كيف نقدّم درسا نموذجيا في مهارة القراءة

مهارة القراءة هي إحدى المهارت الاستقبالية (الاستماع -القراءة) والتي تعطي المتعلم حصيلة وذخيرة لغوية مهمة، فقد كانت وما زالت المهارة الاستقبالية الأولى أو الوحيدة التي تمد الطالب برصيد لغوي يستطيع أن يتواصل من خلاله مع المنطوق و المكتوب. وسبب تصدرها يرجع إلى الإهمال الواقع تجاه مهارة الاستماع إما للجهل في كيفية تدريسها أو قلة موادها أو ظنا من البعض أن مجرد الحديث مع الطلاب كفيل بأن ينمي مهارة الاستماع لديهم وهذا فهم مغلوط بلا شك.

كل هذا جعل من مهارة القراءة تتصدر العملية التعليمية من حيث الاستقبال اللغوي لدى الطالب. وهنا نتحدث عن كيفية تقديم هذه المهارة  والاستفادة منها على الوجه الأكمل طالما أن الكثير – طلابا ومعلمين- يعتمدون عليها.
وللعلم، فإننا حين نقدم درسا لتلك المهارة إنما نقدمه باستخدام بعض الاستراتيجيات أو التوليف بينها مع الانتباه إلى المعايير التالية:

أولا: يجب علينا أن نحدد المستوى الذي سنقدم له هذا الدرس وإذا كان هذا الدرس موجها للمستوى المتوسط باعتبار معايير ( ACTFL ) وعتبة المتوسط الثاني باعتبار معايير (CEFR).

ثانيا: نحدد مهارات الفهم القرائي وأبعاد القراءة المنتجة التي نسعى لتحقيقها من خلال النص التعليمي وهي بشكل عام لها خمسة أبعاد:

  1. التعرف  (على الرمز الكتابي / أجزاء الكلمة / المعنى / المقابل ..إلخ)
  2. الفهم   ( المباشر / الاستنتاجي / الناقد / التذوق / الإبداعي )
  3. التفاعل مع النص فهما وتذوقا ونقدا وإضافة
  4. ربط الخبرات المكتسبة بالخبرات السابقة  
  5. توظيف ناتج الخبرات السابقة والمكتسبة في فهم وتحليل ما يقابله

ثالثا: نحدد الاستراتيجية التي سنقدم بها هذه المهارة، وهنا تم دمج أكثر من استراتيجية  في تدريس تلك المهارة منها:

  1. استراتيجية الصف المعكوس وتم استخدامها في تقديم الكلمات المفتاحية للنص من خلال تقديم قائمة للطلاب بهذه الكلمات قبل اليوم الذي سنتطرق فيه للدرس لتجهيزها ومعرفة معانيها وقراءة الدّرس مسبّقا في ضوء هذه القائمة.
  2. التعلم التعاوني، فكل مجموعة تشترك في البحث عن معاني كلمات فقرة معينة في النص.
  3. التعلم بالأقران، فكل مجموعة يجب أن تعلم جميع معاني مفردات الفقرة وإذا لم يعلم فرد منها يسأل أفراد المجموعة الآخرين.

رابعا: تنويع الطرق المستخدمة في تقديم المفردات الجديدة والمفتاحية التي يشتمل عليها النص بحيث تراعي خصائص الطلاب وأنواع الذكاءات المتعددة لديهم  وطرق تقديم المفردات تنقسم إجمالا إلى قسمين:

  1. لغوية: وتشمل  (المرادف / المقابل / الجذر / السياق / الترجمة …الخ )
  2. غير لغوية: وتشمل (الإشارة / التمثيل / الصورة/ الخبرة الواقعية …الخ )

خامسا:
بيان كيفية تفعيل هذه الطريقة بصورة واضحة ومفهومة للجميع فيتم:

  1. تقسيم الصفوف في مجموعات تراعى فيها الفروق الفردية بين الطلاب بحيث يكون مستوى المجموعات متجانسا، وطلاب كل مجموعة متفاوتون في المستوى بين (متميز ومتوسط وضعيف )
  2. إعطاء التعليمات حول كيفية بدء العمل وتنفيذ المهام بدقة ووضوح للجميع و يجب التأكد من أن جميع الطلاب قد أدركوا التعليمات جيدا.
  3. تحفيز الطلاب في كل مجموعة ليشاركوا في العملية التعليمية وعدم الاقتصار على المتفوقين فقط.
  4. تحديد الوقت المناسب لمعالجة كل فقرة في النص لكل مجموعة.
  5. المساواة بين الطلاب في كل  مجموعة من حيث (المهام والوقت ومدة الحديث… )

سادسا: بدء العرض

  1. بعد توضيح التعليمات لكل الطلاب، نبدأ في تقسيم الدرس إلى فقرات متساوية وكل مجموعة تحضّر المطلوب منها من هذه الفقرة وتبحث عن معاني هذه الفقرة إجمالا وتفصيلا بسؤال بعضهم أو البحث في المعجم في مدة محدّدة لكل مجموعة.
  2. بعد انتهاء زمن كل فقرة، تقوم كل مجموعة بسؤال المجموعة الأولى عمّا ورد بالفقرة الأولى متناولين الفهم الحرفي والفهم العام.
  3. مشاركة المعلم للطلاب في تطوير المعرفة وتوسيعها وإثارتهم وتوجيههم نحو تحقيق أكبر استفادة.
  4. الأسئلة تأخذ اتجاهين في الطرح

أ- أسئلة التعرف والفهم الحرفي: 1.المعنى 2. المقابل  3. المفرد 4. الجمع  5.الوزن  6. أصل الكلمة

ب- أسئلة الفهم والتحليل: 1.الموضوع العام للنص والفقرة 2. الفكرة الثانوية 3. فهم المعنى السياقي  4.علاقة الجمل ببعضها 5. فهم اتجاه الكاتب وسبب اختيار كلمة أو جملة عن أخرى  6. وضع عنوان مناسب لكل فقرة 7. نقد فكرة معينة وردت وإبداء الرأي  8. ربط العلاقة بين الفقرات ببعضها.

ولا ننسى أن نؤكد على دور المعلم وحنكته في إدارة هذه المباراة العلمية وتحقيقه للمخرجات التعليمية التي يسعى إليها من خلال تحضير محكم لدرسه و اطلاع واسع على المواضيع وأسلوب حكيم في طرح أسئلة مفصلية تقود لأسئلة أخرى تساعد على تطعيم الطلاب بالحديث، بحيث لا ننسى أن هذه اللغة بالنسبة إليهم جديدة وليست لغتهم الأم مهما تطور مستواهم فسيحتاجون لتطعيمها لينتظم حديثهم.
ولأنه لا غنى لأي تنظير عن الواقع العملي، فبين أيديكم درس عملي في تدريس مهارة القراءة من خلال هذه الطريقة مع مجموعة من الطلاب الأتراك  في المستوى المتوسط في أحد البرامج التعليمية من خلال هذا الفيديو الذي يوضح هذه الاستراتيجية.

البحث في Google:





عن سويفي فتحي‎

معلم لغة عربية للناطقين بغيرها جامعة 29 مايو بتركيا.

3 تعليقات

  1. ربيع ربيع

    أفكار رائدة بالتوفيق.

  2. د. محمود أبو فنه

    كنتُ أحبّذ إضافة للعنوان: “كيف نقدّم درسا نموذجيا في مهارة القراءة”
    لطلاب أجانب أو لطلاب غير ناطقين باللغة العربيّة. والسبب: تدريس اللغة
    العربيّة كلغة أمّ يختلف عن تدريسها كلغة ثانية أجنبيّة!

  3. بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *