اتحاد المدربين العرب. وفاز بالجائزة الثالثة كمدرب مستشار معتمد في إطار المدرب العربي المتيز 2018 التي أعلن عنها اتحاد المدربين العرب. عمل في عدة مواقع إدارية وتعليمية في وكالة الغوث الدولية. له عدة كتب وأدلة ومواد تدريبية، منها: كتاب في التعلم النشط، ودليل مرجعي في التدريب من 15 فصل، ودليل في التربية المدنية، وكتاب جامعي في أساليب تدريس العلوم في جامعة القدس المفتوحة، ودليلين تحت عنوان مسيرتي في جامعة خضوري فرع رام الله، وغيرها.

2 تعليقات

  1. د. نهى حمدان

    جهود مباركة

  2. هيلدا مهنا

    يطيك الف عافية د.وحيد ..جهودك مشكورة ومقالة ثرية بما فيها من تحليل واعطاء الحلول الفعالة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *