إدارة التغيير

تعريفات مرتبطة بمفهومي المعايير وإدارة الجودة في التعليم

مفهوم المعايير:

وهي جمع كلمة معيار وهو ” ما يقاس به غيره، وهو النموذج المحقق لما ينبغي أن يكون عليه الشيء”. والمعيار أو العيار في اللغة العربية يعني : معايرة الشيء أو هو كيان مادي بتقدير دقيق لا يختلف رأي  الناس فيه، وقد يكون هذا التقدير بالوزن أو المساحة أو المسافة وغيرها من الكميات. فكلمة معيار تستخدم في صناعة السلاح والسيارات والأدوية وغيرها، وقد انتقل هذا المفهوم حديثاً ليستخدم في المجال التربوي. والمعايير كذلك هي ما اتخذ أساساً للتقدير والمقارنة، فمعيار النقود مثلاً هو مقدارما فيها من المعدن الخالص المعدود أساساً لها بالنسبة لوزنها، وجمعها (عيارات)، والمعايرة أي التقدير بالحجم بمحاليل قياسية معروفة قوتها.

في اللغة الانجليزية (Standard):  يقصد بالمعيار ” مقياس ثابت للمدى أو الكمية أو النوع أو الحجم، كما أنه يعني نوعاً أو نموذجاً أو مثالاً للمقارنة أو محكا للتميز”. ولقد لاقى موضوع المعايير اهتماماً عالمياً واسعاً، فقد عرفت المعايير بأنها مجموعة المواصفات والشروط والخصائص التي تحدد ما يجب أن يتضمنه الأداء في مرحلتي التمكين والانطلاق.

مفهوم الجودة:

أصل كلمة الجودة في اللغة، من جود، والجيد نقيض الرديء، جاد الشيء جُوده وجَوده أي صار جيداً. ويقال هذا شيء جيد بين الجُودة والجَودة. وقد جاد جَودة وأجاد أي أتى بالجيد من القول والفعل.

وقد تباينت تعريفات المفكرين والباحثين لمفهوم الجودة، وذلك تبعاً لخلفية كل منهم وتوجهاته واهتماماته وطريقة تحليله للموضوع، إلا أن ذلك التباين لم يمس جوهر المفهوم والمتمثل في السعي لتحقيق رضا المستفيد؛ حيث عرفت الجودة  بأنها مجموعة الخصائص المميزة والنوعية لمنتج معين، والخدمة التي تحقق رضا المستفيد ورغباته. وقد تكون الجودة معياراً للكمال في تقديم ما التزم المنتج بتوفيره من خدمة مقدمة أو سلعة منتجة في الوقت والمواصفات التي تلائم احتياجات المستفيدين. فالجودة علم وفن يبنى بالتخطيط الاستراتيجي، وقبول التغيير، وتلبية احتياجات المستفيد، واستيعاب التقنيات الحديثة بوصفها بطريقة إبداعية.

وجاء تعريف “ديمنج” Deming  ليضيف بعداً مستقبلياً للجودة، معتبراً الجودة بأنها فلسفة إدارية مبنية على تحقيق ما يصبو إليه المستفيد ويتوقعه من احتياجات اليوم وغداً، ويقصد بذلك الرضا التام للمستفيد حاضراً ومستقبلاً.

أما ” كروسبي” Crosby  فقد أضاف لتعريف الجودة بعداً آخر لتحقيق رضا المستفيد أسماه انعدام العيوب Zero Defect ، واعتبره شرطاً مهماً للمنتج أو الخدمة بهدف إرضاء المستفيد من خلال تأدية كل فرد لعمله من المرة الأولى وبالشكل الصحيح.

هذا ويمكن تعريف الجودة على أنها مجموعة من الخصائص والمميزات لمنتج أو خدمة ما تعبر عن قدرتها على تحقيق المتطلبات المحددة أو المتوقعة من قبل العملاء.

الجودة في الإسلام:

وتعني المواصفات والخصائص والسمات المتوقعة في المنتج وفي العمليات والأنشطة التي من خلالها يتحقق رضا الله سبحانه وتعالى أولا، وإشباع رغبات المستفيدين ثانياً.

قال تعالى:{ قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} (يوسف 55)، فالعبرة ليست بكثرة العمل وإنما بحسن العمل. قال تعالى:{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}، في ذات السياق يأتي تأكيد الرسول عليه الصلاة والسلام:( إن الله كتب الإحسان على كل شيء) وبهذا تعرف الجودة في كلمة واحدة هي الإحسان.

إدارة الجودة:

إن مفهوم إدارة الجودة يحمل عدداً من المعاني المتباينة في شكلها، والمتفقة في جوهرها؛ وقد تعددت التعريفات تبعاً لتعدد المداخل والتوجهات والتطبيقات.

اعتبرت إدارة الجودة بأنها مجمل الصفات والمميزات والخصائص التي تتعلق بالخدمة التي يتم تقديمها وفقاً لاحتياجات المستفيدين الظاهرة وغير الظاهرة، سواء أكان المستفيدون من العاملين، أم المجتمع المحلي، أم أصحاب العمل لزيادة قدرة المؤسسة على المنافسة والنجاح، وإثبات جدارتها أمام المنافسين، ويمكن تناول المفهوم وفقاً لعناصره الثلاثة وهي:

  • الإدارة Management: نجاح الإداريين في تحقيق الأهداف باستخدام إدارة الجودة، من خلال تطبيق العاملين للأنشطة والتخطيط طويل الأمد للجودة، التي تقود المؤسسة نحو الإنجاز التدريجي، مع التحسينات المستمرة بشكل نشط لإشباع حاجات المستفيدين.
  • الجودة Quality: تحقيق الميزة التنافسية ورضا المشاركين، وقدرة المؤسسات على تقديم خدمات تتميز بمستوى عال من الجودة.

