امتحانات الكتاب المفتوح

امتحانات الكتاب المفتوح : المزايا والعيوب

تشبه اختبارات الكتاب المفتوح  open book exams الامتحانات التقليدية. الفرق الرئيس بينها هو أنه في امتحانات الكتاب المفتوح، يُسمح للطلاب بإحضار كتبهم المدرسية أو ملاحظاتهم أو مواد مرجعية أخرى إلى قاعة الامتحانات. ويمكن للمعلمين أيضًا تعيين مجموعة قياسية من المواد التعليمية، أو مجموعة قياسية من أسئلة الاختبار لطلابهم قبل الامتحان، بحيث يمكن للطلاب التحضير مقدمًا باستخدام الموارد المخصصة.(1)

ينتشر نظام ” الكتاب المفتوح ” في الامتحانات في كثير من الجامعات حول العالم، لا سيما مع تقدم التكنولوجيا وسبل البحث عن المعلومات على الإنترنت. ويبقي تطبيقه محدودًا في المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، وفي حدود علمنا ليس هناك ما يشير إلى تطبيقه أو حتى تجريبه حتى الآن في أي من بلدان محيطنا الإقليمي (منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا).

الخصائص المميزة لامتحانات الكتاب المفتوح (2)

1- يصنف الاختبار في هذا النوع من الامتحانات كأحد أنماط الاختبارات تحريرية الاستجابة، مقالية السؤال، التي تهدف إلى قياس مستوى استيعاب الطلاب للمنهج، ومدى قدرتهم على البحث عن المعلومة وإيجادها، وهم تحت ضغط الامتحان.

2- تتحرك أسئلة هذا النمط من الامتحانات إلى مستويات أعلى في تصنيف بلوم للأهداف التعليمية؛ فهي تستهدف قياس قدرة الطالب على التحليل والتقويم وتركيب المعرفة متجاوزةً حد الوقوف بالقياس عند مستوى التذكر.

3- ليس لأسئلة هذا النمط من الامتحانات نماذج إجابة محددة ودقيقة، وليس لها ما يُعرف في الامتحانات التقليدية بالإجابات النموذجية.

4- مناقشة الطالب الممتحن للمعرفة أو القضية موضوع السؤال، وقدرته على دعم تلك المناقشة بالأمثلة والحجج والبراهين أكثر أهمية من اقتباساته من مصادر المعلومات.

5- يمكن أن تكون هناك صيغة أخرى هي إعداد الامتحان بتنسيق take-home، و يمكن تسليم أسئلة Take-home للطلاب. ويمكن أن تكون هذه الأسئلة التي تتم الإجابة عنها في المنزل أسئلة للمقال، أو أسئلة الإجابة القصيرة، أو أسئلة الاختيار من متعدد. و يجب على الطلاب بعد ذلك إعادة ورقة الاختبار خلال فترة زمنية محددة دون الحصول على مساعدة من أشخاص آخرين.

النواتج أو المخرجات المتوقعة من تطبيق امتحانات الكتاب المفتوح (3)

1- توضيح درجة امتلاك الطالب لمستوى مرتفع من التعبير الكتابي حيث تكمن الأهمية الأولى لهذا النوع من القدرة على الإنتاج والتكامل والتعبير عن الأفكار.

2- توضيح درجة امتلاك الطالب للقدرة على انتقاء المعلومات وتنظيمها والربط بينها، إذ يقوم الطالب باستدعاء الإجابة التي تربط بين عناصر مختلفة من المقرر ويعيد تنظيمها، وتركيبها بالطريقة التي يراها.

3- تقييم مستوى الابتكار لدى الطالب، حيث يقوم بإعادة تنظيم وتأليف بعض عناصر المقرر بطريقة جديدة مبتكرة أو قد يقوم بابتكار فكرة جديدة إذا كان السؤال يتطلب ذلك.

4- تقييم مستوى التفكير الناقد والتقويم لدى الطالب عندما تتعلق مفردات الاختبار بمشكلات أو مواقف جديدة تتيح للمتعلم أن يطبق عليها ما لديه من معارف ومهارات.

-5  تجعل الطالب نشطًا وفاعلاً في اختياره للمعلومات المتعلقة بالمشكلة التي يطرحها السؤال ثم ينظمها ويربط بينها ويخرجها في نسق متكامل.

-6  تقييم مستوى العمليات العقلية العليا لدى الطلاب بعمل استنتاجات ومقارنات وتحليلات وإصدار الأحكام على المعرفة بأنواعها المختلفة.

مزايا امتحانات الكتاب المفتوح (4)

أوردت أدبيات القياس والتقويم التربوي عديد المزايا لنمط امتحانات الكتاب المفتوح، لعل من أهمها:

1- يوفر فرصة للطلاب لاكتساب المعرفة أثناء عملية التحضير لجمع المواد التعليمية المناسبة بدلاً من مجرد تذكرها أو إعادة كتابتها.

2- يعزز مهارات استرجاع المعلومات للطلاب من خلال إيجاد طرق فعالة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة من الكتب والمصادر المختلفة.

3- قد يساعد في التخفيف من قلق الامتحانات.

4- اصطحاب الطالب للكتب والمراجع ومصادر المعلومات يبعث على الطمأنينة وإن لم يستخدمها في الإجابة عن الأسئلة.

5- يعزز مهارات الفهم والتلخيص لدى الطلاب لأنهم يحتاجون إلى تحويل تفاصيل محتوى الكتب والمواد الدراسية الأخرى إلى ملاحظات بسيطة وسهلة الاستخدام للامتحان.

6- يفترض هذا النمط من الامتحانات أن تسهيل امتلاك الطالب لبنية معرفية أساسية يوفر له قدرًا مناسبًا من المعلومات والحقائق والنظريات المعاصرة ليستخدمها في تفسير البيانات، وبناء الاستنتاجات الذاتية، وتصميم التجارب الافتراضية.

7- تساعد الطالب في التمكن من مهارات التعلم الذاتي؛ حيث تحفزه على استخدام مصادر التعلم بمهارة، والربط بين المعلومات المعطاة للوصول إلى ناتج معرفي جديد.

عيوب امتحانات الكتاب المفتوح (5)

يمكن تلخيص أهم عيوب امتحانات الكتاب المفتوح في النقاط التالية:

1- غالبًا ما تكون امتحانات هذا النمط صعبة جدًا على الطلاب، وتعتمد على قدرة الطالب وإمكانياته في حسن الربط بين النقل والفهم، وغالبا ما تكون الإجابة بعيدة كل البعد عن الكتاب.

2- ربما يقضي الطالب الممتحن الكثير من الوقت في البحث عن معلومة ما أو جزء منها مستنفذًا بذلك الوقت اللازم لتحرير إجاباته عن أسئلة الامتحان.

3- من الصعب التأكد من أن جميع الطلاب مجهزون بالتساوي فيما يتعلق بالكتب التي يحضرونها في الامتحان، لأن مخزون كتب المكتبة قد يكون محدودًا، كما قد تكون بعض الكتب باهظة التكلفة للطلاب.

4- هناك حاجة إلى المزيد من المساحات المكتبية للطلاب أثناء الامتحان لأن الطلاب غالباً ما يحتاجون إلى الكثير من المساحات للكتب المدرسية والملاحظات والمواد المرجعية الأخرى.

5- قد يُغري هذا النظام الطالب بتضمين إجاباته اقتباسات أكبر من الحد الأدنى المطلوب أو الضروري.

6- قد يُغري هذا النظام الطالب باستخدام ما قام بوضعه من ملاحظات أو شروح أو تعليقات (في هوامش الكتاب المدرسي أو المذكرة) على بعض جزئيات أو نقاط من المحتوى المعرفي موضوع الامتحان دون أن تكون هذه الملاحظات أو الشروح بالضرورة هي الأكثر ارتباطًا بأسئلة الامتحان.

7- في هذا النمط من الامتحانات تكون مهمة تحقيق الانضباط وحفظ النظام في قاعات الامتحان أكثر صعوبة، وتمثل عبئًا أكبر على المعلمين.

المراجع

1- FellerM. Feller (1994): Open-book testing and education for the future. Studies in Educational Evaluation, 20(1994), pp. 235–338.
2- Chan C.(2009) Assessment: Open-book Examination, Assessment Resources@HKU, University of Hong Kong,  Available At:
http://ar.cetl.hku.hk
3- صعدى، إبراهيم عبدة (2014). معايير بناء اختبار الكتاب المفتوح في ضوء التوجهات الحديثة لجودة التقويم في مؤسسات التعليم العالي، المجلة التربوية الدولية المتخصصة: مج 3، ع 11. ص ص 222- 245
4- O’grady G, M,. (2000): Open-book examinations. CDT-Link  Triannual newsletter of Centre for Development of Teaching and Learning.. Available At:
http://www.cdtl.nus.edu.sg/link/jul2000/practice2.htm.
5- Schwartz, Michelle (n.d).open book exams, Learning& Teaching Office, Ryerson University, Canada. Available At:
   http://www.ryerson.ca/lt/

البحث في Google:





عن د۔ كامل جاد

المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة

تعليق واحد

  1. د. محمود أبو فنّه

    مقالة مفيدة لكلّ من يرغب في إحداث نقلة نوعيّة
    في أساليب وطرائق التعليم والتقويم في مؤسساتنا
    التعليميّة.
    أنا لا أجزم عدم تطبيق واستعمال هذا الأسلوب في مؤسساتنا
    كما ورد في المقال، وأعتقد أنّ هناك محاولات وإن كانت
    تنحصر في مؤسسات التعليم العالي.
    رغم صعوبة تطبيق هذا الأسلوب، إلّا إنّني أبارك تطبيقه
    في مؤسّساتنا وبالتدريج، للتحرّر من الأسلوب البنكيّ التلقينيّ.
    أحيّي من القلب د. كامل جادّ على مقالته الهادفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *