هذه مجموعة من الرسائل التوجيهية للآباء والأمهات أو مَنْ يقوم مقامهما في التعامل مع الأبناء ، لعلها تجعل من إجازة الصيف إجازة ممتعة وسعيدة ومفيدة، تتعزَّز خلالها العلاقات الأسرية ، وتمضي أيامها جميلة على الأبناء، تزيد من ثقتهم وتوازنهم مع أنفسهم ومع محيطهم الاجتماعي، ولتنتهي الإجازة ، وتكون العودة ميمونة إلى المدارس، ولسان حالهم يقول : وداعًا للإجازة الجميلة ، وأهلًا بمدرستي الحبيبة.

• اجعل من الإجازة موسمًا لتقوية صلة الأبناء بالله وعلّمهم فعل الخيرات وحب المساكين والتَّأدب بأحسن الاخلاق.
• اقْترِب أكثر من ولدك؛ فالفرصة متاحة الآن للجلوس معه، والاستماع إليه، ومشاركته جوانب من حياته اليومية، واعلم أنَّ الابتعاد العاطفي عن الأبناء يورث القطيعة ،وله عواقب وخيمة قد لا ندركها إلا بعد فوات الأوان.
• ارسم لولدك مسارًا لاستثمار ساعات يومه من عبادة وثقافة وتسلية لا تتعارض وشرع الله، والفرصة متاحة لعقد الاجتماعات أو الندوات الأسرية بمشاركة الأهل والأصدقاء ، وليكن للأبناء نصيبهم من المداخلات والحوارات ؛ فذلك يزيد من ترابط الأبناء بآبائهم ويجعلهم أكثر طواعية وأكثر قبولًا لأنظمة وقوانين الأسرة.
• عزِّز صلة ولدك بإخوته وأقاربه وكلِّفه ببعض المهمات الاجتماعية تشجيعا له ودعمًا لثقته بنفسه.
• ابتعد عن زيادة جرعات الدلال الزائد خلال الإجازة، وهي فرصة لتعليم الأبناء الاعتماد على أنفسهم ، وأقلها أنْ يُرَتِّبوا فِراشهم وَيخْدِموا أنفسهم، ويساعدون في أعمال المنزل.
• لا تجعل من هذه الإجازة استكمالا لأيام الدراسة، وامنح طفلك شعورًا بالراحة من الواجبات وأعمال الدراسة في الأيام الاعتيادية، وإنْ كان لا بدَّ من الدراسة أثناء الإجازة؛ فليكن ذلك على جرعات متقطعة وبالاتفاق الودّي والترغيب، بعيدًا عن أساليب القهر والترهيب، دون أنْ يَطْغى مشروعك لتدريس ولدك على مشروعات يحبها الأولاد في الإجازة.
• تَحَكَّم بساعات نوم طفلك وساعات سهره، ولا تجعلها مختلفة عمَّا هو معتاد عليه قبل الإجازة؛ فلا تعني الإجازة النوم لساعات طوال، ولا تعني كذلك السهر حتى الفجر، إنْ حدث ذلك؛ فسوف تضطرب الساعة البيولوجية لولدك بما يصيبه بالإرهاق والتعب، وربما الإصابة بوعكات صحية.
• تناوَل مع ولدك الطعام، وامنح نفسك فرصةَ تعديل سلوكه، واجعله يتأدَّب بآداب الطعام من خلال التعلم بالقدوة، وما دام الجميع في إجازة ؛ فنقلل ما أمكن من الوجبات السريعة (الطعام الجاهز) ولنتخذها فرصة للطهو في المنزل بمرَّات تفوق المرَّات التي نطلب فيها الوجبات السريعة بما تحمله من مخاطر وتحذيرات أثبتتها الأبحاث العلمية والممارسات العملية، ولا بأس باتخاذ قرارات أسرية جريئة، كمنع المشروبات الغازية والعصائر الصناعية واستبدالها بمشروبات وعصائر يتم صنعها في المنزل.
• اعلم أنَّ مُدركات الأولاد في التعامل مع المخاطر أو الأمور الطارئة محدودة جدًا؛ فاحذر مِنْ تَرْك أولادك وحدهم في المنزل أو تركهم في السيارة بوضع التشغيل بحجة أنك تعتمد عليهم وأنَّهم ناضجين؛ واحذر من تكليفهم بأعمال لا يحسن القيام بها إلا الكبار وخاصة إذا تطلب الأمر استخدام الأدوات والأجهزة الخطرة ، فقد يَحْدُث ما لا يُحْمَد عقباه .
• التَّجوُّل في الشوارع والطرقات والمتنزهات والأسواق يكسب الأبناء متعة غير محدودة ، لكنها لا تخلو من مُهدّدات السلامة العامة؛ ففيها ما يمكن أنْ يُعَرِّض ولدك للخطر؛ فاعقل وتوكل .
• الإفراط في القسوة والصرامة مع الأبناء في المنزل يؤثر سلبًا على سلوكهم العام، فتظهر أنماط جديدة من ردود الأفعال على شكل سلوكات سلبية كالعدوانية والانطوائية والخوف والقلق وإيذاء الذات أو الآخرين من حوله.
• لتكنولوجيا الرَّقمية فوائدها الكبيرة، لكنها بأيدي أبنائنا الصغار شر صامت نهديه إليهم ؛إنْ تركناها دون رقابة وتنظيم؛ فالإنطوائية وحب العزلة وفقدان الشهية للطعام والعصبية والغضب الزائد ومشكلات العيون والأعصاب وأنماط من السلوك الغريب هي من تبعات الإفراط في استخدام تلك الأجهزة ، لنجعل من إجازة الصيف فرصة لضبط ظاهرة التَّعلق بالأجهزة الإلكترونية ونجعل من نظامنا الأسري أكثر جذبًا لأبنائنا من قضاء الساعات الطوال (بل معظم ساعات الليل والنهار) أمام تلك الأجهزة الذكية الخادعة للبصر والبصيرة.