كما يقصد بإدارة الجودة بأنها شكل من أشكال التعاون من خلال فرق العمل للقيام بالمهام بالاعتماد على القدرات المشتركة للعاملين والإدارة، بهدف التطوير والتحسين وزيادة الإنتاجية. 

أما فلسفة إدارة الجودة في التعليم فترتكز على تحقيق احتياجات وتوقعات المستفيدين من إداريين وعاملين ومستفيدين ومعلمين ومتعلمين وأولياء أمور من خلال المشاركة المستمرة في العملية الإدارية، والتحسين النشط وبأقل تكلفة ممكنة.

وتسمح إدارة الجودة للإداريين في كافة المراحل بالعمل بشكل أفضل بالاعتماد على مجموعة من المبادئ الإرشادية أو ما يسمى بالمعايير، وتسعى للتكامل في خصائص العاملين والمجتمع من خلال إحداث تغييرات داخل المؤسسة لتشمل القيم والمعتقدات التنظيمية والمفاهيم الإدارية والفكر والممارسات القيادية، والتقويم للوصول إلى مستوى الجودة، الذي يلبي احتياجات المجتمع المحلي ومتطلباته مع استمرار عملية التحسين والتطوير.

الجودة في التعليم:

ليس من السهل تحديد جودة التعليم فهي متعددة الجوانب والزوايا والأغراض، وقد تمثل جودة التعليم كل ما يؤدي الى تطوير القدرات الفكرية والمهارية لدى المتعلمين، وكل ما يسهم في تحسين مستوى الفهم والاستيعاب ويزيد من قدرات الطلاب على حل القضايا والمشكلات التي تواجههم ويزيد من قدرتهم على توصيل المعلومات بشكل فعال.

وقد تعني أيضا مدى ديناميكية العملية التعليمية وإدارة التعليم الصفي، إضافة إلى مدى تحقيق أهداف البرامج من حيث المستوى العلمي وطريقة الأداء والوسائل التعليمية ومستويات التفكير التي تنميها تبعاً للثقافة السائدة.

 

 


المراجع:

جمال الدين محمد بن منظور(2003): لسان العرب، ج2، مصر، دار الحديث، ص ص 254-255.

الخطيب، ريما (2012). مستوى أداء معلمي العلوم في مرحلتي التمكين والانطلاق في ضوء معايير NSTAمن وجهة نظر المشرفين التربويين والمعلمين أنفسهم ومدراء مدارس محافظات غزة، رسالة ماجستر غير منشور، جامعة الأزهر،غزه، فلسطين.

رضوان، محمود. (2012). ادارة الجودة الشاملة فكر وفلسفة قبل ان يكون تطبيق.13، (ط1)، القاهرة، مصر:المجموعة العربية للتدريب والنشر.

عطية، محسن. (2009). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. 32 ،64-35،.

طبوش، صبرينة. (2018). تطوير اداء الإدارة التربوية باعتماد نظام الجودة  الشاملة- تجارب دولية. عمان، الاردن، الابتكار للنشر والتوزيع.

الهوش، أبو بكر محمود (2018): إدارة الجودة الشاملة في المجالين التعليمي والخدمي، دار السحاب، القاهرة.

Crosby, Ph.: Quality Without Tears, Mc Grow, Hill Inc, New York, 1984, p. 60.

Deming, W. : Condensation of the 14 Points For Management out of the Crisis,  1986.W. Edward Deming Institute, U.S.A, P.5.

Rinehart, G.: Quality Education Applying, The Philosophy of  Dr. W. E. Deming, .1993. ASQC Quality Press, U.S.A. P. 49.

 

البحث في Google:





عن د. إيناس عبّاد العيسى

بكالوريوس في الكيمياء والرياضيات والفيزياء، دبلوم عال في أساليب تدريس الرياضيات والعلوم. ماجستير في الإدارة من جامعة ليڤريول- بريطانيا، دبلوم عال في الإرشاد التربوي من الجامعة العبرية. ماجستير ثان في التربية من جامعة بيرزيت. دكتوراه في فلسفة التربية وقيادة المؤسسات التربوية. تعمل محاضرة في عدد من الجامعات والكليات والمؤسسات التربوية منها جامعة القدس المفتوحة، كلية المقاصد الجامعية، جامعة النجاح الوطنية، جامعة القدس، مركز إرشاد المعلمين، مركز إبداع المعلم وغيرها .. ناشطة مجتمعية، عضو مجلس أمناء وعضو هيئة إدارية في عدد من المؤسسات المحلية والدولية، سفيرة للعمل التطوعي في المنظمة الدولية للعمل التطوعي. لها عدد من المؤلفات في التربية وعلم الاجتماع والإدارة والقيادة. بالاضافة إلى عشرات الأبحاث والمقالات المنشورة بالعربية والإنجليزية ومنها مترجمة للفرنسية والعبرية في عدد من المجلات المحلية والعالمية. القدس. فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *